Saturday, May 27, 2017

ترامب يدشن سياسة بلاده في الشرق الأوسط

ترامب يدشن سياسة بلاده في الشرق الأوسط

الخبر: قام دونالد ترامب رئيس أمريكا بزيارة للسعودية وكيان يهود قبل رمضان بأيام معدودة.
التعليق:
بينما يستعد المسلمون في العالم لاستقبال شهر رمضان الفضيل منتظرين هلاله المبارك، أطل دونالد ترامب برفقة زوجته عارضة الأزياء من سماء الجزيرة العربية بعد أن كان قد شن حربا هوجاء على الإسلام مدعيا أنه دين (الإرهاب) وأن معتنقيه أغلبهم (إرهابيون). وقد تم جلب رؤساء وملوك وأمراء دول العالم الإسلامي بمذكرة جلب أمريكية إلى الرياض ليأمرهم سيدهم بالوقوف إلى جانب أمريكا في حربها على الإسلام تحت غطاء مسمى (الإرهاب) الذي اخترعته أمريكا منذ سبعينات القرن الماضي.
وقد دشن ترامب وعبده ملك السعودية مركز مكافحة الإسلام (تحت مسمى الارهاب) وتم توظيف مئات العملاء الباحثين في هذا المركز ليكون بمثابة مركز استراتيجي لحرب الإسلام ومنع ظهوره نظاما عالميا يهدد مصالح الدول العظمى ويستأصل شأفة طاغوت الرأسمالية. وبدلا من أن يستهل العالم الإسلامي رمضان بالتوبة والرجوع إلى الله، استقبله الحكام بالهرولة نحو أمريكا ومخططاتها وهجومها على الإسلام دين الرحمة للبشرية جمعاء.
لم يكتف ترامب باصطفاف زعماء العالم الإسلامي خلفه بالتنديد بالإسلام واتهامه بـ(الإرهاب) والعنف بل فرض عليهم أن يكونوا جنودا في هذه الحرب القذرة وطلب منهم 34 ألف جندي خدمة لشيطانهم وطاغوتهم. وإذعانا بالتكبر والجبروت فقد فرض ترامب على السعودية إتاوة تفوق 450 مليار دولار تحت مسمى شراء وتطوير أسلحة ليس لها دور ولا وظيفة غير إشاعة الفوضى والدمار في حياض المسلمين. وتقديرا لجهود (العم سام!) وأعماله العدوانية وتهجمه المستمر على دين الله ومنهاجه فقد قدم ملك السعودية لترامب وزوجه وعائلته ما يزيد على مليار ونصف المليار دولار على شكل مجوهرات وذهب وهدايا ثمينة، كانت تكفي لإطعام أهل سوريا وغزة بل فلسطين كلها طوال أيام شهر رمضان الفضيل.
أيُّ خزي هذا الذي وصلت إليه أمتنا تحت إمرة السفهاء أمثال سلمان والسيسي وغيرهما من رويبضات هذه الأمة. وكأني بكعب بن عجرة يتلقى من رسول الله ﷺتحذيرا من هؤلاء السفهاء. فعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنّ النَّبِيَّ ﷺقَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: «أَعَاذَكَ اللَّهُ يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ»، قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لا يَهْدُونَ بِهَدْيِي، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلا يَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى كَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَالصَّلاةُ قُرْبَانٌ، أَوْ قَالَ: بُرْهَانٌ يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ أَبَدًا، النَّارُ أَوْلَى بِهِ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ، فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ بَائِعُهَا فَمُوبِقُهَا». فدونالد ترامب عدو لله ورسوله ودين الإسلام، وهذا ديدنه وهذا دينه وهذا مبدؤه. أما أمراء المسلمين فقد كان المفروض منهم أن يكونوا حماة للمسلمين من استذئاب هذا الوحش، فإذا بهم أكثر وحشية منه.
ولله در الشاعر حين قال: لا يلام الذئب في عدوانه * إن يك الراعي عدو الغنم.
فالذئب عدو للغنم لا محالة، ولكن أن يكون الراعي عدوا كذلك فتلك مأساة ليس لها حل إلا استبدال راعٍ بالراعي الخائن، يرعى الذمم ويحمي الحمى. وليت شعري في الذي قال: ماذا على الراعي إذا اغتصبت عنزٌ ولم تترد الغنمُ
لقد وضع ترامب سياسة بلاده على طاولة الرويبضات. الأولوية لمحاربة الإسلام. ثم لمحاربة الإسلام ثم لمحاربة الإسلام. ولا غير ذلك شيء. أما موضوع فلسطين فهو بالدرجة الأولى أمن واستقرار كيان يهود. فلن تسمح أمريكا أن يُمسّ بأذى أو أن تقوم على حدوده أي دولة فيها قوة ذاتية، مهما كان اسمها؛ فلسطين أو الأردن أو فيدرالية الاثنتين. وأما سوريا فقضيتها هي الحيلولة دون وصول المسلمين للسلطة مهما كانت تسميتهم وتحت أي شعار، فلا بد أن تبقى دولة علمانية غير ذات لون ولا طعم ولا رائحة، تستمر بتوفير الحماية والأمن لكيان يهود سواء بقي في الجولان أم لم يبق.
هذا ما جاء به ترامب. أما ما ذهب به فهو تعهد أمراء السوء السفهاء بتلبية جميع مطالبه بكامل الإذعان سواء منهم من كان في ركاب أمريكا أم من ركب سفينة بريطانيا. فالكل منضبط على إيقاع سيمفونية ترامب النشاز. وقد عاد ترامب بالغنائم فارداً جناحيه لا يخشى من أمة المسلمين بعد أن رأى بأم عينه كيف يتسابق هؤلاء لخدمته وإرضائه بكل غال ونفيس.
لقد جسدت زيارة ترامب للسعودية مأساة أمتنا وما وصلت إليه من هوان وذل على يد سفهائها ورويبضاتها. لقد أزفت الآزفة، وطغى الخطب حتى غاصت الرُّكَب، وتجرعت الأمة كأس الهوان حتى الثمالة، ولم يبق لهذه الأمة ما تخسره إن هي ثارت وتحركت إلا مرارة الذل، وشظف العيش، وظلم الطاغوت، وقيد العبيد.
لقد صدق الله عز وجل حين بين أن الفجر آت ولو بعد ليال عشر، وأن الليل ماض لا محالة، وكما زالت عاد إرم ذات العماد، وكما زالت ثمود الذين جابوا الصخر بالأوتاد، وكما زال فرعون ذو الأوتاد، فإن أمريكا وطغيانها إلى زوال، وحكام الجور والطاغوت إلى زوال، وإن ربك لبالمرصاد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الجيلاني
1 من رمــضان المبارك 1438هـ   الموافق   السبت, 27 أيار/مايو 2017مـ 

No comments:

Post a Comment