Monday, May 27, 2013

مع الحديث الشريف: باب وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم

مع الحديث الشريف: باب وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم

نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم": حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الحميد الزيادي أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو جهل: "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت " وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ* وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ" إلى آخر الآية.
إنها سنة الله تعالى في خلقه أن لا يُعذبهم وفيهم رسلهم، وهذا كرامة للرسل والأنبياء، مثال ذلك ما حدث مع نوح-عليه السلام- فقد أمره الله أن يصنع السفينة؛ لينجو من الطوفان. وكل رسول لم تستجب أمته أصابها شيء من هذا، فيخرج الرسول أولا، ثم ينزل الحق عذابه، كما أنه يقول سبحانه وتعالى موضحا فضل اللجوء إلى الله بالاستغفار.
"وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، يروى عن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" أنه قال: كان في الأرض أمانان من عذاب الله وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به: أما الأمان الذي رُفع فهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأما الأمان الثاني فهو الاستغفار.
أيها المسلمون: إن بعض العلماء ذهب في تفسير"وأنت فيهم" أي وسنتك مطبقة فيهم، فما دامت السنة مطبقة في هذه الأمة فلا عذاب بإذن الله تعالى، وإن تخلّت الأمة عن تطبيقها فالعذاب لاحق بها، "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا". وها هي الأمة أعرضت عن سنة نبيها بعد أن رضيت بحكام العار والسوء، فطبقوا عليها شرع أسيادهم الأوروبيين والأمريكان، ونظموا الأمة في سلك السياسة الغربية، فلم تعد تطبق شرع ربها، ولا سنة نبيها، فعاشت عقودا الهوان، ذاقت خلالها عذاب الهون والضنك ألوانا.
وعندما ضاقت الأمة ذرعا بهؤلاء الحكام، قامت عليهم وبدأت بخلعهم من أماكنهم في حركة لم يسبق لها مثل من قبل، إيذانا بإعلان فجر جديد، فجر الخلافة القادم بإذن الله تعالى، كما بشر بذلك رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فتكون بذلك قد أعادت الأمان الأول من العذاب، وأما الأمان الثاني -الاستغفار- فهو موجود في الأمة من قبل ومن بعد، فما عليها إلا أن تراجعه لما له من أهمية كبيرة في حياتها ففضائله كثيرة وبركاته غزيرة وقد أعلى الله شأنه في كتابه العزيز فنحن محتاجون إلى الاستغفار بل إلى معرفة معانيه وأسراره والمحافظة عليه والإكثار منه، ففيه الذل لله والانكسار وتجلي العبودية والخضوع للخالق سبحانه. وإذا أراد الله - سبحانه- وتعالى بعبده خيراً فتح له من باب التوبة والاستغفار والندم والانكسار والذل لله والافتقار ودوام التضرع والابتهال، فتكون تلك السيئة سببا في رحمة الله. وكم نحن بحاجة للاستغفار للتكفير عن تلك السيئة التي وُجدت في حياتنا، الحكام الملاعين.
أيها المسلمون:
كيف لا يكون هذا والأمة اليوم ما اجتمعت إلا على الخلافة وعلى إقامتها، وكيف لا يكون هذا والفكرة هي الفكرة، والطريقة هي الطريقة، وبإذن الله سيكون النصر هو النصر، والفتح هو الفتح، ونداء "الله أكبر الله أكبر" الذي رُفع من فوق الكعبة، سيرفع - بإذن الله- من على أسوار الفاتيكان، ليتردد صداه من روما إلى باريس وأثينا فواشنطن، مدمرا معه كل صرح من صروح الكفر، وكل كلمة باطل سادت، وينشر معه الحق والعدل، القوة والمنعة، ليروي ظمأ طال وطال، ويمحو ظلما عتا وتجبر...إي والله عتا وتجبر..
اللهم يا الله نصرك الذي وعدت، اللهم يا الله نصرك الذي وعدت، اللهم يا الله نصرك الذي وعدت.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
 17 من رجب 1434 الموافق 2013/05/27م

نفائس الثمرات: إنّ الخلافة قادمة بإذن الله
أيها المسلمون: إننا ندركُ أنَّ الخلافةَ الراشدةَ الثانيةَ بإذن الله قادمةٌ، بقلوبٍ مؤمنةٍ تقية، وبأيد متوضئةٍ نقية، وبسواعدَ متينةٍ قوية، وأنفُ أعداءِ الإسلامِ راغم. هذا وعد ربنا سبحانه { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } وبشرى رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم «ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» أخرجه أحمد... ووعد اللهِ وبشرى رسولهِ كلاهما كائنٌ بإذن الله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
وعليه فإن حزب التحرير يدعوكم أن تعملوا معه لاستئناف الحياة الإسلامية في الأرض بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ومبايعةِ العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير خليفة على العمل بما أنزل الله، تتقون به وتقاتلون من ورائه «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
 وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 17 من رجب 1434 الموافق 2013/05/27م

No comments:

Post a Comment