Friday, December 29, 2017

خيبتم أمل روسيا في سوتشي! فهلا خيبتم أمل أمريكا في جنيف و2254؟!

خيبتم أمل روسيا في سوتشي! فهلا خيبتم أمل أمريكا في جنيف و2254؟!

الخبر: أعلنت تنظيمات سورية معارضة للنظام يوم 2017/12/25 رفضها المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي تعتزم روسيا عقده يومي 29 و30 كانون الثاني/يناير 2018. حيث أصدر 40 تنظيما من بينها تنظيمات شاركت في جولات سابقة في مؤتمرات جنيف وأستانة لإجهاض الثورة بيانا تعلن ذلك.
التعليق:
ذكرت هذه التنظيمات في بيانها أن: "روسيا صرحت في مؤتمر أستانة الأخير بضرورة التخلي عن مطلب رحيل الأسد المجرم... وأنها دولة معتدية ارتكبت جرائم حرب بحق السوريين... ووقفت مع النظام عسكريا ودافعت عنه سياسيا على مدار سبع سنوات وعطلت مشاريع قرارات مجلس الأمن لإدانة الأسد ونظامه من خلال استخدامها الفيتو أكثر من عشر مرات... وأنها ادعت زورا محاربة (الإرهاب) في سوريا، لكنها في الواقع حاربت الشعب السوري، وهدمت مدنه وقتلت أطفاله ونساءه وهجرت الملايين من أبنائه ودعمت النظام المجرم في القصف والحصار والقتل والتشريد. ولم تساهم روسيا بخطوة واحدة لتخفيف معاناة السوريين فلم تضغط على النظام الذي تضمنه بالسير قيد أنملة في أي مسار حقيقي للحل".
نعم كل ذلك فعلته روسيا، فهل ذلك كما يقال "صحوة ضمير" من قبل هذه التنظيمات؟! هل صحت اليوم على ما تفعله روسيا وهي تركض إلى مؤتمراتها في أستانة في ثماني جولات، ووافقت على قراراتها مع تركيا وإيران من "خفض التصعيد" أي وقف القتال ضد النظام، وعلى الترحيل القسري من مناطق عديدة لتخليها للنظام؟! ولكن ماذا عن أمريكا التي تفعل الفعل نفسه؟ وماذا عن تركيا حبيبة روسيا التي يترامى عليها أردوغان أكبر خادع للثوار ويصف رئيسها المجرم بالصديق العزيز وينسق معه في أستانة وعقد مؤتمر سوتشي؟! لماذا لا تعلنون أمريكا وتركيا أردوغان أنهما متآمرتان مع روسيا وإيران على الشعب السوري وتدعمان نظام أسد المجرم؟!
هناك شك في صدق هذه التنظيمات، لأنها من جهة أخرى تركض إلى جنيف، وهو لا يختلف عن أستانة وسوتشي، والمطلوب فيهما التمهيد لجنيف! فتضيف هذه التنظيمات إلى بيانها: "نؤكد التزامنا بمسار الحل السياسي وفق بيان جنيف1 والقرار 2118 والقرار 2254 والقرارات الدولية ذات الصلة". وإنها لخيانة وأعظم خيانة للثورة القبول بذلك! وهي بيانات وقرارات أمريكية بحتة وافقت عليها الدول الأخرى، والهدف منها تثبيت النظام العلماني المجرم ومنع عودة الإسلام إلى الحكم والحفاظ على النفوذ الأمريكي. فيشك أن وراء البيان قوى إقليمية تابعة لأمريكا طلبت ذلك من هذه التنظيمات التي رهنت نفسها لها مقابل حفنة مال يتجرعونها نارا في بطونهم يوم القيامة إن لم يتوبوا قريبا بسبب خيانتهم لله ولرسوله ولدماء الشهداء وللمؤمنين الذين يريدون إسقاط النظام العلماني وعودة الإسلام، وليس رحيل المجرم أسد فقط.
فصار هدف هذه التنظيمات رفض روسيا ومؤتمراتها واتهامها بالقيام "بمحاولات للالتفاف على مسار جنيف والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي وقعت عليها روسيا نفسها" كما ورد في بيانها. وكأن روسيا ومؤتمراتها نجسة، وجنيف ومجلس الأمن وقراراته طاهرة! يا لها من خيانة! أصبحت تنظيمات إسلامية (!) حريصة على نجاسة جنيف الأمريكي والقرارات الدولية التي دمرت سوريا وشعبها وكانت بتوافقات روسية أمريكية. فهذه التنظيمات لا تحتج على أمريكا ولا ترفض مؤتمراتها في جنيف. وتعلن انصياعها لمجلس الأمن وكر التآمرات على سوريا وعلى كافة قضايا المسلمين، وروسيا عضو دائم فيه!
وما يدل على أن أمريكا وعملاءها من وراء بيان هذه التنظيمات قول عميل أمريكا دي ميستورا: "إن خطة روسيا لعقد المؤتمر (سوتشي) يجب تقييمها من خلال قدرتها على المساهمة والدعم لمحادثات جنيف التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في سوريا" (رويترز2017/12/26) يدل ذلك على أن أمريكا تريد أن تخدع الناس بإثارة العداوة لروسيا حتى تجعلهم يقبلون بمؤتر جنيف ويتخلون عن الثورة، لأنها أدركت أنه مهما لفت ودارت فلن يقبل الشعب السوري ببشار أسد، فاستخدمت روسيا العدو الغبي لتعرضه على الثوار فرأت معارضتهم، ولهذا تريد من الناس أن يقبلوا ببقاء النظام العلماني التابع لها مع استبدال عميل آخر بعميلها عبر القرارات الدولية الجائرة التي تقر ببقاء النظام والمحافظة على هويته العلمانية وتحول دون سقوطه وعودة الإسلام إلى الحكم.
لقد ذكرنا سابقا أنه يبقى شك في نجاح روسيا بعقد مثل هذا الحوار في سوتشي. وذلك بعد فشلها في عقده يوم 2017/11/18 واستعانت بأتباع أمريكا إيران وتركيا، فعقد رئيسها بوتين اجتماعا مع نظيريه الإيراني روحاني والتركي أردوغان يوم 2017/11/21 حتى يساعدوه في عقد المؤتمر، لأنه أصبح غصة في صدرها بسبب عجزها عن عقد مثل هذا المؤتمر، وهي تتوهم أنها دولة عظمى قادرة على التأثير على الأطراف، فتنكشف عورتها أنها خادمة لأمريكا لا تستطيع أن تفعل شيئا دون أمريكا صاحبة النفوذ والتي تظهر غطرسة واستهتارا بروسيا خادمتها وكأن أمريكا تتعمد إهانة روسيا وممرغة أنفها في التراب لتجعلها تدرك قدرها المنحط! فسبب ذلك غباء روسيا وتوهمها أنها أصبحت قوة عظمى ولعقدتها النفسية بأن تنخرط في الغرب وتتملقهم وتوازيهم بعداوتها للإسلام.
عرفنا عدونا الروسي يا قادة التنظيمات؟! ألم يحن الوقت لندرك عدونا الأمريكي؟! ألم تدركوا أن ما فعلته روسيا من قتل وتدمير وتشريد ومن تثبيت لنظام أسد المجرم ما كان إلا بأوامر أمريكية وبتنسيق أمريكي بعد اجتماع أوباما مع بوتين يوم 2015/9/29؟ أم تريدون أن تغمضوا أعينكم عن ذلك بسبب المال الذي أعمى عيونكم والذي أغدقته عليكم بواسطة السعودية وتركيا وغيرها فلم تعودوا تبصرون، ففقدتم البصر والبصيرة؟ ألا تظنون أن شعب سوريا لا يفهم لعبكم وهو يلعنكم ليل نهار؟ إن أمريكا هي العدو الأول والقاتل الأخطر وقد تدخلت بنفسها وترون ألاعيبها، وقد أقامت قواعد لها في مناطق من المعارضة (!) تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تمولها وتدعمها وتَعِدها بحكم ذاتي للأكراد! فتدعم انفصاليين قتلة باسم وحدات حماية الشعب الكردية وحزبها الوطني الديمقراطي بصورة علنية!
لن تكون لكم براءة عند الله ولا عند أهل سوريا والمؤمنين إلا إذا أعلنتم أمريكا عدوا كروسيا فعلت مثلما فعلت وأكثر، وأعلنتم رفضكم لتدخلها في قضيتكم واحتلالها لجزء من أرضكم وإقامة قواعد عسكرية ولمؤتمرها جنيف1 ولقراراتها الدولية بأرقام 2118و2254 ولمؤتمراتها القادمة في جنيف وغيرها.
لن تكون لكم براءة إلا إذا قطعتم الحبال مع الشيطان أمريكا وأوليائه تركيا أردوغان ونظام آل سعود وغيرهما من دول المنطقة، وتمسكتم بحبل الله وتوكلتم عليه وتوحدتم تحت قيادة سياسية واعية مخلصة كحزب التحرير وأعلنتم أنكم ترفضون العلمانية وتريدون الإسلام مجسدا في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
  11 من ربيع الثاني 1439هـ   الموافق   الجمعة, 29 كانون الأول/ديسمبر 2017مـ

No comments:

Post a Comment