Friday, March 2, 2018

مع الحديث الشريف: الغيرة نوعان؛ غيرة يحبها الله وغيرة يكرهها

مع الحديث الشريف: الغيرة نوعان؛ غيرة يحبها الله وغيرة يكرهها

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَيْبَانَ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَهْمٍ أَبِي شَهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَمِنْهَا مَا يَكْرَهُ اللَّهُ، فَأَمَّا مَا يُحِبُّ اللَّهُ، فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا مَا يَكْرَهُ، فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ» (سنن ابن ماجه 2001).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف متعلق بالغيرة، ويقسّمها إلى قسمين، أحدهما محبب إلى الله تعالى، والآخر مكروه. الغيرة التي يحبها الله تعالى تكون فيما يحرمه الله سبحانه وتعالى أو فيه شبهة، كأن يغار الرجل على زوجه من مخالطة الأجانب، أو على محارمه من فعل الفاحشة، وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الزنا»، وحقيقة فإن هذه الغيرة تدفع المعاصي وتدرأ فساد الخلق وانتشار الفاحشة.
أما الغيرة التي يكرهها الله تعالى فهي تكون فيما أباحه عز وجل، كأن يغار الرجل أن تنكح أمه زوجها، وقيل أنها من آثار حمية الجاهلية، أفيظن المرء أنه سيكون أكثر غيرة من الله حتى يغار من حكم ارتضاه الله؟! عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني».
اللهَ نسألُ أن يبعد عنا كل سلوك شاذ لا ينسجم مع شرعنا الحنيف وفكره الصافي، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  14 من جمادى الثانية 1439هـ   الموافق   الجمعة, 02 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment