Wednesday, June 28, 2017

المعارضة البرلمانية الإسلامية السودانية نسمع جعجعة ولا نرى طحينا!!

المعارضة البرلمانية الإسلامية السودانية نسمع جعجعة ولا نرى طحينا!!

الخبر: أوردت سودان تربيون يوم 21 حزيران/يونيو: أجاز البرلمان السوداني الأربعاء اتفاقية قرض ربوي لتمويل مشروع إنشاء محطة كهرباء بمنطقة الباقير جنوبي الخرطوم وسط جدل ورفض من نواب المؤتمر الشعبي... وأقرت لجان المالية، الطاقة، التشريع والعدل، والخارجية بالبرلمان في تقريرها حول الاتفاقية المقدمة للبرلمان الأربعاء بربوية القرض لكنها طالبت بإجازته باعتبار أن آلية دراسة مشروعات اتفاقيات القروض بالفائدة بمجلس الوزراء جوزت الحصول على القروض الربوية لحاجة البلاد للتمويل وعدم وجود بدائل للتمويل بالطرق الشرعية... وأبدت البرلمانية عن حزب المؤتمر الشعبي (حزب إسلامي، مؤسسه وأمينه العام المتوفى حسن الترابي) نوال خضر استغرابها عن عرض اتفاقية ربوية لإجازتها بالبرلمان، قائلة أول مرة أعرف أن هناك من يجيز ما حرمه الله.
أما الأمين العام السابق لنفس الحزب، وأحد مساعدي الرئيس السوداني الحالي، إبراهيم السنوسي فقد شن هجوما عنيفا على رئيس البرلمان لأنه مرر قرضا ربويا يفتح الحرب مع الله ورسوله، قاطعا أنهم لن يسكتوا على الباطل، وأكد أنهم سيرفعون الأمر إلى رئيس الجمهورية. (نقلا عن جريدة التيار، 26 حزيران/يونيو).
التعليق:
المؤتمر الشعبي هذا هو أحد فصيلي الحركة الإسلامية التي دبرت انقلاب البشير في 1989، وكان قد خرج من رحم حزب البشير بعد مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في السودان 1999. هذا القرض المذكور ليس هو الأول الذي يجيزه البرلمان وهو يعلم حرمته، ولكن البجاحة والوقاحة في التعامل مع حدود الله بلغت مدى غير مسبوق هذه المرة، فقد كانوا سابقا يجيزونه على استحياء بحجة الضرورة وجلب المصالح ودرء المفاسد ويحاولون تجميل الأمر وتزيينه بعض الشيء كمؤسسة (وإن كان رئيس برلمانهم السابق وقحاً حين قال لو ربا حرام نجيزه). المشكلة تكمن في أن جزءاً مقدراً من أبناء المسلمين لم تتركز لديهم مفاهيم إسلامية صادقة وحقيقية تبنتها جماعاتهم عن وعي ودراسة حقيقية لنصوص الإسلام ومصادره، بل وجدت لديهم عاطفة جياشة لمبدأ الإسلام فأخذوا، بسبب الضعف الفكري والتضليل والمغالطات التي مارسها أعداء الإسلام في الداخل والخارج، يحاولون التوفيق بين الإسلام والواقع السيئ، وما فتئوا يأخذون معالجات مشاكلهم ممن تسبب فيها، ألا وهي الأفكار غير الإسلامية السائدة في مجتمعات المسلمين.
نقول لنواب البرلمان الذين خرجوا من جلسة إعلان الحرب على الله ورسوله:
بارك الله في غضبتكم لأحكام رب العباد وشرح الله صدوركم وفتح قلوبكم لما سنقول. وجودكم أعضاء في البرلمان وموافقتكم على فكرة أن هناك برلماناً يحق له التشريع هي أس الداء وسبب البلاء! خروجكم من البرلمان والبراءة من فكرة حق التشريع للشعب (البشر) هو بداية الطريق لإصلاح ذات البين مع دين ربكم ورسالة نبيكم. تبني الإسلام كطراز عيش فريد من رب العباد فيه علاج لكل مشاكلنا الحياتية حقيقة وليس تنظيرا، يضع العربة في الطريق الصحيح. العمل الجاد مع جماعة سياسية لوضع ذلك موضع التطبيق في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة يرفع عنكم إثم القعود عن إيجاد تاج الفروض. نسال الله أن يتبع أبناء المسلمين في جماعات الإسلام السياسي القول بالفعل فلا يرضوا بتنحية الإسلام عن الحكم والتشريع جهارا نهارا، وأن يضعوا أيديهم في أيدي أبناء المسلمين الواعين وإخوانهم القادرين من ضباط الجيش لتغيير أحكام الطاغوت الرأسمالية التي نرزح تحتها الآن في ظل الحكم الجبري الذي شارفت أيامه على الانتهاء. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي
4 من شوال 1438هـ   الموافق   الأربعاء, 28 حزيران/يونيو 2017مـ 

No comments:

Post a Comment