Monday, July 29, 2013

خبر وتعليق: قرغيزستان

خبر وتعليق: قرغيزستان

الخبر: من بين خمسة أشخاص هاجر شخص واحد من قرغيزستان. ومن المليون شخص الذين غادروا قرغيزستان في السنوات الأخيرة، استقر نحو 650،000 شخص في روسيا، 450،000 منهم حصلوا على الجنسية الروسية. هذا ما نقلته صحيفة "vecherni peshkik" عن مستشار الرئيس القرغيزي فريد نيازوف. وأشار المسؤول إلى أن واحداً من كل خمسة من مواطني قرغيزستان من أصحاب الحرف قد هاجر بالفعل إلى الخارج.

التعليق: يبلغ عدد سكان قرغيزستان حولي 5،600،000 نسمة، في عام 2013 فقط هاجر منهم نحو 70،000 شخص وذلك حسب الإحصاءات الرسمية، أي أن 10% من العاملين والحرفيين قد غادروا البلاد. إن السبب وراء هذه الهجرة والبطالة الهائلة، هو نظام الحكم الذي هو من وضع البشر، حيث تم بناء هذا النظام على فكرة كاذبة وهي فصل الدين عن الحياة، والتي لا تحاول الإجابة على السؤال "هل هناك خالق أم لا؟" منظرو هذه الأفكار الباطلة والخبيثة يسممون عقول الشعوب بزعمهم أن الإيمان بالله رب العالمين، والإيمان باليوم الآخر، وأنه سيحاسب الناس على أعمالهم في هذه الحياة؛ محض أكاذيب.
إن عدم الإيمان بأن الإنسان سوف يمثل أمام الله يوم القيامة، ولَّد عدم المسؤولية عند أولئك الذين هم في السلطة الذين لا يشعرون بالخوف من الحساب فنشروا الفوضى وعاثوا في الأرض فسادا. إن قرغيزستان دولة غنية بالموارد الطبيعية مثل الذهب والزئبق والمعادن الأخرى التي يتم تصديرها إلى بلدان مختلفة. في حين أن الأرباح المتأتية من بيع هذه الموارد تذهب إلى جيوب من هم في السلطة، ولا تصل إلى الفقراء في البلاد. أما الاحتياطيات الكبيرة من اليورانيوم ومحطات توليد الطاقة الكهرومائية فإن السكان لا يستفيدون منها شيئا، حيث كل هذه الثروات ينهبها أولئك الذين في السلطة.
هذا الوضع أوجد صراعا بين روسيا والولايات المتحدة القوى الاستعمارية الكبيرة، فمعظم المشاريع الاقتصادية الكبرى في قرغيزستان مرتبطة بالشركات الروسية المحلية مثل جازبروم وراو، وتحاول روسيا الحفاظ على موقفها الهش في آسيا الوسطى، وعلى البلاد التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، حيث أقامت علاقات وثيقة مع أوزباكستان وطاجيكستان وكازاخستان الأمر الذي يزعج روسيا.
لذلك فإن اعتبار أن روسيا تقدم خدمات سياسية ومساعدات إنسانية لشعب قرغيزستان بإيوائها المهاجرين ومنحهم الجنسية ما هو إلا سذاجة وجهل في السياسة الدولية، فروسيا لا تقوم بذلك من أجل أهل قرغيزستان، وإنما للاحتفاظ بنفوذها في قرغيزستان من خلال مواطنيها الذين هم من أصول قرغيزية، وبالتالي فإن روسيا تحد نخبا من أجل التأثير في سياسة قرغيزستان في الوقت الحالي وفي المستقبل، وعليه فهي بذلك تعزز نفوذها في البلاد، وسوف يساعدها ذلك في المستقبل على السيطرة السياسية الكاملة على البلاد، ومن ثم نهب مقدراتها وسلب ثرواتها، ويبقى الشعب صاحب هذه الثروات الحقيقي محروماً منها للأبد.
والحاصل في قرغيزستان، هو رفض العلمانيين العودة بالبلاد والشعب إلى حظيرة الإسلام، وأفكاره الصافية النقية. إن الإسلام نظام من عند الله ينظم حياة الفرد والمجتمع والدولة، الإسلام هو الذي يقدم الحلول الصحيحة والناجعة في جميع مجالات الحياة في الاقتصاد والسياسة والتعليم وفي النظام الاجتماعي، وفي السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، فهو نظام من عند الله خالق كل شيء، وخالق الإنسان ويعرف ما يصلحه.
{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خزمين
21 من رمــضان 1434
الموافق 2013/07/30م

No comments:

Post a Comment