Sunday, August 25, 2013

الكيماوي وجنيف

الكيماوي وجنيف

عثمان بخاش: الهجوم الكيماوي يمهد لجنيف 2
فجأة صحت ضمائر كتاب الصحف الأمريكية والبريطانية لتنقل فظائع المجازر الكيماوية في ريف دمشق وتدعو الى التدخل العسكري ضد بشار الأسد في سوريا لتجرؤه على تجاوز الخط الاحمر باستعماله السلاح الكيماوي...
والكل يتساءل ماذا وراء صحوة الضمير المتأخرة هذه بعد اكثر من سنتين ونصف على حمام الدماء الذي تقوم به قوات الأسد وحلفاؤه؟؟ وإنه لئن كان الموت بالسلاح الكيماوي له فظاعته، فإن الموت هو نفسه عند ضحايا براميل المتفجرات أو صواريخ سكود أو القذائف المدفعية أو الدبابات وغير ذلك من وسائل القتل والتعذيب التي استعملتها قوات بشار وحلفاؤه في محاولاتها اليائسة لقمع الثورة في سوريا...
نعم نحن نرى أن وراء هذه الصحوة ما يريب، وتحديدا نريد أن نلفت نظر أهلنا في الشام إلى ما يحاك ضدهم وراء كواليس عواصم الاستعمار الصليبية، فقد سبق لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن صرح على إثر لقاء دام ساعة ونصف مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في السفارة الأمريكية في بروناي، في 2-7-2013، بأن الطرفين ملتزمان عقد مؤتمر جنيف 2 بعد شهر آب القادم، ويهدف هذا المؤتمر إلى نقل السلطة الى حكومة مؤقته في سوريا بغض النظر عن" الجانب الذي له اليد العليا في ساحة المعركة". كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد اجتماع مطول مع قرينه في واشنطن (9-8-2013) إن المسؤولين الأمريكيين والروس اتفقوا على ضرورة عقد مؤتمر جنيف للسلام في سوريا في أقرب وقت ممكن وإنهم سيجتمعون مرة أخرى في نهاية الشهر للإعداد للمحادثات. و قالت خولة مطر المتحدثة باسم الاخضر الابراهيمي في افادة صحفية في جنيف إنه يعتقد ان الهجوم الكيماوي المزعوم في سورية هذا الاسبوع يجب أن يسرع الاعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف "ويجب أن يثبت للعالم أنه لا يوجد حل عسكري."
فنقول لأهلنا في الشام أن احذروا مكر دول الغرب الصليبية الاستعمارية، و احذروا ان يخدعوكم ببعض دموع التماسيح الكاذبة فييدعون محبتهم لكم وشفقتهم على ضحايا عميل أمريكا بشار الأسد، أو أن فرنسا وبريطانيا صاحبتا الإرث الاستعماري البغيض الذي فرضتاه بحسب معاهدة سايكس بيكو، عند قادتهم أدنى شعور بالانسانية أو العدل.
نعم إن دول الكفر اجتمع على عداوتكم وان حاول كل طرف منها ان يساوم على أشلاء أبنائكم وإخوانكم ليفوز بحصة أكبر من الكعكة.
فعليكم أن تعتصموا بحبل الله وأن تستيقنوا أن النصر من عند الله، وثورتكم التي انطلقت تحت شعار هي لله هي لله ينبغي ان تحافظوا على صفائها ونقاوتها وعدم اخضاعها على طاولة الصفقات والتسويات في سوق نخاسة مؤتمر جنيف وأشباهه. وندعوكم للأخذ على يد كل عميل يروج لسموم الحل السياسي الذي تلهث وراءه أمريكا وعملاؤها، ولكم فيما جرى في مصر عظة وعبرة، فلا تقبلوا الدنية في دينكم ولا تقبلوا بأقل من النصر الكامل باعلاء راية التوحيد فتفوزوا بعز الدارين.
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)(آل عمران:118).
عثمان بخاش
17
شوال 1434
23-8-2013

No comments:

Post a Comment