Sunday, February 22, 2015

بيان صحفي: لا يغرنكم ما تظنونه انفراجاً في العلاقات بين أمريكا والسودان؛ فإنه السم في الدسم

بيان صحفي: لا يغرنكم ما تظنونه انفراجاً في العلاقات بين أمريكا والسودان؛ فإنه السم في الدسم

يزور السودانَ هذه الأيام مساعدُ وزير الخارجية الأمريكي للديمقراطية وحقوق الإنسان (ستيفن فلديستاين)، وبحسب ما قاله المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية د. يوسف الكردفاني؛ إن المسؤول الأمريكي سيلتقي وكيل وزارة الخارجية، ووكيل وزارة العدل، ومقرر حقوق الإنسان، ورئيس مفوضية الانتخابات، ورئيس مجلس الصحافة والمطبوعات، والأمين العام لمجلس شؤون الأحزاب. كما أن برنامج الزيارة يمتد لمدة أسبوع لزيارة ولايات النيل الأزرق ودارفور. وأكد الكردفاني ترحيب السودان بهذه الزيارة.
تأتي هذه الزيارة استكمالاً للتحركات الأمريكية الأخيرة تجاه السودان؛ والتي بدأت بدعوة وزير الخارجية علي كرتي لزيارة أمريكا، ومن ثم دعوة مساعد رئيس الجمهورية (غندور). هذه الدعوات التي اكتنفها الغموض وأحيط ما تم فيها من اتفاقيات ومباحثات بالسرية. ثم بدأ الحديث من بَعْدُ عن انفراج العلاقة بين أمريكا والسودان، حيث رفعت أمريكا الحظر فيما يتصل بوسائل الاتصالات والبرمجيات.
فماذا تريد أمريكا وما هو المطلوب من النظام في السودان؟!
إن ما تريده أمريكا هو إكمال ما بدأته من فصل لجنوب السودان عن شماله بتفتيت ما تبقى من السودان، وذلك بإسراع الخُطا لإكمال هذه المؤامرة عبر تقديم شيء من جزرة مقابل تنازلات مطلوبة من الحكومة، والتنازل المطلوب بقوة اليوم من الحكومة هو الموافقة على الحكم الذاتي لجنوب كردفان والنيل الأزرق، وهو المطلب الذي قدمته أمريكا عبر قطاع الشمال ورفضته الحكومة، ثم عاد سمسار أمريكا ثامبو أمبيكي؛ رئيس الآلية رفيعة المستوى والوسيط غير النزيه في ملف القضية، ليضع ورقة سماها وفاقية للطرفين ضمنها الحكم الذاتي.
وقد عودتنا الحكومة أنها دائما ما تثير غباراً كثيفاً، وتبدي رفضاً قاطعا، ثم تذعن في نهاية الأمر، وتنفذ الأمر الأمريكي المطلوب، وهذا ما أكده القيادي بالحزب الحاكم (د. قطبي المهدي) حيث قال لصحيفة الشرق الأوسط: "الحكومة ترفض أشياء لتعود لتقبل ما هو أسوأ منها، تمانع في البداية وبقليل من الضغط تقبل أقل مما رفضته في البداية". ونذكر هنا بحق تقرير المصير لجنوب السودان؛ الذي اعتبرته الحكومة جريمة نكراء، ثم بعد سنوات لا تجاوز أصابع اليد الواحدة صار حقاً وبطولة، وعن طريقه تم فصل جنوب السودان؛ الذي بدأت أمريكا في تهيئته منذ عهد الرئيس الراحل جعفر نميري بإعطاء الحكم الذاتي للجنوب في آذار/مارس 1972م.
إننا في حزب التحرير / ولاية السودان ننبه الأمة لخطورة هذا التقارب الأمريكي السوداني المزعوم، فأمريكا ليست صديقاً؛ فهي عدو الأمة الأول ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾، ولا يهمها أن تحل قضايانا، وإنما يهمها مصلحتها وتنفيذ مخططها ولو على جماجمنا، فهي صانعة الإرهاب، وفاعلته، وراعيته، وراعية أدواته في بلاد المسلمين.
ونحذر النظام من مغبة التمادي في تقديم التنازلات التي ستفضي إلى تقسيم ما تبقى من السودان وتفتيته، فلا يغرنكم ما تظنونه انفراجاً في العلاقات؛ فإنه السم في الدسم، وأمريكا لن ترضى عنكم مهما قدمتم من تنازلات، فها أنتم قدمتم التنازل تلو التنازل في السابق وكان حصاده الحسرة والندامة، فهي لن ترضى عنكم البتة مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى:
 ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾.
 إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
التاريخ الهجري        03 من جمادى الأولى 1436
التاريخ الميلادي        2015/02/22م

No comments:

Post a Comment