Sunday, January 27, 2019

حرب من الجبال تصلنا عبر الطريق السريع

حرب من الجبال تصلنا عبر الطريق السريع

الخبر: أعلن وزير العدل في بنجاب راجا بشارات يوم الثلاثاء عن تشكيل فريق التحقيق المشترك للتحقيق في "تدخل" الشرطة يوم السبت في ساهيوال قام به ضباط من إدارة مكافحة (الإرهاب) أسفر عن مقتل ثلاثة من "الأبرياء" من أفراد أسرة واحدة. (Dawn)
التعليق:
لم يؤد حادث القتل الوحشي الأخير لأربعة أشخاص أبرياء على أيدي قوات الأمن إلى الحزن الذي أصاب الناس فحسب، بل أصابهم أيضاً بالرعب والخوف من أن يتم استهدافهم في أي مكان وزمان ومن ثم وصفهم بأنهم (إرهابيون). وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء عمران خان ادعى أنه سيتخذ موقفاً حازماً، متعهداً بعدم الاستسلام لأي "مطالب من جانب واحد"، إلا أنه من المستحيل أن يكون المرء في منصب رئيس وزراء باكستان ويرفض الامتثال لأوامر أمريكا. عمران خان لم يستسلم فحسب بل إنه كما أسلافه ملتزم بقضية محاربة الإسلام.
الذي يشكل إدارة مكافحة (الإرهاب) في الواقع هو إدارة التحقيقات الجنائية، لتسهيل الاحتياجات الناشئة عن خطة العمل الوطنية ولديها كامل الحق في الاشتباه ومساءلة واستجواب أي شخص باسم مكافحة (الإرهاب). إن التجسس على الناس، وغزو خصوصياتهم، وطرح أسئلة حول أعراقهم، بل وتحري الأمور عن الأشخاص الذين يعيشون في باكستان منذ نشأتها، هي الوظائف العظيمة التي تقوم بها هذه المؤسسة.
إذا ما كان مظهرك تقليديا أو كانت لك لحية أو لا سمح الله إذا ما كنت ترتدي قبعة بباذان الأفغانية التقليدية، فإن هذا كله يجعلك عرضة للمساءلة. مع حادث ساهيوال، رأينا أن قتل النساء والأطفال كعَرَض جانبي انتقل من جبال أفغانستان إلى الطرق السريعة في باكستان. فهل سيصل ذلك إلى البلدات والمنازل؟ في الوقت الحالي تقاتل إدارات متعددة حرب الأشباح هذه وهي مشغولة بقتل وأسر الناس دون أي دليل.
يحتاج الناس في باكستان إلى التشكيك بشكل جدي في القانون والسلطة التي تسمح للأقوياء بقتل وتدمير الأبرياء، وإذا ما قبض عليهم يمكنهم ببساطة الإفلات عبر وصف ما حدث بأنه جرى خطأ. أي قانون هذا الذي يمكن أن يسمح بقتل الأبرياء أو حبسهم طوال حياتهم؟ هل قدمت الحكومة يوما تعريفا للإرهاب؟ دعونا نخبركم. (الإرهاب) هو أي شيء يشكل تهديداً على أي نظام دمية في أي مكان في العالم الإسلامي.
يمكن أن يكون فكرا للتغيير أو لإحياء أمة، أو كلمة سافرة متحدية أو تقديم يد المساعدة للمظلومين. إننا كمسلمين نحتاج لأن نعرف الذئاب الذين يلبسون ثياب الخراف، وهذا يتمثل تماما إخوتي وأخواتي الأعزاء في حكومتكم الحالية. إنهم هم الإرهابيون الحقيقيون. ولن تكون أي لجنة قضائية مثمرة، بل هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ موقف أمام هذا الدم البريء المنكوب المسفوك خطأ. هذا هو الوقت المناسب للمطالبة بالعدالة، والعدالة لا تكون إلا في شريعة الله. إن دماء المسلمين التي تنزف في جميع أنحاء العالم لم تحصل على أية عدالة تنالها من تلقاء نفسها ومن الأمم المتحدة. وبعودة الخلافة فقط ستُعاد لهم حقوقهم المستحقة بحياة كريمة فلا يقتلون (خطأ!) ولا يتم التشهير بهم.
ارفضوا الديمقراطية، وارفضوا الحرب على الإسلام، ونادوا بالخلافة...
﴿يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان
  22 من جمادى الأولى 1440هـ   الموافق   الإثنين, 28 كانون الثاني/يناير 2019مـ

No comments:

Post a Comment