Tuesday, July 28, 2015

حول حملة ملصقات على الحافلات عنوانها "من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟"‏

حول حملة ملصقات على الحافلات عنوانها "من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟"‏

‏(مترجم)‏
الخبر: يعيش في بلدة لوتون الواقعة خارج لندن الكثير من المسلمين. وفي السنوات الأخيرة، عرضت الأخبار المحلية ‏والعالمية أمثلة عديدة مختلفة عن قصص سلبية ترتبط بالإسلام والمسلمين وفي خطة استفزازية تخطط رابطة الدفاع ‏الإنجليزية اليمينية المتطرفة (‏EDL‏) للقيام بمسيرات معادية للإسلام. وقد تسببت هذه القضايا والعديد غيرها بزيادة ‏حدة التوتر بين المسلمين وغير المسلمين هناك وفي مناطق أخرى من بريطانيا.‏

التعليق
: أثناء وقوفي على جانب الطريق في زيارة لي للوتون، مرت أمامي فجأة حافلة ألصق على الجزء الخلفي منها ‏لوحة إعلانية. كتب فيها "من هو محمد ‏صلى الله عليه وسلم؟ اطلب نسختك من القرآن". ولا بد أن أعترف بأن هذا أثلج صدري فهذا آخر ‏ما كنت أتوقع رؤيته على حافلات هذه المدينة التي يسودها التوتر في هذا الوقت العصيب الذي تمارس فيه الحكومة ‏وقطاعات وسائل الإعلام الدعاية المشوِّهة المضادة للإسلام والمسلمين. وبعد نقاشات مع الكثير من المسلمين إضافة ‏إلى العديد من الدراسات الاستقصائية التي صدرت مؤخرا، فإنه من الواضح بأن الدعاية التي لا هوادة فيها والمعادية ‏للإسلام قد أثرت في تسميم عقول غير المسلمين الذين يعيشون بالقرب من المسلمين أو يلتقون بهم في أماكن العمل أو ‏في المجتمع بشكل عام. فقد وصمت وسائل الإعلام مساجدنا بأنها أماكن وعظ تبث الكراهية في النفوس، ومدارسنا ‏بأنها بؤر "تطرف" وكافة ممارساتنا الإسلامية بأنها همجية ومتخلفة. وصُبغت العقول بفكرة أن المسلم العادي يريد أن ‏يتسبب بالأذى لجاره غير المسلم وبأنه يتمنى له السوء.‏
وأمام هذه الهجمة الشرسة، يشعر المسلمون بأنهم لا حول لهم ولا قوة فينعزلون. فبمجرد أن ننتهي من نقاش يبدأ ‏آخر. إلى درجة جعلت سلسلة مطاعم مشهورة جدا تقدم "اللحم الحلال" دون أن تصرح بذلك - وهذه (قضية تقديم ‏اللحم الحلال) أثارت جلبة علق عليها حتى مسئولون حكوميون.‏
جاء الجيل الأقدم من المسلمين إلى الغرب في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وحققوا الكثير من ‏الإنجازات فيما يتعلق ببناء المساجد والمقابر الإسلامية وممارسة الأعمال وفق المفاهيم الإسلامية بما في ذلك تجارة ‏اللحم الحلال. ويُعزى ذلك كله إلى أنهم فهموا أن الإسلام يأمرهم بأن يصلوا الجمعة وأن يدفنوا موتاهم كما أمر الله ‏تعالى. اليوم، هؤلاء الرجال والنساء المسنون في حاجة إلى جيل شاب يحمل هذا الإرث ويعمل على:‏
‏1-‏ المحافظة على هذه المكتسبات 2- نقل الرسالة الحقيقة للإسلام إلى عامة الناس الذين نعيش معهم في الغرب ‏ليتسنى لهم أن يطلعوا على الحقيقة - خلافا للصورة المجنونة والمخيفة التي تقدمها الحكومة والإعلام وتحاول ‏رسمها في الأذهان عن الإسلام.‏
وفي هذا الصدد، فإن المبادرة التي رأيتها في لوتون والتي قام بها بعض المسلمين من وضع لوحات إعلانية على ‏الجزء الخلفي من الحافلات - كما العديد من المبادرات الأخرى التي من هذا القبيل كمبادرة «يوم الأبواب المفتوحة» ‏التي فتحت فيها المساجد لغير المسلمين للتعريف بالإسلام وإطعام الناس الذين بلا مأوى والفيديوهات التي توضع على ‏اليوتيوب وكذلك النقاشات كل تلك الأمور محمودة بلا شك. فجزى الله خيرا كل من بادر ودعم، ولعل الله تعالى يفتح ‏قلوب وعقول جيراننا غير المسلمين على ديننا العظيم الجميل ونسأله تعالى أن يُحبط خطط أولئك الذين يمكرون بديننا ‏ويسعون لتشويه صورته.‏
‏﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ ‏وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: 125]‏
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
13 من شوال 1436
الموافق 2015/07/29م

No comments:

Post a Comment