خبر وتعليق: منظمات إغاثة تتهم الأمم
المتحدة بعرقلة عملها في سوريا
الخبر: بيروت (رويترز) - تقول منظمات إغاثة تعمل في سوريا إنها تشعر بالإحباط إزاء أسلوب تعامل الأمم المتحدة مع أكبر أزمة إنسانية في العالم وتتهم المنظمة الدولية باستبعادها وحجب معلومات حيوية لمساعدة ملايين المحتاجين.
وقالت منظمات دولية غير حكومية تعمل في
سوريا في رسالة أرسلتها إلى عدة دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي هذا الشهر وحصلت
رويترز على نسخة منها إن غياب التنسيق من قبل الأمم المتحدة يتسبب في عدم وصول
المساعدات إلى بعض المدنيين في المناطق ذات الأولوية.
التعليق: هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها حقيقة تواطؤ الأمم المتحدة مع
النظام السوري، فقد سبقت أحداث أخرى كشفت هذه الحقيقة، منها منع المراقبين
الدوليين من الحديث عما يرونه من فظائع قام بها النظام السوري في بداية الثورة،
ومنها مساواة الثوار والطاغية في العديد من التقارير الأممية فيما يتعلق
(بالتجاوزات)، ومنها عدم السماح لفريق البحث الخاص بالكيماوي باتخاذ أية مواقف
يتحدد معها من يقف خلف استخدام الكيماوي، ومنها حصر المعونات بالمناطق التي يسيطر
عليها النظام، أو وصف الثورة ضد الطاغية بشار بالحرب الأهلية، وغيرها الكثير من
المواقف المتعلقة بالأعمال السياسية والمعونات والأعمال الخدماتية، سواء أكانت
مباشرة أم غير مباشرة، فكلها تصب في مصلحة النظام القائم وتتناغم بسلاسة مع الخطوط
العريضة التي وضعتها راعية النظام الدولي الجائر أمريكا.
فأمريكا ومنذ بدء الثورة المباركة في
الشام، سخرت جميع قواها الشريرة من أجل وأد الثورة وحرفها والحفاظ على أركان
النظام ومنع تفككه خوفا من وصول الإسلام العظيم إلى الحكم، وكان للأمم المتحدة
دورٌ مهمٌّ في الخطة الأمريكية بهدف تحقيقها.
إن منظمة الأمم المتحدة يمكن تشبيهها بسرج
حصان راعي البقر الأمريكي - الكاوبوي - فأمريكا تمتطي السرج وتسخره لخدمتها لتجلس
بأريحية خلال مطاردتها للبقر على اعتبار أن العالم مزرعة لها وهي صاحبة الحق في
تسييره وفق رؤيتها ووجهة نظرها القذرة للحياة.
إن ثورة الشام الربانية قد عرت أمريكا
والغرب تماما كما عرت النظام والقوى الإقليمية الداعمة له، وهذا لوحده يعتبر نصرا
سياسيا عظيما، تحقق بفضل الله سبحانه عبر أعمال الكشف السياسي التي أظهرت حقيقة
أمريكا وأدواتها الدولية ومدى تواطؤها مع النظام.
لا شك أن المنظمة الدولية تحاول من خلال
تعطيل الأعمال الإغاثية، أن تضغط على ملايين النازحين واللاجئين السوريين ليقبلوا
بالحل الأمريكي ويؤثروا على أبنائهم من المجاهدين في الكتائب المقاتلة ليرضوا
بحلول الوسط التي تتزعمها قيادات الائتلاف الخائن العميل لمصلحة أمريكا المجرمة،
ويتخلوا عن مطالبتهم بالتغيير الجذري على أساس الإسلام، ويخضعوا لرغبة أمريكا
بالحفاظ على الدولة العلمانية المدنية في سوريا.
لن تهنأ أمريكا وأدواتها بعد ثورة الشام،
فهي القشة التي قصمت ظهر الاستعمار الغربي في بلاد المسلمين، وستتحطم إمبراطوريات
الشر في الشام، وإن غدا لناظره قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب
التحرير
أبو باسل
أبو باسل
03
من رجب 1435
الموافق 2014/05/02م
الموافق 2014/05/02م
No comments:
Post a Comment