الانتشار العسكري الأمريكي ضد الأمة
الخبر: وكالات، الانتشار العسكري الأمريكي في مياه الخليج
التعليق:
أدوات أمريكا من الدول المطلة على الخليج العربي وفي المنطقة قطعوا
شوطا كبيراً في تمهيد الطريق لأمريكا لتمكينها من بسط نفوذها على كامل دول الخليج
لإحكام سيطرتها على كل المنطقة والتحكم في الصادر منها إلى العالم والداخل إليها
بعد أن أدركت أمريكا أنها في سباق مع الزمن أمام صحوة شعوب المنطقة وظهور ما لدى
هذه الشعوب من قوة تهدد استقرار أي نفوذ صليبي فيها فاستبقت المفاجآت، لقهر شعوب
المنطقة وتدمير حاضرهم ومستقبلهم وإجهاض أي تحرك لهذه الشعوب قد يعيد لها سلطانها
ويمكنها من امتلاك إرادتها، ولمنع أي محاولة تؤثر سلبا على تحقيق أمريكا لمشاريعها
وخططها الاستعمارية، وعلى رأس هذه المشاريع ما يسمى بصفقة القرن التي في حقيقتها
صراع محتدم بين القوى الاستعمارية على النفوذ الذي يقهرون به شعوب المنطقة ويخربون
به بلادهم ويسرقون به خيراتها ويستهدفون به الإسلام العظيم وكل مقدس عند المسلمين.
الصفقة لم يتم إلإعلان عن بنودها ولكن أمريكا على يقين بأن بنود
الصفقة ستحدث ردود فعل شعبية عليها وعلى الأنظمة التي سايرت أمريكا وسارت معها في
تنفيذ بنود صفقة القرن التي هي بكل تأكيد وبشكل قاطع تخدم مصالح أعداء الله
والبشرية، أمريكا، وتثبت نفوذها وتوسعه في المنطقة مستخدمة مع شعوب المنطقة جزرة
الازدهار الاقتصادي وعصا مكافحة (الإرهاب) للقبول بها وبخططها الصليبية الخبيثة.
وما تعلمه أمريكا وتخشى منه أن المسلمين في المنطقة وخارجها يرفضون كل
التدخلات في بلادهم وإن سمح بذلك حكامهم العملاء، فحكام المسلمين لا يمثلون شعوبهم
ولا أمتهم بل هم مغتصبون للحكم ليس لهم أي شيء في عنق أي مسلم ولا يلتزم المسلمون
في أي قرار من قراراتهم المبنية على الضعف والتبعية والعمالة والخضوع للكافر
المستعمر، فقد كان المسلمون ولا زالوا ضد كل المشاريع والمخططات الاستعمارية وإن
لم يستطيعوا إيقافها أو نسفها ابتداء من هدم دولتهم الخلافة العثمانية ووعد بلفور
واتفاقية سايكس بيكو، مرورا بخيانات وتآمرات الأنظمة في بلاد المسلمين على قضايا
الأمة المصيرية والرئيسية، وصولا لوعود ترامب وهباته وخطته للسلام (صفقة القرن)،
فالأمة الإسلامية على يقين تام بحرمة أي خضوع وإذعان أو قبول أي سيطرة أو تدخل
لأمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية في بلادنا وقضايانا، وهي أيضا على يقين لا
يخالطه الشك بأن أمريكا لا تأتي إلا بالشر والقتل والظلم والاستغلال ولا تعرف أن
تأتي بخير، والأمة الإسلامية لم ولن تستسلم لمشاريع الكافر المستعمر في بلادنا حتى
لو فرضت عليها بالقوة وتواطؤ الحكام.
واللافت أن الإدارة الأمريكية قد حددت موعداً للإعلان عن الصفقة بعد
انتهاء شهر رمضان كما قال كوشنير. فمنذ متى يحددون مواعيد لبرامجهم وأجنداتهم
السياسية بالتقويم الهجري؟! ولكن هذا يعني أن شهر رمضان كان على طاولة البحث بعد
أن انتبهوا لتزامن موعد الإعلان الأول عن بنود صفقة القرن مع شهر رمضان، ولكنهم
وعملا بنصائح ثعالبهم، بعدم المساس والاقتراب من مشاعر المسلمين أو خوض حرب معهم
في شهر رمضان لما له من أثر كبير في تحفيز المسلمين ودفعهم نحو التضحية وما يشكله ذلك
من إمكانية إفشال مشاريع أمريكا وإسقاط عملائها في المنطقة وغيرهم من حكام المنطقة
الذين سايروا أمريكا وساروا معها، والابتعاد عن شهر رمضان في إعلان بنود الصفقة قد
يفهم منه أن بنودها ستستفز المسلمين في كل العالم وليس فقط في المنطقة العربية،
فلنُرِ الله منا في الوقوف في وجه أمريكا ما يرضيه عنا ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا
فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح أبو سوا قطيشات
21 من رمــضان المبارك 1440هـ الموافق الأحد,
26 أيار/مايو 2019مـ
No comments:
Post a Comment