Wednesday, April 23, 2014

بيان صحفي: هل "Happy Muslims" هو الأسلوب الأمثل للترويج للإسلام؟!

بيان صحفي: هل "Happy Muslims" هو الأسلوب الأمثل للترويج للإسلام؟!

(مترجم)
انتشر على قناة اليوتيوب فيديو يسمى "هبي مسلم"، وهو لمجموعة من المسلمين في بريطانيا يغنون ويرقصون على ألحان أغنية شائعة تدعى "هبي" لفنان أمريكي يدعى فارل ويليامز. ولقد انتشر هذا الفيديو على الإنترنت انتشار النار في الهشيم، واللافت للنظر أن هذا الفيديو لم يرحب به كل من رآه وسمع عنه، إلا قلة قليلة من بعض شباب المسلمين في هولندا الذين طالبوا أيضا بإنتاج فيديو شبيه به، ولذلك عزمنا الأمر على أن نعلق على هذا الموضوع.
لقد انتقد البعض هذا الفيديو لأنه يصور بعض المسلمين والمسلمات يغنون ويرقصون معا في شوارع بريطانيا. مع أن أحكام الإسلام المتعلقة بالحياة العامة تأمر المسلمين بالتزام الحياء والحشمة في السلوك والكلام واللباس في الحياة العامة، وتحرم الرقص المختلط بين النساء والرجال، كما تحرم على النساء الغناء في الحياة العامة وهن في حالة تبرج.
والبعض الآخر انتقد الفيديو منطلقا من فكر عميق، فالأغنية "هبي" هي في الحقيقة تعبير عن وجهة النظر الغربية العلمانية الليبرالية للحياة، والتي جعلت من البحث عن السعادة في الأمور المادية الهدف الأسمى، وجعلت من الدعوة إلى الحرية الشخصية لتمكين الناس من السعي لتحقيق سعادتهم بأي وسيلة ممكنة. كقولهم "صفق على طول إذا شعرت أن السعادة هي الحقيقة، صفق على طول إذا عرفت قيمة السعادة بالنسبة لك، صفق على طول إذا شعرت كأنك تعرف ما تريد أن تفعل"، هذا بعض ما قيل في تلك الأغنية. إلا أن مفهوم السعادة في الإسلام يختلف كليا عن مفهومها عند الغربيين، فالسعادة في الإسلام هي نيل رضوان الخالق سبحانه وتعالى، ولا تتحقق هذه السعادة عند المسلم إلا بالخضوع الكامل لأمر الله سبحانه والتقيد بأحكام دينه، إلا أن فيديو "هبي مسلم" يظهر بعض المسلمين وكأنهم يبحثون عن السعادة في التافه من الأمور كالرقص والغناء وفي سلوك صبياني، متجاهلين مشاكل الأمة في أكثر من مكان في هذا العالم، لقد ظهروا وكأنهم يروجون لوجهة النظر الغربية، مع أن الأصل أن يقوموا بتحديها فكريا وإثبات فشلها وبطلانها وأنها سبب تعاسة البشرية.
أما بالنسبة لمنتجي هذا الفيديو، فهم مجموعة مجهولة تسمي نفسها "سياسة الأمانة"، فإنه من الواضح أن هدفهم الأسمى هو الترويج لليبرالية الغربية؛ ذلك أن موقع المجموعة على الإنترنت يطالب شباب المسلمين بتحرير أنفسهم من القيود التي تفرضها السلطات الدينية للمسلمين، كقولهم: (نحن نعيش في مجتمع يكبر بشكل مستمر، انتقائي، خلاق أكثر من أي وقت مضى. ولا يزال هذا المنبر يعمل على تغذية هذه المواهب، إلا أن الأجواء الدينية هي التي تعيق ذلك. نريد أن ننظر للأشياء بطريقة مختلفة ونشارك في مبادرات خارج المسجد وقاعات الأحداث والمدارس). كما أنهم يدعون المسلمين للمشاركة في يوم الفالنتاين، وتبادل القبلات بين الرجال والنساء في مثل هذا اليوم وتجاهل أحكام الإسلام المتعلقة بهذا الأمر، مما لا يدع مجالا للشك أنهم ما تأسسوا إلا للنيل من الأحكام الشرعية في هذه المسائل وغيرها.
إلا أن السؤال الذي بقي دون بحث هو: ما الذي يدفع المسلمين للمشاركة في هكذا فيديو؟ والغريب أن من بين هؤلاء مسلمين مشهورين. بالطبع لا يمكن معرفة السبب الحقيقي، ولكن من المحتمل أنهم يريدون المشاركة في إظهار صورة إيجابية عن الإسلام والمسلمين بتقديم أنفسهم على أنهم أناس عاديون طبيعيون، وأنهم كغيرهم من الناس سعداء وأن السعادة هي جل اهتمامهم.
هذا الهدف ألا وهو إظهار الإسلام والمسلمين بصورة إيجابية ممكن أن يظهر على أنه هدف بريء ولكن الحقيقة غير ذلك.
قد يقول قائل إن على المسلمين أن يعملوا على إظهار صورة إيجابية للإسلام والمسلمين، لأنه يجب عليهم دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ولمواجهة الأكاذيب التي تطلق ضد الإسلام والمسلمين، ولكن مواجهة الأكاذيب وغيرها شيء، والترويج لصنع صورة إيجابية للإسلام والمسلمين عند غير المسلمين هو شيء آخر مختلف.
ففي حالة الدعوة إلى الإسلام والمسلمين فإن علينا البدء من فهم كيف ينظر غير المسلمين إلى الحياة وكيف يقوّمون الأشياء. ومن أراد صنع صورة إيجابية للإسلام عند غير المسلمين عليه أولا أن يعرف ما هي الأشياء التي يعتبرها غير المسلمين إيجابية وجيدة، وهل ما يراه غير المسلم إيجابياً هل هو إيجابي بالنسبة للمسلم، للأسف، هذه هي النقطة الرئيسية في الخلاف بين الإسلام والمبادئ الأخرى والأديان في العالم!
وبناء على ذلك نقول: إن أولئك الذين يحاولون صنع صورة إيجابية للإسلام والمسلمين عند غير المسلمين، فإنهم وللأسف يقدمون الإسلام بالطريقة التي يرضى عنها غير المسلمين، وهذه الطريقة ستؤدي بهؤلاء المسلمين إلى تجاهل وتشويه وحتى نسيان الكثير من الأحكام في كيفية التعامل مع غير المسلمين، وهذا ما حذر الله المسلمين منه، ألا وهو محاولة إرضاء غير المسلمين على حساب أحكام الله سبحانه وتعالى، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقّ﴾ [سورة المائدة: 48]؛ لأن الحقيقة الربانية هي: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [سورة البقرة: 120]
والغناء والرقص في فيديو "هبي مسلم" قد بين أن هذا التحذير في محله، فالدعوة إلى الإسلام ليست بحاجة إلى صنع صورة، بل هي بحاجة إلى جهود متضافرة لاتباع وتطبيق الشرع الإسلامي كاملا وفتح نقاشات صادقة مع غير المسلمين ليس إلا.
أوكاي بالا الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
التاريخ الهجري        22 من جمادى الثانية 1435
التاريخ الميلادي       2014/04/22م

No comments:

Post a Comment