Monday, August 15, 2022

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 403

 

جريدة الراية: متفرقات الراية العدد 403

 

  12 من محرم 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 10 آب/أغسطس 2022مـ

أيها المسلمون: إن إجرام يهود الغاصبين للأرض المباركة في حق أهلها لن توقفه وساطات أمنية وسياسية ولا إدانات واستنكارات عبثية، وإنما يوقفه جيوش جرارة تبيد خضراءهم وتستأصل شأفتهم وتقتلع كيانهم فتجعله أثرا بعد عين، وإن جيوشكم والله قادرة على ذلك، فادعوهم ليصدقوا العزم ويخلصوا النية لله، ويدخلوا فلسطين مهللين مكبرين محررين، ففلسطين أمانة ربكم في أعناقكم.

===

في رحاب دستور دولة الخلافة دار الكفر ودار الإسلام حكم شرعي ومفهوم سياسي ثابت

بقلم: الأستاذ محمد صالح

دار الإسلام هي الدار التي تُطبَّق فيها أحكام الإسلام على جميع شؤون الحياة والحكم، ويكون أمانها بأمان الإسلام، ولو كان جل أهلها من غير المسلمين.

ودار الكفر هي الدار التي تُطبَّق فيها أحكام الكفر على جميع شؤون الحياة، ويكون أمانها بأمان الكفر، ولو كان جميع أهلها من المسلمين. فالعبرة في الدار من كونها دار إسلام أو دار كفر، بالأحكام التي تُطبَّق عليها، وبالأمان الذي تكون آمنة به، وليست العبرة بدين أهلها.

والدار حتى تكون دار إسلام يُشترط أن يجتمع فيها أمران؛ أحدهما: أن تُحكم بالإسلام، لقوله تعالى: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾، والثاني: أن يكون أمانها بأمان الإسلام لا بأمان الكفر، فيجب أن يكون الحكم بالإسلام وتطبيقه وكذلك الأمان الداخلي والخارجي ذاتيا بأمان المسلمين وحدهم، أي بسلطان الإسلام، قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، والسلطان والأمان الذي يكون للكافرين دور فيه هو السبيل الأقوى على الأمة الذي نهانا الله عنه.

وقد كان رسول الله ﷺ يُوصي أمير الجيش: «ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ» أخرجه مسلم، فمفهوم قوله ﷺ أنهم إن لم يتحولوا لا يكون لهم ما للمهاجرين، أي أن الأحكام تختلف بين من يتحول إلى دار المهاجرين، وبين من لا يتحول إلى دارهم. ودار المهاجرين كانت هي دار الإسلام في عهده ﷺ، والشروط المتوفرة فيها هي شروط دار الإسلام وهي أنها تحكم بالإسلام وأمنها بأمان المسلمين، وما عداها دار كفر.

وبإقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، انقسم العالم إلى دارين؛ دار إسلام ودار كفر. ورد في وثيقة المدينة (دستور الدولة الإسلامية) التي كتبها النبي ﷺ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمّدٍ النّبِيّ، بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَثْرِبَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ فَلَحِقَ بِهِمْ وَجَاهَدَ مَعَهُمْ، أنّهُمْ أُمّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النّاسِ»، فالنبي ﷺ وضع المسلمين جميعاً في جهة، بوصفهم أمة واحدة، وجعل كل من يتبعهم ويلحق بهم ويجاهد معهم جزءاً من هذه الأمة، التي تعيش في ظل دار الإسلام، ووضع غيرهم في جهة أخرى، دار الكفر أو دار الحرب.

ولأهمية بيان أن دار الكفر ودار الإسلام حكم شرعي، وأنها مفهوم سياسي ثابت، كانت المادة 29، من مشروع دستور دولة الخلافة، الذي أعدّه حزب التحرير: "يُشترط في القطر أو البلاد التي تبايع الخليفة بيعة انعقاد أن يكون سلطانها سلطاناً ذاتياً يستند إلى المسلمين وحدهم لا إلى أي دولة كافرة، وأن يكون أمان المسلمين في ذلك القطر داخلياً وخارجياً بأمان الإسلام لا بأمان الكفر. أما بيعة الطاعة فحسب من البلاد الأخرى فلا يشترط فيها ذلك" (مشروع دستور دولة الخلافة، صفحة 14).

===

هل من قائد رشيد ينسي يهود وساوس الشيطان؟

بدأ جيش كيان يهود المجرم عصر يوم الجمعة غارات على قطاع غزة، أسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة المئات. وأعلن جيش يهود بدء عملية عسكرية في قطاع غزة تحت اسم "الفجر الصادق"، استهدف فيها مواقع وشخصيات قيادية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. في المقابل ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق العديد من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه البلدات المحتلة. من جانبه قال تعليق صحفي نشره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين على مواقعه: يأتي هذ العدوان الإجرامي بينما تتواصل مساعي التهدئة، وخفض التوتر عبر العديد من الوسطاء وفي مقدمتهم النظام المصري، في رسالة واضحة من كيان يهود لكل تلك الأطراف، بأنه لا اعتبار لأي تحرك أو وساطة إلا بقدر خدمتها لمصلحة الكيان الغاشم والمحافظة على أمنه، وعلى الجانب الآخر ينبغي على الإخوة المجاهدين في الفصائل العسكرية أن يدركوا تماماً ومن خلال التجربة، أن أولئك الوسطاء لا يمكن الركون إليهم، وهم شركاء ليهود في عدوانهم وجرائمهم، كما عليهم أن يدركوا أن قضية فلسطين قضية أمة ويترجموا هذا الإدراك في خطابهم وتحركهم نحو الأمة. وتابع التعليق بالقول: أما الأمة الإسلامية والتي تتحمل مسؤولية الدفاع عن الأرض المباركة، ويقع عليها إثم التقصير في نصرة فلسطين وأهلها، فيجب عليها أن تدرك أن جرائم يهود وتغوله على الأرض المباركة فلسطين والمسجد الأقصى لن يتوقف ما لم تتخذ القرار بتحرير فلسطين، وهدم كيان يهود، وطمس معالمه وسحقه، عبر هدم تلك الأنظمة المتربعة على صدرها، والمتآمرة على قضية فلسطين، ودفع جيوش المسلمين للتحرك عسكرياً تجاه فلسطين، والتي تملك من الإمكانيات والقدرات ما يمكنها من تحقيق الانتصار وحسم المعركة في ساعات من نهار. وعلى الضباط والجنود في جيوش المسلمين أن يصدقوا العزم ويخلصوا النية ويدخلوا فلسطين دخول الفاتحين والمحررين.

===

حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين

يسلم نقابة المحامين كتاباً ثانياً ويدعوها للتصدي لتغـول السلطة

سلم حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين نقابة المحامين الفلسطينيين كتاباً ثانياً، تأكيداً لمسؤوليتهم ووجوب الوقوف بقوة وثبات تجاه الجرائم التي تقترفها السلطة الفلسطينية بحق أهل فلسطين. وأكد الحزب في كتابه: أن السلطة منذ أن وجدت وهي تعمل بالخبث والترهيب لتطويع أهل فلسطين وجعلهم لقمة سائغة لأعدائهم، وهي تُلبس جرائمها بالقانون تارة، وتضرب بالقانون عرض الحائط تارة أخرى، ودأبها تنفيذ أجندات المستعمرين الذين أوجدوها لتمرير مخططاتهم على أهل الأرض المباركة وسلخهم عن هويتهم ودينهم. وأضاف الكتاب: ثم تجرأت السلطة على الناس واستخفت بهم من خلال سن قوانين وإقرارها بشكل تعسفي تحت اسم "قرار بقانون" فعبثت بمدخرات الناس وتآمرت على مقدرات العمال وأتعابهم لتضع يدها عليها عبر سعيها لسن قانون الضمان الاجتماعي، ثم كانت قوانين التنفيذ وأصول المحاكمات المدنية والتجارية والإجراءات الجزائية، وغيرها الكثير، تلك القوانين الظالمة والمجحفة التي من شأنها أن تمس السلم الأهلي وتدفع الناس لأخذ حقوقهم بأيديهم فتعم الفوضى ويعتدى على الممتلكات والدماء فيتفتت المجتمع. وشدد الحزب على: أن أهل فلسطين ونحن معهم سنعمل بكل قوة لحماية أبنائنا وأسرنا، وسنبقى نناضل من أجل رفع راية الإسلام واستنصار جيوش المسلمين لتحريرها. وختم الحزب كتابه بالقول: ندعوكم وندعو أهل فلسطين بكل مكوناتهم ونقاباتهم وفصائلهم للوقوف بقوة أمام تغول السلطة، ونؤكد على ضرورة أن يكون الموقف موحداً وهو كف يد السلطة عن تلك القرارات بقانون، وإلغاؤها جميعها وعدم التفاوض عليها أو البحث في تعديلات شكلية عليها، لأن ضرر هذه القوانين سيكون كارثياً ومدمراً لأهل فلسطين وقضيتهم.

===

لم تزل الأحداث تفضح كل يوم عوار الديمقراطية

وتعرّي قيمها ومُثلها المزعومة

نُشر تقرير على موقع تابع لجامعة أكسفورد البريطانية حول بحث ميداني يُظهر أن 65% من المسلمات اللاتي يرفقن صورهن بالحجاب مع السيرة الذاتية عند التقديم على وظيفة في هولندا، يتم رفضهن بشكل مباشر من دون الدعوة لمقابلة شخصية، وكذلك بنسب متقاربة في إسبانيا وألمانيا. ويضيف البحث أيضا أن صورة الحجاب ليست العنصر الوحيد الذي ترفض بسببه المسلمات في تلك الدول؛ لأن نساء كثيرات يرسلن طلبات التقديم من دون إرفاق صورة شخصية، ولكن يكفي أن يُضمَّن في السيرة الذاتية أن المتقدمة للوظيفة انخرطت في أعمال مرتبطة بالمسلمين، مثل التطوع في مركز ديني أو جمعية خيرية إسلامية. بدوره اعتبر المهندس باهر صالح في تعليق كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: أن الأحداث ما زالت تفضح كل يوم عوار الديمقراطية العلمانية، وتكشف كذب قيمها ومثلها المزعومة، والواقع أن تلك هي حقيقتها وما عدا ذلك هو تمثيل وخداع، فهي مبدأ صنعه ووضعه بشر لتحقيق مصالحهم وغاياتهم دون النظر إلى الآخرين أو إلى القيم الرفيعة. وأضاف صالح في تعليقه: أن الديمقراطية مبدأ ساقط ولا يحتاج محوه من الوجود إلا إلى مبدأ يحل محلها، والإسلام هو المبدأ القادم والوحيد القادر على إزالتها وتعويض العالم عما أصابه من ظلمها وضنك العيش بسببها. فالإسلام دين الرحمة والحقيقة، لا العذاب والتمثيل والخداع، وهو الذي ينصف البشرية ويخرجها من حالة التيه وفقدان البوصلة والعذاب إلى الرحمة والسعادة والطمأنينة، فهو المبدأ الوحيد الذي صهر الشعوب والأعراق والألوان في بوتقة واحدة، وهو الذي أنصف غير المسلمين، في ظل نظام أهل الذمة الراقي المميز والعادل. وختم التعليق مؤكدا: لقد اقتربت نهاية حضارة الغرب البالية، وصار سقوطها قاب قوسين أو أدنى، فقد فاحت رائحة فسادها وأزكمت الأنوف، وانفضح عوارها، فما هي إلا لحظات ويبزغ فجر نظام الإسلام من جديد في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

===

أمريكا تغتال الشيخ أيمن الظواهري

ورويبضات المسلمين بين صامت ومبارك!

أعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان ترحيب المملكة بإعلان "رئيس الولايات المتحدة جو بادين استهداف ومقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري". ووصف البيان الظواهري رحمه الله بأنه من "قيادات الإرهاب التي تزعمت التخطيط لعمليات مقيتة في الولايات المتحدة والسعودية وعدد من دول العالم الأخرى". وفي الأثناء، تبادلت أمريكا وحركة طالبان الاتهامات بشأن الظواهري، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان "في مواجهة عدم رغبة طالبان أو عدم قدرتها على التقيد بالتزاماتها، سنواصل دعم الشعب الأفغاني بمساعدات إنسانية قوية والدعوة لحماية حقوق الإنسان، خاصة حقوق النساء". من جهتها، ردت حركة طالبان باستنكار الغارة الأمريكية، في بيان للمتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد واعتبرها انتهاكا "للمبادئ الدولية".

الراية: وفقا لاتفاق الدوحة العاصمة القطرية بين أمريكا وبين حركة طالبان فإنه يحق لأمريكا تنفيذ هجمات داخل أفغانستان إن وجدت أن هناك ما يشكل خطرا عليها، كما ينص الاتفاق الآثم نفسه على أن لا تسمح حكومة طالبان بجعل أفغانستان منطلقا لتهديد المصالح الأمريكية. والأمر اللافت للنظر هو أن هذه الاغتيالات تتم عادة مع كل موسم انتخابي في أمريكا لترفع من أسهم الرئيس أو حزبه في الانتخابات. إن زعيمة النظام الدولي أمريكا تدوس على القوانين الدولية وتنتهك سيادة الدول وتمارس القصف والقتل دون حسيب ولا رقيب. وللأسف فإن البلاد الإسلامية مستباحة من الغرب الكافر المستعمر طولا وعرضا ولا يوجد فيها ولو بلد واحد يملك سيادة. وسؤالنا لجيوش المسلمين وقياداتها المخلصة، هل من رجل رشيد يندفع لتصحيح هذا الخلل الاستراتيجي فيهدم عروش التبعية والخيانة ويعيد للأمة سلطانها ويقيم حكم الإسلام ودولته الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؟!

===

القيادة العسكرية الباكستانية تجاوزت كل الحدود لتثبت ولاءها لأمريكا

أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان في بيان صحفي: أن القيادة العسكرية الباكستانية قد تجاوزت كل الحدود لتثبت ولاءها لسيدها الأمريكي. فهي التي تسمح للطائرات الأمريكية بدون طيار بالوصول بكل سهولة إلى كابول، عبر خط إمداد جوي يمر عبر المجال الجوي الباكستاني. وأضاف البيان بالقول: بعد التنسيق الوثيق مع القيادة العسكرية الباكستانية، تمكّنت أمريكا من شن هجوم بطائرة بدون طيار في 31 من تموز/يوليو 2022، استهدف منزلاً في كابول، استشهد على إثره الشيخ أيمن الظواهري، رحمه الله. وخاطب البيان المسلمين في باكستان بالقول: هذه القيادة العسكرية الحالية لباكستان، سهّلت توجيه ضربة جوية لصالح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فاغتالت الشيخ الظواهري، لتحسين صورة بايدن الانتخابية، حيث يواجه انتخابات منتصف مدة حكمه الصعبة. مضيفا: هكذا انحازت القيادة العسكرية الباكستانية إلى جانب المستعمرين ضدنا وضد قواتنا المسلحة. وتابع البيان: علينا جميعاً أيها المسلمون أن نعمل من أجل القضاء على الحكم الأمريكي في باكستان، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة. وختم البيان مخاطبا الضباط في القوات المسلحة الباكستانية بالقول: ألم تروا الخيانة من قيادتكم لكي تتحركوا من أجل التغيير الآن؟ ألم تروا بعدُ ما يكفي من الخيانة من القيادة العسكرية الحالية لتتحركوا من فوركم؟ تحركوا الآن وأعطوا نصرتكم لإقامة الخلافة على منهاج النبوة. تحركوا الآن من أجل تنصيب حكام يحبون الناس ويحبهم الناس، ويصلون ليلهم بنهارهم في رعاية شؤون الأمة. تحركوا الآن من أجل تحقيق النصر أو الشهادة، إن حزب التحرير يدعوكم للتحرك معه الآن، فإلى رضوان الله تحركوا!

===

السكوت عن أفعال الطغاة سيزيدهم طغياناً ويزيدنا ذلاً وهوانا

أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام: إن الحياة في ظل هذه الأنظمة الوظيفية الوضعية هي حياة ذل واستعباد وهوان، وهي بلا شك معيشة الضنك التي أخبرنا عنها ربنا عز وجل، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

وإن سكوتكم عن أفعال الطغاة والمجرمين لن يغير من الأمر شيئا، بل سيزداد الطغاة طغياناً وظلماً، وتزدادون أنتم ذلاً فوق ذل، وهوانا على هوان، وسيبقى الطغاة يتوارثون طغيانهم؛ كلما هلك طاغية خلفه آخر، ويتوارث أبناؤنا حياة الذل والهوان جيلاً بعد جيل.

ولا بد للتغيير من تضحية وثبات إن أردتم حياة عز وكرامة في ظل الإسلام لكم ولأبنائكم من بعدكم، وها أنتم فجرتم ثورة مباركة على طاغية من أعتى الطغاة الذين عرفهم التاريخ، وقدّمتم التضحيات الجسام، فزلزلتم عرشه وكدتم أن تهدموا أركانه، وليس لنا من معين بعد الله عز وجل إلا التمسك بثوابت ثورتنا، والعمل على تصحيح مسارها، بعد أن عبث بها المتآمرون والمتاجرون، ولن يكون ذلك إلا بتبني مشروع سياسي واضح منبثق عن عقيدتكم، واتخاذ قيادة سياسية واعية صادقة تقود ثورة الشام على بصيرة إلى تحقيق ثوابتها وأهدافها وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، لتفوزوا بعزّ الدنيا والآخرة، وليكتب اسمكم في عليين، ويخلد ذكركم في التاريخ، فاصنعوا خلاصكم وابنوا صرح عزكم بأيديكم، ولا تنتظروا حلاً من أعدائكم ولا من المتآمرين المخادعين الذين تسموا "أصدقاء"، فهم العدو فاحذروهم، وتوكلوا على الله وحده، واعتصموا بحبله المتين، فما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.

===

لا حقوق ولا أمن ولا أمان للأطفال إلا في ظل حكم الإسلام

إن على الناس اليوم وخاصة المسلمين العمل على تغيير أنظمة الحكم القائمة في بلادهم على القوانين والدساتير الوضعية الفاسدة والبائسة، تغييرها إلى الحكم بما أنزل الله في دولة خلافة حكمت بالعدل كل البشر مئات السنين، تكون فيها القوانين المطبقة هي أحكام الإسلام، يحكمها خليفة مسلم بشرع الله أسوة برسول الله ﷺ، فعند الحديث عن "حقوق الطفل" علينا أن نبحث عن الأحكام الشرعية المتعلقة بالطفل التي تضمن له حقوقه الشرعية التي حددها الخالق عز وجل في الإسلام، فهو العالم بخلقه الخبير بما يحتاجون إليه وبما ينتفعون به؛ قال تعالى: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وعلى هذا الأساس نستنهض هممكم في منع النواب من تمرير مثل هذا القانون جملة وتفصيلا، فالمسألة ليست التحفظ على بعض مواد القانون لتحسين صورته وقبوله لدى الناس، بل القضية هي رفضه جملة وتفصيلا، بالإضافة للقوانين الدولية الأخرى القائمة على الكفر، والتي تعتدي على أطفالكم وتنتهك أعراضكم، علاوة على أنها تغضب الله عز وجل، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً﴾.

===

الدول الغربية الرأسمالية هدفها استعمار أفريقيا فقط

ولا يهمها نهضة البلاد وتقدمها ومعالجة مشاكل الناس

إن الدول الغربية الرأسمالية هدفها الاستعمار في أفريقيا لا غير ولا يهمها نهضة البلاد وتقدمها ومعالجة مشاكل الناس، وتتخذ من كسب الحكم والحكام أو من قادة الجيش في البلد وسيلة للاستعمار فيريحوها من إرسال جيوشها للاحتلال كما كان سابقا، بسبب توفر إمكانية بسط النفوذ والاستعمار بواسطة الذمم الرخيصة التي تشتريها في الوسط السياسي أو العسكري. فعندما تكسب النظام والحكام أو تكسب ضباطا يقومون بانقلاب عسكري كما تريد من ثم يفتح لها الباب للاستعمار ولبسط النفوذ. وهكذا سيبقى الصراع الدولي محتدما بين الدول الاستعمارية على الدول الصغيرة وخاصة في أفريقيا. ولا يمكن للناس أن يتخلصوا من هذا الشر المستطير إلا بعودة الإسلام إلى الحكم بإقامة الخلافة الراشدة في بلد أو أكثر من البلاد الإسلامية، والتي ستقوم بدحر المستعمرين وتحرير كافة البلاد من نير استعمارهم وإعادة الثروات إلى أهلها وتوزيع عائداتها عليهم والنهضة بهم، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

===

المصدر: جريدة الراية

No comments:

Post a Comment