Friday, July 26, 2013

بشرى لأهلِ الشّام فَلْيسَ بعدَ هذهِ التضّحيات إلّا دولة

بشرى لأهلِ الشّام فَلْيسَ بعدَ هذهِ التضّحيات إلّا دولة

الخلافة على منهاجِ النبوة
الحمدُ للهِ الذي لا يخبو نوره، ولا يُهزم جنده، ولا تُبدل كلماتُه، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. يا من تكفل الله بهم «إنَّ اللهَ تكفَّل لي بالشَّامِ وأهلِه», يا أحفادَ الصحابةِ الأوائل، لا يسبقنّكم أحدٌ لنيل شرفِ الدنيا والآخرة بنصرة دينه ورفع لوائه، فلتكونوا يا أهلَ الشام أنصارَ الإسلام في آخر هذا الزمان، ولتكن بلادُ الشام هي حاضنة دولة الخلافة الراشدة الثانية بحول الله وقوته.قال رسُولُ اللّهِ صلى الله علَيه وسَلّم: «إذا فسَدَ أهْلُ الشّامِ فلا خيْرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائِفةٌ مِنْ أُمّتِي منْصُورِين لا يضُرُّهُمْ منْ خذلهُمْ حتّى تقُومَ السّاعة». أخرجه الترمذي وهو حديث حسن صحيح. في زمن فسدَ فيه الكثير وقلّ فيه النصير، وكاد الحليمُ فيه يصبح حيراناً، ما أعظم أن يصمدَ للحقِ الأصفياءُ حتى يغدوا لقلتهم كالغرباء، وطوبى للغرباء، روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسوُل الله: «بدأَ الإسِلامُ غريبًا، وسيعوُدُ كما بدأَ غريبًا، فطوُبى لِلغُرباء» وفي رواية الترمذي قال: حدثّنيِ كثير بن عبد الله بن عمروِ بن عوف بن زيد بن مِلحة، عن أبِيهِ، عن جدهِّ، أن رسُولُ اللّهِ صلَىَّ الله علَيه وسَلّم: «إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرجِعُ غَرِيبًا ،فَطُوبَى لِلغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصلِحُونَ مَا أَفسَدَ النَّاسُ مِن بَعدِي مِن سُنتي» حديث حسن.
يا أهل الشام: هذه هي المكانة التي ارتضاها لكم ربكم ورفعكم إليها نبيكم، فالله الله لا تقبلوا بما دونها، ولا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير. لا تستبدلوا الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة بدولة مدنية ديمقراطية على منهاج الغرب الكافر، أترضون أن تُترَكَ الشام لكفرة الغرب ورجالات الإجرام ومنظمات التآمر؟! ألم تكفنا كل تلك الآلام والعذابات؟!، من لنصرة المستضعفين إلا أنتم؟!
يا أهلَ الشام: إن أرادوا بكم الفتنةَ فأرضُكم العاصمة من الفتن، وإن أرادوا الملاحم فأنتم أهل الملاحم، أمرُكم اليوم بيدكم... إن الله قد فضَّل الشام وجعلها فسطاط الإسلام، فإن صحَّ منكم العزم وخلصت منكم النية، واستقامت طريقكم على نهج رسولكم صلى الله علَيه وسَلّم فإننا سنشهد بإذنه تعالى عما قريب أحد أبطالكم يرفع لواء دولة الخلافة الراشدة الموعودة فوق دار أمير المؤمنين بحول الله وقوته. فلتكن ثورتنا لا على الحكام فقط، بل أيضاً على مفاهيم الغرب ودساتيره وأنظمته التي مكّنت للطواغيت عروشَهم فسامونا بها أشدَ العذاب، و فقرَّوا جمعنا وشتَّتوا أمرنا، ومنعونا منكم ومنعوكم منا بالحدود والسدود والولاءات، انبذوا كل أفكار الغرب وبضاعته المزجاة من وطنية وقومية وديمقراطية ومدنية علمانية يروجها الغرب لكم من جديد، لا نريد إلا الإسلام الطاهر الذي آن أوانه وعلى أيديكم سيعود من جديد بعز عزيز أو بذل ذليل، عزّا يعز الله به الإسلام وذلاّ يذل به الكفر. إن الواقع الأليم للملك الجبري الذي تمرون به اليوم وصفه الرسول صلَىَّ الله علَيه وسَلّم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلى الله علَيه وسَلّم: «ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه، حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة، وحتى يملأ الأرض جَوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم». المستدرك على الصحيحين للحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
لكن هذا الملك الجبري الذي أنتم فيه، والذي تُدكُّ أركانُه بأيدي الثوار الصادقين بتوفيق من الله، هذا الملك الجبري سيوليّ بإذن الله وسيبزغ بعده فجر وضيء، تكون كلمة الله فيه هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. فلا تقبلوا إلا بدولة الخلافة على منهاج النبوة ـ
نحن نَشهدُ اليوم بإذن الله الرمق الأخير للعهد الجبري الذي يتزلزل أمام ضربات أهل الإيمان، فلقد قال رأس الكفر بشار في أحد خطاباته- سوريا آخر معقل للعلمانية- وإن يوماً واحداً تحت ظلال الخلافة على منهاج النبوة ينسي مرارة التضحيات والعذابات. وإن حزب التحرير منذ نشأته يعمل بين أفراد الأمة ومن خلالها على:
1- وحدة المسلمين في العالم.
2- تحكيم شرع الله كاملاً غير منقوص.
3- عدم التبعية للغرب الكافر بأي شكل من الأشكال.
4- نهضة المسلمين على أساس الإسلام.
إن حزب التحرير يسعى في دعوته المباركة لحمل الأمة على النهوض والعمل لإقامة دولة الخلافة، سعى إلى تذكيرهم بوافر العز الذي يستأهل منهم التضحية بكل غال في سبيلها، ولطالما ذكرهم بالحديث العظيم: عن حذُيفَة قال: قَالَ رسَوُل اللَّه صلى الله علَيه وسَلّم: «إِنَّكُم فيِ النُّبُوَّة مَا شاَء الله أَن تَكُونَ، ثمُ يَرْفَعُهَا إذِاَ شَاء أَن يَرْفَعَهَا، ثمُ تكَون خلِاَفةَ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فتكَون مَا شاَء اللهَّ أَن تَكُونَ، ثمُ يَرفْعُهَا إذِاَ شاَء أَن يَرْفَعَهَا، ثمُ تكَون مُلكْاً عاضًّا, فيكَون مَا شاَء الله أَن يكَوُن ،َ ثمُ يَرْفَعُهَا إذِاَ شاَء أَن يَرْفَعَهَا، ثمُ تكَون جَبّرِيَةً، فتكَون مَا شاَء الله أَن تَكُونَ، ثمُ يَرفْعُهَا إذِاَ شاَء أَن يَرْفَعَهَا، ثمُ تكَون خلِافةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة، ثمُ سَكَتَ» أخرجه الطيالسي والإمام أحمد كذلك وهو حديث صحيح.
16/رمضان/1434هـ

No comments:

Post a Comment