Friday, August 29, 2014

مع الحديث الشريف: باب في النهي عن كسر عظام الميت



مع الحديث الشريف: باب في النهي عن كسر عظام الميت

نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة "بتصرف في" باب في النهي عن كسر عظام الميت "
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال حدثنا سعد بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كسر عظم الميت ككسره حيا"
قوله: "كسر عظم الميت" قال السيوطي في حاشية أبي داود في بيان سبب الحديثين قال جابر: خرجنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جنازة فجلس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على شفير القبر وجلسنا معه فأخرج الحفار عظاما ساقا أو عضدا، فذهب ليكسره فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تكسرها، فإن كسرك إياها ميتا ككسرك إياها حيا ولكن دسه في جانب القبر.
هذا هو تشريع ربنا الذي جعل للميت حرمة كما للحي، "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً"، ففي الحديث إشارة واضحة غلى أنه لا يُهان ميتٌ كما لا يُهان حيّ، وأذى المؤمن في موته كأذاه في حياته.
ولم تنته عناية الشريعة بالإنسان بانتهاء حياته، بل امتدت إلى ما بعد موته، فحرَّمت أن يُوطأ قبره أو تُقضى عنده الحاجة أو تُوضع القاذورات بِقرب قبره، فضلاً عن حرمة حرق جثته أو نبش قبره.
أيها المسلمون:
يمكن أن نأخذ من هذا الحديث عدة أحكام:
أولا: حرمة بيع أعضاء الميت، فلا يجوز الاعتداء على الميت بحالٍ من الأحوال، ببيع أعضائه أو التبرع بها، فالله تعالى كرم الإنسان وجعل الواجب في جسد المسلم بعد موته تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ثم دفنه، وفي حال بيع أعضائه أو التصرف فيها إسقاط لهذه الواجبات.
ثانيا: حرمة تشريح الجثة بأن تُجعل محلا للتعليم والتدريب، فهذا منافٍ لتكريم الله تعالى للإنسان.
ثالثا: إن ما نراه اليوم من تعذيب للمسلمين وقتل بدم بارد وتمثيل بهم وقطع رؤوسهم بعد ذبحهم على أيدي الكفرة الظالمين الفاجرين لهو جريمة كبرى، لا يجوز لمسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أن يسكت عنها.
أيها المسلمون:
تجدر الإشارة في هذا المقام إلى أن كيان يهود المجرم قد ارتكب هذه الجريمة، فامتدت أياديه القذرة إلى مقابر المسلمين ورفات الصحابة في مقبرة "مأمن الله" في القدس، حيث قامت هذه الجرافات بجرف مئات القبور التي تحوي رفات الصحابة والتابعين والعلماء وعموم أهل القدس.
وإن الذي جرأ كيان يهود على الاستمرار في جرائمه ضد فلسطين وأهلها ومقدساتها وقبور الصحابة والتابعين فيها، هو الاستخذاء المذل من قبل حكام العرب والمسلمين والسلطة، واللهث خلف سراب المفاوضات التي أدت إلى ضياع فلسطين كل فلسطين، فلو أن كيان يهود وجد ردودا تزلزل أركانه وتهدم بنيانه لما تجرأ على الاستمرار في جرائمه التي لم يسلم منها أحد، حتى وصلت لأهل القبور من الصحابة والتابعين وغيرهم من المسلمين. ولكن نقول: إن جيوش الخلافة لن تغفر لكيان يهود جرائمه المتكررة ضد فلسطين وأهلها ومقدساتها، وستجعل هذا الكيان أثرا بعد عين بعز عزيز أو بذل ذليل، وإن غدا لناظره قريب.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
 03 من ذي القعدة 1435
الموافق 2014/08/29م

No comments:

Post a Comment