Sunday, November 24, 2019

عن أي استقلال تتحدثون؟!

عن أي استقلال تتحدثون؟!

الخبر: احتفال لبنان بيوم الاستقلال 2019/11/22.
التعليق:
بعد احتلال الاستعمار الغربي لبلاد المسلمين إثر هزيمة الخلافة العثمانية التي كانت توحد المسلمين من عرب وعجم وتحكمهم بشرع الله، اتفقت الدول المستعمرة على تقسيم بلادنا، وتوزيعها بينهم، حتى يمنعوا المسلمين من الوحدة مرةً أخرى، وقيام دولةٍ تدير السياسة العالمية وفق شرع الله، ثم يسهل لهم بعد ذلك نهب خيراتنا، كما هو حاصلٌ اليوم... فأنشأوا دويلات كثيرة لا تملك من أمرها شيئاً، وتسير بإرادة المستعمر.
ونتيجة ذلك الاتفاق كانت معظم بلاد الشام من حصة فرنسا، التي أنشأت 6 دويلات طائفية فيها: دولة دمشق - دولة حلب - دولة لبنان الكبير - دولة العلويين- دولة جبل الدروز - لواء الإسكندرون.
وقد نجحت في تشكيل ما عُرف فيما بعد بدولة لبنان الكبير بعد أخذ ولاء معظم الطائفة المارونية، وتسليمهم تلك الدويلة، وأعلن الحاكم الفرنسي الجنرال غورو سنة 1920م قيام دولة لبنان الكبير وحدد حدوده بعد فصل لبنان عن بلاد الشام، وفيما بعد تم وضع دستورٍ للبنان مستمدٍّ من مسودة الدستور الفرنسي، وجعل علم لبنان نفس العلم الفرنسي تتوسطه الأرزة، وسنة 1943م ونتيجة للصراع بين بريطانيا وفرنسا تم إعلان استقلال لبنان، وتم تشكيل الجيش اللبناني من الفرق التي كانت تتبع للجيش الفرنسي من أهل البلاد.
ومنذ إعلان استقلال لبنان حتى اليوم، لم يعرف لبنان استقراراً على كافة المستويات، وظل دويلة تابعة إما لدول الغرب مباشرة سواء فرنسا أو بريطانيا سابقا، ثم أمريكا لاحقاً التي قامت بتوكيل لعملاء إقليميين كالسعودية وسوريا وإيران وفق ما يتناسب مع سياسة أمريكا وحركتها وتوجهاتها في المنطقة.
إن إصرار السلطة على الاحتفال بالاستقلال، ولو بشكلٍ هزيلٍ في باحة وزارة الدفاع، في ظل أزماتٍ متراكمةٍ، وانتفاضةٍ شعبيةٍ عارمة ضد الطبقة السياسية الفاسدة ونظامها الطائفي البغيض، هو قمة الاستخفاف بالناس والازدراء لمطالبهم المحقة.
فالاستقلال الحقيقي يعني الإرادة الذاتية في السياسة والاقتصاد والأمن، ويعني عدم التبعية للخارج، ويعني التحرر من النفوذ الغربي، ويعني القرار الذاتي النابع من عقيدة الأمة وهويتها، البعيد عن سلطةٍ عميلةٍ، ولصوصٍ امتهنوا سرقة الناس.
نعم لم يكن لبنان في تاريخه مستقلاً ولو ليوم واحد، ويوم الاستقلال المزعوم - عند أهل العلم والنور والهداية - هو يوم حزنٍ لا يوم فرحٍ، يوم شؤمٍ لا يوم أمل!
كيف لا؟! وهذا التاريخ يُذكرنا بفصل لبنان عن أصله بلاد الشام وعن أمة الإسلام ودولة الخلافة، إنه يذكرنا بصنيعة الأعداء لهذه الدويلة خريطةً ودستوراً وحكاماً وعملاء...
الاستقلال الحقيقي الذي نعمل لتحقيقه هو حين نخلص لبنان من التبعية الغربية، ونعيده إلى أصله جزءاً من بلاد المسلمين في ظل دولةٍ واحدةٍ جامعةٍ؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، بعيدة عن الطائفية والعنصرية والعمالة واللصوصية والفساد.
لمثل هذا فليعمل العاملون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
  28 من ربيع الاول 1441هـ   الموافق   الإثنين, 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment