Tuesday, March 27, 2018

مع الحديث الشريف: في ذمّتنا دين

مع الحديث الشريف: في ذمّتنا دين
  
 نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
   عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ: «نَعَمْ»، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا) قَالَ: «حَسْبُكَ الآنَ» فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. رواه البخاري برقم 5050.
   نبكي كثيرا ونتألم ونحزن كثيرا، ولكن لمَ؟ البعض يبكي لفقدان ولد، والبعض يبكي لفقدان بيت أو أرض أو مبلغ من مال أو شيء يدور في الخَلَد، ولكن رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم بكى لأمر آخر، بكى لأن في ذمّته شريعة عليه أن يبلغها، في ذمّته دين يريد أن يبلغه للناس.
أيها المسلمون:
  إن الواقع الذي نحياه هذه الأيام ليفرض على كل واحد منّا أن يبكي كما بكى عليه الصلاة والسلام، فالله سبحانه وتعالى خاطبنا أيضا بقوله: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، فأين نحن من هذا الطلب؟ وأين نحن من هذه الشهادة وقد آلت حالنا إلى ما ترون؟ ألا فلنبكِ ما بكاه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لنبكِ لأن في ذمّتنا دين الله سبحانه وعلينا أن نبلغه للناس، لنبكِ ولنعمل ما عمله عليه الصلاة والسلام، نقيم صرح الإسلام، نقيم خلافة تطبق فينا أحكام الله، عندها نقف لنرفع أكفنا قائلين: اللهم إنا قد بلغنا، اللهم فاشهد.
   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 
كتبه للإذاعة: أبو مريم
  10 من رجب 1439هـ   الموافق   الأربعاء, 28 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment