Friday, August 29, 2014

بيان صحفي: تعليق على كلام وزير الشؤون الاجتماعية الهولندي لودفايك آشخر حول طرد الأئمة الذين يدعون إلى الكراهية



بيان صحفي: تعليق على كلام وزير الشؤون الاجتماعية الهولندي لودفايك آشخر حول طرد الأئمة الذين يدعون إلى الكراهية

أجرت الأسوشيتد برس يوم الاثنين الموافق 2014/8/25 مقابلة مع وزير الشؤون الاجتماعية عن حزب العمل لودفايك آشخر، وفي المقابلة صرح الوزير أنه "سيقوم هو وبالتعاون مع وزير آخر يدعى أوبستيلين بتقديم خطة تقضي بعدم منح فيزا دخول إلى هولندا للأئمة الخبثاء الذين يبيتون الشر لهولندا". وفي الوقت نفسه يريد الوزير آشخر من الأئمة الموجودين حاليا في هولندا أن يغادروا البلد إن استمروا في نشر أفكار الكراهية بحسب الدولة الهولندية، ولقد دعم الوزير موقفه ذاك بالقول:
"إن أعظم حرية عندنا في هذا البلد هي حرية التدين، إلا أنه لا ينبغي أن يساء استخدام هذه الحرية، ولذلك سنجعل عمل أئمة الكراهية عملا صعبا، بل سنجعل عملهم مستحيلا إن أمكننا ذلك". صحيفة التليغراف، 25 أغسطس 2014.
إن الهدف الأساسي للوزير هو معالجة موضوع ما يسمى بالتشدد والتطرف، وهذا ليس شيئا جديدا، وخطاب الوزير يهدف إلى الاستمرار وتكثيف السياسات لمعالجة هذا الموضوع، والملاحظ أن توقيت إعلان هذه السياسات الشديدة تجاه المسلمين ليس وليد الصدفة، ففي الأسابيع الماضية، قامت وسائل الإعلام بنشر أخبار سلبية بكثافة حول ما يجري في العراق، وخاصة وبشكل رئيسي تلك التي تحتوي على أعمال وحشية ترتكب باسم الإسلام، وقد ساهمت هذه الأعمال بإيجاد الدوافع لدى الحكومة الهولندية وسائر الحكومات الغربية لتبني سياسات أكثر تشددا مع المسلمين.
والغريب أنه تحت ما يسمى بـ"سياسة التطرف" في هولندا، أصبحت عبارات مثل التطرف والتشدد تستخدم بكثافة وبشكل غامض، ويوصف أناس بأنهم متشددون دون وجود أي تعريف واضح محدد لهذه المصطلحات لدى الحكومة الهولندية، ونتيجة لمثل هذه السياسات الفضفاضة ولما يروجه الإعلام من أخبار أصبح مصطلح الخلافة أيضا ينتقد وبشكل علني أكثر من ذي قبل.
إن الرأي العام المسيطر في الغرب والذي تم إيجاده من خلال وسائل الإعلام هو أن العمل من أجل إعادة دولة الخلافة الإسلامية في العالم الإسلامي لا بد أن يكون من خلال أعمال العنف! مع أن العكس هو الصحيح، فبعد دراسة عميقة لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، يتبين لنا أنه صلى الله عليه وسلم قد أقام دولته في المدينة دون اللجوء إلى أي شكل من أشكال العنف.
وبدون أي عناء في تفسير ما يقصده الوزير آشخر بقوله "أصحاب النوايا الخبيثة" فإننا نستطيع القول أن هذه سياسة واضحة لا يقصد منها إلا إبعاد المسلمين عن القيم الإسلامية التي وصفتها الحكومة الهولندية بالتطرف والتشدد، وبعبارة أخرى، فإن الحكومة الهولندية لا ترغب إلا بإسلام ومسلمين يتماشون مع القيم الغربية العلمانية، مع أن هذا يعني أنهم هم ينتهكون قيمهم وحرياتهم وبالذات ما يسمى بحرية التدين، إلا أن هذا الأمر لا يقلقهم ولا يزعجهم البتة، وهذا يرينا وبكل وضوح سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الحكومة الهولندية تجاه المسلمين دون غيرهم. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الحكومة الهولندية تريد من المسلمين أن يندمجوا في المجتمع الهولندي وتقبل القيم الغربية، مع أنهم هم لا يعبؤون بقيمهم عندما يكون الالتزام بها في غير مصلحتهم!
لذلك فإنه من المهم أن مسلمي هولندا لن تخدعهم مثل هذه الخطابات، وعلى المسلمين أن يعوا أن القضية هنا ليست قضية الاعتدال مقابل التشدد، وإنما القضية هي أنهم يريدون للمسلمين أن يتركوا القيم الإسلامية والأحكام الشرعية، وخاصة تلك المتعلقة برغبتهم في عودة دولة الخلافة الإسلامية، وحري بالمسلمين أن يدركوا أن عودة الخلافة هي أمر رباني لا اختيار فيه ولا تفاوض حوله، بل هو فرض فرضه الله علينا.
يقول الله عز وجل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [سورة النور: 55]
 أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
التاريخ الهجري      29 من شوال 1435
التاريخ الميلادي      2014/08/25م

No comments:

Post a Comment