Saturday, May 26, 2018

حديث الصيام: الصبر عند الابتلاء

حديث الصيام: الصبر عند الابتلاء

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... 
قال الله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة]
وقال عز من قائل: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة]
وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع» (أخرجه أحمد من طريق محمود بن لبيد)
وأخرج أحمد من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: «الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثلُ فالأمثلُ من الناس. يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابةٌ زيد في بلائه، وإن كان في دينه رِقّةٌ خُفِّفَ عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة».
أخوتي الكرام،
إن الصبر الذي أعد الله لأهله جنات النعيم إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10] هو أن نقول الحق ونفعل الحق ونتحمل الأذى في سببيل الله الناتج عن ذلك دون أن ننحرف أو نضعف أو نلين.
إن الصبر هو الذي رتبه الله على التقوى بقوله سبحانه ﴿إنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف 90]
إن الصبر هو الذي قرنه سبحانه بالمجاهدين ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 146]
إنه الصبر على الابتلاء والصبر على القضاء الذي يقود إلى ثبات لا إلى اهتزاز، ويقود إلى التمسك بالكتاب لا إلى تركه بحجة فداحة المصاب، والذي يزيد المرء التصاقاً بربه لا ابتعاداً عنه ﴿فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87]
إنه الصبر الذي يشحذ الهمة ويقرب الطريق إلى الجنة، صبر بلال وخباب وآل ياسر «صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة».
صبر خبيب وزيد "والله لا أرضى أن يصاب محمد e بشوكة وأنا سالم بأهلي".
صبر الذين يأخذون على يد الظالم دون أن يخافوا في الله لومة لائم «كلا والله لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق اطراً ولتقصرنه على الحق قصراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض وليلعنّكم كما لعن بني إسرائيل».
صبر المهاجرين والأنصار في جهادهم أهل الشرك والفرس والروم... صبر المجاهدين المؤمنين الصادقين.
الصبر أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ولا نضعف أمام الأذى في سبيل الله.
الصبر أن نكون مصداق قوله تعالى ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ [محمد: 31]
وها هو باب الصبر فتح على مصراعيه أمامنا في هذه الأرض المباركة، فيا فوز الصابرين في ساحات الوغى، ويا فوز الصابرين على الحق والصدع به، ويا فوز الصابرين العاملين على نصرة وإعزاز الدين.
والحمد لله رب العالمين
  9 من رمــضان المبارك 1439هـ   الموافق   الجمعة, 25 أيار/مايو 2018مـ

No comments:

Post a Comment