Saturday, September 29, 2018

السرطان في لبنان في ظل غياب حكم الله

السرطان في لبنان في ظل غياب حكم الله

الخبر: ذكرت وسائل إعلام ومنها جريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 2018/9/19 نقلا عن تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في منظمة الصحة العالمية، خبراً بعنوان: "الموت بالسرطان: لبنان أولاً!" تسعة آلاف وفاة و17 ألف إصابة عام 2018... فبحسب التقرير هناك 242 مصاباً بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني، فيما سُجلت أكثر من 17 ألف إصابة جديدة في 2018، ونحو تسعة آلاف وفاة بالمرض".
التعليق:
منذ إنشاء الاستعمار دولةَ لبنان وفصلها عن بلاد الشام والأمة الإسلامية، ظهرت دويلة مشوهة ممسوخة غير قابلة للحياة السليمة، ومع ازدياد عدد سكانها إضافة إلى اللاجئين من أهل فلسطين وسوريا حيث وصل عدد القاطنين فيها إلى ما يقارب عشرة ملايين إنسان - 80% منهم مسلمون - ازدادت الرؤية لكل ذي عينين حول انعدام دور الدولة وفشلها في رعاية شؤون الناس في ظل نظام رأسمالي جشع، جعل التشريع للبشر على حساب شريعة رب البشر، وآخر موضة الفساد ما أعلنته وكالة الصحة العالمية أن لبنان يحتل مرتبة متقدمة عالميا في ازدياد مرضى السرطان وعدد الوفيات فيه، فكل شهر يموت ألف إنسان مصابٍ بهذا المرض الخطير ويصاب ألفا شخص جديد فيه، والباحث في أسباب ازدياد انتشار هذا المرض يجد الأمور الآتية:
- أن انتشار النفايات المؤذية لصحة الإنسان تزكم الأنوف في كثير من الأماكن بدءاً من مطار بيروت وصولا إلى مطامر النفايات في بحر طرابلس ومن قبلهما جبل النفايات في صيدا وغيرها، ففي الوقت الذي تدمر شركات الترابة والمرامل والصخور جبال لبنان الخضراء يتم إنشاء جبال ضخمة من النفايات في المناطق السكنية، مع أن السلطة بإمكانها حل هذه المشكلة بمصانع التدوير التي تساهم في مدخول إلى خزينة الدولة وزيادة في إنتاج الكهرباء.
- حبى الله لبنان بنعمة مياه الشرب وكثرة الأنهار والينابيع، وفي ظل انعدام دور الدولة ورقابتها وتنظيم البناء السكني فقد تحولت كل الأنهار في لبنان إلى أنهار مجارير وأوساخ الإنسان، والمشكلة الكبيرة تحولت هذه المجارير لري الأراضي الزراعية، ما أدى إلى إنتاج زراعي ملوث ومسبب لكثير من الأمراض ومنها السرطان.
- تلوث الهواء خاصة في المدن الرئيسة كطرابلس وبيروت وصيدا حيث الكثافة السكانية المرتفعة وانتشار المصانع بين المناطق السكنية وكثرة السيارات وضيق الطرق.
- قلة مراقبة طعام المطاعم الصغيرة والكبيرة أدى إلى بيع الناس لحوماً فاسدة وطعاماً مؤذيا ومسبباً للأمراض، وقد صرح وزير الصحة الأسبق أن نتائج فحص الكثير من الطعام يحتوي على براز الإنسان والعياذ بالله.
إن تقديس النظام الرأسمالي للقيمة المادية وتشجيع أصحاب الأموال على تحقيق الربح السريع دون أية قيود تحفظ حياة الإنسان وصحته، تسبب في انتشار الأمراض، إضافة إلى أن الطائفية في النظام اللبناني منعت من محاسبة المفسدين في السلطة لأنهم يحتمون بطائفتهم ولذلك يحققون من نهب خيرات البلاد غنىً فاحشاً دون أية مساءلة.
إن الخلاص لأهل لبنان مما يعانونه من فساد وانعدام لدور الدولة في الحفاظ على صحة الناس ورعاية شؤونهم لن يكون في ظل نظام رأسمالي طائفي، بل في ظل تحكيم شرع الله وخضوع الجميع له، إذ إن الشريعة الإسلامية حرمت الفساد في الأرض وأمرت بمعاقبة المفسدين، وبرعاية كاملة للناس وتأمين حقوقهم وتكفل لهم العيش بكرامة في ظل أمن مجتمعي وصحي لا يتسبب بانتشار الأوبئة والأمراض.
وأملنا بالله العلي القدير أن يعيننا على تحكيم شرع الله واستئناف الحياة الإسلامية وإعادة لبنان إلى أصله في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ الدكتور محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
  17 من محرم 1440هـ   الموافق   الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2018مـ

No comments:

Post a Comment