Wednesday, January 31, 2018

الحديث الشريف: لا حلولَ وَسَطاً في ديننا ولا نقص

الحديث الشريف: لا حلولَ وَسَطاً في ديننا ولا نقص

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ» (سنن ابن ماجه 71).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمر في غاية الدقة والوضوح ويعد أمرًا أساسيًا في الدعوة إلى الإسلام، يخبرنا الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الله قد أمره بأن يقاتل الناس كلهم بلا فرق ولا تمييز مهما اختلفوا، قريبين كانوا أو بعيدين، وذلك حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأن النبي محمدا عليه الصلاة والسلام هو رسول الله.
علينا هنا الوقوف برهة حتى يتضح مغزى الحديث. هناك أناس مسلمون إما بجهل أو بقصد يتهاونون في هذا الأمر العظيم، فيقولون إن الديانات الأخرى غير الإسلام هي أيضًا من عند الله وكلها يُكمل بعضُها بعضاً، وليس هناك داعٍ أو ذريعةٌ لتطبيق شرع ربنا وسيادته على العباد، والسعيِ لتحويل الآخرين عن معتقداتهم وأديانهم للإسلام... فكلها تدين بربوبية رب العالمين، وهذا فيه خطر كبير، فهو ليٌّ لأعناق الحقائق من أجل أن تتناسب مع الآخرين إما سعيًا لإرضائهم وتقربًا منهم أو اتقاءً لشرهم، فمن سمع من هؤلاء وأخذ بقولهم فقد سلك طريق الهلاك، إن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغِ غير الإسلام دينا وشرعا ومنهاجا فلن يَقبلَ الله منه وهو في الآخرة من الخاسرين. أما من يتقصد دمج الديانات باختيار الأفضل من كل واحدة والخروج بدين جديد، فقد أساء وعصى، لا يوجد في الإسلام شيء يعيبه، ولا ينقصه شيء حتى يكتمل بغيره، فهو دين نقي لأنه الذي اختاره الله وجعله مهيمناً ليظهرَه على الدينِ كله، وليس عليهم إلا أن يقرأوا هذا القرآن العظيم ليعلموا أن الديانات الأخرى زورت وبُدلت وحُرفت وهي ليست كما أنزلها رب العالمين، وإن الإسلام بنزوله قد نسخها ولو لم تُغير، وإن الله قد أنزل تبيانًا لكل شيء في نصوص الإسلام.
في آخر الحديث يتضح أن الأمر ليس متعلقًا فقط بالاعتقاد والإيمان بالله وحده، بل بتطبيق شرع ربنا كله في العبادات والاقتصاد والاجتماع والحقوق... وفي كل شيء، وعلى جميع الناس حتى لو كانوا غير مسلمين، لكن دون إكراه على اعتناق الإسلام، وهذا هو أمر ربنا لرسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أمر لوجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم في كل شيء.
اللهَ نسألُ أن نحقق أمر ربنا لرسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعباده الصالحين، وأن يفضح كل متآمر على هذا الدين، ويبعد عنا الجاهلين فيه، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  15 من جمادى الأولى 1439هـ   الموافق   الخميس, 01 شباط/فبراير 2018مـ

No comments:

Post a Comment