Wednesday, February 27, 2019

جريدة الراية: الحراك الثوري في السودان وإجراءات البشير والتدخلات الأمريكية

جريدة الراية: الحراك الثوري في السودان وإجراءات البشير والتدخلات الأمريكية

  22 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019مـ
تتجدد الدعوات اليومية لتسيير مواكب للقصر الجمهوري، تدعو الرئيس للتنحي عن السلطة، إلا أن حكومة السودان لم تتجاوب حتى الآن مع مطالب هذه الاحتجاجات، وكذلك لم تستطع إنهاءها، رغم استعمال الحديد والنار في قمعها. فما هي معالم ما يجري في السودان؟ وما هو موقف الدول المؤثرة في المسرح الدولي من هذا الحراك؟
إن الظلم الذي أدى إلى اندلاع انتفاضة أهل السودان، لا تزال عوامله قائمة، وتحاول الحكومة معالجة هذه العوامل بوعود كاذبة. قال مدير جهاز الأمن والمخابرات؛ أحد أدوات قمع المتظاهرين: (إن الشباب هم أبناء الإنقاذ، وينبغي الالتفات الجاد لقضاياهم الحقيقية ومطالبهم الموضوعية)، مؤكداً أن (الحكومة تنفّذ بنجاح حزمة معالجات شاملة للأوضاع الاقتصادية والخدمية الماثلة). (وكالات 2019/02/09م). لكن الحكومة فشلت منذ مجيئها في الحفاظ على وحدة البلاد، وفشلت في معالجة القضايا الاقتصادية، والقضايا الأمنية، حيث الحروب تشتعل في جبهات متفرقة من السودان، وبخاصة المناطق الغنية بالثروات الظاهرة والباطنة، وفشلت في وأد الفساد المستشري في البلاد، وتستمر في نهب المال العام، وخصخصة الموانئ، والملكيات العامة، وتهريب الذهب الذي يمتلك السودان بعض أكبر مناجم التنقيب عنه في العالم... وبالجملة فقد فشلت الحكومة في توفير السلع والخدمات، وكبح جماح الغلاء، فعوامل الفشل لا تزال قائمة.
وفي خضم الكر والفر، بين الحكومة ومليشياتها من جهة، وبين المنتفضين من جهة أخرى، سكتت أمريكا في بادئ الأمر، وغضّت الطرف عن القتل والتنكيل والاعتقالات، وهذا ما أشار إليه الإعلام الأمريكي، حيث كتبت صحيفة نيويورك تايمز في 2019/01/16: (شعب السودان يحتاج لتدخل أمريكي عاجل لوقف مجازر البشير السفاح)، وكتبت: (حتى الآن لا شيء. ترامب لم يصدر أي بيان، ووزير خارجيته، لم يعلق ولو بكلمة على ما يجري... ما يجب أن يصدر هو تحذير شديد اللهجة للقوات الأمنية بأن المجتمع الدولي سيحملهم كأفراد مسؤولية ما يحدث للمتظاهرين). ولعل ذلك دفع أمريكا إلى الانضمام لبريطانيا والنرويج وكندا، في إصدار بيان ضعيف اللهجة، هزيل المحتوى، يطالب فيه نظام البشير بإطلاق سراح المعتقلين، والاعتراف بحق المتظاهرين في التظاهر السلمي، ثم وفي أول تصريح رسمي من أمريكا بعد مرور شهرين على الانتفاضة، علق وزير خارجيتها مايك بومبيو في مقابلة تلفزيونية، على الأوضاع في السودان قائلاً: (نتمنى أن تُسمع أصوات الشعب، وأن تحصل عملية انتقالية)، قناة العربية 2019/02/16م. وبحسب العربي الجديد في 2019/02/18م، وصل المساعد الخاص للرئيس الأمريكي وكبير المستشارين لأفريقيا بمجلس الأمن القومي سيريل سارتر، بجانب مدير دائرة أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي دارين سيرايل، والتقيا وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد ومساعد الرئيس فيصل حسن إبراهيم. وفي تصريحات عقب الاجتماع بالمساعد قال سارتر "إن السودان يمر بتطورات ومرحلة انتقالية". وأضاف "مع مزيد من الصبر ستتمكن الحكومة من إيجاد حل سياسي، ولن يتم فرض أي حلول على السودان من الخارج"، فهو تارة يمد يد العون، ويطمئن الحكومة، ويوصي الشعب بالصبر على الجرائم، وعلى الويلات التي أصابت اقتصاد السودان، جراء تنفيذ سياسات صندوق النقد الدولي، وتارة أخرى يرفع عصا شبه غليظة في وجه الحكومة ترهيباً وتخويفا، فقد صرح سارتر لوكالة فرانس برس بالقول "من غير المقبول مطلقاً أن تستخدم قوات الأمن القوة المفرطة لقمع المتظاهرين...". (سودان تربيون 2019/02/20م). هذه العصي الغليظة التي ترفعها أمريكا في وجه الحكومة، والتعبير عن عدم الرضا عن هذه الممارسات القاتلة، لا يعني إلا شيئاً واحداً، وهو التهديد والضغط، في سبيل تنفيذ روشتات (خمسة +1)؛ وهي الأوامر الأمريكية للحكومة من أجل رفع السودان من قائمة (الإرهاب)، قال سارتر بحسب المصدر نفسه: "إن التطورات التي تشهدها البلاد حالياً تهدد عملية التفاوض بين الولايات المتحدة وحكومة السودان، والتي قد تؤدي إلى شطب السودان من قائمة الدول التي تدعم (الإرهاب)". ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً﴾.
وأيضاً لعله من أساليب الضغط على الحكومة هو بعض التسريبات التي خرجت تهدد باستبدال البشير، فقد ذكر ﻣﻮﻗﻊ "ﺃﻓﺮﻳﻜﺎ إنتليجنس" الجمعة 2019/02/08م، مستنداً إلى ما قال إنه تقرير سرّي أعدته سفارة خليجية في واشنطن... أنه في حال أضعفت الاحتجاجات الشعبية الرئيس السوداني عمر البشير، "على نحو مهلك"، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، ستعمل على تسريع رحيله واستبداله"، (العربي الجديد، 9 شباط/فبراير 2019).
ورغم هذا وذاك، فإن أمريكا لا ترغب في ذهاب حكومة الإنقاذ؛ فقد سئل مبعوث أمريكي سابق للسودان في حوار مع "الشرق الأوسط" في 2011/12/03م عن انتقال ربيع العرب إلى السودان فأجاب: (ليس هذا جزءاً من أجندتنا في السودان... بصراحة لا نريد إسقاط النظام، ولا تغيير النظام، نريد إصلاح النظام بإجراءات دستورية ديمقراطية)، وقال (ليس في مصلحتنا إسقاط النظام في السودان).
ثم يفاجئنا البشير بإعلان حالة الطوارئ عقب عودة الوفد الأمريكي الذي زار البلاد، ويصر على السير في خطا الحوار الوطني الأمريكي، الذي بدأه في 2014م، ففي خطابه الجمعة 2019/02/22م، الذي فرض فيه حالة الطوارئ لمدة عام، أكد البشير (قناعة منا بأن الحوار هو الوسيلة الأولى والأخيرة، لاستكمال بناء وطن يسع الجميع). حيث ردد كلمة الحوار اثنتي عشرة مرة، وركز على السير في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وقدّم عرضاً مغرياً للرافضين، فقال: (إننا لن نيأس من دعوة الرافضين للحوار والسلام للعودة والجلوس تحت سقف الوطن ومائدته الكبرى...)، وقال: (أخصص الدعوة الصادقة لقوى المعارضة التي لا تزال خارج مسار الوفاق الوطني ووثيقته للتحرك للأمام والانخراط في التشاور حول قضايا الراهن والمستقبل عبر آلية حوار يتفق عليها).
والجدير بالذكر أن البشير لم يتطرق في خطابه هذا لأي علاج سوى التأكيد على السير في الخط الأمريكي في العملية السياسية، والتسويفات التي عهدناها منه في القضايا الاقتصادية حيث قال: (تدابير اقتصادية محكمة ينبغي أن تتخذ بحكومة مهام جديدة... سأكلف بها فريق عمل تنفيذي من كفاءات وطنية مقتدرة لإنجازها إلى حين استكمال العملية الحوارية لوقتها الضروري).
ولا ننسى في خضم هذه التظاهرات، استمرار الحكومة في سرقة أموال الملكيات العامة! ومنها الصفقة الخاسرة التي أجرتها بتسليم ميناء بورتسودان الجنوبي لشركة فلبينية، بحجة الحاجة الماسة إلى المال، بل حتى المصارف في السودان، لم تسلم من التدخل الأمريكي السافر، (كشف رئيس القسم الاقتصادي بالسفارة الأمريكية لدى السودان "ليا سيفيرينو" عن أن المحادثات جارية بين واشنطن والخرطوم، لتشكيل مجموعة عمل لتطوير القطاع المصرفي في السودان). سودان تربيون 14 شباط/فبراير 2019.
إن التدخلات الخارجية لتمييع الثورات التي تقوم في بلاد المسلمين، وحرفها عن مسارها المبدئي، وربطها بالخارج، ومحاولات توجيهها لخدمة مصالح الغرب الكافر، وتبني أنظمته الرأسمالية، لن تؤدي إلى نهضة الأمة، ولا إلى التغيير الحقيقي. إن التغيير الحقيقي إنما يكون بوعي المسلمين على مكائد أمريكا وأخواتها، ووعيهم على خيانة أنظمتهم وخضوعها للغرب الكافر المستعمر، وإقامة شرع الله في الأرض، في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
بقلم: الأستاذ يعقوب إبراهيم (أبو إبراهيم) - الخرطوم

جريدة الراية: ما بين وارسو وميونخ مؤتمرات كيد للإسلام وأهله

جريدة الراية: ما بين وارسو وميونخ مؤتمرات كيد للإسلام وأهله

  22 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019مـ
عقد قبل حوالي أسبوعين مؤتمران مهمان، الأول تحت رعاية أمريكا وقد عقد في العاصمة البولندية وارسو تحت عنوان: "السلام والأمن في الشرق الأوسط"، حيث حضرته أكثر من ستين دولة، منها دول عربية كالبحرين والسعودية وعمان والأردن واليمن وغيرها، والمؤتمر الثاني الذي تزامن مع هذا المؤتمر هو مؤتمر عقدته ألمانيا، وهو مؤتمر دوري يعقد كل سنة في ميونخ وكان تحت عنوان: "مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية الـ 55".
إن الناظر في المؤتمرين يجد أن القاسم المشترك بينهما هو محاربة (الإرهاب)، والذي يقصدون فيه الإسلام، ومع أن المؤتمر الذي رعته أمريكا في وارسو، ركز على التصدي لإيران وأنشطتها النووية إلا أن أمريكا تعلم أن إيران ما هي إلا فزاعة تستعملها منذ أن رعت الخميني وثورته، وإيران تقوم بهذه الوظيفة خير قيام، فإيران تستخدمها أمريكا فزاعة، مثلما استغلت وجود القاعدة وطالبان وجرائم تنظيم الدولة وحجة أسلحة الدمار الشامل في العراق، حتى يكون وجودها (طبيعيا) في بلاد المسلمين، فهي تستخدم إيران لضمان وجود (طبيعي) لها في المنطقة، فكلامها حول إيران، والذي كان العنوان الأبرز في المؤتمر، هو للاستهلاك المحلي ليس غير، وإنما كان المؤتمر لأمرين مهمين:
الأول: جعل كيان يهود كيانا مقبولا في هكذا مؤتمرات بحيث يعتاد المسلمون على رؤيته في المؤتمرات والاجتماعات الدولية، وهذا كان ظاهرا مع وزير خارجية اليمن الذي جلس بجانب نتنياهو، ولما أراد نتنياهو أن يلقي كلمته، تعطل ميكروفونه، فما كان من وزير خارجية اليمن إلا أن أعطاه ميكروفونه، وهذا عادل الجبير يُسأل من الصحفيين؛ هل سنرى السعودية تطبع مع كيان يهود؟ فلم يحر جوابا انتظارا لما ستأمره به سيدته أمريكا، وحاله قول الشاعر:
وما أنا إلا من غزيّةَ إن غوَتْ * غوَيتُ وإن ترشدْ غزيّةُ أرشدِ
 وقد تحدث بومبيو في المؤتمر عن صفقة القرن، وحل القضية الفلسطينية، وهكذا فإن هدف أمريكا من عقد هذا المؤتمر هو إعلان التطبيع العلني بين الأنظمة العربية وكيان يهود، خاصة وأن أمريكا تدرك أن حكام الدول العربية يتدافعون للجلوس مع يهود، والتطبيع معهم وليست علاقات ابن سلمان وابن زايد وقابوس عنا ببعيدة.
الثاني: الذي ناقشه مؤتمر وارسو، والذي هو بيت القصيد، والذي لأجله عقد المؤتمر فهو محاربة الإسلام تحت ما يسمى محاربة (الإرهاب)، وأمريكا تدرك أن العالم لا بد سيصطدم بالمسلمين بعد أن يكون لهم كيان ودولة، ولذلك فهي تستبق الحدث المزلزل هذا، وبالتالي فإنها تنشئ التحالفات تحت مسمى ناتو عربي وتحت مسمى اجتماع البحر الميت وتحت مسمى محاربة إيران، وكل هذا، هو لهدف واحد وهو محاربة الإسلام.
أما مؤتمر ميونخ الدوري، والذي كان برعاية أوروبية وألمانية فإن عنوانه الأبرز كذلك هو محاربة (الإرهاب) تحت مسمى محاربة تنظيم الدولة، وليس محاربة إيران كما كان عنوان مؤتمر وارسو، ذلك أن إيران كانت ممثلة بوزير خارجيتها في مؤتمر ميونخ، ولكنها لم تتم دعوتها لمؤتمر وارسو، ومع أن مؤتمر ميونخ حمل عناوين عدة من بينها قضية اللاجئين والحدود والأسلحة البالستية، إلا أنه كذلك كان عنوانه الأبرز محاربة (الإرهاب). وكان لافتا في مؤتمر ميونخ أنه حمل عنوانا مهما وهو ما جاء على لسان رئيس المؤتمر الذي قال: (إن هناك بوادر انهيار في النظام الدولي وإن على أوروبا أن تبحث عن نظام دولي جديد)... فأوروبا تدرك أن كل الأعمال التي تقوم بها أمريكا، أو جلها هي لضرب أوروبا وتفتيتها، فانسحابها من المعاهدة الموقعة بينها وبين روسيا والتي وقعت منذ ما يزيد على ثلاثة عقود موجهة ضدها والتي كانت تُمنع روسيا بموجبها من صناعة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، وأن انسحاب أمريكا منها هو سباق تسلح جديد، سيجعل أوروبا في مرمى الصواريخ الروسية، وأن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعته عام 2015 هو كذلك موجه ضد أوروبا، فالشركات الأوروبية العاملة في إيران والتي طالتها العقوبات، هي أكثر بكثير من مثيلاتها الأمريكية، هذا فضلا عن كون أمريكا قد فرضت رسوما جمركية طالت البضائع الأوروبية بالمليارات، وإذا أضفنا إلى كل هذا ما تهدد به أمريكا من انسحابها من حلف الأطلسي، ومنظمة التجارة وغيرها، ندرك أن أوروبا باتت لا تأمن أمريكا على نفسها... إن العلاقات بين أوروبا وأمريكا، أصبحت في مهب الريح، وهذا ما عنونت به قناة سكاي نيوز العربية، ولم تغب هذه الجدلية عن الرئيس الروسي الذي خاطب أوروبا خلال كلمته قائلا: (بما أنكم لا ترغبون أن تظهر الصواريخ الأمريكية على أرضكم فأين إذن سيادتكم؟!).
إن أمريكا وأوروبا تحاربان على أكثر من جبهة، والجبهة الأهم هي جبهة محاربة الإسلام وأهله، والحيلولة دون وجود كيان يجمع الأمة الإسلامية، والجبهة الثانية هي نزاعهم الذي بدأ يظهر للعلن واختلاف مصالحهم البينية، وما كان بالأمس القريب تحت الطاولة أضحى فوقها، ولعل الأشهر القادمة ستكون حبلى بالمواقف التي يظهر فيها الخلاف بأشكال مختلفة.
إن ما يظهر من بعض التوافق الذي ما زال يجمع دول الكفر، هو أن عدوهم مشترك، وهو الإسلام بعقيدته وناسه، ولولا ذاك لوصل النزاع بينهم حده كما في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وإن عداءهم للإسلام وأهله ما كان ليظهر على أشده لولا أنهم يعرفون أن الإسلام ستكون له دولة وكيان قريبا إن شاء الله، فهلّا أعاد المسلمون الثقة بدينهم وإسلامهم؟ فإنه لا عزة للأمة إلا بكيان ودولة، وإلا فإن الأمة ستبقى غثاء كغثاء السيل، لا وزن لها ولا قيمة، وإن ما يجعل المسلمين أمة واحدة هو دولة الخلافة التي فيها العزة والمنعة، والتي ترتعد فرائص الكفار إن علموا أن الخليفة خرج ليشرف على تجهيز الجيوش ليفتح بها بلادهم... ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾.
بقلم: الأستاذ أبو المعتز بالله الأشقر

جريدة الراية: حركة النهضة؛ بين علمانية الواقع، وأصالة الإسلام

جريدة الراية: حركة النهضة؛ بين علمانية الواقع، وأصالة الإسلام

  22 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019مـ
بعد ثماني سنوات من ثورة أهل تونس والتي بدأت في 2010/12/17، وبعد مشاركة حركة النهضة في عدة حكومات منها حكومة الترويكا (الجبالي والعريض) من 2011-2014، ثم حكومة الصيد 2014، ثم حكومة الشاهد 2016، لم تعترف الحركة بالحقيقة، ولم تجرؤ على مصارحة أتباعها بتناقضات الواقع السياسي وأكاذيبه، وتردّيه من سيئ إلى أسوأ، وتقوقعه في مستنقعات العمالة للدول الكافرة... وبدل أن تقف لتعلن على الملأ؛ بأن جميع الأحزاب المشاركة في الحكم في تونس، أو تحت مظلة البرلمان؛ هي أحزاب علمانية، أو يسارية لا تمت للإسلام بصلة، بل إنها تحارب الإسلام السياسي المستقيم، وأن الحل لتونس ومشاكلها العميقة؛ هو حكم الله عز وجل، بدل هذا وذاك أصرت الحركة على دخول حلبة الصراع السياسي من جديد. فقد صرح المسئولون في هذه الحركة، عن نيتهم الدخول في صراع الكراسي المعوجة قوائمها؛ بل المحمول من الأحزاب العلمانية المتصلة بالقوى الاستعمارية الخارجية. فقد صرح رئيس الحركة راشد الغنوشي 2019/1/12، خلال محاضرة ألقاها في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية" بعنوان "مسار الثورة بعد 8 سنوات؛ رؤية واستشراف" (بأن حركته ستشارك رسمياً في الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري 2019، مؤكداً أنه غير معني شخصياً بالترشح)، وأمام هذا الواقع المتناقض لهذه الحركة، وأمام ازدواجية المعايير عندها ووقوفها مع الأحزاب العلمانية المحاربة لدين الله والمخادعة لأهل تونس، بل العاملة على دفعه في مستنقع التبعية والعمالة، لا بد أن نضع المخلصين من أبناء تونس عامة، وأتباع حركة النهضة خاصة أمام الحقائق التالية:
1- إن الثورة التي حصلت في تونس؛ الأصل أنها انقلابٌ على الواقع السياسي السيئ، وتوّجه صحيحٌ مخلص للخلاص من الضنك، والتبعية السياسية، وتوجهٌ نحو الإسلام في الحياة العملية. وما حصول حركة النهضة في بداية الأمر؛ في الانتخابات للمجلس التأسيسي، التي جرت سنة 2011 على نسبة عالية 89 مقعداً من أصل 217 مقعدا بنسبة 42%؛ وتقدر بحوالي مليون ونصف المليون صوت من مجموع الناخبين؛ إلا دليل عملي على حب أهل تونس للإسلام.
2- إن الواقع السياسي في تونس؛ بعد ثماني سنوات من الثورة الانقلابية، ضد أدوات الاستعمار لم يتغير؛ بل ازداد سوءاً في كل الميادين، وكافة الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية... والأرقام التي تصدر عن المؤسسات الرسمية والخبراء هي أكبر شاهد على ذلك؛ حيث ذكر رئيس المعهد الوطني للإحصاء في تونس؛ أن نسبة البطالة تفوق 15%. وفي بعض المناطق تتعدى هذه النسبة، وعدد العاطلين عن العمل يزيد عن 640 ألف عاطل، وأن عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في تونس بلغ مليوناً و694 ألف شخص. هذا رغم اتساع الأراضي الصالحة للزراعة، وكثرة وتنوع الثروات الطبيعية؛ وخاصةً الزيت الصخري... ورغم اقتراض تونس حوالي 76.165 مليار دينار، تمثل 71.45% من الناتج المحلي الإجمالي، منها 22.523 مليار دينار تونسي ديون داخلية، ومبلغ 53.840 مليار دينار ديونا خارجية بنسبة 70.7% من إجمالي الديون.
3- الوسط السياسي في تونس ليس من جنس الأمة، ولا من جنس فكرها؛ فهو بعيد عن أحكام دينها. فهذا الوسط هو من بقايا النظام السابق. ولو كان هذا الوسط من جنس الأمة؛ لطبق ما تريده الأمة عندما انتخبت الإسلام سنة 2011؛ في أول انتخابات بعد الثورة؛ حيث انتخبت الأغلبية من أهل تونس الإسلام ممثلا حسب تصورهم في حركة النهضة، ولما عادى هذا الوسط المخلصين من أبناء تونس الذين ينادون بتطبيق الإسلام، ونعتهم بـ(الإرهاب) و(التطرف)، وأودع قسما منهم في السجون، ولما شرع قوانين تناقض دين الإسلام مناقضة تامة؛ مثل قوانين المساواة، وحريات المرأة، وقوانين المثليين، وإباحة الخمور واللباس السافر... وغير ذلك من انحرافات عن دين الله عز وجلّ.
4- إن حركة النهضة قد تأسست على أساس أنها تريد تغيير الواقع بالإسلام، وقد عُرفت قبل اسم حركة النهضة باسم الجماعة الإسلامية، وقد قامت الجماعة بداية كردة فعل على التحديث المجتمعي؛ الذي قام به الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، والذي أدّى إلى تهميش دور الدين والمساجد والدعوة، في مقابل انتشار ظواهر التحرر، وتبني نمط الحياة الغربي، الشيء الذي اعتبره الإسلاميون حينها شكلا من الانحراف الخطير؛ الذي يهدد هوية المجتمع اللغوية والدينية. وقد اتبعها الكثير من المسلمين في تونس لهذا الأمر، ولكن هذه الحركة قد خدعت أتباعها، وباعت نفسها لمخططات الاستعمار؛ عن طريق رضاها بالقوانين المناقضة للإسلام، وارتمائها في أحضان الأحزاب العلمانية واليسارية. حتى إنها لم تستحي أن تعلن على الملأ بأنها تحارب (الإرهاب)؛ الذي تحاربه أوروبا وأمريكا وعملاؤهم حكام المسلمين؛ حيث أكدت حركة النهضة مشاركتها في المسيرة الدولية ضد (الإرهاب) المقرر تنظيمها 2019/3/27 في تونس؛ للتعبير بقوة عن وحدة التونسيين في مواجهة هذا الخطر، وتصميمهم على الدفاع عن دولتهم وثورتهم وحريتهم. ودعت الحركة في بيان لها أنصارها ومنتسبيها إلى المشاركة القوية في هذا التحرك. كما أعلنت الحركة عن تنصلها من أصالة الإسلام وجذوره، وإعلانها كذلك في مؤتمرها العاشر بأنها (حزب تونسي مدني ديمقراطي؛ ذو مرجعية إسلامية)، وقال رئيسها الغنوشي في المؤتمر: (إن مصطلح الإسلام السياسي، لم يعد مبررا في تونس، وأنه يفضل عبارة مسلمون ديمقراطيون.(.. وقد انحدرت أيضا وابتعدت الحركة كثيرا عن أصالة الإسلام، وأحكامه الثابتة تجاه بعض القضايا؛ التي مثلت أبرز التحديات أمام اندماج هذه الحركة في نسيج الدولة الوطنية الحديثة، مثل قضايا الدولة المدنية، والتعددية السياسية والحقوق المدنية، والحريات والمرأة، والموقف من تطبيق الشريعة، وقضية الدولة الإسلامية، والعنف، وعلاقة الدين بالدولة... وقد أصبح الكثير من أتباع هذه الحركة يتساءلون: أين الإسلام من أعمال وأقوال الغنوشي أو مورو، وغيرهما من رموز هذه الحركة؟! وأصبح الكثير من أبناء تونس يتساءلون: ما هو الفرق بين النهضة وبين أي حزب علماني آخر؛ كنداء تونس مثلا من القضايا الحساسة التي تعترض تونس هذه الأيام؟!
5- لقد زادت نقمة أهل تونس على كل الأحزاب المشاركة في الحكم، وصارت تدعو صراحة للثورة من جديد على الظلم، وعلى الفقر وعلى التبعية السياسية المكشوفة، وعلى سرقة أموال الناس، واستعبادهم في سبيل خدمة زمرة من اللصوص المتحكمين في رقاب الناس؛ من الوسط السياسي وحواشيه. وليس أدل على هذا الأمر من تجاوب الناس جميعا لدعوة الإضراب التي دعا إليها اتحاد عام الشغل بتاريخ 2019/1/19 حتى شلت كل مرافق البلد. وقد استمرت الاحتجاجات، ولم تتوقف في كثير من المناطق الأخرى. والواقع يتهيأ لإضرابات جديدة أوسع من ذي قبل.
وأمام هذه الحقائق وغيرها، وأمام مرارة الواقع والتردي والفقر والانحطاط السياسي، والتنصل من أصالة الإسلام إلى انحرافات العلمانية والديمقراطية الغربية العفنة؛ البعيدة عن جذور هذه الأمة وتاريخها الوضاء المشرف؛ الذي وصلت إليه الأحوال داخل تونس نذكر بالحقائق التالية:
يتبع في الحلقة القادمة...
بقلم: الأستاذ حمد طبيب – بيت المقدس

جريدة الراية: حل رموز تعقيدات المشهد السوري على الصعيدين السياسي والميداني

جريدة الراية: حل رموز تعقيدات المشهد السوري على الصعيدين السياسي والميداني

  22 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019مـ
لا شك أن السياسة الدولية تقوم على إخفاء أهدافها الحقيقية ونواياها الخبيثة؛ وهي تستند في أعمالها إلى فكرة أساسية قائمة على القضاء على الإسلام؛ وضمان عدم عودته إلى معترك الحياة من جديد، فقد توارثت الدول الحرب على الإسلام جيلا بعد جيل، وهي أيضا تستخدم في سياساتها مقياسا واحدا يعتمد على المنفعة فحسب ولا شيء آخر سواها؛ ثم تغلف هذا كله بغطاء جميل مزركش تخدع به البسطاء من الناس أصحاب التفكير السطحي؛ الذي ينبهر بالشكل فيعمى عن رؤية المضمون.
والآن ونحن نعيش في زمن القطب الواحد؛ الذي هيمن على العالم بعد سقوط المعسكر الشرقي وتفكك دول الاتحاد السوفيتي، أصبحت سياسات الدول لا تخرج عن سياسة هذا القطب (أمريكا)؛ أو على الأقل لا تشكل تهديدا صريحا عليه، وقد استخدم في ذلك مجموعة من الأدوات سخرها لتحقيق سياساته، واختبأ خلف مصطلحات توحي بالتشاركية تأسيا بالعقلية الفرعونية التي تقول ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾.
هنا يتجلى قلب الحقائق في أخبث صوره؛ فالحرب على (الإرهاب) هو شعار أمريكا في هذا الزمان وحقوق الإنسان والحرية والعدالة رداؤها؛ مع العلم أنها هي صانعة الإرهاب ومستعبِدة الشعوب.
كان لا بد من هذه المقدمة حتى نستطيع أن نتصور حجم المكر الذي يحاك على ثورة الشام؛ ونتعرف على العقلية التي تدير هذا المكر الكبير؛ والأدوات التي تستخدمها والأساليب التي تتبعها.
فقلب الحقائق كان شعار قمة سوتشي الأخيرة التي انعقدت في 2019/2/14م، فوقف إراقة الدماء والمحافظة على المدنيين والتسوية السياسية وعودة اللاجئين هو الثوب المزركش الذي يغطي عورة المجتمع الدولي ويخفي أهدافه الحقيقية ويقلب الحقائق، وإذا نظرنا إلى حال الدول المشاركة في قمة سوتشي نجد أن كل دولة منها تسعى لتحقيق مصالحها بما ينسجم مع الرؤية الأمريكية للحل في سوريا؛ فروسيا تدرك أنها واقعة في مأزق حقيقي؛ وهي تريد الخروج منه في أسرع وقت ممكن؛ لتحفظ ماء وجهها، وهي تدرك أيضا أن أمريكا لن تسمح لها بذلك، ولن تسمح لها أن تخرج للعالم رافعة لواء النصر؛ وخاصة أن أمريكا هي التي ورطت روسيا في الملف السوري وسمحت لها بالتدخل العسكري، فالحديث عن استعادة السيطرة على إدلب بعيد المنال؛ على الأقل في المدى المنظور، أو قبل استكمال عناصر الحل السياسي الأمريكي، فأمريكا فرضت على العالم الحل السياسي؛ والأعمال التي يسمح لروسيا بها ستكون ضمن هذا السياق؛ ولن تستطيع روسيا فرض الحل العسكري وإنهاء الملف السوري على طريقتها، هذا من جهة؛
ومن جهة أخرى المجتمع الدولي يدرك تماما أنه في حال سيطرت قوات أسد المدعومة من القوات الروسية والإيرانية على المنطقة عسكريا؛ فلن تستطيع أن تحافظ على وجودها، وخاصة بعد أن جمعت كل المقاتلين من كافة أنحاء سوريا، بل والكثير من المدنيين الثائرين على نظام طاغية الشام، وهي لا تضمن عدم انفلات الأمور من يدها فلا تزال نار الثورة متّقدةً في صدور الناس، ولن تستطيع قوة في الأرض أن تطفئ جذوتها، وما يحصل في درعا خير دليل على ذلك، وبناء عليه؛ سيعتمد الغرب في إحكامه السيطرة على الشمال السوري على قيادات الفصائل التي باعت نفسها له بثمن بخس دراهم معدودة، فقيادات الفصائل هي الجهة الأقدر في نظر الغرب على ضبط الأمور؛ وتسييرها بما يخدم السياسة الأمريكية دون خسائر منه، ففي جميع الأحوال الخاسر الوحيد هو أهل الشام وأبناؤهم الذين في الفصائل.
أما إيران فهي تسعى لأن توجد لها موطئ قدم في سوريا؛ وهي تدرك أنها ستخرج منها يوما ما فعملت على إيجاد ما يسمى التغيير الديموغرافي؛ ونقلت الكثير من أتباعها ومنحتهم الجنسية السورية، وهي مستميتة في الدفاع عن نظام سفاح الشام حتى لو أبادت كل الشعب السوري.
أما بالنسبة للنظام التركي فجل ما يعنيه هو الحفاظ على أمنه وحدوده؛ وهذه المخاوف ضمنتها له روسيا بالاستناد إلى اتفاقية أضنة الموقعة بين النظام السوري ونظيره التركي سنة 1998م، والتي تقضي في أحد بنودها على إعطاء تركيا حق "ملاحقة الإرهابيين" في الداخل السوري حتى عمق خمسة كيلومترات، و"اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر".
وبهذا نجد أن قمة سوتشي هي من أجل تحقيق مصالح كل الأطراف المشاركة على حساب مصلحة أهل الشام، ولا شك أنها لا تتعارض مع الرؤية الأمريكية للحل في سوريا بل تسعى لتحقيقه من خلال تشكيل لجنة دستورية ستصوغ دستورا يحدد هيكل الدولة.
أما على الصعيد الميداني؛ وما تتعرض له المناطق من قصف مكثف وما ينتج عنه من مجازر وحشية؛ ووقوف قيادات الفصائل مكتوفة الأيدي؛ فيفهم ضمن هذا السياق وهو من باب الضغط على الناس لتهيئتهم للمرحلة القادمة التي تتطلب تنازلات كبيرة؛ ستتغطى بغطاء وقف نزيف الدم، وربما تتم السيطرة على بعض المناطق لزيادة الضغط وتبرير جريمة التنازلات، وأمام هذه الحقائق كان لا بد لأهل الشام أن يدركوا جيدا حقيقة معركتهم وعظم قضيتهم؛ فمعركتهم معركة وجود؛ وقضيتهم قضية مصيرية، ولا بد لهم أيضا أن يعلموا أنه لا يوجد صديق لهم حتى لا يقعوا في شباك أعدائهم وهم يحسبونهم أصدقاء ففي ذلك الهلاك المحتم، وبعد أن يدركوا حقيقة معركتهم ويعلموا أعداءهم؛ ينبغي لهم أن يستندوا في معركتهم إلى القوة المطلقة وهي قوة الله عز وجل؛ فيحسنوا التوكل عليه، ومن ثم يقدموا أوراق اعتمادهم له؛ فيتبنوا المشروع السياسي المنبثق من عقيدة المسلمين؛ والذي يرضاه الله عز وجل بديلا عن المشاريع الوضعية حتى يستحقوا نصر الله سبحانه وتعالى وتأييده، ومن ثم يتجمع أهل القوة مع الحاضنة الشعبية خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة للسعي لتحقيق هذا المشروع بعد إسقاط النظام المجرم، فيحققوا بذلك بشرى رسول الله بإقامة الخلافة على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
 رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية: الأردن إلى أين؟ ج7

جريدة الراية: الأردن إلى أين؟ ج7

  22 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019مـ
بعد أن تم استعراض الحل الأمريكي والإنجليزي لقضية فلسطين كان لا بد من استعراض دور الأدوات المنوط بهم
أما الصراع فهو أن أمريكا منذ أن خرجت من الحرب العالمية الثانية وهي تعمل لأن ترث المستعمرات من جميع المستعمرين الآخرين، ومن ذلك المستعمرات التي تحت يد الإنجليز، فكان من خططها في ذلك إقامة دولة يهودية في فلسطين كما سبق، وربط هذا الكيان بها وليس مجرد الحل لأن الحل جزء من استراتيجية كاملة تتعلق بالمنطقة.
أما إنجلترا فإنها وقد أدركت ذلك فأخذت تعد العدة للوقوف في وجه أمريكا وحلها لأنها كانت تدرك حقيقة الأمر بإخراجها من المنطقة، فكان من خططها أن لا تكون فلسطين دولة يهودية بل أن تبقى على السياسة التي رسمتها لها سنة 1939 في الكتاب الأبيض (الدولة العلمانية) الذي رفضه جميع العرب ومنهم أهل فلسطين في ذلك الوقت، فلما نجحت أمريكا في إقرار مشروع التقسيم ووُجد كيان يهود، تركت بريطانيا للزمن أن يثبت فشل الحل الأمريكي في فلسطين وأيضا بوضع العراقيل واستغلال كل الأدوات لديها، واتخذت من شرق الأردن الأداة الأقوى والتي ترتبط باليهود ارتباطا عضويا لعلها تستطيع أن تحبط مساعي أمريكا، وتنفذ بها مخططاتها بشأن فلسطين.
وظل الحال كذلك لفترة طويلة، إلا أنه لما نجحت أمريكا بأخذ مصر من الإنجليز، ونجحت في إيجاد عميل لها يتولى زعامة مصر وزعامة البلاد العربية بما تملك مصر من إمكانيات وقوى ودعاية، قوي الجانب الأمريكي وضعف الجانب الإنجليزي، فأدى ذلك إلى ضمور دور الأردن، وتحويل المنطقة إلى أمريكا عن طريق زعامة عميلها عبد الناصر. فأدى ذلك إلى نقل الصراع من صراع على المنطقة وحدها، وعلى فلسطين بالذات إلى صراع على مصر بالذات، فكان من جراء ذلك حرب 1956 وحرب 1967 ثم أزمة الشرق الأوسط التي يعتبر الصراع على مصر هو بيت القصيد فيها، وكان من جراء ذلك بالنسبة لقضية فلسطين إيجاد ما يسمى بالكيان الفلسطيني من أمريكا تتبناه مصر، وإيجاد ما يسمى الفدائيين والمقاومة الفلسطينية من الإنجليز تتبناه الأردن ومن ورائه الكويت والسعودية والإمارات وتونس وليبيا والجزائر والمغرب، فتبلور موضوع الصراع في مشروع إنجليزي هو مشروع الدولة العلمانية لكل فلسطين، ومشروع أمريكي هو الدولة الفلسطينية، فكانت مصر وحفنة من الفدائيين بجانب المشروع الأمريكي، وكان الأردن وكبرى منظمات المقاومة وهي فتح بجانب المشروع الإنجليزي.
إلا أن المشروع الأمريكي لم يكن يظهر منه إلا أنه للضفة الغربية وقطاع غزة وكان يحاول إخفاء واقعه على الناس حتى لا تحصل العراقيل. إلا أن الإنجليز كانوا على علم بتفاصيل المشروع، وأنه رسم جديد لخريطة المنطقة كلها، وخاصة فيما يتعلق بالأردن وكيان يهود؛ فالمشروع يقضي بإنشاء دولة يهودية تشمل قطاع غزة وقسما من الضفة الغربية، وإنشاء دولة فلسطينية في الضفة الشرقية من الأردن حتى معان جنوبا والباقي من الضفة الغربية وقسم من هضبة الجولان والعرقوب في لبنان، هذا هو المشروع. فلما اتفقت الدول الأربع الكبرى على تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر سنة 1967 ووافقت على ذلك دول المنطقة ومن يعنيهم الأمر، رأت الدول الكبرى أن الشعب المصري والجيش المصري ومنظمات الفدائيين ستحول دون التنفيذ، لذلك ترك الأمر لينفذ ببطء، وليعمل على إزالة العوائق وكذلك رفض يهود للحل، فكانت حرب الاستنزاف لإقناع وإخضاع الشعب المصري والجيش المصري، وكذلك تهيئة الأمر عند يهود العقبة الكبيرة في الأمر، فلما نجح عبد الناصر بإقناع المصريين وإخضاعهم بواسطة حرب الاستنزاف فكرت إنجلترا في ضرب عبد الناصر بإشعال حرب واسعة في المنطقة يدمر فيها الجيش المصري ويجري احتلال القاهرة ودمشق، لذلك رتبت حركة شباط في الأردن، فإن الإنجليز كانوا يعرفون أن عبد الناصر يهيئ قوة عسكرية من الجيش الأردني والفدائيين للإطاحة بالملك حسين وإقامة الدولة الفلسطينية وكان الصراع بين الأردن ومصر على أشده ومعلوما لدى الجميع، ولما كان كيان يهود كالأردن كلاهما بيد الإنجليز والحل الإنجليزي أفضل لليهود، حرك الأردن جماعته المندسين على مصر للقيام بمحاولة انقلاب وتأسيس الدولة الفلسطينية حتى تنال تأييد عبد الناصر فيؤدي ذلك إلى حرب واسعة يقوم فيها يهود بالتآمر مع سوريا والأردن بضرب مصر، ولكن عبد الناصر تنبه إلى هذا وأوعز إلى أتباعه أن لا يقوموا بشيء. فتوقفت المحاولة واكتفي من حركة شباط بما حصل من حشد ثلاثين ألف فدائي حول عمان، وإظهار قوة الفدائيين، فلما قبل عبد الناصر والملك حسين مبادرة روجرز اتخذت إنجلترا ذلك وسيلة لتحريك الفدائيين فتأزم الموقف في الأردن منذ أواخر تموز سنة 1970 واتخذت الترتيبات لتحريك الفدائيين ضد الملك حسين للقيام بانقلاب، ولتدخل سوريا في الأردن بحجة إنقاذ الفدائيين فيكون ذلك مبررا لقيام كيان يهود بحرب واسعة تشمل الأردن وسوريا وتنتقل إلى مصر، وبالفعل بدأت الأزمة، وبدأ الملك حسين يحصد في الفلسطينيين لا في الفدائيين فحسب كي لا يفكروا في البقاء في الأردن، فكان ما كان من أزمة أيلول الأسود، إلا أن أمريكا قد جن جنونها، وكذلك عميلها عبد الناصر، فأوقفوا المحاولة وحالوا دون الحرب الواسعة، واكتفى الملك حسين بمتابعة ضرب الفلسطينيين.
إلا أن أمريكا لم تسكت عن تنفيذ مشروعها وخشيت من قيام يهود بحرب واسعة، لذلك وضعت المخطط لأن تقوم هي عن طريق مصر بإيجاد الدولة الفلسطينية، وأن تضع حدا ليهود وتهديدهم بالحرب الواسعة، فكان ما جرى من أمريكا وزيارة وزير خارجيتها وتهديد موشي دايان من الحرب الواسعة وبدء الأعمال الجدية للسيطرة على تحركات يهود والعمل فيهم، وقد حملها على ذلك موت عبد الناصر، وفقدان الزعامة المؤثرة من مصر ورجلها القوي بمجيء رجل ضعيف وهو السادات والانتقال من الهجوم إلى الدفاع عن مصر، وتعرض مصر لخطر الانتقال إلى يد الإنجليز.
لقد أوجد هذا الجو في المنطقة حالة جديدة كان من جرائها تركيز الصراع على مصر، وجعل جميع التحركات من الإنجليز لأخذ مصر، وأما من الأمريكان فكان للدفاع عن مصر. فقد صارت إنجلترا تستهدف الوجود الروسي في مصر عن طريق الأعمال الدولية، وصار كيان يهود، يستهدف الوجود الروسي في مصر، لذلك صار عزم يهود على حرب واسعة ضد مصر وسوريا أمرا ظاهرا للعيان، وقامت أمريكا إلى جانب ذلك بمحاولات جادة في المنطقة فأخذت سوريا إلى جانبها، ونصبت حافظ أسد رئيسا عليها، وتحركت في العراق فوجدت جبهة من الشيوعيين والناصريين وجناح الشباب من حزب البعث، وصارت تحاول أخذ العراق وأخذت تعمل في الأردن لقلب نظام الحكم وإيجاد الدولة الفلسطينية، وبذلك توجد الجبهة الشرقية لتخويف كيان يهود من أن يقوم بحرب واسعة، ومنعه من الانتصار إذا ركب رأسه كما فعل سنة 1956 و1967.
بقلم: الأستاذ المعتصم بالله (أبو دجانة)

جريدة الراية: الجولة الإخبارية: 27-2-2019

جريدة الراية: الجولة الإخبارية: 27-2-2019

إن الرائد لا يكذب أهله، وإن حزب التحرير لكم أيها المسلمون من الناصحين، فهو منكم وإليكم، فاحذروا مؤامرات أوروبا وأمريكا، وأزلامهم وعملاءهم، واحذروا مشاريعهم العلمانية العفنة، ومسمياتها المختلفة من علمانيةٍ دكتاتورية، أو ديمقراطية أو رأسمالية. فكلها لا تغني من الحق شيئا، بل هي الطريق إلى الظلم الذي تسيل دماؤكم للانفكاك منه. وانصروا حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يرضى عنها الله ورسوله والمؤمنون... ويومئذ لا تضيع دماؤكم سدى، ولا تضحياتكم عبثا، بل تغبطكم تلك الدماءُ، وتُسَرُّ بكم تلك التضحياتُ، ويذكركم الله في ملأ عنده.
===
المحاكم العسكرية الروسية مستمرة في سجن المسلمين
قضت محكمة بريفولسكي العسكرية في 21 شباط/فبراير 2019م بعد جلسة عقدت في منطقة أردجونكيدوفيسك التابعة لمدينة أوفا، بالحكم على أعضاء حزب التحرير. القاضي اعتبرهم مذنبين بممارسة نشاطات (إرهابية) وفق المادة 205،5 بند 1 وبند 2 من دستور روسيا الاتحادية، وقضى بالسجن على كل من:
رحمانوف بولات، مواليد 1990م لمدة 16 سنة.
محمدوف باطير، مواليد 1990م لمدة 16 سنة.
توبتيغين ميخائيل، مواليد 1983م لمدة 15 سنة.
عبد الرحمانوف أورال، مواليد 1992م، لمدة 15 سنة.
زين الدين رسلان، مواليد 1990م، لمدة 15 سنة.
رحمة الدين رسلان، مواليد 1987م، لمدة 14 سنة.
ولي حميدوف راديك، مواليد 1985م، لمدة 13 سنة.
غادييف تيمور، مواليد 1992م، لمدة 13 سنة.
دولتبايف فاديم، مواليد 1991م، لمدة 12 سنة.
تيموفييف ياروسلاف، مواليد 1994م، لمدة 12 سنة.
الجدير بالذكر أنه حين سمع أعضاء حزب التحرير الحكم قالوا بأنهم راضون بقضاء الله سبحانه وتعالى، وصرخوا معاً "الأمة تريد خلافة إسلامية". لم تفارق البسمة وجوههم، وقد رفع من حضر المحكمة من أقربائهم وذويهم، لافتة مكتوباً عليها "نحن نحبكم"، "سننتظركم".
وفي 15 شباط/فبراير نطقت محكمة موسكو العسكرية بالحكم على تسعة شباب من آسيا الوسطى متهمين بالمشاركة في نشاطات حزب التحرير؛ فقد حكمت المحكمة على زافار ناديروف، وفرهاد ناديروف، وحميد إيغاميرييف بالسجن لمدة 16 سنة في سجن شديد الرقابة. وعلى مرادجون ستاروف، أتبيك عصام الدينوف، علي جون أدينايف، عزيز خضربايف، ثابر جون برهان الدين وسردوربيك صديقوف بالسجن لمدة 11 سنة في سجن شديد الرقابة.
وهذه مقتطفات مما قاله شباب الحزب أثناء محاكمتهم.
دعا محمدوف باطير كل الحاضرين في القاعة إلى طاعة الله رب العالمين، ثم واصل قائلاً: "أنا لم أُخْفِ يوماً أنني عضو في حزب التحرير الإسلامي ولا أنوي فعل ذلك الآن. أنا لا أقر بالذنب ولست مذنباً... خلق الله هذا العالم حيث كان الصراع بين الخير والشر وبين الكفر والإيمان دائماً. أؤكد على أنه بسبب هذا القانون الملعون بحظر الحزب في 2003م يعاني الكثير من المسلمين من الاضطهاد والسجن لمدد طويلة. والبعض اضطر للاختباء. بقيت النساء بدون أزواجهن والأولاد بدون آبائهم والآباء بدون أبنائهم. أنا مسلم أحمل دين الإسلام، ويضطهدونني فقط بسبب قولي ربي الله. وأختم بقول الله تعالى: ﴿قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذتَ إِلَٰهاً غَيرِي لَأَجعَلَنَّكَ مِنَ ٱلمَسجُونِينَ﴾. هناك تطابق كبير، أليس كذلك؟ شكراً".
أما توبتيغين ميخائيل فقال: "للأسف، ليس ممنوعاً في روسيا الدعوة إلى الدين، ولذلك تلجؤون إلى الكذب بحقنا، ولا تستطيعون فعل أكثر من هذا، كل مسلم يحلم بأن يعيش وفق أحكام الله، ونحن نُسجن وسنسجن، وأنا أظن أن القاضي سيزيد الحكم بسبب هذه الكلمات، نحن نسجن لأننا نحلم. فكروا في حياتكم أيها الناس، إنها ليست أبدية وسيأتي وقت نهايتها لا محالة... وحين نصير إلى المقابر ينزل علينا مَلَكان ويبدآن بطرح الأسئلة ولا بد من الإجابة عليها".
أما ولي حميدوف راديك فقال بأن ما يجري في قاعة المحكمة ليس إلا اضطهاد للمسلمين بسبب عقيدتهم. وأن هذا يزيدهم ثباتاً وقوة، كما تُحَدّ الشفرة بالطَّرْق. وختم كلامه بأنه فخور لأنه يحاكم مع رجال حقيقيين من أبناء الأمة الإسلامية.
آخر كلمة لأعضاء حزب التحرير في محاكمات موسكو قبل النطق بالحكم كانت دعوة إلى الحق وأن ما يجري هو سياسة عداء تتبعها روسيا ضد الإسلام.
===
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير القسم النسائي إطلاق صفحات جديدة على الفيسبوك
بعد إطلاق الحملة العالمية والمؤتمر النّسائي العالمي في تشرين الأوّل/أكتوبر 2018م "الأسرة: التّحدّيّات والمعالجات الإسلاميّة"، يسرّ القسم النّسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير أن يعلن عن إطلاق صفحات جديدة على الفيسبوك ستُخصّص لعرض المواضيع ذات الصّلة بالأزمة العالميّة التي أثّرت على "وحدة الأسرة". هذه الصّفحات الجديدة والتي ستكون باللّغات العربيّة والإنجليزية والتركيّة والإندونيسية، ستعرض مجدّداً المواد التي تم نشرها في الحملة والمؤتمر، وستتطرق أيضا إلى العديد من المسائل المتعلقة بواقع هيكلة الأسرة في المجتمعات في جميع أنحاء العالم وما أصابها من تفكك وتصدع، وستقف على الأسباب وتقدم المعالجات. نرجو منكم متابعتنا وتسجيل إعجابكم ومشاركة صفحاتنا الجديدة ومحتواها ودعمها بتعليقاتكم واقتراحاتكم، والله ولي التوفيق.
للوصول إلى روابط الصفحات الجديدة: اضغط هنـــا
===
كتلة الوعي في جامعة بيرزيت تنظم نقطة حوار حول دور الشباب في قضايا الأمة
نظّمت كتلة الوعي الإطار الطلابي لحزب التحرير في جامعة بيرزيت نقطة حوار بعنوان: "للشباب قوة فاغتنموها في القضايا الكبرى والأمور العظام". وقام شباب الكتلة بتوزيع خاطرة على الطلاب بيّنت خلالها أن الأصل في جيل الشباب أن يضع في تصوره أنه لا يقبل أن يمر على جراح أمته مرور الكرام بل يجب أن يبذل وسعه في الدفاع عنها وعن قضاياها. وأنّ الركيزة الأساسية التي يجب أن ينطلق منها الشباب هي الإسلام والعمل لإقامة دين الله في الأرض. وبينت أيضاً أن أكثر الذين اتّبعوا الرسول في بداية دعوته كانوا من صغار الشباب رغم أنّ رسول الله كان يدعو من آنس فيه الاستعداد لقبول هذه الدعوة بغض النظر عن سنّه ومكانته. وفي ختام الخاطرة التي وزعت على الطلاب تم تذكيرهم بوصية رسول الله : «اغتنمْ خمساً قبل خمسٍ؛ شبابَك قبل هرمكَ، وصحتَك قبل سَقمِكَ، وغناكَ قبل فقرِك، وفراغَك قبل شغلِك، وحياتَكَ قبل موتِكَ»، ودعت الكتلة الشباب إلى المشاركة في السعي إلى نهضة الأمة بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فأمتكم بأمسّ الحاجة إليكم ودينكم أمانة في أعناقكم.
===
إعدامات تكميم الأفواه على بوابات تعديل الدستور المصري
أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر في بيان صحفي، أن تنفيذ حكم الإعدام، في 9 شبان من المتهمين بقضية اغتيال النائب العام هشام بركات، هي مذبحة جديدة يقوم بها نظام السيسي وجريمة أخرى تضاف إلى جرائمه المستمرة في حق أهل مصر المقهورين، وأضاف: أن هذه الأحكام ليست سوى رسالة لأهل مصر الكنانة أنه لا أمل أمامكم سوى بالخنوع والخضوع لما يريده النظام وسادته في البيت الأبيض! ولفت البيان إلى: أن ما يقوم به رأس النظام المصري، وتحديدا الآن، هو تكميم لأفواه المعترضين على تعديلاته للدستور التي تبقيه في الحكم مدى الحياة، وبث للرعب في نفوس الناس، وقتل لروح التمرد والثورة الكامنة في نفوسهم. وخاطب البيان القضاة في مصر بالقول: إن أرواح هؤلاء الشباب وكل روح بريئة أزهقت نتيجة قراراتكم هي في أعناقكم، ولن يغني عنكم السيسي شيئا ولن يشفع لكم من عذاب الله يوم القيامة، وإن هذا لا يتعلق بكم وحدكم بل بكل من شارك وشهد سفك هذه الدماء ولم يتمعر وجهه غضبا لنفسٍ أُزهقت بلا ذنب ولا جريرة. وتوجه البيان لأهل مصر الكنانة بالقول: لا يرهبنكم من النظام قتله لنفوس طاهرة وقعت في أسره، فما نكل بها إلا لإرهابكم وإحكام قبضته عليكم، فلا تمكنوه منكم ولا تعطوه ما يرغب به، واعلموا أن أفعاله هذه هي دليل على ضعفه وجبنه وأنكم أقوى منه لا محالة. وختم البيان مخاطبا المخلصين في جيش مصر قائلا: ما بالكم وهذه الدماء التي تراق كأنها ماء! والله ما كان هذا النظام ليجرؤ على أهل الكنانة وما كان له أن يستبيح دماءهم لو علم أن فيكم رجالا يغضبون لله وينتصرون للمظلومين، إنكم شركاء في تلك الدماء بعونكم له على ظلمه وبطشه وجوره، وبصمتكم على جرائمه التي تعلمون، ولا خلاص لكم إلا بقطع كل حبال تصلكم به، ووصل حبلكم بالله ثم مع الذين يحملون الإسلام ويسعون لتطبيقه في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستحاسب هذا النظام على كل جرائمه وتنفذ فيه حكم الإسلام على رؤوس الأشهاد ليكون عبرة لمن يعتبر وليشفيَ الله بذلك صدور قوم ظُلموا وقهروا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
===
وزارتا الدفاع الروسية والتركية تؤكدان تآمر نظاميهما على ثورة الشام
نشر موقع (شبكة شام، الاثنين، 6 جمادى الآخرة 1440هـ، 2019/02/11م) خبرا جاء فيه: "أكدت وزارتا الدفاع الروسية والتركية، في بيان مشترك اليوم الاثنين، ضرورة اتخاذ تدابير حازمة لتوفير أمن المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب.
وجاء في البيان المشترك، عقب مباحثات ممثلي وزارتي الدفاع الروسية والتركية في أنقرة، "بغض النظر عن الاستفزازات، تم التأكيد على أهمية وضرورة مواصلة التعاون بين الاستخبارات والقوات المسلحة للدولتين من أجل تحقيق سلام واستقرار مستدام في إدلب"."
الراية: إن أهل الشام يرون هذه التدابير الحازمة رأي العين في دمائهم الزكية التي تسفكها، وبيوتهم التي تدمرها صواريخ القاذفات والمدافع التي تدك ما يسميه (الضامنان) بالمنطقة منزوعة السلاح. إن المدافع المتمركزة في المعسكرات الروسية الموجودة على أطراف المناطق المحررة هي التي تنفذ هذه التدابير؛ وذلك للحفاظ على أمن المنطقة، فما هو أمن المنطقة في نظرهم؟!
لم يعد يخفى على أحد عظم المكر الذي يحوكه الأعداء على شمال البلاد، وواهم من لا زال مخدوعاً بالدور التركي، فهذا البيان يكشف بوضوح أن كل هذا الإجرام هو بتوافق مع النظام التركي وموافقته. يُضاف إليه التصريحات الأخيرة للخارجية الروسية والتي أكدت أن اتفاق سوتشي هو مؤقت وأن هدفه هو وحدة سوريا تحت ظل الحكومة السورية، ثم لقاءات الوفد التركي مع نظيره السوري في موسكو.
كل هذا وغيره حريٌّ أن يزيل الغشاوة عن أبصار المتعلقين بحبال تركيا، المتناسين ثورتهم وأهدافها. وحري بأهل الشام أن يتداركوا ثورتهم وأن يحزموا أمرهم من جديد فيعيدوا لثورتهم روحها ويحيوها باسم الله وعلى منهج رسول الله ليظفروا بالنصر ويقطعوا دابر القوم الظالمين.
===
مظاهرات في مناطق عدة في الجزائر ضد ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة
نشر موقع (الجزيرة نت، الجمعة، 17 جمادى الآخرة 1440هـ، 2019/02/22م) خبرا جاء فيه: "خرجت مظاهرات اليوم الجمعة في مناطق عدة بالجزائر ضد ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، دون أن تسجل أي مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن التي انتشرت بكثافة، خاصة في العاصمة.
وشارك الآلاف في المظاهرات التي دعا إليها ناشطون باسم "حركة مواطنة"، وشملت الجزائر العاصمة ومدن عنابة وسطيف وقالمة وجيجل وبجاية (شرق) وتيزي وزو والبويرة وبومرداس (وسط)، وتيارت وغليزان ووهران (غرب)، وورقلة (جنوب).
وفي تطور غير مسبوق منذ رفع حالة الطوارئ عام 2011، شهدت العاصمة تجمعات منذ الصباح، وتزايدت أعداد المشاركين فيها عقب صلاة الجمعة رغم وجود قانون يحظر المسيرات فيها.
ورفع المحتجون لافتات كتب على بعضها "لا للعهدة الخامسة"، و"نعم لرحيل النظام"، في حين استهدفت بعض الهتافات ساسة من بينهم السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس.
وتكررت الشعارات والهتافات نفسها في المدن الأخرى التي خرجت فيها المظاهرات الرافضة لترشيح الرئيس بوتفليقة لخوض انتخابات الرئاسة المقررة يوم 9 نيسان/أبريل المقبل.
ونشر ناشطون في مواقع التواصل صورا للمسيرات التي كانت متفاوتة في أحجامها، ولكن كان من أهمها المسيرة التي خرجت في عنابة.
وكانت جبهة التحرير الوطني وأحزاب أخرى قررت ترشيح بوتفليقة (81 عاما) للانتخابات المقبلة، وعللت قرارها بأنه المرشح الأنسب لقيادة الجزائر في المرحلة المقبلة، لكن المعارضة انتقدت القرار معتبرة أن بوتفليقة لا يمكنه قيادة البلاد بسبب وضعه الصحي الراهن نتيجة الجلطة الدماغية التي تعرض لها عام 2013".
===
زوابع العلمانية تحاول أن تعصف بثوابت المسلمين في بلادهم
بعد زوبعة الزواج المدني، والدفاع عن احتفالات الشواذ في الجامعة الأمريكية في بيروت، ها هي الجامعة اللبنانية - الأمريكية تعلن، وبشكل رسمي، أنه لا يوجد لديها مكان مخصصٌ للصلاة! ما أثار حفيظةَ الطلاب وأحدث جدلاً في أوساطهم، وبينهم وبين الإدارة، وفي وسائل الإعلام؛ وعليه قال المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية لبنان في بيان صحفي: أن هذا الأمر ليدل على أن هناك في الجامعة من يحاول التجاهل في بلد من بلاد المسلمين، أن للمسلمين أوقاتاً خمسةً للصلاة في اليوم، وهم مأمورون بأدائها في وقتها، فلا يجوز، ولا يصح التضييق على الطلاب بحرمانهم من مكان مخصص لأداء صلواتهم... لذا فإننا نَعُدّه عملاً غير مسؤولٍ من إدارة الجامعة ورئيسها، ويجب المسارعة إلى حله، وعدم العودة لمثله. وأكد البيان: أن ما يحصل ويتكرر هو تقصير خطير من المعنيين في السلطة كذلك، التي تشترط على الجامعات تأمين مرافق صحية، وصالة ترفيه، وكافيتيريا، ومرائب سيارات، ومساحات خضراء، وغيرها من مستلزمات التعليم، فكيف لا تشترط تخصيص مكان للصلاة التي هي أهم ركنٍ وفريضةٍ في الإسلام؟! علاوة على أن تكون في أعلى سلم الأولويات. وختم البيان: بأن حرمان الطلاب من مكانٍ مخصصٍ للصلاة هو تمييز وتضييق، وهو من إفرازات النظام العلماني وعوراته التي يرزح الناس تحتها، وإن من يروج أو يدافع عن هكذا نظام لا يمثلنا، بل هو مساهم في محاولات إبعاد المسلمين عن تطبيق أحكام دينهم .وعلى عكس النظام العلماني فإن نظام الإسلام بسماحته ورُقيّه يعمل على تشجيع طاعة الله سبحانه وتعالى وتسهيل عبادته مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾.
===

Tuesday, February 26, 2019

السعودية تتخلى عن مسلمي الإيغور

السعودية تتخلى عن مسلمي الإيغور

الخبر: اعتبرت بعض وسائل الإعلام الغربية أن ولي العهد السعودي برر خلال زيارته إلى الصين إنشاء سلطات هذه البلاد معسكرات خاصة باحتجاز المسلمين الإيغور الصينيين.
وخلصت وسائل الإعلام هذه، بما فيها مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إلى هذا الاستنتاج استنادا إلى ما نقله التلفزيون الصيني عن الأمير محمد قوله أمس الجمعة، خلال لقائه الرئيس الصيني، شي جينغ بينغ: "لدى الصين الحق في ممارسة أنشطة مكافحة (الإرهاب) و(التطرف) من أجل أمنها القومي".  (روسيا اليوم 2019/2/23م)
التعليق:
في زيارته إلى الصين، وفي ظل حرصه على الأولويات الاقتصادية والمصالح السياسية لربيبته أمريكا، لا يبالي محمد بن سلمان لا هو ولا دولته بأن تراق دماء المسلمين في تركستان الشرقية، ولا أن تستباح أعراضهم وأموالهم، ولا أن يحارب الإسلام وأهله بحجة "مكافحة الإرهاب"، كل هذه الاعتبارات ليست على رأس أولويات زيارة محمد بن سلمان إلى الصين، بل ولا حتى هي ضمن اهتماماته، بل إن الأمر يتجاوز حدود الأولويات من عدمها حتى يصل إلى حد الموافقة والمساندة بل وحتى التأييد وربما المشاركة.
ولعل هذه الفعلة الشنيعة تكون على المظلوم أصعب ألف مرة من القتل والجوع والحرمان، وذلك حين يرى بعينه ويسمع بأذنه أن أخاه المسلم قد تبرأ منه وأسلمه إلى قتلته الكافرين، فهل بعد هذا الجرم من جرم، وهل بعد هذا الظلم من ظلم، وهل بعد هذا التكبر على أحكام الله والإعراض عنها من تكبر وإعراض؟!! اللهم أرنا بالظالمين عجائب قدرتك.
أولم يعلم محمد بن سلمان أنه بتبريره هذا، يكون قد ساهم بقتل وسجن واضطهاد آلاف وربما مئات الآلاف من المسملين الأبرياء؟ أم أن جميعهم دفعة واحدة يجمعهم لفظ (الإرهاب) لأنهم مسلمون فلا مانع من قتلهم؟!! ألا يخافون الله؟!!
أولم ينصح مستشارو محمد بن سلمان سيدهم بأن أفعاله هذه لن تزيده إلا حقدا وكرها في صدور الناس، وأن خسته ونذالته هذه لن ترضي عنه سيدته أمريكا وغيرها من أمم الكفر جميعا، لقوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، أم تراه اتبع ملتهم؟!
أولم يبلغ أحد مشايخ السلطان سيده فيقول له حديث رسول الله  «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ»، فكيف بمن يسلمه إلى عدوه الكافر فيقتله ويسجنه ويعذبه؟!!
أولم يأن للمسلمين في بقاع الأرض أن يعلموا أن المسلمين في كل مكان لا يحاربون لشيء إلا لدينهم، فهل بعد هذه الحرب من نسيان للحقوق ونوم وتخاذل عن العمل؟!! أولم يأن لأمة الإسلام - خير أمة أخرجت للناس، بأن تتحرك وتعمل نحو التغيير، عن طريق استئناف الحياة الإسلامية، وتحكيم شرع الله؟!! قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [سورة البقرة: 214].
إن أهلنا المسلمين في تركستان الشرقية، سوف يقفون يوم القيامة خصماء أمام من خذلهم وناصر عدوهم عليهم، وسوف يحكم رب العزة والجلالة فيما بينهم، في يوم تكشف صفائح الأعمال ويوضع الميزان ويحكم الحكم فيما بين عباده، فيعطي كل ذي حق حقه ويقتص من كل ظالم وجبار على ظلمه وتجبره في الحياة الدنيا، ويومها سوف يعلم كل ظالم ومن سانده أي منقلب سوف ينقلبون، وتشفى بذلك صدور قوم مؤمنين، صبروا في هذه الحياة الدنيا على ما أصابهم، فيجزيهم ربهم بذلك خير الجزاء في الآخرة.
إن مشكلة المسلمين في تركستان الشرقية، مثلها مثل باقي مشاكل المسلمين المستضعفين في شتى بقاع الأرض، والتي لن يحلها وينصر أهلها ودينهم، ويعز أمرهم ويغلب عدوهم، إلا إمام عادل، يحكم بكتاب الله وسنة نبيه وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، فيطبق العدل في الأرض في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين
  22 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019مـ

القوى الإسلامية تلتقي مع حزب التحرير في مشروع الخلافة

القوى الإسلامية تلتقي مع حزب التحرير في مشروع الخلافة

الخبر: أقام حزب التحرير/ ولاية السودان بمكتبه بالخرطوم مساء الجمعة 10 جمادى الآخرة 1440هـ، الموافق 2019/02/15م، مهرجاناً خطابياً، حضره عدد من قيادات العمل السياسي الإسلامي، والدعوي في البلاد، وقد شارك فيه عدد مقدر، بكلمات عبرت بقوة عن التغيير الحقيقي الذي يجب أن يكون، وهو بأن هذا البلد أهله مسلمون، يتعطشون لحكم الإسلام، ورفع الظلم الذي أصابهم بسبب تطبيق الأنظمة العلمانية الملتحية.
التعليق:
إن هذا الاصطفاف للقوى الإسلامية في منبر حزب التحرير، والاجتماع على مشروع الخلافة على منهاج النبوة في هذه الظروف التي تمر بها البلاد، من حراك شبابي ثائر ضد الظلم، يوجه البوصلة لاتجاهها الصحيح، ويعطي رسالة قوية للمسلمين، بأن هناك من يقوم على مشروع الأمة، وحادب عليه، ويسعى إليه بقوة، فيعطي الثقة، ويحفز الهمم، ويشد العزائم، رغم ارتفاع الصوت العلماني من بعض القوى التي تسعى لتوجيه هذا الحراك إلى الوجهة البعيدة عما خرج من أجله الناس، لرفع الظلم والتضييق في العيش الكريم الذي يعيشونه.
إن أهل السودان فعلاً يكافحون الأصوات التي تنادي بالعلمانية الصريحة، حليقة اللحى، حيث أكد المتحدثون في المهرجان على الحكم بالإسلام بإقامة الخلافة، كونها هي الحل الوحيد المنقذ للبلاد والعباد، بل هي منقذة للعالم والبشرية التي تتقلب في الأزمات والمشكلات المستعصية على الحل، ولن تحل تلك المشكلات إلا بإعادة حكم الوحي إلى الأرض من جديد، وقد آن الأوان أن تتصدر الأمة المشهد، وتقلب الطاولة على الغرب الرأسمالي الصليبي، الذي أفسد في الأرض، وأهلك الحرث والنسل، وأن تتقدم الأمة بمشروعها لينقذها وينقذ معها العالم.
والمخرج الوحيد لا يكون إلا من خلال هذا المشروع الواضح المعالم، المغاير لما هو موجود في الواقع الآن، من هذه الأنظمة الرأسمالية المتمثلة في الدولة القطرية الوظيفية. فما ينادي به تجمع المهنيين هو التغيير داخل الصندوق الرأسمالي، وليس هذا هو مبتغى حراك أهل السودان
على كل، إن قيام هذا المهرجان بمشاركة القوى الإسلامية، وتأييدها لمشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، في هذا الوقت المفصلي، له دلالات كبيرة، وسيكون له ما بعده في مقبل الأيام إن شاء الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله حسين (أبو محمد الفاتح)
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان
  22 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019مـ