حدائق ذات بهجة: التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ
شَيْءٍ خَيْرٌ إِلَّا فِي أَمْرِ الْآخِرَة
مجلة الوعي: العدد 369 - السنة الثانية والثلاثين، شوال 1438هـ،
الموافق تموز 2017م
– قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ: «التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ إِلَّا فِي أَمْرِ
الْآخِرَة».
– عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم، فَسَلَّمْتُ، فَإِذَا هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى رَمْلِ حَصِيرٍ ثُمَّ
أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فِي الْبَيْتِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ
شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ إِلَّا أُهَبَةً ثَلَاثًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَيْكَ، فَقَدْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَى
فَارِسَ وَالرُّومِ وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ تَعَالَى. قَالَ: فَاسْتَوَى
جَالِسًا، فَقَالَ: «أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ أُولَئِكَ
قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا» ، فَقُلْتُ:
اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ».
– عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ:
«أَيْنَ الْوَضَاءُ الْحَسَنَةُ وُجُوهُهُمْ، الْمُعْجَبُونَ بِشَبَابِهِمْ؟
أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ بَنَوْا الْمَدَائِنَ وَحَصَّنُوهَا بِالْحِيطَانِ؟
أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُعْطُونَ الْغَلَبَةَ فِي مَوَاطِنِ الْحَرْبِ؟ قَدْ
تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدَّهْرُ، فَأَصْبَحُوا فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ الْوَحَا
الْوَحَا، النَّجَا النَّجَا»
– قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْ لَنَا الدُّنْيَا، قَالَ:
«وَمَا أَصِفُ لَكَ مِنْ دَارٍ: مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنَ، وَمَنْ سَقِمَ فِيهَا
نَدِمَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، فِي
حَلَالِهَا الْحِسَابُ، وَفِي حَرَامِهَا النَّارُ».
– قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «الدُّنْيَا دَارُ
مَنْ لَا دَارَ لَهُ، وَمَالُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لَا
عَقْلَ لَهُ».
– عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: «مَا
شُبِّهَتِ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَجُلٍ نَامَ فَرَأَى فِي مَنَامِهِ مَا يَكْرَهُ
وَمَا يُحِبُّ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذِ انْتَبَهَ».
– عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: أَيُّ شَيْءٍ أَشْبَهُ بِالدُّنْيَا؟ قَالَ:
«أَحْلَامُ النَّائِم».
– ذُكِرَتِ الدُّنْيَا عِنْدَ الْحَسَنِ
الْبَصْرِيِّ، فَقَالَ:
أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ
زَائِلٍ إِنَّ اللَّبِيبَ
بِمِثْلِهَا لَا يُخْدَعُ
– عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ
إِلَّا كَنَفْجَةِ (كوثبة) أَرْنَبٍ».
– مِنْ قَوْلِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
عَلَيْهِمَا السَّلَامُ:
يَا أَهْلَ لَذَّاتِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ
لَهَا
إِنَّ اغْــتِـرَارًا بِظِلٍّ زَائِــلٍ حـُمْـقُ
– نَزَلَ أَعْرَابِيٌّ بِقَوْمٍ فَقَدَّمُوا
إِلَيْهِ طَعَامًا، فَأَكَلَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى ظِلِّ خَيْمَةٍ لَهُمْ فَنَامَ
هُنَاكَ، فَاقْتَلَعُوا الْخَيْمَةَ فَأَصَابَتْهُ الشَّمْسُ فَانْتَبَهَ وَقَامَ
وَهُوَ يَقُولُ:
أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا كَظِلٍّ
بِنَيْتَهُ وَلَا بُدَّ يَوْمًا أَنَّ
ظِلَّكَ زَائِلُ
– حَدَّثَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ،
قَالَ: «أَرْبَعٌ مِنْ أَعْلَامِ الشَّقَاءِ: قَسْوَةُ الْقَلْبِ، وَجُمُودُ
الْعَيْنِ، وَطُولُ الْأَمَلِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا».
– عن مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: «اتَّقُوا
السَّحَّارَةَ، اتَّقُوا السَّحَّارَةَ؛ فَإِنَّهَا تَسْحَرُ قُلُوبَ الْعُلَمَاءِ،
يَعْنِي الدُّنْيَا».
– قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الزَّاهِدُ: «خَلَقَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، فَالدَّاءُ الدُّنْيَا،
وَالدَّوَاءُ تَرْكُهَا».
– عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ ظَعْنٍ
وَلَيْسَتْ بِدَارِ إِقَامَةٌ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
إِلَيْهَا عُقُوبَةً، فَاحْذَرْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ… ».
– حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ، يَقُولُ: «إِنْ كُنْتَ أَبَا مُعَاوِيَةَ
تُرِيدُ لِنَفْسِكَ الْجَزِيلَ، فَلَا تَنَمْ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا تَغْفَلْ،
قَدِّمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ، وَدَعْ عَنْكَ كَثْرَةَ الْأَشْغَالِ، بَادِرْ
قَبْلَ نُزُولِ مَا تُحَاذِرُ، وَلَا تَهْتَمَّ بِأَرْزَاقِ مَنْ تُخَلِّفُ، فَلَسْتَ
أَرْزَاقَهُمْ تُكَلَّفُ»
– عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «يَتَوَسَّدُ
الْمُؤْمِنُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ فِي قَبْرِهِ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ،
وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ، فَاغْتَنِمُوا الْمُبَادَرَةَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي
الْمُهْلَةِ»
– عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «مَثَلُ
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ ضَرَّتَانِ، إِنْ أَرْضَى
إِحْدَاهُمَا أَسْخَطَ الْأُخْرَى»
– حَدَّثَنِي سُرَيْجٌ، قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ
خَلِيفَةَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، قَالَ: «الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ
يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ، فَأَيُّهُمَا غَلَبَ كَانَ الْآخَرُ تَبَعًا
لَهُ»
– حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
سُلَيْمَانَ، قَالَ: «إِذَا كَانَتِ الْآخِرَةُ فِي الْقَلْبِ جَاءَتِ الدُّنْيَا
تَزْحَمُهَا، وَإِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا فِي الْقَلْبِ لَمْ تَزْحَمْهَا
الْآخِرَةُ؛ لِأَنَّ الْآخِرَةَ كَرِيمَةٌ وَالدُّنْيَا لَئِيمَةٌ»
– سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ:
«بِقَدْرِ مَا تَحْزَنُ لِلدُّنْيَا فَكَذَلِكَ يَخْرُجُ هَمُّ الْآخِرَةِ مِنْ
قَلْبِكَ، وَبِقَدْرِ مَا تَحْزَنُ لِلْآخِرَةِ فَكَذَلِكَ يَخْرُجُ هَمُّ
الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِكَ»
– سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «يُؤْتَى بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ
عَجُوزٍ شَمْطَاءَ زَرْقَاءَ، أَنْيَابُهَا بَادِيَةٌ مُشَوَّهٌ خَلْقُهَا،
فَتَشْرِفُ عَلَى الْخَلَائِقِ، فَيُقَالُ: أَتَعْرِفُونَ هَذِهِ؟ فَيَقُولُونَ:
نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مَعْرِفَةِ هَذِهِ. فَيُقَالُ: هَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي
تَنَاحَرْتُمْ عَلَيْهَا، بِهَا تَقَاطَعْتُمُ الْأَرْحَامَ، وَبِهَا
تَحَاسَدْتُمْ وَتَبَاغَضْتُمْ وَاغْتَرَرْتُمْ. ثُمَّ يُقْذَفُ بِهَا فِي
جَهَنَّمَ، فَتُنَادِي: أَيْ رَبِّ أَيْنَ أَتْبَاعِي وَأَشْيَاعِي؟ فَيَقُولُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلْحِقُوا بِهَا أَتْبَاعَهَا وَأَشْيَاعَهَا»
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُيَيْنَةَ: حُدِّثْتُ
عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «مَا الدُّنْيَا؟ إِنْ كُنْتُ
لَبَائِعَهَا فِي بَعْضِ الْحَالَاتِ كُلِّهَا بِشَرْبَةٍ عَلَى الظَّمَأِ».
No comments:
Post a Comment