Thursday, August 22, 2013

خبر وتعليق: لا وفاق ولا نفاق

خبر وتعليق: لا وفاق ولا نفاق

الخبر: أظهرت حركة النهضة استعدادها للحوار مع المعارضة لحل الأزمة السياسية الراهنة بتونس حيث استؤنفت يوم الاثنين 19/08/2013 المشاورات لتسوية الأزمة السياسية في تونس بلقاء هو الثاني خلال أسبوع بين رئيسي كل من حركة النهضة وأكبر نقابة عمالية، بما يمكن أن يمهد لاتفاق قد يُعلن خلال أيام رغم استمرار المواقف المعلنة من قبل الأغلبية والمعارضة.

التعليق: قبل إقدام حركة النهضة على هذه الخطوة، كثر الحديث في الوسط السياسي والإعلامي على فكرة التوافق وهي فكرة جوفاء أصلها متهاوٍ ومتفرعة من فكرة "الحل الوسط" وهذا يخالف عقيدتنا ومبدأنا لأن الأصح أن يكون "الحل من الإسلام".
إن التوافق من أجل حل أزمة ما بالبحث عن النقاط المشتركة وغض الطرف أو التنازل عن المسائل المتخاصم عليها حتى وإن كانت فرضا من رب العالمين لهو أمر منكر لأنه يقتضي ترك مبدأ الإسلام جانبا.
إن الأصل في المتصارع أن يسعى إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل لا النفاق ولا الوفاق وكما قال رب العزة في كتابه الحكيم: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ". فالأحرى أن ندعو إلى الحق والسواء حين الفصل بين الناس. ومن هنا فإن اللجوء للتوافق أمر باطل شرعا؛ حيث إن الإسلام ونظمه هو الحق وما سواه باطل، والإسلام لا يحترم ولا يقر من ناحية عقدية وفكرية أية شرعة أخرى أو أية فكرة تخالفه.
لا يزال قادة حركة النهضة الذين يمارسون الحكم يسعون إلى الآن لإرضاء الغرب بقبولهم مشاركة العلمانيين في الحكم وتنازلهم عن تطبيق الإسلام بل والحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة في ظل دولة الخلافة. ولا يزال الغرب يطلب من دعاة الإسلام المعتدل مزيد التنازل وإيهام الناس أنه من غير الممكن تطبيق الإسلام في واقعنا الحالي وبالتالي يجب القبول بالأمر الواقع. ولكن هيهات..
إن دولة الخلافة هي الواجب الشرعي والممكن السياسي، الواجب الذي أوجبه علينا المولى عز وجل إذ قال: "وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ" والممكن الذي لا بديل عنه لإخراج الناس من ظلمات الرأسمالية إلى نور الإسلام.
((وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))
كتبه لإذاعة لمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أنس/ تونس
15 من شوال 1434
الموافق 2013/08/22م

No comments:

Post a Comment