Monday, April 27, 2015

نصرة المسلمين وواجب جيوش الأمة

نصرة المسلمين وواجب جيوش الأمة

عندما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، أدركت قريش أنه يستهدف القواعد التي تقوم عليها العلاقات في المجتمع المكي من جذورها، ولا يقصد الإخلال بالتوازن القائم بين بطون قريش، فكان العداء من قبل المتنفذين في النظام السياسي لمكة عامّا. وكانت الحماية الجزئية للرسول صلى الله عليه وسلم ولبعض المؤمنين الأوائل حماية شخصية، مرتبطة بالمفاهيم السائدة في المجتمع المكي، ومنها الناحية القبلية.
استمر الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته على القبائل خصوصاً في مواسم الحج، واستمر كذلك في دور التفاعل؛ بضرب العلاقات القائمة في مكة، ولكنه أدرك أن إحداث اختراق في المجتمع المكي أمر صعب، فأخذ يعمل على دعوة القبائل والمجتمعات الأخرى طالباً نصرتها ليبلغ عن ربه. فطلب النصرة ثابت في السنة والسيرة، فقد توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس نصرة ثقيف، ولكنهم ردوه وأغروا به أشقياءهم، واعتدوا عليه صلى الله عليه وسلم. وكذلك بنو عامر بن صعصعة، فقد دعاهم إلى الله وطلب منهم النصرة، فقالوا له: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: «الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء». فقالوا له: أنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم رفض أخذ النصرة من قبيلة بني عامر لأنها مشروطة بأن يؤول الحكم إليهم بعد وفاته. وسوغوا لذلك بأنهم سيكونون عرضة للقتل والاستهداف من العرب عندما ينصرونه صلى الله عليه وسلم.
استمر صلى الله عليه وسلم في الدعوة، وطلب النصرة، حتى قيض الله سبحانه له نفر الخير من أهل المدينة، وتمت بيعة العقبة الأولى تلتها بيعة العقبة الثانية (بيعة الحرب). قال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة: "إن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس. فأقام الرسول صلى الله عليه وسلم دولته في المدينة نتيجة لإعطاء النصرة له من أهل القوة والمنعة فيها، بالإضافة إلى أعمال الدعوة التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومصعب بن عمير رضي الله عنه.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد أزال الكافر المستعمر الدولة التي أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان لزاما على المسلمين أن يعيدوا البناء وبنفس الطريقة التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد امتنّ الله على ثلة مؤمنة من المسلمين بأن شرفهم ووفقهم للقيام بهذا الفرض العظيم في إطار حزب التحرير. فقد ترسم الحزب طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخذ يثقف المسلمين، ودخل في صراع فكري وكفاح سياسي مع الأفكار والأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، ويعمل على طلب النصرة من أهل القوة والمنعة ومنها الجيوش في أقطار العالم الإسلامي.
إن تقصُد أهل القوة والمنعة والعمل على انحيازهم لأمتهم من أعمال الطريقة، ويجب الاستمرار بهذا العمل حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. وما يحدث في زمن الثورات القائمة في بعض الأقطار العربية حاليا يعزز القول بأنه يجب العمل على كسب الجيوش لتقف مع أبناء الأمة ضد الحكام المغتصبين للسلطة الموالين لأعداء الله.
ويجب على حملة الدعوة الاستمرار وبدون كلل في العمل، على توعية الأمة على أن العدو الحقيقي لها هو الكافر المستعمر، وأن الجيوش هم أبناء هذه الأمة، فكلما ازداد وعي الأمة ازداد وعي جنودها وضباطها.
يا جيوش الأمة:
في ذكرى هدم الخلافة في 28 رجب الفرد من باحات الأقصى نستصرخكم، ومن أولى القبلتين نناديكم، ومن أرض الرباط نستنهض هممكم وعزائمكم، من مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم نهتف بكم، من البقعة الطاهرة معراج نبيكم صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العُلا نخاطبكم. من هنا، من الأرض المباركة فلسطين نتوجه إلى الأمة الإسلامية في كل بلاد الإسلام... من المحيط إلى المحيط وإلى كل بقعة وصلها التكبير "الله أكبر"...
إلى كل جيوش المسلمين بعامة، وجيوش الكنانة وباكستان وتركيا وأهل القوة في بلاد الشام بخاصة...
أما تاقت نفوسكم للأقصى، أما اشتاقت جباهكم للسجود على ثرى الأقصى، أما حنت أفئدتكم للقاء الأقصى؟
أما اشتقتم لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما حدثتكم أنفسكم بالشهادة على ثرى الأرض المباركة لتخالط دماؤكم دماء الصحابة الكرام؟
الأقصى يناديكم، أين الفاروق عمر... أين صلاح الدين.... أين خليفة المسلمين، أيهون عليكم مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدنسه يهود برجسهم؛ اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا، احتلوا بيت المقدس، وأحرقوا الأقصى ومنبر صلاح الدين.... أما تحرقت قلوبكم ألما وكمداً لحرق معلم عزتكم؟
اليهود يقتحمون الأقصى ليقيموا فيه طقوسهم... ليدنسوا أرضه برجسهم، أيدنس الأقصى ويُعظم فيه غير الله... وأنتم ترقبون!! فأين أنتم يا خيرة المؤمنين؟؟
حملات يهود ضد الأقصى على أشدها لبناء هيكلهم المزعوم... فماذا أنتم فاعلون؟؟
أما سمعتم بأنفاقهم تحت الأقصى... أما سمعتم بحفرياتهم... أيهدم الأقصى وأنتم تنظرون... أيقوض بنيانه وأنتم سامدون؟!!
هذا نداء الأقصى إليكم في ذكرى هدم الخلافة، أقيموا الخلافة وحرروني، أقيموا الخلافة وأنقذوني...
يا أهل الشام... يا خيرة المؤمنين... لقد ابتليتم في أنفسكم وأهليكم وأموالكم وتآمر عليكم القريب والبعيد وليس لكم غير الله ناصرٌ... وليس لكم غير الإسلام منقذٌ... وليس لكم غير الإيمان مثبتٌ...
أيها الصابرون في حمص أسرع أهل الشام إسلاما، يا من أكرمكم الله فجعل أرضكم مثوى سيف الله المسلول هذا نداء حزب التحرير إليكم أن أقيموا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وازحفوا بجيوشكم الجرارة إلى بيت المقدس، وإنكم أهل لتنالوا شرف تحريره.
يا أهل العزة في تركيا والجيش التركي، أنتم أحفاد محمد الفاتح والسلطان سليمان أنتم أحفاد القادة العظام الذين نشروا الإسلام وأقاموا الدين ودافعوا عن المقدسات أنتم أحفاد السلطان عبد الحميد القائل "إن عمل المبضع في جسدي أهون علي من أن أعطي شبرا واحدا من فلسطين لليهود" أجيبوا نداء الأقصى وأعيدوها خلافة على منهاج النبوة وجددوا عهد الخلفاء في المسجد الأقصى، فنبض الخلافة لا يزال في عروقكم.
يا أهل اليمن... يا أهل الإيمان والحكمة.... لبوا نداء الأقصى... فاجمعوا أمركم وأقيموا الخلافة وائتوا بجزيرة العرب خاضعة لسلطان الإسلام... لتعانق مآذن الأقصى مآذن البيت العتيق مكبرة مهللة.. ترتفع فيها أصوات المؤمنين مرتلة ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.
أيها الأخيار في المغرب الإسلامي، أيها الحفاظ لكتاب الله في ليبيا أرض الأبطال والمجاهدين... أيها الأخيار في تونس أرض العلماء ومنبت القادة، أيها المسلمون في الجزائر والمغرب أرض الشهداء... أجيبوا داعي الله ولبوا نداء الأقصى فانبذوا العلمانية والضلال، أزيلوا الحدود التي بينكم واجتمعوا على راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فالخلافة هي وحدتكم ونجاتكم.
أيها المسلمون في كل بقعة وصلها التكبير "الله أكبر"...
يا جيوش أمة الإسلام... ارفعوا راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وانبذوا أعلام الاستعمار البغيضة التي منعت أبناء الأمة الإسلامية في جيوش المسلمين من نصرة المستضعفين..
يا جيوش الأمة
بيت المقدس يستغيث بكم والأقصى يستصرخكم... وينادي فيكم،
الله أكبر الله أكبر... حي على الصلاة حي على الفلاح... ينادي فيكم حي على الجهاد... فهل أنتم ملبون، هل أنتم له محررون من رجس يهود، وهل أنتم لله مُخلصون؟
أساليب الأنظمة في استعداء الجيوش على أبناء الأمة، والعمل على إفشال مخططات هذه الأنظمة، والعمل على كسب الجيوش لتنحاز إلى أمتها العريقة بما تحمله من عقيدة صادقة وشريعة سمحة، وبما يمكن المسلمين من العيش في دولة واحدة، على رأسها حاكم واحد أمير المؤمنين الذي يحسن تطبيق الإسلام، فينعم الناس بالأمن والرخاء ورغد العيش والكرامة والحرية والتي نعني بها الأمر المناقض للاستعباد والإذلال، وتعمل على استرداد المحتل من أرضها، بل يتعدى هذا الخير إلى جميع أنحاء العالم، عندما تحمل هذه الدولة الدعوة الإسلامية إلى الشعوب المظلومة والمضللة ويخلى بين هذه الشعوب وأنظمة حكمها الكافرة، ليعيش الناس كرعايا في دولة الإسلام؛ إما مسلمين فيظفروا بخيري الدنيا والآخرة، وإما كذميين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.
إن بلاد المسلمين على موعد مع النصر والتحرير، على موعد مع خليفة المسلمين، على موعد مع جيش الخلافة... وهذا هو نداؤنا إليكم... الخلافة مرضاة ربكم ومبعث عزتكم فأقيموها أيها المسلمون، أقيموها أيها الضباط والجنود. نسأل الله أن يكون هذا اليوم قريبا وما ذلك على الله بعزيز.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ريم جعفر (أم منيب)
08 من رجب 1436
الموافق 2015/04/27م

No comments:

Post a Comment