Saturday, November 23, 2019

السفارة الأمريكية تدعو روسيا إلى إطلاق سراح ستة أشخاص من القرم مدانين في قضية حزب التحرير:

السفارة الأمريكية تدعو روسيا إلى إطلاق سراح ستة أشخاص من القرم مدانين في قضية حزب التحرير:
لماذا الشرارة المفاجئة للاهتمام العاطفي؟ 

الخبر: دعت السفارة الأمريكية الاتحاد الروسي إلى الإفراج الفوري عن ستة رجال من شبه جزيرة القرم الأوكرانية الذين أدينوا مؤخراً في قضية حزب التحرير. وقالت السفارة الأمريكية على موقع تويتر في 13 تشرين الثاني/نوفمبر: "ندين بشدة الحكم الصادر بدوافع سياسية على ستة من تتار القرم بالسجن المشدد. ندعو روسيا إلى إطلاق سراح هؤلاء الأفراد الستة وجميع السجناء السياسيين الأوكرانيين على الفور". وأصدرت محكمة المنطقة الجنوبية العسكرية في مدينة روستوف نا دون، في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، أحكاماً بالسجن لمدد طويلة على ستة رجال من شبه جزيرة القرم الأوكرانية، خمسة منهم من تتار القرم، لكونهم أعضاء في حزب التحرير الإسلامي المحظور. وحُكم على مسلم علييف بالسجن لمدة 19 عاماً، وأنفير بكيروف بالسجن 18 عاماً، وفاديم سيروك والمدافع البارز عن حقوق الإنسان أمير حسين كوكو بالسجن 12 عاماً، ورفعت عليموف إلى ثماني سنوات، وأرسن دزيباروف بالسجن سبع سنوات. [UNIAN]
التعليق:
انتقدت منظمة العفو الدولية السلطات الروسية لإظهارها "قسوة ملحوظة"، قائلة إن الرجال الستة حكم عليهم بالسجن لفترات طويلة بتهم "ملفقة" بعد محاكمة "زائفة". [UNIAN]
تصريحات حادة أدلى بها مسؤولو السفارة الأمريكية ومنظمة العفو الدولية بشأن الرجال الستة في القرم المدانين في روسيا. بالكاد يتصدر السجناء السياسيون وسجناء الرأي عناوين الصحف الرئيسية، لأن هذا هو التكتيك المفضل لدى الأنظمة الديكتاتورية لإسكات المعارضة.
تسجن مصر وروسيا وغيرها من الطغاة في آسيا الوسطى المعارضين لعشرات السنين لإسكاتهم ولتخويف الآخرين من التحدث علانية وإلا سيعانون من نفس المصير. وفي تطور مفاجئ للأحداث، نرى أخباراً عن السفارة الأمريكية تتحدث عن العقوبة الروسية القاسية على الرجال الستة من القرم في روسيا. منذ متى هذا التعاطف مع أولئك الذين يتهمون بصلاتهم مع حزب التحرير، خاصة وأن هذا الحزب محظور في العديد من البلدان الإسلامية؟
لكي يطلب المسؤولون الأمريكيون من السلطات الروسية الإفراج عن هؤلاء الأفراد يعني أنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء حرية التعبير وحرية التجمع على الرغم من الصمت بشأن المحنة والتعتيم الإعلامي لآلاف السجناء السياسيين وسجناء الرأي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق وشمال أفريقيا. ومع ذلك فمن المريب القول أقل من ذلك.
وقد رفضت السلطات الروسية رسميا استئناف القرم. "تم رفض جميع الشكاوى المقدمة للمحكمة. وأشار المحامي إلى أن جميع الحجج الرئيسية التي ذكرناها مرارا وتكرارا لم تؤخذ بعين الاعتبار". (112.international)
هنا يحاول المسؤولون الأمريكيون إظهار السلطات الروسية بشكل سلبي، بأنهم ينكرون أي قيمة لحقوق الإنسان التي يشتهرون بها بالطبع. ما زلنا نرى بقايا سياسات المحاكم والسجون السوفييتية الوحشية دون أي علامة على التغيير إلى الأفضل على الرغم من ضغوط المنظمات الدولية لحقوق الإنسان. تلعب أمريكا لعبة كريهة طوال الوقت تستخدم فيها التكتيكات نفسها في أنظمة عملائها. هذا يثبت أن هنالك مصلحة لكل من أمريكا وأوكرانيا عندما تتحدث عن روسيا وممارساتها الوحشية خارج نطاق القضاء. أوكرانيا في صراعها مع روسيا وسعيها للحصول على توجيه ودعم أمريكا الثابت طوال العقد الماضي لمحاولة الابتعاد عن الهيمنة الروسية والضم كما هو واضح من مختلف الثورات التي حدثت. رفضت السلطات الروسية أي استئناف ونفذت إجراءاتها دون مبالاة، والجزء المحزن هو أن الرجال المحتجزين حتى 5 شباط/فبراير القادم سيكونون في ظروف قاسية حتى تصدر المحاكم الروسية أحكامها بالسجن لمدة طويلة. قام النشطاء السياسيون ويقومون بإغضاب الأنظمة الطاغية التي تستخدم قبضتها الحديدية لتشويههم وإسكاتهم، لكن ذلك يثبت أن إرادة الإنسان من أجل رفض القمع أقوى بكثير بغض النظر عن العواقب.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر
  27 من ربيع الاول 1441هـ   الموافق   الأحد, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment