Wednesday, November 27, 2013

طاغية أوزبكستان لا يستطيع حماية ابنته

طاغية أوزبكستان لا يستطيع حماية ابنته

انتشرت في مواقع التواصل على الإنترنت خلال الشهرين الأخيرين معلومات حول الضغوطات المسلطة على ابنة الرئيس كريموف جلنارا كريموفا. فعلى سبيل المثال في شهر تشرين الأول/أكتوبر تم إغلاق وسائل إعلام تابعة لها مثل "تي في مركز"، "ان تي ان"، و"سوفتز". كما أفاد راديو الحرية أن وكالات إنفاذ القانون في أوزبكستان تحقق في أنشطة الشركة الإعلامية "تيرا جروب" المالية التي تعتبر تحت رقابة ابنة رئيس أوزبكستان جلنارا كريموفا.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر تم إغلاق جميع محلات الأزياء التابعة لابنة رئيس البلاد جلنارا كريموفا في طشقند عاصمة أوزبكستان. فقد تم إغلاق محلات مثل "مانجو"، "يونايتد كولورز اوف بينيتون"، "نيو ميلينيوم"، "ليفيز"، "س. اوليفيرز"، "ادفينتشور"، "جيوكس"، "انتوني موراتو".
وقد أشارت جلنارا كريموفا في حسابها على تويتر - والذي أصبح مصدر المعلومات لوسائل الإعلام - إلى محاولة تسميمها ومطالبتها بمغادرة البلاد من قبل الأمن القومي الأوزبكي (ايس. ان. بي..)، وكذلك تعرض الحرس الخاص بها للضرب والاختطاف؛ حيث كتبت جلنارا في رسالتها الأخيرة على تويتر أنها في قسم الشرطة في مدينة طشقند تبحث عن رجالها الذين اختطفوا في الأيام الأخيرة.
لقد أثار كل ذلك اهتمام العديد من السياسيين والمحللين وعامة الناس في بلدان مختلفة بسبب ارتباطه بابنة واحد من أكبر الطغاة المتعطشين للدماء في آسيا الوسطى. وقد كانت هناك عدة تحليلات من قبل المعارضة لنظام كريموف. وكذلك كانت هناك تحليلات من قبل المنافقين الذين يظهرون أنهم معارضون لنظام الطاغية من أجل خداع الناس كعادتهم في تزوير الحقيقة حتى يظل الشعب في حالة من الخمول وعدم الاكتراث. ولا تزال هذه الحالة إضافة لحالة من التوتر لدى الشعب لأن الشعب يتحدث ويناقش بالموضوع دون اتخاذ القرارات الملموسة والإجراءات اللازمة. لهذا فإننا نود توضيح هذه المسألة وتقديم حلول محددة وتحديد المشكلة بوضوح للشعب للخروج من هذه الحالة.
أولا: نريد أن نوضح لكم قضية كريموف ونظامه:
ما يزال كريموف في السلطة التي اغتصبها بطريقة الخداع منذ 24 عاما، وقد أظهر الكراهية والحقد على الإسلام والمسلمين طوال فترة حكمه الطويلة، والدليل على هذا هو تعرض آلاف المسلمين للتعذيب حتى الموت والزج بعشرات الآلاف من المسلمين الأبرياء في السجون، وقيامه بالتحرش وإرهاب أهالي وأقارب وأصدقاء المسجونين.
وزبانيته كذلك ليسوا بأقل تعطشا للدماء منه مثل مدير الأمن القومي الأوزبكي (ايس.ان. بي.) رستام عناياتوف، ورئيس الوزراء شوكت ميرزايف الذي كان يعمل أيام حكم الاتحاد السوفيتي في المخابرات السوفيتية (كي. جي. بي.) ومنذ عام 1995 أصبح مديرا للأمن القومي الأوزبكي (ايس.ان.بي.). ويشغل شوكت ميرزايف منصب رئيس وزراء الجمهورية منذ عام 2003، ويعتبر اليد اليمنى للطاغية المجرم كريموف. ومنذ أوائل عام 2006 يترأس باهادير مطلوبوف وزارة الداخلية الأوزبكية مكان سابقه (ذاكر الماتوف) وينفذ أوامر رئيس البلاد بحذافيرها.
وهؤلاء يعتبرون الرؤوس المحركة لمجموعة من المجرمين، وهم عبارة عن عصابة منظمة من الجلادين والقتلة واللصوص والمغتصبين الذين تجمعهم المصلحة ويتحركون في اتجاه واحد عندما يتفقون في الهدف وقدراتهم متساوية، وإذا زادت قوة أحدهم على الآخرين يبدأ بينهم صراع على السلطة، وحينها يفقد الضعيف منصبه ويؤتى ببديل أكثر قوة ومكرا.
ثانيا: كان (إسلام كريموف) يعلم أن هناك نهاية لحكمه لذلك عمل جاهدا على تجهيز بديل مناسب له. وقد تصور كريموف بديله في شخصية ابنته جلنارا. وهذا ليس جديدا في عصرنا حيث يورث الحاكم سلطاته لأحد أبنائه في كل الدول الاستبدادية. تماما كما ورّث حافظ الأسد سلطته لابنه بشار في سوريا وكما فعل حيدر علييف مع ابنه إلهام علييف في أذربيجان. وهناك الكثير من أمثلة توريث السلطة من الأب إلى ابنه.
لو نظرنا إلى تاريخ جلنارا في التعليم والعمل السياسي فسوف نلاحظ توجها واضحا لتجهيزها لرئاسة الجمهورية. فجلنارا كريموفا هي من مواليد 1972 وقد تخرجت في عام 1988 من أكاديمية الرياضة في مدينة طشقند، وفي عام 1994 حصلت على بكالوريوس في الاقتصاد الدولي في الجامعة الحكومية بمدينة طشقند، وفي عام 1996 تخرجت من معهد الاقتصاد لدى أكاديمية العلوم - أوزبكستان بدرجة الماجستير، وفي عام 2000 حصلت على درجة الماجستير في الفنون من جامعة هارفارد، وفي عام 2001 حصلت على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية بمدينة طشقند، وفي عام 2006 حصلت على درجة البكالوريوس في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، وفي عام 2009 حصلت على لقب البروفسور. أليس كل هذا قليلاً على ابنة الرئيس؟
وقد عملت جلنارا كريموفا منذ عام 1995 مستشارة لوزير الداخلية، ومنذ عام 2003 وحتى عام 2005 مستشارة السفير الأوزبكي لدى روسيا الاتحادية ومستشارة السفير الأوزبكي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وفي عام 2008 نائبة لوزير الداخلية الأوزبكي لشؤون التعاون الدولي في مجال الثقافة والإنسانية، ومنذ عام 2008 الممثلة الدائمة لجمهورية أوزبكستان لدى الأمم المتحدة في جنيف وبلدان أخرى، ومن عام 2010 إلى 2012 سفيرة أوزبكستان في إسبانيا.
إضافة لذلك فإن جلنارا مغنية، كما أنها تعمل في مجال التجارة والجمعيات الخيرية. ويلاحظ أن جلنارا أصبحت الأكثر شهرة في البلاد خلال السنوات الأخيرة في وسائل الإعلام؛ وذلك بمشاركتها أشهر فناني العالم وقيامها بتأسيس المسابقات الخيرية والإنفاق على الصناديق الخيرية من خزينة الدولة وعلى حساب رجال الأعمال. ومع ذلك فلم يصل من هذه الفقاعات والأكاذيب أي شيء للشعب.
ثالثا: بعد تلك الوظائف التي عملت فيها في مؤسسات أوزبكستان في الخارج وتقمص شخصية "فنانة مشهورة" وصناعة شخصية "منقذة شعبها" تخيلت جلنارا نفسها كأنها مارغريت تاتشر أو أنجيلا ميركل. وفي حالة الغرور هذه قررت جلنارا كريموفا أنها مستعدة لكل شيء وبدأت بمخالفة القوانين المفروضة من قبل منظمة أبيها الإجرامية، وتعارضت مصالحها مع مصالح والدها وعصابته الذين لم يتأخروا في رد الفعل بل قرروا بكل بساطة إزالتها من الطريق.
بعد أن طردت شركة (ام. تي. سي.) الروسية من أوزبكستان بمشاركة جلنارا، جمدت الشقة الفاخرة لها في وسط موسكو والتي تقدر قيمتها بما لا يقل عن 8 مليون دولار وأغلقت حساباتها البنكية في روسيا. وقد ذهبت جلنارا شخصيا إلى موسكو مرات عديدة للقاء بوتين لكن بوتين رفض حتى مقابلتها ورجعت خالية الوفاض. وقد فقدت جلنارا ليس أموالها فقط بل شريكها المحتمل أو راعيها من قبل روسيا الاتحادية.
في صيف 2012 أثيرت فضيحة أخذها الرشوة من شركة الاتصالات السويدية والفنلندية "تيليا سونيرا" والتي حصلت بموجبها على الترخيص في أوزبكستان بمبلغ قدره 370 مليون كرون سويدي (55 مليون دولار أمريكي). وتلقى صحفيون سويديون المعلومات حول الرشوة التي أخذتها جلنارا عبر شركة الواجهة "تاكيلانت" بمبلغ قدره 2.2 مليار كرون السويدي (340 مليون دولار أمريكي).
وقد فتحت التحقيقات الجنائية المتعلقة بغسيل الأموال بحق جلنارا في السويد وسويسرا وفرنسا ولاتفيا إلى يومنا هذا بعد أن فقدت الحصانة الدبلوماسية وتم تجميد حساباتها وأموالها في تلك البلدان وفقا للمحققين حول جلنارا كريموفا. وبالتالي لم يعد لجلنارا أي شريك أو راعٍ في الغرب ولم تنفعها حتى الأموال المسروقة من الشعب الأوزبكي.
قام (إسلام كريموف) بزيارة لاتفيا في تشرين الأول/أكتوبر 2013 في زيارة رسمية لم يتم إبلاغ وسائل الإعلام في أوزبكستان عن تفاصيلها. ربما أراد كريموف تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي من خلال دولة لاتفيا، ولكن الأرجح هو تسوية التحقيق الجنائي الذي بدأ ضد ابنته في إقليم لاتفيا وبالتالي يحاول كريموف فتح باب من الأبواب المغلقة في طريق انتقاد ابنته جلنارا.
أخطأت جلنارا وبالغت في تقدير قدراتها وقدرات أبيها ووقعت بين المطرقة والسندان. كما أخطأ الأب كريموف في قدرات ابنته معتقدا أنها سوف تتحسن وتصبح زعيمة وشخصية سياسية، ولكن ذلك ليس كافيا لتكون ابنة الرئيس مناسبة لهذه الغاية. فجشع جلنارا وطمعها قد أعمياها عن منافسيها الطامعين في السلطة وكانت لا ترى فيهم منافسين جديرين بمنافستها، بينما هم لم يتوقفوا أمام شيء من أجل مصالحهم.
مما سبق نرى أن خطأ كريموف في ثقته بجلنارا وآماله بأن يورث ابنته لتكون بديلا له قبل أن تكون مقبولة من الغرب أو جيرانه في روسيا، بل إن أكثرهم يكنّ ضغينة طويلة على كريموف نفسه. لقد عجز كريموف عن السيطرة على كلابه المطيعين من زبانيته، ومن المتوقع أن يندفع الكلب حتى ضد سيده خاصة إذا كان النظام قائما على قوانين الغابة حيث البقاء فيها للأقوى. لقد استنفدت جلنارا في هذا الصراع كل إمكانياتها ولم يبق لها سوى إرسال الرسائل عبر تويتر. والسؤال الآن: من يدافع عنها؟ ومن قد يحتاج إليها؟
أيها المسلمون في أوزبكستان!
تعرفون أن زعيم المنظمة الإجرامية هو الطاغية كريموف وقد غرق هو وزبانيته في إجرامهم وهم المسؤولون عن قتل آلاف المسلمين في البلاد. لا يهمنا من يساعد جلنارا في مغادرة البلاد وكيف، ولا يهمنا من يرث كريموف في السلطة من عصابته. فإنهم كلهم يستحقون العقاب الشديد لجرائمهم ولا أحد منهم يستحق أن يكون حاكما للمسلمين في أوزبكستان.
أيها المسلمون في أوزبكستان!
خلقنا الله سبحانه وتعالى ووهبنا الحياة وهو آخذها. ويعلم كيف نعيش ولماذا نعيش. وأرسل سبحانه رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) برسالة الإسلام، وبين لنا كيف نعيش وفق أوامر الله تعالى. إن الإسلام هو الخلاص وفيه وحده العدالة!
أيها المسلمون في أوزبكستان!
يهاجر آلاف الشباب والشابات إلى بلدان بعيدة بحثا عن لقمة العيش بينما ينهب مصاصو الدماء أمثال كريموف وابنته وزبانيته أموال الشعب في البلاد وينغصون على الناس صفو حياتهم.
إلى متى نصبر على هذا الظلم وهذه الجرائم؟!
كفانا صمتا تجاه الظلم، فإننا بصمتنا هذا نكون شركاء لهم في جرائمهم.
ألم يحن زمن التغيير؟!
ألم يحن زمن رعاية الفقراء والأيتام والأرامل؟!
ألم يحن الوقت لنضالنا من أجل إرجاع كرامتنا ومبايعة خليفة للمسلمين يكون راعيا وحاميا لنا؟!
ألم يحن زمن انتقامنا لكل الضحايا والمظلومين؟!
أيها المسلمون في أوزبكستان!
إننا في حزب التحرير ندعوكم لكي تقوموا بدعمنا!
فانضموا معنا للعمل من أجل استئناف الحياة الإسلامية على منهاج النبوة في دولة الخلافة!
فإن لدينا منهاجًا رحمة للعالم الإسلامي من ربنا سبحانه وتعالى. وهو يشمل العلاج الناجع لكل نواحي الحياة الشخصية والأسرية والاجتماعية وغيرها، وباتباع هذا المنهج فقط سوف ننتصر ونعيد مجدنا السابق.
قال الله تعالى في كتابه المجيد:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خزمين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
24 من محرم 1435
الموافق 2013/11/27م

No comments:

Post a Comment