Monday, June 30, 2014

خبر وتعليق: حماية الأطفال من المواد الماجنة المفسدة

خبر وتعليق: حماية الأطفال من المواد الماجنة المفسدة

(مترجم)
الخبر: بالرغم من أنني أقرأ الكثير من المقالات على الإنترنت مباشرةً، وكل يوم، إلا أنني أحب أن يكون لديّ صحيفة عادية أشتريها من الدكان وأقرأها. وتكون هذه الصحيفة عادةً إحدى صحف القطع الكبيرة التي تغطي الأخبار المحلية والدولية بعمق أكثر وبجدّية. لكن اللافت أنه عند دخولي إلى الدكان أشاهد أحياناً فتياناً وفتيات يشترون الصحف البريطانية المصغَّرة المليئة بالصور كصحيفة الـ Sun وصحيفة الـ Mirror. ومن المعروف أن هذه الصحف تعتاش وتزدهر على نشر أدق تفاصيل حياة مشاهير التمثيل والموسيقى والرياضة، بالإضافة إلى ما هم غارقون فيه من الفضائح الجنسية والقيل والقال. مَن عاشَر مَن؟ من خان زوجته أو خليلته أو من خانت زوجها أو خليلها؟ مَن ارتدت أكثر الفساتين كشفاً لمفاتنها في آخر حفلة؟ ومن الذي ضرب زوجته أو عشيقته ضرباً مبرحاً، وما إلى ذلك من أخبار الماجنين والماجنات التي تشكل القوت اليومي لهذه الصحف. والسؤال الذي يرد هنا... ماذا يفعل هذا المجون كله بعقول هؤلاء الشباب؟ وكيف سيشكّل تصوّراتهم لما هو صحيح وما هو خطأ؟ وكيف سيؤثر على صورة المرأة في عقولهم؟

التعليق: لقد نشرت تقارير عدة مؤخراً تفيد بمهاجمة أطفالٍ أطفالاً آخرين لأغراض جنسية - وحدث هذا حتى في بعض المدارس! ولا ينكر عاقل أن هؤلاء الأطفال ولدوا في الأصل أنقياء ولم تكن لديهم أي من هذه الأفكار التي قادتهم لارتكاب هذه الأعمال. فما الذي أدى بهم لاقتراف هكذا أفعال؟ وما الدور الذي تلعبه البيئة الجاري جنسنتها بصورة متصاعدة في المجتمعات الغربية في هذا الشأن؟
يجادل الكثير من المعلقين بالقول أنه لا توجد علاقة ولا رابط بين الصور والمحتويات المعروضة على التلفزيون، وفي الصحف، وفي ثنايا الثقافة العامة، التي ما زالت تجري جنسنتها على نحو متزايد، وبين سلوك بعض الشباب تجاه الفتيات والنساء. وذلك بالرغم من أنه بدأت قلة من الناس يشكون من أنه ربما كانت الأمور في هذا الباب قد تجاوزت كل الحدود، وأنه صار لا بد من وضع حدٍ لجنسنة الأطفال الصغار وتشييء المرأة (تصوير المرأة على أنها مجرد شيء للتلذّذ به) في الصحف المصغَّرة. لكن الملاحظ أن الصور والمحتويات التي كانت تعدّ مرفوضة ومخجلة باتت تجد الآن الأبواب مشرعة أمامها سواء في الصحف الرائجة أو في برامج التلفزيون العادية. ويحدث هذا كله باسم "الحرية"! فإلى أين سينتهي بالناس المطاف؟ وما هي الآثار التي سنراها في الأطفال والشباب؟ إنها لفكرة مرعبة حقاً.
إننا لا نستغرب سعي كثير من المسلمين لحماية أطفالهم من طوفان هذه المواد الفاحشة المفسدة، لكن الأمر ليس سهلاً، بل ويزداد صعوبة في ظل تواصل انتشارها في كل مكان حولنا. فلنعمل جاهدين لتحقيق ذلك، سائلين الله سبحانه وتعالى لهم الهداية والحماية!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
 02 من رمــضان 1435
الموافق 2014/06/30م

No comments:

Post a Comment