Saturday, July 27, 2013

موقف بعض مشايخ السلفية من الجيش

موقف بعض مشايخ السلفية من الجيش

الدكتور إياد قنيبى
موقف بعض مشايخ السلفية من الجيش
عندما يتحدث مشايخ "السلفية" في مصر عن السيسي والجيش تدرك لماذا الأمة في ضياع!: "ولمست منه بعد هذا اللقاء أنه رجل متدين"!! "ما لمسته من الفريق السيسي آنذاك من محبة للدين"!! وقبل ذلك في البيان الذي وقع عليه العلمااااااااء!: "ما قام به المجلس العسكري اجتهاد خاطئ يُغفر له إن شاء الله"!!
إذن فالقتال في سبيل الطاغوت ليس ناقضا من نواقض الإسلام لدى المشايخ الكرام! مع أن الله بين حكم الذين ((يقاتلون في سبيل الطاغوت)) في سورة البقرة. أم أن حسني مبارك ونظامه الممتد إلى الآن والذي يحميه الجيش ليس طاغوتا؟ قيادات الجيش التي حمت ولا زالت تحمي النظام الذي يُستهزأ فيه بالله ورسوله وبشعائر الدين على القنوات بينما عربات الجيش على أبواب مدينة الإعلام لمنع أي شخص من "الاعتداء" على الزنادقة!
الجيش الذي حمى ويحمي نظاما يقيم الأضرحة وقبر البدوي والأماكن التي صممتم آذاننا باستنكار الشركيات التي تمارس عندها يا مشايخ السلفية، ويقيم دور البغاء وحانات السكر دون خوف، فهي مرخصة من دولة يحميها الجيش!
الجيش الذي نصر وحرس الكنيسة كلما اعتقلت أختا من أخواتنا الواتي أسلمن، فيعذبهن إرهابيو الكنيسة أصحاب الوشم! حتى الفتنة أو الموت بحراسة الجيش!
الجيش الذي فعل الأفاعيل بالصعيد وغيرها وتعاون مع الداخلية و"أمن الدولة" لمطاردة واعتقال وتعذيب من يعارض النظام ووضع العصي في أدبار الشباب والاعتداء على شرف نساء المطلوبين الفارين من ظلمهم ويسلم الشباب المسلم للقضاء ليحكم قضاة نصارى على عشرات الشباب المسلمين بالإعدام!
الجيش الذي حرس الكيان الصهيوني وبطش بمن يجاهد ضده من مجاهدي سيناء ولم يقم من عشرات السنوات بتحرك عسكري يذر الرماد في العيون عن حقيقة أنه ما هو إلا أداة النظام أمريكا والكيان الصهيوني في إذلال الشعب ومحاربة الصحوة الإسلامية.
هذا كله ليس مهما عند المشايخ الكرام!!!والقتال في سبيل الطاغوت مثله مثل أية وظيفة، المهم أن يكون هذا المقاتل "متدينا" و"محبا للدين"!! أو لعله بدعة خفيفة أخف من بدعة الذكر الجماعي!!!!
لا أدري هل مر على الأمة إرجاء أسوأ من هذا؟! وهل هناك غيبوبة عن عالم السياسة وواقع الأمة أشد من هذه؟! وهل يجوز أن تحركنا وتحكم تصرفاتنا العُقد وردات الفعل بحيث نفر خوفاً من الوصم بالغلو والتكفير إلى الإرجاء المفرط؟! ونفر خوفا من "الفتنة" و"الدماء" إلى الدعوة للتصالح مع الذئاب؟! ونفر خوفا من الدعوة لمحاربة الجيش برمته إلى شرعنة هذا الجيش والثناء عليه وإعطاء صكوك الغفران لجرائمه؟ بينما كان حريا بنا أن ندعو أفراد الجيش إلى التوبة إلى الله من جرائمهم ومن طاعة قادتهم في معصية الله وإلى الالتحام بجسد أمتهم.
قبيح جدا وخطير جدا أن تصدر هذه الأوصاف من "علماء" في حق قيادات الجيش: "رجل متدين"، حتى وإن جاءت في سياق حضه على حقن الدماء، فهي تزين الوجه الكالح للباطل وتنفس الناس عن مدافعته باسم الدين!!
أقول هذا كله مع أني لا أعتبر الطرف الذي يعاديه السيسي يمثل الإسلام تمثيلا صحيحا. لكن هذا لا يمنع من توصيف من يقاتلون في سبيل الطاغوت التوصيف الصحيح، ولا يعني أنه يفعل ما يفعله لوجه الله تعالى وإحقاقا للحق! ونشكر لمن يطالب السيسي بعدم سفك الدماء مطالبته هذه، لكنها دون الموقف المنتظر من العلماء بكثير، وإن كنتم لا تطالبون بها إلا بعد وصف السيسي بأنه "رجل متدين" فعدمها خير منها!

No comments:

Post a Comment