Monday, March 30, 2020

وشهد شاهد من أهلهم!!

وشهد شاهد من أهلهم!!

الخبر: نقل موقع الجزيرة نت يوم الجمعة، 2020/03/27م خبرا تحت عنوان (فورين بوليسي: انتقام سوريا من العالم سيتجسد بموجة ثانية من الوباء) جاء فيه:
"أورد مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن تخلي العالم عن اللاجئين في إدلب بسوريا في هذه الفترة العصيبة من محنتهم التي فاقمها الخوف من وباء كورونا، لن يمر دون عقاب للعالم.
وأوضح مقال للكاتب ستيفن كوك كبير الباحثين في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن عقاب لاجئي سوريا للعالم سيكون في شكل موجة ثانية من وباء كورونا. وأضاف أن وباء كورونا سيفاقم قريبا التهديدات المتقيحة في أطول حرب بالشرق الأوسط.
ولفت كوك الانتباه إلى المقالات المنشورة الأسبوع الماضي حول تهديد كورونا للاجئين في العالم والنازحين داخليا، قائلا إن الحياة لهذه الأرواح المعذبة كانت مرعبة في ظل ظروف أقل تحديا من الظرف الراهن، وتساءل عن مدى تفاقم هذا العذاب حاليا، حيث يفتقر اللاجئون والنازحون داخليا حتى إلى الرعاية الطبية الأساسية، ناهيك عن المعدات اللازمة للتعامل مع كورونا.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية وحكومات دول العالم تدرك هذه المشكلة، لكن مساعدة الأشخاص الأكثر ضعفا تأتي في أسفل سلم أولوياتها...".
التعليق:
لم يعد يخفى على كل ذي عقل وبصيرة أن الدول القائمة في العالم أجمع ومنها الدول القائمة في البلاد الإسلامية لا تحسب حساباً للإنسان إلا بالقدر الذي يحقق لها مصالحها ومطامعها السياسية، ويزداد هذا الأمر وضوحاً عندما يتعلق بأبناء الأمة الإسلامية، فها هي شهادة ستيفن كوك كبير الباحثين في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي تفضح بعضاً من جرائم الحكام قاطبة أعجميهم وعربيهم، وليست شهادة كوك هي الأولى في مجالها بل سبقها ما هو أعظم منها وما زلنا نسمع أصواتاً من هنا وهناك قلّت أو كثرت تثق بهؤلاء الحكام وتلك المؤسسات الغربية التي هي أداة طيعة كحكام المسلمين بيد الأسياد الغربيين سواء أكانوا أمريكان أم أوروبيين أم روساً أم غيرهم، فهؤلاء جميعاً يتغنون بالإنسان وحقوقه ومنها حق الرعاية الصحية والحصول على التطبيب، ونجدهم على أرض الواقع أبعد ما يكون عن ذلك، وإلا كيف نفسر تصرفاتهم وسياساتهم فيما يتعلق بمعالجة مرضى فيروس كورونا (كوفيد ١٩)؟! فإيطاليا على سبيل المثال لا الحصر تعالج من هم في سن الشباب وتترك كبار السن لمواجهة مصيرهم المحتوم! وبريطانيا يبشر كبيرها شعبه بفقدان أهلهم وأعزائهم! والقائمة تطول... فما بالكم إذا تعلق الأمر بأبناء الأمة الإسلامية شاميهم وعراقيهم ويمنيهم... بل جميعهم عند هؤلاء الحكام الرأسماليين النفعيين لا يساوون شيئا بل هم في نظرهم أقل من أقل شيء.
الإخوة الكرام، إن الأمر الأشد إيلاماً هو ما يصنعه بعض حكام المسلمين من المتاجرة واللعب بورقة اللاجئين كأردوغان من أجل تحقيق مصالح شخصية أو حتى ما يسمى بالمصالح الوطنية وهي في الحقيقة ليست سوى مصالح أمريكية، إن حكام المسلمين ومن يناصرهم ويسير في ركابهم؛ فصائل مسلحة كانت أم غير مسلحة مسؤولون مسؤولية مباشرة عن كل هذه الجرائم، ويصدق فيهم قول الله العزيز: ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾. [الإسراء: ٧٢] أما أولئك الذين يخونون أمتهم وينصرون رؤوس الكفر أمريكا وبريطانيا وأتباعهم فهم خاسرون آخرتهم بل ودنياهم كذلك، فبعد أن يؤدوا دورهم سيلقى بهم في قارعة الطريق لا ينالون خيرا كما فُعل بأشياعهم من قبل، ويندمون ولات حين مندم، فهل يتداركون أمرهم إن كانوا يعقلون؟ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾. [ق: ٣٧]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – الأرض المباركة (فلسطين)
  5 من شـعبان 1441هـ   الموافق   الأحد, 29 آذار/مارس 2020مـ

No comments:

Post a Comment