Monday, August 17, 2020

بيان صحفي: الحكام العلمانيون في باكستان يدعمون عبادة الأوثان والشرك لإرضاء الغرب

 بيان صحفي: الحكام العلمانيون في باكستان يدعمون عبادة الأوثان والشرك لإرضاء الغرب

 

أفتى مجلس العلماء الباكستاني بقيادة طاهر محمود أشرفي "فتوى" لدعم الحكم الاستعماري، وكانت هذه المرة بالإفتاء ببناء معبد هندوسي في إسلام أباد وعلى نفقة الدولة! ووفقاً للتوقعات، فإنه لم يتم استخدام أدلة لهذه "الفتوى" الرسمية من القرآن والسنة، بل من المراجع والبيانات العلمانية. وحرصاً على إرساء أوراق اعتماد العلمانية من الغرب، منحت الرابطة الإسلامية الباكستانية قطعة أرض ضخمة لبناء المعبد الهندوسي في إسلام آباد، وزعم خواجة آصف أن جميع الأديان متساوية، كما احتفل حزب الشعب الباكستاني بمهرجان "هولي" الهندوسي ودعم بناء المعبد، وفتح نظام باجوا/ عمران خزينة الدولة لبناء المعبد الهندوسي وآخر للسيخ. والواقع أن النخبة الحاكمة العلمانية تعرف أن الغرب لا يتسامح إلا مع الأنظمة التي تفرض التفكير والقوانين العلمانية على المسلمين في باكستان. وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لجنوب ووسط آسيا، أليس جي ويلز، قد أشادت في وقت سابق بموقف عمران خان فيما يتعلق ببناء المعبد في 9 تموز/يوليو، مؤكدة على أن هذه الخطوة تعكس رؤية التسامح الديني والاعتدال.

إنّ الحضارة الغربية لا تقيم وزنا لعلاقة الإنسان بخالقه، فقد فشل العالم النصراني في حل الخلافات الدينية، وقد دفع هذا الفشل العالم الغربي نحو الحل الوسط العلماني، وذلك لأن العلمانية لا تحل مسألة وجود الخالق على أساس العقل. وبدلاً من ذلك، يضعون الدين جانباً خارج الخطاب العقلي، مدّعين أنه شأن خاص. كما أنّ الفكر العلماني غير قادر على تقييم الدين على أساس العقل، لذلك يتبنى فكرة المساواة بين جميع الأديان، والموقف العلماني هو أنه لا يوجد فرق بين المسجد، علامة التوحيد، والمعبد علامة الشرك. ويدّعي الغرب أن حضارته تقوم على العقل والبراهين، إلا أنه يردّ أهم مسألة تتعلق بالإنسان، وهي علاقته بخالقه، من مجال الجدل الفكري. لقد فرضت على العالم حضارة مادية لا ترحم، بحيث تشقي الإنسانية من ظلمها.

وفي تناقض تام مع العلمانية، قدّم الإسلام فكرة التوحيد للعالم، حيث تم تقديم الأدلة العقلية التي تثبت وجود الله سبحانه وتعالى. وعندما ادعى كفار قريش بأن رسول الله r جاء بالقرآن من عند نفسه، تحدى الله سبحانه وتعالى قريشاً بأنهم إن كانوا على حق فليأتوا بمثل القرآن. إنّ صدق الإسلام وتفوقه على جميع الأديان الأخرى يرجع إلى أدلته القوية، والمسلمون لا يقبلون بفكرة تساوي الأديان، بل إن الأمة الإسلامية تحمل الدعوة الإسلامية للناس كافة، وإنها مسؤولة عن حمل هذه الدعوة إلى العالم، وهداية البشرية جمعاء إلى الدين الحق.

إن القيادة العلمانية والليبرالية، السياسية والعسكرية، تحب الحضارة الغربية، فهي مستمرة في فرض الحضارة الغربية والنظام والقيم الغربية علينا باستخدام أجهزة الدولة. ومع ذلك، يؤمن المسلمون في باكستان إيمانا راسخاً بالتوحيد، ويدعون إلى الإسلام، ويؤمنون بأن عبادة الأوثان شرك وهي أسوأ أشكال الضلال، ويرفضون جميع الأديان الأخرى ويعتبرونها باطلة. ووفقا للأحكام الشرعية فإنه يُسمح لغير المسلمين أن يعيشوا حياتهم الشخصية وفقاً لدينهم في الدولة الإسلامية، لكن الدولة الإسلامية لا يمكنها أن تصبح راعية للكفر والشرك. لذلك لا يجوز لها إنفاق الأموال لبناء دور الشرك للأديان الأخرى. ولا يقتصر هذا الأمر على بناء المعابد، بل يتعدى إلى أي بناء يتعلق بحماية أو نشر الكفر.

إنّ هؤلاء الحكام ليسوا منا ولسنا منهم، بل هم حراس للحضارة الغربية في البلاد الإسلامية. وتتناقض أفكار هؤلاء الحكام وقيمهم ومشاعرهم وسياساتهم تماماً مع ما عند الأمة الإسلامية. وما يطبقه الحكام من سياسات غربية لا تقبلها الأمة؛ لذلك تظل الدولة في معركة دائمة مع الأمة الإسلامية فكريا وسياسيا. ويضمن هذا النظام الاستعماري أن تبقى باكستان موالية للغرب، على الرغم من أن باكستان لن تتقدم إلا من خلال العقيدة الوحيدة التي هي في قلوب شعبها؛ الإسلام. وفقط الخلافة على منهاج النبوة هي التي ستدعو إلى الإسلام، وتحمي دماء وأموال وأعراض المسلمين ومقدساتهم من خلال تطبيق الإسلام دون أي تشويه لإدارة شؤون رعاياها المسلمين وغير المسلمين. فهي وحدها التي ستوحد جميع المسلمين تحت حكم واحد، ويهيمن الإسلام على جميع أنحاء العالم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية باكستان

التاريخ الهجري            21 من ذي القعدة 1441هـ      رقم الإصدار: 1441 / 79

التاريخ الميلادي            الأحد, 12 تموز/يوليو 2020 م

No comments:

Post a Comment