خبر وتعليق: الإنجليز يمكرون بالأمة ومكرهم
إلى زوال
الخبر: دعا رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير الغرب إلى ترك خلافاته
مع روسيا والصين لمواجهة ما أسماه بالإسلام المتطرف.
وأتت دعوة بلير هذه في خطاب ألقاه في لندن
في 2014/4/24 مشيرا فيه إلى تنامي ظاهرة الإسلام المتشدد في منطقة الشرق الأوسط
واعتبره يمثل تهديدا كبيرا للأمن الدولي للقرن الحادي والعشرين وهو يتطلب يقظة
فورية على المستوى العالمي.
التعليق: إن تاريخ الأمة يشهد على الحقد الكبير الذي يكنّه الغرب عامة
والإنجليز خاصة إلى الإسلام دينا ومبدأ ودولة؛ وعلى الأمة الإسلامية.. أمة المليار
والثروات.
وإن تصريحات رئيس الحكومة الأسبق في خطابه
ذاك لهو دليل من الأدلة على استمرار هذا الحقد والبغض القديم؛ فهو يسير على خطوات
أجداده ليتوعد ويهدد بمواجهة "الإسلام المتطرف" مستعملا في ذلك الطريقة
نفسها وإن اختلفت الوسائل؛ فها هو يتحدث عن الإرهاب والتطرف والإسلام المتشدد وكل
تلك المغالطات التي ابتدعها السابقون لمحاربة الإسلام منذ مائة عام وهو من
اللاحقين بهم... هذا وإنَّ الخطاب يدل عن مدى تناقض هؤلاء؛ فمرة يظهرون بدعاة
السلم والسلام؛ رافضين الحرب والعنف والسلاح ومرة يظهرون على حقيقتهم وذلك لأن
الأصل غالب صاحبه ولو بعد حين ومهما حاول التزين... فالإنجليز لم ولن يشبعوا من
دماء المسلمين ولا من نهب ثرواتهم ولا من اغتصاب أراضيهم...
كما أنهم أشد الناس علما بالخلافة وحرصا
على عدم عودتها؛ فهم من كان لهم القسط الأكبر في إسقاطها وهم من عرفوا معنى كيان
يجمع المسلمين ويوحد قرارهم ويردع أعداءهم ويحفظ لهم هيبتهم وكرامتهم.
ونقول لبلير وسابقيه ولاحقيه؛
إننا لم ننس صنيعكم... لم ننس دولة الخلافة
التي أسقطتموها؛ لم ننس وعد بلفور الذي كان للإنجليز الدور الفاعل فيه.. لم ننس
العراق وأفغانستان وما دمرتموه في كل الحروب المادية والمعنوية... وإن عملاءكم
الذين زرعتموهم في كل أراضي الإسلام لن يكون مصيرهم أفضل من سابقيهم...
إن صحوة إسلامية يصحبها وعي ونفَس ثوري
طويل قد اجتاحت الأمة ورياح التغيير قد هبت لتعيد ما أذهبتموه.
نعم فالخلافة وحدها هي التي تمنع هذه
الثرثرات وهي وحدها التي تردع المهددين والمتوعدين ليقروا في عقر دارهم حتى تأتيهم
جيوش الفاتحين...
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن
يَكُونَ قَرِيبًا﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب
التحرير
مريم أم حمزة - تونس
مريم أم حمزة - تونس
02
من رجب 1435
الموافق 2014/05/01م
الموافق 2014/05/01م
No comments:
Post a Comment