Tuesday, February 26, 2013

خبر وتعليق: الجاهلية شرط للرعاية في شريعة النظام السعودي

خبر وتعليق: الجاهلية شرط للرعاية في شريعة النظام السعودي

الخبر:
"يقيم عدد من الأسر السعودية في الأردن إقامة شبه دائمة، في وضع اجتماعي حرج ومعاناة مع الفقر والعوز امتدت إلى أبنائهم الذين حُرموا من التعليم والعلاج، بعد أن استثنتهم لوائح الشؤون الاجتماعية من دعمها بحجة أنهم مقيمون خارج المملكة" (صحيفة الشرق السعودية - 22/02/2013).

التعليق:
• يعتبر النظام السعودي من أكثر الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين تكريسا للتفرقة بين المسلمين، فلا يكاد يخلو إجراء قانوني وإداري من تقسيم "سعودي" و "أجنبي"، والمقصود بالأجنبي طبعا حامل أية جنسية غير "سعودية" لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر، بل لم يقتصر الأمر عند ذلك، فلقد وضع شروطا شبه تعجيزية لزواج "سعودي" من "أجنبية" أو "أجنبية" من "سعودي"، أو لتعليم غير "السعودي" في جامعات "السعودية" أو مدارسها، أو لعلاجه في مستشفياتها، فهو يحرم علنا ما أحل الله ويقيّد ما وسعه، وكل ذلك لتكريس التفرقة بين المسلمين وتغذيتها، ثم إنه لم يكتف بذلك، فها هو أيضا يميز بين "سعودي" مقيم في "السعودية" و "سعودي" مقيم خارجها..
• من المعلوم تاريخيا أن ترسيم حدود ما سمي "السعودية" تم من خلال اتفاقيات دولية استعمارية معظمها برعاية بريطانيا عدوة الإسلام والمسلمين، هادمة رأس المسلمين الخلافة، وغارسة كيان يهود في قلبهم فلسطين، حتى إن البريطانيين هم أصحاب هذه التسمية المنتنة، حيث جاء في الموسوعة الإلكترونية "ظهر اسم "سعوديين" من قبل البريطانيين للإشارة إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن وقواته وسميت المملكة وفقا لذلك فكل ما هو داخل حدودها ملك لآل سعود في تأكيد منهم على السيادة والسلطان"، وها هو نظام آل سعود يقتفي سنة أسياده البريطانيين فيعتبر هذه الدولة وما فيها ملكه ويقدس حدودها، ويتجاهل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اعتبرها "دعوى جاهلية" وأمره عليه الصلاة والسلام "دعوها فإنها منتنة" كما جاء في صحيح البخاري، وكأن لسان حال نظام آل سعود يقول: لا بد أن تكون جاهليا ولا بد أن تنتمي للدعوة الجاهلية حتى نرعى شؤونك..
• إن رعاية الدولة لشؤون الرعية واجب شرعي عليها، ويدخل في ذلك تأمين المأكل والمسكن والملبس والمشرب والعلاج، ثم التعليم بقدر استطاعة الدولة ولا شك أن الدولة صاحبة ميزانية 829 مليار لقادرة على تأمين هذه الاحتياجات ليس لأبنائها فحسب بل لكافة المسلمين، لو كانت تسعى لرضا الله..
• إن إهمال النظام السعودي لرعاية شؤون رعيته لم يقتصر على المسلمين من خارجها، بل امتد أيضا ليصل أبناء البلد أنفسهم، فنسب الفقر والبطالة مذهلة، وسوء التعليم وفساد الصحة وتدهور الأمن أمور واضحة للعيان، لا يكاد يخلو يوم دون سماع خبر متعلق بها..
• إن الدولة الإسلامية الحقيقية هي التي تجعل العقيدة الإسلامية وحدها الرابط بين المسلمين، وهي وحدها معيار التابعية، ومعيار الحكم والإدارة، دون التفات لحدود استعمارية أو جنسيات جاهلية..
• إن الدولة السعودية التي كانت تتشبث ببعض الشكليات التي تبقيها أمام الناس بمظهر الإسلام، لم تعد تتورع الآن عن كشف اللثام عن وجهها القبيح، والمجاهرة بالبعد عن أحكام الله..
• إننا نربأ بعلماء وأبناء بلاد الحرمين الشريفين، أن يصروا على إضفاء الشرعية على هذا النظام المجرم الخائن لله ورسوله والمؤمنين، وإننا لندعوهم ((أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق)) فيعملوا لإزالة هذه الكيان النتن، وإيجاد الكيان الإسلامي الحقيقي الذي يطبق الإسلام كاملا على المسلمين كافة ويحمله للعالم أجمع، الكيان الإسلامي الذي لا فرق فيه بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى، ولا مقياس فيه إلا لحكم الله وحكم رسوله، ولا قانون فيه إلا وينبثق عن العقيدة الإسلامية النقية الصافية كما جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، الكيان الإسلامي الذي ينطبق عليه وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم "خلافة على منهاج النبوة"..
أبو صهيب القحطاني - بلاد الحرمين الشريفين
16 من ربيع الثاني 1434
الموافق 2013/02/26م

No comments:

Post a Comment