Thursday, January 31, 2019

مجلة الوعي: العدد 388: أخبار المسلمين حول العالم

مجلة الوعي: العدد 388: أخبار المسلمين حول العالم

هندرسون: هكذا كشفت جنازة أمير سعودي توترات عائلة الحكم
تناول الكاتب الأميركي المعروف سايمون هندرسون، وهو من أشهر الخبراء الأميركيين في شؤون الخليج، وهو مدير “برنامج الخليج وشؤون الطاقة” في معهد واشنطن، في تحليل نشره معهد واشنطن للدراسات، مشهد جنازة الأمير طلال بن عبد العزيز، وما حمله من دلالات على التوترات الراهنة في العائلة السعودية الحاكمة، وما حمله من إشارات “بشأن توقيت تغيير ممكن في القيادة في المملكة وكيفية حصوله”. وعن الجنازة قال هندرسون إنها جنازة ملكية تطابقت مع كل الخدع التصويرية لاجتماع أفراد العائلة المالكة البريطانية يوم عيد الميلاد”. ولتوضيح المقارنة بين المشهدين في لندن والرياض، قال هندرسون إن “مراسلي الصحافة الصفراء” بحثوا “عن أي إشارات على عدائية بين “زوجتيْ وندسور المتناحرتيْن” – كيت وميغان، عقيلتي الأميرين ويليام وهاري، اللتين يقال إنهما لا تتفقان”. أما عن النسخة السعودية، فقال إنها “تكتسي أهمية أكبر على الصعيد السياسي، وستغذي التكهنات بشأن توقيت تغيير ممكن في القيادة في المملكة وكيفية حصوله”.
وانتهى هندرسون إلى القول: “قد تكون الجنازات مسرحًا، وغالبًا ما يمكن التنبؤ بأحداثها. ويمكن أن تكون جنازة الأمير المهمش، طلال، هي الفصل الأول من النسخة السعودية الخاصة بـ “صراع العروش” لعام 2019″، في إشارة إلى المسلسل الأميركي الشهير بنفس الاسم.
قناة الجزيرة مهددة بقانون أميركي جديد
قالت وسائل إعلام أميركية، إن قناة الجزيرة القطرية الناطقة باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة، قد تجد نفسها مكبٌلة بقانون جديد يجبرها على كشف عملياتها المالية؛ ما سيؤثر بشكل كبير على أنشطتها السرية المشبوهة التي تمولها الحكومة القطرية. وأشار تقرير نشره موقع “ديلي بيست”، إلى أن القانون الأميركي الجديد يستهدف بالأساس وسائل الإعلام الروسية في الولايات المتحدة، ويقضي بزيادة الشفافية في أنشطتها، لافتًا إلى وجود اتهامات من قبل أعضاء الحزب الجمهوري بأن قناة الجزيرة بالإنجليزية تخدم نشاط بعض الجماعات “الإرهابية” ومصالح الحكومة القطرية. وقال التقرير: “قد تجد قناة الجزيرة نفسها واقعة في فخ هذا القانون الجديد الذي يجبر وسائل الإعلام الأجنبية في الولايات المتحدة على أن تقدم تقارير دورية عن أعمالها المالية وأنشطتها الأخرى للجنة الاتصالات الفيدرالية”. وأعرب مصدر قريب من اللجنة، عن أمله بأن يتيح القانون الوصول أيضًا إلى أنشطة وسائل الإعلام القطرية الأخرى، مثل موقع “ميدل إيست إي” وغيرها، وهي إشارة تثبت تبعيته لقطر بعد سنوات من محاولات من التعتيم والتستر خلف مسمى بريطاني”.
الوعي: قناة الجزيرة التابعة لقطر تضخم دورها الإعلامي السياسي وتوسعت قنواتها حتى وصلت أذرعها للتاثير على المشاهد الغربي بشكل واسع، ومنه الأميركي؛ وحيث إن قطر تابعة في سياستها لبريطانيا وتخدمها فقد صارت من أدوات الصراع الدولي بين بريطانيا وأميركا التي تضايقت منها كثيراً أثناء تغطيتها لحرب الخليج، وهددت زمن بوش بضربها.
موسكو.. 92% من سوريا كانت خارجة عن سيطرة الأسد قبل “تدخلنا” وجميع قادة جيوشنا الكبار شاركوا
قالت وزارة الدفاع الروسية، إن ما ينوف عن 68 ألف عسكري روسي شاركوا في الحرب بسوريا، وعلى رأسهم 460 جنرالًا، يمثلون قادة الجيوش الروسية في مختلف الاختصاصات، فضلًا عن النسبة العظمى من قادة الألوية. ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن الوزارة فحوى بيان يعلن أن الذين “خاضوا العملية الروسية في سوريا”، هم: كافة قادة الدوائر العسكرية الروسية وقادة جيوش القوات البرية، وجيوش القوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي، وقادة الفرق العسكرية، و96% من قادة الألوية والأفواج.
وتابعت وزارة الدفاع الروسية كلامها مشيرة إلى أن “87٪ من طواقم الطيران التكتيكي و91٪ من طواقم طيران الجيش، و97٪ من طواقم طيران النقل العسكري و60٪ من أطقم الطيران الاستراتيجي، قد طوروا خبراتهم العملية خلال المهام التي كلفوا بها في سوريا”. وأفادت أن من تسميهم “الجماعات الإرهابية”، كانت تسيطر على 92% من أراضي سوريا عندما تدخل الروس خريف 2015، بينما يسيطر النظام وأعوانه الآن على 96.5% من سوريا. وأكدت الوزارة أن روسيا “اختبرت” في سوريا أكثر من 300 نوع من الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، بما فيها مقاتلات الجيل الخامس “سو-57″، ومنظومات الدفاع الجوي “بانتسير – إس 2″، ومدرعات “ترميناتور-2” والروبوت القتالي “أوران-9” المدرع.
الوعي: إن مثل هذا االبيان يدلل على مدى عدائية روسيا وإجرامها بحق المسلمين وتجريب الأسلحة بقتلهم… وهل تظن روسيا أن المسلمين سيسكتون عنها، بل أنها بضربها لهم ستوقظهم أكثر، وسيردون لها الصاع أصواع، ولولا أنها غبية سياسيًا لما تورطت فيما ورطتها به أميركا.
قاعدة بريطانية بالكويت، ومسؤول ينفي صلتها بخلاف مع الرياض
قالت صحيفة الرأي الكويتية إن الكويت وبريطانيا اتفقتا على إنشاء قاعدة عسكرية بحرية بريطانية بعد محادثات متواصلة بين الطرفين استمرت لعدة أشهر بشأن التعاون العسكري. وأشارت إلى أن اجتماعًا ستعقده ما تعرف بـ”لجنة التوجيه المشتركة مع بريطانيا” بحضور كبار مسؤولي البلدين لبحث “مختلف أوجه التعاون بين الكويت وبريطانيا في مقدمتها التعاون الثنائي في كل القطاعات”. ونقلت الصحيفة عن السفير البريطاني في الكويت مايكل دافنبورت قوله إن “الوجود البريطاني العسكري الدائم يأتي بناء على طلب ورغبة من الجانب الكويتي”. وأوضح قائلًا: “لدينا تعامل مستمر مع كل أفرع قوات الجيش الكويتي، ونخطط لتدريبات مشتركة مطلع العام المقبل، وهناك تدريبات سنوية تسمى (محارب الصحراء)، واتفقنا على زيادة فرق التدريبات العسكرية التي تزور الكويت من المملكة المتحدة، وربما سيتضاعف عددها مرتين أو ثلاثة خلال العامين المقبلين”.
إلى ذلك، نفى خالد الجارالله نائب وزير الخارجية أي علاقة بين الاستعانة بالقوات البريطانية وبين الخلاف الحدودي مع السعودية، وفق ما نقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وقال المسؤول الكويتي: “إذا كان البعض يربط فنحن لا نربط، وليربط البعض ما يشاء، خلافنا مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية خلاف أشقاء، وأستطيع أن أقول إنه سوء فهم”. وأضاف: “التفكير في التعاون العسكري مع بريطانيا قديم وليس وليد اللحظة، والأمور تتطور وتتبلور أكثر في الكويت، ونحن نرحب بهذا التعاون ونرحب بتواجد أصدقائنا في المملكة المتحدة على أراضي الكويت لتكريس التعاون العسكري بين البلدين”.
الوعي: يعيش حكام الخليج أسوأ حالات القلق على المصير، وهم يزيدون ارتماء في حضن أعداء الأمة، ولو كانوا منها لاحتضنوها واحتضنتهم. ومن عجيب الأمر أنهم يخافون على أنفسهم من أنفسهم.
تسعى جمعيتان مسلمتان في باريس لإطلاق مشروعين يقضيان بإنشاء مسجد يتضمن قاعة صلاة مشتركة للرجال والنساء، وتؤم فيه امرأة المصلين وتلقي الخطبة، وذلك في إطار قراءة “تقدمية” للإسلام على غرار ما يجري في ألمانيا.
وقدمت المشروع الأول كاهينة بهلول، وهي طالبة تعد أطروحة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا، وفاكر كورشان، أستاذ الفلسفة. ووضع الاثنان “هيكلية” لمكان العبادة. وأوضحت بهلول سبب اللجوء إلى ذلك بقولها: “كنا غير راضين عن الصورة الحالية للمساجد، فهي تظهر إسلامًا تقليديًا جدًا إن لم يكن سلفيًا، مع ما تتضمنه من طريقة متزمتة ولا تحتمل التأويل لقراءة النصوص التراثية. نحن نريد أن نمارس الإسلام بشكل مختلف”. وأضافت “غالبًا ما يتم استبعاد النساء من القاعة الرئيسية لمكان العبادة، في حين سيستقبل مسجد فاطمة (اسم المشروع) الرجال والنساء معًا في قاعة واحدة؛ حيث يخصص جانب للرجال وآخر للنساء، لكنهم سيقفون في صف واحد”. وسيتناوب إمام رجل وامرأة على إلقاء خطبة الجمعة، وبذلك ستكون المرة الأولى التي تؤم فيها امراة الصلاة في فرنسا، بعد أن سبق لها ذلك في ألمانيا والدنمارك والولايات المتحدة.
ويرى أن “كثيرًا من المسلمين يتوقون إلى ممارسة الدين بطريقة جديدة لكنهم لا يعبرون عن ذلك إلا في الكتب أو المحاضرات، حان الوقت للكف عن القول كيف نرى الإسلام، يجب إظهار ذلك وتطبيقه”، معربًا عن رغبته في “إظهار عمق التعليم الإسلامي القادر على عبور المكان والزمان”. ويأمل الاثنان في أن يتم تنفيذ المشروع في باريس نظرًا “لرمزيته”، وهما يبحثان راهنًا عن جهة مموِّلة.
وجرى في يونيو 2017، افتتاح مسجد “ليبرالي” في برلين حيث يمكن للرجال والنساء أن يصلوا جنبًا إلى جنب مع الدعوة الى إسلام معاصر
الوعي: أصبحنا في زمن صار اللعب فيه بالإسلام سافرًا، وهو يسير بعملية تشويه متعمدة للدين من شذاذ آفاق لا خلاق لهم، ولم يسمع بهم ولن يسمع لهم أحد.
قرار بتمديد عمل المحقق مولر، وتوقعات باقتراب انتهاء التحقيق
يتوقع أن يبقى التحقيق الذي يقوده المدعي الخاص روبرت مولر حول احتمال وجود تواطؤ بين فريق حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية وروسيا، مخيمًا على البيت الأبيض لمزيد من الوقت بعدما مددت قاضية مهمة هيئة محلفين كبرى سرية تم تشكيلها في سياق التحقيق.؛ و ذلك وسط تكهنات بأن مولر يقترب من الانتهاء من تحقيقه واسع النطاق. وصدرت عن تحقيق مولر اتهامات بحق 33 شخصًا، بينهم ثلاثة من كبار معاوني ترامب السابقين، وحصل على سبعة إقرارات بالذنب وإدانة واحدة. وتستمر مهمة هيئة المحلفين الكبرى عادة لمدة أقصاها 18 شهرًا، ويسمح بالتمديد لها لفترة لا تتجاوز الستة أشهر. ويجري التحقيق بسريّة بالغة. وأثار تكهنات بشأن إمكانية استهدافه ترامب شخصيًا على خلفية وجود تعاون محتمل بين فريقه وروسيا في حملة انتخابات 2016 واحتمال قيامه بعرقلة القضاء.
في وقت سابق، قال أستاذ التاريخ السياسي الأميركي، آلان ليختمان: “إذا كانت النتائج صادمة بما فيه الكفاية فإن القاعدة الديمقراطية ستطلب إجراء تحقيق بشأن العزل”. وأضاف: “لا ينبغي للديمقراطيين أن يتجنبوا ذلك، إنه واجب دستوري وضعه مؤسسو البلاد في الدستور حتى يمكننا التعامل مع هذه الحالات بوسائل قانونية ومنظمة وسلمية”.
وكشف استطلاع للرأي أن معظم الأميركيين يؤيدون عزل ترامب، أو على الأقل إخضاعه رسميًا لمراقبة الكونغرس.
وأفاد الاستطلاع بأن 59%  ممن شملهم الاستطلاع أبدوا رغبتهم في ذلك، في المقابل، قال 41% إنه ينبغي على الكونغرس عدم اتخاذ أي إجراء ضد الرئيس حسبما أفادت به صحيفة “ذا هيل” الأميركية.
الوعي: إن الديمقراطية هي من أسوأ ما توصل إليه الفكر الإنساني على مدى التاريخ، وحكامها هم أسوأ من عليها اليوم. وفي الحقيقة، فإنه ليس الواجب على الأميركيين عزل ترامب، بل عليهم إقصاء المبدأ الرأسمالي نفسه عن الحياة، فإن التي من اللتيا.

مجلة الوعي: العدد 388: مع القرآن الكريم

مجلة الوعي: العدد 388: مع القرآن الكريم

قال تعالى:
( تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ٢٥٤ )
جاء في كتاب التيسير في أصول التفسير
لمؤلفه عطاء بن خليل أبو الرشتة
أمير حزب التحرير حفظه الله
في تفسير هذه الآيات ما يلي:
يبين الله سبحانه في هذه الآيات ما يلي:
بعد أن بين الله في الآية السابقة (تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٢٥٢ )أنَّ ما أنزله سبحانه من آيات وأحكام تدلّ على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم وأنَّه من المرسلين، فإنه سبحانه يبين في هذه الآية ( تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ) أن رسل الله يتفاضلون بكيفية نزول الآيات الدالة على صدقهم وتنوع الشرائع التي ينزلها الله عليهم، فمنهم من يكلمه الله تكليمًا أو يوحي إليه وحيًا، أو يرسله إلى قومه خاصة أو إلى الناس كافة، أو يجعل آية نبوته إبطال سحر السحرة أو شفاء الموتى أو قرآنًا معجزًا يتلى.
كما يبين الله سبحانه أنه القاهر فوق عباده، فلا يحدث في ملكوته شيء جبرًا عن إرادته سبحانه.
فإن الذين اختلفوا على أنبيائهم بعد مشاهدتهم للآيات الدالة على صدق الرسل ثم اقتتلوا من بعدهم لم يصنعوا ذلك رغم إرادة الله، بل فعلوه باختيارهم؛ ولكن فعلهم هذا ليس جبرًا عن خالقهم، فإن الله سبحانه لو شاء لخلقهم على الهدى ولمنعهم من الاختلاف على أنبيائهم، غير أن حكمة الله سبحانه اقتضت أن يبين للناس الخير من الشر بإرسال الرسل إليهم، ويتركهم يختارون ما يشاؤون من خير فيثيبهم عليه، أو ما يشاؤون من شر فيعاقبهم عليه، فهم مسؤولون عنه ما داموا فعلوه باختيارهم.
وهنا لا بدّ من توضيح أمرين مهمين سبق أن ذكرناهما في هذا التفسير ونعيدهما للأهمية:
أ. أن العبد لا يستطيع أن يفعل فعلًا رغمًا عن الله سبحانه أو جبرًا عنه، وهذا هو معنى أن أفعال العبد بإرادة الله ومشيئته، أي ليس جبرًا عن الله، وليس معناها أنها برضى الله. فعندما يقال فلان سرق بمشيئة الله وإرادته يعني أنه سرق ليس جبرًا عن الله، وليس معناه أنه سرق برضا الله، فمشيئة الله وإرادته لهما حقيقة شرعية تعني أنه لا يتم شيء في ملكوت الله جبرًا عنه سبحانه بل بإرادته ومشيئته، وليست تعني المعنى اللغوي من شاء أو أراد بمعنى رضي.
ب. أن العبد مسؤول عن كلّ أفعاله الاختيارية، فإن كانت خيرًا يجزَ عليها خيرًا وإن كانت شرًا يعاقب عليها ( كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ ٣٨ ) المدثر/آية38 ( مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٢٣ وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرٗا ١٢٤) النساء/آية123-124.
وهكذا فإن أولئك الأقوام الذين اختلفوا على أنبيائهم من بعد ما رأوا الآيات الدالة على صدق نبوتهم فآمن منهم من آمن وكفر منهم من كفر، هم مسؤولون عن اخـتـيـارهم المذكـور للإيمـان أو للكـفـر، وسيجزون بذلك، الجنة لأهل الإيمان، والنار لأهل الكفر.
ولكنهم في كل ما اختاروه من إيمانٍ وكفرٍ لم يكن رغمًا عن إرادة الله أو جبرًا عنه سبحانه، فإن الله لو شاء لمنعهم من هذا الاختلاف والامتثال، ولجعلهم أمة واحدة، ولخلقهم على الهدى.
ولكن حكمة الله اقتضت غير ذلك فتركهم يختارون، إيمانًا أو كفرًا، ويجزيهم به، ثوابًا أو عقابًا، بعد أن أرسل لهم الرسل وبين لهم الآيات وأقام الحجة عليهم، فالله سبحانه يفعل ما يريد ( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ).
(تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ) أي ميزناهم عن بعض في عدد من الأمور، فمن الرسل من كلمه الله كموسى – عليه السلام – ( وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ) النساء/آية164 ومنهم من أوحى الله إليه وحيًا – جبريل عليه السلام – كرسول الله محمد J ( قُلۡ مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ ) البقرة/آية97.
ومحـمـد صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة، وغيره إلى أقوامهم خاصة: “أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: كان كلّ نبي يرسل إلى قومه خاصة وقد بعثت إلى كلّ أحمر وأسود، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأعطيت الشفاعة، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد من قبلي“[1].
وهذه الآية (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ) لا تتعارض مع الآية (لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦ ) البقرة/آية285 ولا تتعارض كذلك مع الحديث: “لا تفضلوا بين أنبياء الله“[2].
وذلك لأن أصل الفضل في اللغة الزيادة ضد النقص، فمن زاد على آخر في أمر فقد أفضل عنه في هذا الأمر أي زاده فيه، ولذلك فمن كان أكثر من غيره في الرزق يكون قد فضل عليه (وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِ) النحل/آية71، فالتفضيل لا يعني أكثر من الزيادة في أمر ما، وقد يفضله الثاني في أمر آخر.
والأنبياء من حيث النبوة لا يتفاضلون، وهذا معنى ما جاء في الآية (لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦ ) البقرة/آية285 والحديث: “لا تفضلوا بين أنبياء الله” ولكن من زاده الله منهم أمرًا آخر يكون قد فضله في ذاك الأمر كما في الآية (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡض ) وكما في قوله سبحانه: ( وَلَقَدۡ فَضَّلۡنَا بَعۡضَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ عَلَىٰ بَعۡضٖۖ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ) الإسراء وكما ذكرنا في الحديث السابق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
= ( مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ ( ) أي موسى – عليه السلام -.
= ( وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ ) محمد صلى الله عليه وسلم كما قال ابن عباس.
= ( وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ ) أي إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وخلق الطير من الطين بإذن الله.
= ( وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ) وقويناه بجبريل – عليه السلام -.
( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَ) أي أن اقتتالهم لم يكن رغمًا وجبرًا عن الله بل بمشيئته سبحانه، فالله قادر على منعهم من الاقتتال ولكن الله تركهم يفعلون باختيارهم ما يشاؤون؛ فاقتتلوا بسبب اختلافهم على أنبيائهم حيث آمن من آمن وكفر من كفر، فذِكْر ( وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ ) دليل على أن اختلافهم هو سبب اقتتالهم.
( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ ) تأكيد لما ذكر في الآية السابقة من أن لا يقع في ملك الله شيء جبرًا عنه سبحانه بل بمشيئته.
وهذا التأكيد ليس من قبيل التكرار المجرد، بل طبقًا لأساليب العرب في كلامهم، فإن العربي الفصيح إذا بدأ بذكر أمر ثم حدث ما يدعو لذكر أمر آخر وأراد أن يعود للأول فإنه يذكره مرة أخرى، أو يذكر نحوه ليعيد اللحمة لما انقطع من الكلام.
وهذا على نحو قوله تعالى ( مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ
مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا ) النحل/آية106 فإن ابتداء الكلام عمن يكفر بالله تعالى بعد إيمانه، ثم ذكر الله سبحانه بعدها حالة الإكراه، ثم عاد سبحانه فأكمل الآية بنحو ما بدأه به ( وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ
صَدۡرٗا ) النحل/آية106.
وهذه الآية كذلك فقد ذكر الله سبحانه تعلق الامتثال بمشيئته سبحانه ( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم ) ثم ذكر اختلافهم على أنبيائهم، ثم عاد سبحانه على نحـو مـا بـدأ بـه ( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ ) وهذا أسـلـوب في العـربية غايـة في الفصاحة والبيان.
( وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ) فهو سبحـانه لا يعجزه شيء ولا رادّ لحكمه ( وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ) البقرة/آية117.
بعد أن بيَّن الله سبحانه في الآية السابقة حال الأمم واختلافهم على أنبيائهم، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، ذكر الله سبحانه في الآيات اللاحقة بعض شأن المؤمنين والكافرين فالذين آمنوا ينفقون زكاة أموالهم إعمارًا لآخرتهم حيث لا ينفعهم هناك إلا أعمالهم الصالحة، فلا تجارة يتاجرون بها هناك تدرّ عليهم أموالًا يزكونها ويؤجرون، ولا أصدقاء هناك يحملون من أوزارهم شيئًا أو يساعدونهم في فعل الخيرات، إلا إن كانوا من المتقين، ولا أحد يشفع لهم إلا أن يأذن الله فيكونوا من الفائزين.
وأما الذين كفـروا فهم الظـالمون الذيـن وضـعـوا الأمـور في غير موضعها فكفروا بالذي خلقهم واتبعوا خطوات الشيطان فحاق بهم سـيـئات ما عملوا وكانوا من الهالكين.
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم ) هذا خطاب للمؤمنين أن ينفقوا من أموالهم وهو طلب بالإنفاق.
( مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ) وعيد شديد وهو قرينة على أن الطلب جازم.
أي أن الإنفاق المطلوب في هذه الآية الكريمة هو فرض فهو (الزكاة) وليس المقصود في الآية صدقة التطوع.
( لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞ) بالرفع على اعتبار (لا) تعمل عمل ليس، وهي في هذه الحالة تحتمل النفي العام وغير العام، فهي من المتشابه؛ ولكنها قُرِئت كذلك بالبناء على الفتح باعتبار (لا) عاملة عمل (إن) وهي في هذه الحالة للنفي العام لا غير، فهي من المحكم.
والقراءتان متواترتان، والمعنى واحد، والمحكم قاضٍ على المتشابه، فيكون المعنى النفي العام للبيع والخلة والشفاعة في ذلك اليوم.
ويؤكد إفادةَ النفي هنا (العمومَ) ورودُ تخصيص للخلة والشفاعة، وورود تخصيص لأمر ما يعني أن ذلك الأمر لفظ عام. وقد ورد تخصيص الأخلاء بقوله سبحانه: (ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ ٦٧) الزخرف/آية67، وورد تخصيص الشفاعة بقوله سبحانه: ( يَوۡمَئِذٖ لَّا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُۥ قَوۡلٗا ١٠٩ ) طه/آية109 وبالحديث: “أعطيت الشفاعة“[3].
فلا خلة يومئذ للمتقين ولا شفاعة في ذلك اليوم إلا لمن أذن له الرحمن وإلا لرسوله صلى الله عليه وسلم.
الخلة: خالص المودة وهي مأخوذة من تخلل الأسرار بين الصديقين.
( وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ) أي الكافرون هم الذين يضعون الأمور في غير موضعها، فيكفرون بالخالق ويعبدون مخلوقاته ويشركون به بعض خلقه، ويضعون تشريع المخلوقات في موضع تشريع الخالق، فهم بذلك ظالمون.
[1] البخاري: 323، مسلم: 810
[2] البخاري: 3162، مسلم: 4376
[3] البخاري: 323، مسلم: 810

مجلة الوعي العدد 388: اِتَّقُّوْا دَعْوَةَ المـَظْلُوْمِ

مجلة الوعي العدد 388: اِتَّقُّوْا دَعْوَةَ المـَظْلُوْمِ

– عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” رواه مسلم.
– عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا، كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ” رواه البخاري.
– عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: “يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا”. رواه مسلم.
– أخبرنا معمر عن قتادة أو الحسن – أو كليهما – قال: “الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم يغفر. فأما الظلم الذي لا يغفر، فالشرك بالله. وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم الناس بعضهم بعضًا، وأما الظلم الذي يغفر، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه.  وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ” رواه البخاري.
– من حديث معاذ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ” رواه أبو داود.
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ” رواه الترمذي.
– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا، فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ” رواه أحمد.
– قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ” رواه أحمد.
– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ: “ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ” رواه البخاري.
قال رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار” رواه مسلم.

أبو أيُّوب الأنصاري يدفن تحت أسوار القسطنطينية

أبو أيُّوب الأنصاري يدفن تحت أسوار القسطنطينية

مجلة الوعي: العدد 388 - السنة الثالثة والثلاثون – جمادى الأولى 1440هـ – ك2 / يناير 2019م
هذا الصحابي الجليل يدعى خالد بن زيد بن كليب، من بني النجار. أما كنيته فأبو أيوب، وأما نسبته فإلى الأنصار.
ومن منا معشر المسلمين لا يعرف أبا أيوب الأنصاري!
فقد رفع الله في الخافقين ذكره وأعلى في الأنام قدره حين اختار بيته من دون بيوت المسلمين جميعًا لينزل فيه النبي الكريم لمـَّا حل في المدينة مهاجرًا، وحسْبه بذلك فخرًا. ولنزول الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، في بيت أبي أيوب قصّة يحلو تردادها ويلذُّ تكرارها.
ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام حين بَلغ المدينة تلقته أفئدة أهلها بأكرم ما يُتلقى به وافد، وتطلعت إليه عيونهم تبثُّه شوق الحبيب إلى حبيبه، وفتحوا له قلوبهم ليحلَّ منها في السويداء، وأشرعوا له أبواب بيوتهم لينزل فيها أعزَّ منزل.
لكن الرسول صلوات الله وسلامه عليه، قضى في قباء من ضواحي المدينة أيامًا أربعة، بنى خلالها مسجده الذي هو أول مسجد أُسِّسَ على التقوى.
ثم خرج منها راكبًا ناقته، فوقف سادات يثرب في طريقها، كل يريد أن يظفر بشرف نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته، وكانوا يعترضون الناقة سيدًا إثر سيد، ويقولون: أقم عندنا يا رسول الله في العَدَدِ والعُدَدِ والمـَـنَعَةِ. فيقول لهم: “دعوها فإنها مأمورة”. وتظل الناقة تمضي إلى غايتها تتبعها العيون، وتحفُّ بها القلوب، فإذا جازت منزلًا حزن أهله وأصابهم اليأس، بينما يشرق الأمل في نفوس من يليهم. وما زالت الناقة على حالها هذه، والناس يمضون في إثرها، وهم يتلهفون شوقًا لمعرفة السعيد المحظوظ حتى بلغت ساحة خلاء أمام بيت أبي أيوب الأنصاري، وبركت فيها؛ لكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينزل عنها، فما لبثت أن وثبت وانطلقت تمشي، والرسول مرخٍ لها زمامها، ثم ما لبثت أن عادت أدراجها وبركت في مبركها الأول. عند ذلك غمرت الفرحة فؤاد أبي أيوب الأنصاري، وبادر إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يرحب به، وحمل متاعه بين يديه، وكأنما يحمل كنوز الدنيا كلها، ومضى به إلى بيته.
كان منزل أبي أيوب يتألف من طبقة فوقها عُلِّيَّة، فأخلى العُلِّيةَ من متاعه ومتاع أهله لينزل فيها رسول الله؛ لكن النبي عليه الصلاة والسلام آثر عليها الطبقة السفلى، فامتثل أبو أيوب لأمره، وأنزله حيث أحب. ولما أقبل الليل، وأوَى الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلى فراشه، صعد أبو أيوب وزوجه إلى العُلِّيَّةِ، وما إن أغلقا عليهما بابها حتى التفت أبو أيوب إلى زوجته وقال: ويحك، ماذا صنعنا؟ أيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل، ونحن أعلى منه؟ أنمشي فوق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أنصير بين النبي والوحي؟… إنا إذن لهالكون. وسُقِطَ في أيدي الزوجين وهما لا يدريان ما يفعلان. ولم تسكن نفسيهما بعض السكون إلا حين انحازا إلى جانب العلية الذي لا يقع فوق رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتزماه لا يبرحانه إلا ماشيين على الأطراف متباعدين عن الوسط. فلما أصبح أبو أيوب؛ قال للنبي عليه الصلاة والسلام: واللهِ، ما أُغمِضَ لنا جفن في هذه الليلة، لا أنا ولا أُم أيوب.
فقال عليه الصلاة والسلام: “وممَ ذاك يا أبا أيوب”. قال: ذكرت أني على ظهر بيت أنت تحته، وأني إذا تحركت تناثر عليك الغبار فآذاك، ثم إني غدوت بينك وبين الوحي.
فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: “هون عليك يا أبا أيوب، إنه أرفق بنا أن نكون في السفل، لكثرة من يغشانا من الناس”.
قال أبو أيوب: فامتثلت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن كانت ليلة باردة، فانكسرت لنا جرة وأُريق ماؤها في العلية، فقمت إلى الماء أنا وأم أيوب، وليس لدينا إلا قطيفة كنا نتخذها لحافًا، وجعلنا ننشف بها الماء خوفًا من أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما كان الصباح غدوت إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وقلت: بأبي أنت وأمي، إني أكره أن أكون فوقك، وأن تكون أسفل مني، ثم قصصت عليه خبر الجرة، فاستجاب لي وصعد إلى العلية، ونزلت أنا وأم أيوب إلى السُّفلِ.
أقام النبي عليه الصلاة والسلام في بيت أبي أيوب نحوًا من سبعة أشهر، حتى تم بناء مسجده في الأرض الخلاء التي بركت فيها الناقة، فانتقل إلى الحُجُراتِ التي أقيمت حول المسجد له ولأزواجه، فَغَدا جارًا لأبي أيوب، أكرِم بهما من متجاورين. أحب أبو أيوب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حبًا ملك عليه قلبه ولبَّه، وأحب الرسول الكريم أبا أيوب حبًّا أزال الكلفة فيما بينه وبينه، وجعله ينظر إلى بيت أبي أيوب كأنه بيته.
حدَّث ابن عباس قال: خرج أبو بكر رضي الله عنه بالهاجرة (أي في نصف النهار) إلى المسجد، فرآه عمر رضي الله عنه، فقال: يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من شدة الجوع. فقال عمر: وأنا واللهِ، ما أخرجني غير ذلك. فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “ما أخرجكما هذه الساعة”. قالا: والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من شدة الجوع. قال عليه الصلاة والسلام :“وأنا، والذي نفسي بيده، ما أخرجني غير ذلك، قوما معي”.
فانطلقوا فأتوا باب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وكان أبو أيوب يدَّخر لرسول الله كل يوم طعامًا، فإذا أبطأ عنه ولم يأتِ إليه في حينه أطعمه لأهله. فلما بلغوا الباب خرجت إليهم أم أيوب، وقالت: مرحبًا بنبي الله وبمن معه، فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: “أين أبو أيوب؟” فسمع أبو أيوب صوت النبي، وكان يعمل في نخل قريب له، فأقبل يسرع، وهو يقول: مرحبًا برسول الله وبمن معه، ثم أتبع قائلًا: يانبي الله، ليس هذا بالوقت الذي كنت تجيء فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: “صدقت”، ثم انطلق أبو أيوب إلى نخيله فقطع منه عِذْقًا (العذق: غصن له شعب) فيه تمر ورطب وبُسرة (البسرة: ما لم يكتمل نضجه). فقال عليه الصلاة والسلام: “ما أردت أن تقطع هذا، ألا جنيت لنا من تمره”. قال: يارسول الله، أحببت أن تأكلا من تمره ورطبه وبسره، ولأذبحنَّ لك أيضًا. قال: “إن ذبحت، فلا تذبحنَّ ذات لبن”.
فأخذ أبو أيوب جديًا فذبحه، ثم قال لامرأته: اعجني واخبزي لنا، وأنت أعلم بالخبز، ثم أخذ نصف الجدي فطبخه، وعمد إلى نصفه الثاني فشواه، فلما نضج الطعام ووُضِع بين يدي النبي وصاحبيه، أخذ الرسول قطعة من الجدي ووضعها في رغيف، وقال: “يا أبا أيوب، بادر بهذه القطعة إلى فاطمة، فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام”. فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خبز، ولحم، وتمر، وبُسر، ورطب!” ودمعت عيناه، ثم قال: “والذي نفسي بيده، إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة، فإذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فيه فقولوا: بسم الله، فإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا فأفضل”.
ثم نهض الرسول صلوات الله عليه، وقال لأبي أيوب: “ائتنا غدًا”. وكان عليه الصلاة والسلام لا يصنع له أحد معروفًا إلا أحبَّ أن يجازيه عليه؛ لكن أبا أيوب لم يسمع ذلك. فقال له عمر رضوان الله عليه: إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تأتيه غدًا يا أبا أيوب. فقال أبو أيوب: سمعًا وطاعةً لرسول الله. فلما كان الغد ذهب أبو أيوب إلى النبي عليه الصلاة والسلام فأعطاه وليدة كانت تخدمه، وقال له: “استوصِ بها خيرًا يا أبا أيوب، فإنَّا لم نرَ منها إلا خيرًا ما دامت عندنا”.
عاد أبو أيوب إلى بيته ومعه الوليدة؛ فلما رأتها أم أيوب قالت: لمن هذه يا أبا أيوب!، قال: لنا… منحنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أعظِمْ به من مانح، وأكرمْ بها من منحة. فقال: وقد أوصانا بها خيرًا. فقالت: وكيف نصنع بها حتى ننفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: والله، لا أجد لوصية رسول الله بها خيرًا من أن أعتقها.
فقالت: هديت إلى الصواب، فأنت موفق، ثم أعتقها.
هذه بعض صور حياة أبي أيوب الأنصاري في سلمه، فلو أتيح لك أن تقف على بعض صور حياته في حربه لرأيت عجبًا. فقد عاش أبو أيوب رضي الله عنه طول حياته غازيًا حتى قيل: إنه لم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زمن معاوية، إلا إذا كان منشغلًا عنها بأخرى.
وكانت آخر غزواته حين جهز معاوية جيشًا بقيادة ابنه يزيد، لفتح القسطنطينية، وكان أبو أيوب آنذاك شيخًا طاعنًا في السن، يحبو نحو الثمانين من عمره، فلم يمنعه ذلك من أن ينضوي تحت لواء يزيد، وأن يمخر عباب البحر غازيًا في سبيل الله؛ لكنه لم يمضِ غير قليل على منازلة العدو حتى مرض أبو أيوب مرضًا أقعده عن مواصلة القتال، فجاء يزيد ليعوده وسأله: ألك من حاجة يا أبا أيوب. فقال: اقرأ عني السلام على جنود المسلمين، وقل لهم: يوصيكم أبو أيوب أن توغلوا في أرض العدو إلى أبعد غاية، وأن تحملوه معكم، وأن تدفنوه تحت أقدامكم عند أسوار القسطنطينية، ولفظ أنفاسه الطاهرة.
استجاب جند المسلمين لرغبة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرُّوا على جند العدو الكرة حتى بلغوا أسوار القسطنطينة، وهم يحملون أبا أيوب معهم، وهناك حفروا له قبرًا ووارَوه فيه.
 رحم الله أبا أيوب الأنصاري، فقد أبى إلا أن يموت على ظهور الجياد الصافنات غازيًا في سبيل الله، وسنه تقارب الثمانين.

“ما بعد الإسلام السياسي”: خلافة راشدة على منهاج النبوة (بإذن ربها)

“ما بعد الإسلام السياسي”: خلافة راشدة على منهاج النبوة (بإذن ربها)

مجلة الوعي: العدد 388 - السنة الثالثة والثلاثون – جمادى الأولى 1440هـ – ك2 / يناير 2019م
قامت مراكز أبحاث في بلاد المسلمين، تجمع فيها من لا خلاق لهم ممن يسمَّون بباحثين علمانيين، وهؤلاء لا تقل جهودهم خطرًا عن نظرائهم الغربيين، فقد كثرت مؤتمراتهم ومقالاتهم وأبحاثهم التي يخدمون بها الغرب في حربه الفكرية على الإسلام. ووصل تماديهم إلى درجة أن تعقد مؤتمرات دولية في بلاد المسلمين بالتنسيق فيما بين مراكز أبحاثهم، وذلك من مثل المؤتمر الدولي الذي عُقد في الأردن بترتيب من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ومؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية. والذي حمل عنوان“ما بعد الإسلام السياسي” تخلَّله على مدى يومين، جلسات عديدة من الأبحاث والنقاشات بين الباحثين والخبراء في مجال الحركات الإسلامية.
وواضح في هذا العنوان المسموم أنه إعلان صريح لفشل ونهاية الإسلام السياسي بنظر الباحثين، وإعلان مبطن لانتصار الغرب على هذا المفهوم، وهذا غير صحيح البتة، فالغرب في هذه الحرب الفكرية لم ينتصر، والإسلام السياسي لم ينهزم، والمعركة ما زالت سجالًا بينهما، ولن تنتهي إلا بظهور الإسلام وإقامة الخلافة الراشدة التي بشر بها الرسول الكريم. بعون الله تعالى.  
 لقد تناولوا في المؤتمر حركات إسلامية وأعلنوا عن تخليها عن مفاهيم وفرضيات أيديولوجية، تبنّتها عقودًا من الزمن، وقبولها بدلًا من ذلك بمفاهيم الدولة المدنية والتعدّدية والديمقراطية صيغة نهائية لنظام الحكم، وفصل الدعوي عن السياسي، وأعطوا مثالًا على ذلك أحزاب العدالة والتنمية في تركيا والمغرب، والنهضة في تونس… ولكنهم تغافلوا أن هذه الحركات مشبوهة في منشئها وطروحاتها، وبالتالي هي ساقطة لدى المسلمين من قبل، وهي عندهم إنما وجدت لتلعب هذا الدور بالأصل، وهي إن كانت تلقى تاييدًا فهو تأييد لا يعتدُّ به، وهو تأييد مضمون بضمان الحكام لهم. فأمثال الريسوني والغنوشي هم في الحضيض لدى الأمة، أما أكثرهم جدلًا، وهو أردوغان، فهو أكثرهم سقوطًا لكثرة ما يرتكبه من موبقات صراحٍ، فهو ظهير لكيان يهود، وحليف لأميركا في حربها على الإسلام في كل من أفغانستان والعراق وسوريا. وتقييمنا هذا للرجل هو تقييم عام للأمة، وليس تقييمًا لجزء منها لا يعتد بتقييمهم. والمدقق بموقف المؤيدين له يرى أنهم يصدقونه فيما يدعيه من نصرة الإسلام؛ إذًا فإن تبعيتهم الحقيقية هي للإسلام وليس له، وتحديدًا للإسلام السياسي، كونه حاكمًا سياسيًا.
وتجري الآن ضغوط على حركة الإخوان المسلمين من أجل اللحاق بهذا الركب الذاهب إلى الجحيم، فسواء أكانت هذه الضغوط حقيقية أم شكلية، فإن من يسير بهذا الاتجاه يحكم على نفسه بالسقوط؛ إذ الأمة باتت أوعى من مثل هذه الحركات التي سبقها وعي المسلمين، ومعلوم أن المسبوق لا يقود.
الوعي: إننا في حالة صراع فكري بين الإسلام والغرب، وبدل أن يكون المبدأ الرأسمالي هو مجال المراجعة والتخلي عنه، يحدث العكس. وبدل أن يكون الإقناع بالحق هو السائد لدى هؤلاء الباحثين نراهم يسيرون مع الغرب في فرض إرادته في منع العمل بالإسلام السياسي. إن هؤلاء الباحثين الذين هم من جلدتنا هم خونة لدينهم ولأمتهم. ومن يسير معهم ممن يصنَّفون أنهم مسؤولو حركات إسلامية رضوا بفصل العمل الإسلامي عن السياسة هم أكثر خيانة.

ميدل إيست آي: بعد ثماني سنوات لا يزال الربيع العربي حيًا؟

ميدل إيست آي: بعد ثماني سنوات لا يزال الربيع العربي حيًا؟

مجلة الوعي: العدد 388 - السنة الثالثة والثلاثون – جمادى الأولى 1440هـ – ك2 / يناير 2019م
نشر موقع “ميدل إيست آي” في لندن مقالًا للأكاديمي والباحث ألين غابون، يقول فيه إنه بسبب انتفاضات عام 2011م، فإن الخارطة السياسية الحالية للمنطقة تصبح مؤلمة حقًا، والوضع يبدو أسوأ بكثير مما كان عليه قبل أن يقدم محمد بوعزيزي في 17/12/2010 على حرق نفسه. ويلفت الكاتب إلى أن مصر ترزح اليوم تحت نير طاغية فاشيٍّ أسوأ بكثير من سلفه حسني مبارك… وبقيت السعودية والإمارات والبحرين تحت حكم ملكيات مطلقة أو شبه مطلقة… وينوه الكاتب إلى أن “اليمن، مُزِّق شعبه بتشكيلة من الحروب بالوكالة والحرب الأهلية والمجاعة والأمراض… بالإضافة إلى سوريا وليبيا، كلها تشرذمت أو انهارت. ويقول غابون: “لم يتعافَ العراق بعد ثماني سنوات من الاحتلال الأميركي وموجات العنف التي أثارها الغزو الأميركي عام 2003″… و”الوضع الإسرائيلي الفلسطيني وصل إلى طريق مسدود بسبب إصرار إسرائيل (وحلفائها) لمنع قيام دولة فلسطينية، والنزعة الاستعلائية اليهودية، وتحيز إدارة ترامب ودون قيود لإسرائيل” ويعلق غابون: “يبدو أنه تم التخلي عن الفلسطينيين نهائيًا من الجميع،
ويلفت غابون إلى أنه “لا شك أن العنصر الأساسي خلف هذه النتيجة التاريخية الحزينة هو القمع الوحشي الذي شنَّه رؤساء الحكومات مثل الأسد في سوريا، أو الدولة العميقة متمثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر ضد تلك الانتفاضات”. ويقول الباحث: “لقد فهموا جيدًا بأن هذه معركة بقاء” ويرى غابون إلى أنه “في مواجهة فاعلين يمتلكون الإمكانيات والقوة والذكاء والوحشية فإنه كان يصعب على الثوار بملايينهم الانتصار، فالثوار لم تكن لديهم قيادات ولا إمكانيات حقيقية غير أجسادهم وروحهم وشجاعتهم، (وهذه تثير الإعجاب لكنها ضعيفة أمام الرصاص) ويلفت غابون إلى أن “السبب الثاني لفشل الربيع العربي هو أن المحتجين بالغوا في تقدير أنفسهم وقوتهم وإمكانياتهم…”.
 ويستدرك الكاتب بأنه بالرغم من الوضع الكئيب، إلا أن هناك أملًا في معظم البلدان التي ذكرت أنفًا، فمن الخطأ الرفض العرضي للربيع العربي، أو وصفه بأنه كان فشًلا تامًا، كما فعل معظم المحللين، بمن فيهم أفضل علماء السياسة الخارجية لسنوات عديدة. فأولًا: يجب عدم اعتبار الإطاحة بما لا يقل عن أربعة ديكتاتوريين إنجازات متواضعة. ثانيًا: تجربة الربيع العربي التي أحس فيها الملايين بطعم الحرية وسيادة الشعب ستبقى مصدر إلهام للشعوب. ثالثًا: سقطت فكرة أن الشعوب العربية غير قادرة على فعل أي شيء. رابعًا: تلك الأنظمة الاستبدادية لم تكن سوى نمورًا ورقية يمكن تحديها والانتصار عليها.
الوعي: إن الغرب، مسؤولين وباحثين، يعيش هاجس التغيير أن خلافة المسلمين ستفرِّخ في مكان ما، وليس هذا تفكيرًا من خيال… نعم، إن خلافة المسلمين الراشدة ستعود، بإذن الله؛ لتقود العالم من جديد؛ ذلك وعد غير مكذوب. 

تهويد النقب وتهجير أهله جريمة أخرى توجب تحرك الجيوش لاقتلاع كيان يهود

تعليق صحفي
تهويد النقب وتهجير أهله جريمة أخرى توجب تحرك الجيوش لاقتلاع كيان يهود
أشار المركز القانوني "عدالة" لحقوق الأقلية العربية في الداخل المحتل إلى إعلان سلطة تطوير وإسكان البدو في النقب التابعة لكيان يهود عن خطة لنقل 36 ألف مواطن بدوي بشكل قسري من قراهم التي يعيشون فيها في النقب إلى أماكن أخرى، ونقل المركز أنه من المقرر أن يبدأ تنفيذ الخطة العام المقبل وأن يتم  تنفيذها على مدى عدة سنوات.
وبحسب تقرير أوردته قناة الجزيرة فإن المناطق التي سوف تصادر من البدو تقدّر بـ260 ألف دونم، وهي أكبر مصادرة أراضي منذ النكبة عام 1948.
ويعاني أهالي هذه القرى من الإهمال المقصود من قبل كيان يهود حيث لا تقدم لهم الخدمات الأساسية وأدنى مقومات العيش مثل المياه والكهرباء، ولا يوجد لساكنيها عناوين ولا تعترف السلطات بحقوقهم على الأرض، وتعتبرهم "مخالفين" يستولون على (أراضي دولة) وذلك في سياسة مقصودة لدفعهم إلى الهجرة والرحيل في مخطط مدروس لتهويد النقب الذي تمسك به أهله بعد النكبة ويبلغ تعدداهم الآن نحو 240 ألف نسمة ويشكلون نصف السكان ويقيم نصفهم في قرى وتجمعات سكنية بعضها مقام منذ مئات السنين.
إن كيان يهود يعمل ليل نهار على سياسة التهجير ويغذ الخطا نحو ذلك كما يفعل الآن في النقب وذلك لإقامة المزيد من المستوطنات وأماكن التدريب العسكري وإقامة مشاريع إقتصادية تخدم مستوطنيه، وهذا على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الكاذب الذي يدعي زوراً وبهتاناً أنه يكفل للإنسان الحق في الملكية والكرامة والمساواة والسكن الملائم وحرية اختيار محل الإقامة، وكذلك على مرأى ومسمع من الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين التي لا نكاد نسمع لها همساً أو ركزاً.
إن ما يحصل في الأرض المباركة فلسطين من تضيق وتهجير لأهلها هو جريمة نكراء وما حصل في النقب لن يكون آخرها، فطالما أن كيان يهود موجود فإن العمل على التهجير مستمر بكل الوسائل والأساليب ولن يهنأ له بال حتى يهجر كامل أهل الأرض المباركة منها، ولا يوقف هذه الجرائم بشكل جذري سوى تحرك جيوش المسلمين لإقتلاع كيان يهود من جذوره وإعادة المهجرين إلى مدنهم وقراهم وإعادة الأرض المباركة كاملة لحياض المسلمين.

بيان صحفي: وقف العمل بقانون الضمان هو برهان على قدرة الأمة على إحداث التغيير

بيان صحفي: وقف العمل بقانون الضمان هو برهان على قدرة الأمة على إحداث التغيير
ويوجب عليها دوام التحلي بالوعي والحذر من الماكرين

أصدر رئيس السلطة محمود عباس، مساء الاثنين، قرارا بوقف نفاذ قانون رقم 19 لسنة 2016 بشأن الضمان الاجتماعي وتعديلاته اعتبارا من تاريخه، ونص القرار على استمرار الحوار بين جميع الجهات ذات العلاقة بالخصوص، من أجل الوصول لتوافق وطني على أحكام القانون وموعد نفاذه.
يأتي هذا القرار الفضفاض حمّال الأوجه بخصوص قانون الضمان الاجتماعي الجائر بعد أن فشلت السلطة في تمريره رغم استماتتها في مواجهة الحراك الجماهيري والعشائري الذي تصدى لفرض هذا القانون وطالب بإسقاطه ورفض مبدأ التفاوض لتعديله.
وإزاء ذلك فإننا في حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين نؤكد على الأمور التالية:
أولاً: إنّ خضوع السلطة لمطالب الناس هو برهان على قدرتهم على التغيير وقدرتهم على إجبار الأنظمة على التراجع حتى عن قوانين سنتها، ويؤكد على أن الأمة قادرة على تحقيق غاياتها إذا صدقت عزائم أبنائها.
ثانياً: إن صياغة المرسوم الرئاسي جاء حمّال أوجه وترك الباب موارباً أمام عودة العمل بهذا القانون الجائر، وهو علامة على استمرار تآمر السلطة وقادتها على أهل فلسطين، فبدل الإعلان عن التراجع التام وكف الأذى عن البلاد والعباد، جاء الإعلان ماكراً حمّال أوجه، دونما مراعاة لمصالح الناس أو آلامهم.
ثالثا: إنّ أهل فلسطين مطالبون بالحذر من مكر السلطة ورجالها، وضرورة التحلي بالوعي لتفويت الفرصة على كل من يتربص بهم ومن يحاول الالتفاف على حراكهم ومن يريد تمرير هذا القانون مستقبلاً.
رابعاً: إنّ شعور الناس بالقدرة على التأثير في مجرى الحياة السياسية يجب أن يدعوهم للتحرك نصرة لدينهم ولقضايا أمتهم، فكما تحركوا لقضية تمس مصالحهم المعيشية فمن باب أولى أن يتحركوا أيضا ضد ما يُحاك لمقدساتهم ودينهم وأرضهم المباركة، فإقامة دين الله في الأرض والتصدي لجرائم أمريكا وعملائها والوقوف في وجه المشاريع الاستسلامية التي تثبت كيان يهود في الأرض المباركة هو من أوجب الواجبات على المسلمين.
خامساً: إننا في حزب التحرير نؤكد دوام وقوفنا مع الناس وحقوقهم ومطالبهم العادلة، وسنبقى نحمل همّهم، فهم منا ونحن منهم، والأمة تدرك أن الحزب في مواقفه لا يريد جزاء ولا شكوراً، فعملنا هو كشف الخطط التي تُحاك ضد المسلمين والعمل على تثبيت حقهم في الأرض المباركة، وتوجيه البوصلة لوجهتها الصحيحة لتسير الأمة ونحن معها نحو تحررها من ربقة المحتلين والمستعمرين وأدواتهم من الحكام العملاء، فتعود خير أمة أخرجت للناس وتعود لها مقدساتها وتعيش حياة كريمة ملؤها العز والسؤدد.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين
الثلاثاء 23 جمادى الأولى 1440هـ   29/1/2019 م                 رقم الاصدار: ب/ص -1440/02

Wednesday, January 30, 2019

المزيد من الانتهاكات بحق الأبرياء في الأرض المباركة - فلسطين

المزيد من الانتهاكات بحق الأبرياء في الأرض المباركة - فلسطين

الخبر: سلسلة غير مرتبطة من أعمال قتل للرجال والأطفال من أهل فلسطين في العديد من قرى فلسطين. حيث أصيب فلسطيني في هجوم استهدفت فيه قوات يهود سيارة الضحية، حسبما أفادت وكالة الأنباء والإعلام الفلسطينية "وفا". قالوا إنهم "فتحوا النار على سيارة مشبوهة بعد أن فشل السائق الذي كان في القدس بدون تصريح في التوقف". وذكرت الوكالة أن الضحية هو رياض محمد شماسنة من قطنة، وهي قرية تقع شمال غرب القدس. (برس تي في، 2019/01/25)
يوم الجمعة، أطلقت قوات يهود النار على رجل آخر، وهو حمدي سعادة نعسان، 38 سنة، وهو أب لأربعة أطفال من قرية المغير. (وكالة معا، 2019/01/26)
كما ذكر تقرير هذا الأسبوع: كيان يهود قتل ما لا يقل عن 45 طفلاً فلسطينياً في غزة. تم تقديم التقرير إلى لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن الاحتجاجات في عام 2018 في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي تم إنشاؤها خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أيار/مايو 2018.
ويشير التقرير إلى أنه من بين 56 طفلاً فلسطينياً قُتلوا على أيدي قوات يهود والمستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام 2018، قُتل ما مجموعه 45 طفلاً في قطاع غزة منذ 30 آذار/مارس، وفقاً للأدلة التي جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال. في الأغلبية الساحقة من الحالات، تمكنت الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال من التأكد من أن الأطفال لم يشكلوا أي تهديد وشيك أو تهديد بالإصابة الخطيرة عند قتلهم من قوات يهود. (وكالة معا، 2019/01/19)
بالتنازل عن تهمة القتل في قتل الفلسطينيين، يفشل كيان يهود في ردع الإرهاب اليهودي القادم. (هآرتس). هذا ردا على الحكم على القاتل المراهق لعائشة رابي من بديا التي قتلت بوحشية على أيدي المستوطنين اليهود.
التعليق:
أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عملية القتل، وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "وفا": "إن الحكومة (الإسرائيلية) تواصل سياسة التصعيد". (الجارديان)
يجرؤ عباس على وصفه بـ"التصعيد" بدلاً مما هو عليه… جريمة قتل!
على وسائل التواصل، يظهر شريط فيديو عن أحد أقرباء الشهيد (نعسان) وهو يصرخ إلى الصحافة قائلاً إنه لا فائدة من العرب ولا يتوقّع أي دعم منهم - التعبير المجهد عن الأنظمة غير المجدية - هذا الإحباط وكسر الروح من شأنه أن يضع أولئك الذين لديهم ميداليات لامعة معلقة على صدورهم وأكتافهم في عار عميق لترك هذا الرجل والملايين من الأشخاص الضعفاء الآخرين الذين يحتاجون أولئك الناس أصحاب القوة لأداء واجبهم وعدم البقاء خاملين في ثكناتهم يلمعون أحذيتهم. أخرجوا كتب السيرة وقصص الحكام والقادة الصالحين لاستلهام بطولة حقيقية تنبثق من الحكمة العميقة للالتزام بالإسلام الذي يربط الجانب الروحي بالأفعال المادية للطاعة الحقيقية لله سبحانه وتعالى.
إلى أهل القوة: لا تخذلوا أما أو أبا آخر ليدفنوا أطفالهم مرارا وتكرارا، مغادرة روح أخرى إلى السماء تعيد إليهم ألم الحزن على رحيل أحبائهم لأنهم يعرفون ما هي التجارب الأخرى لوجع القلب وعدم وجود عدالة على الإطلاق.
عند الاعتداء لا بد من الانتقام من خلال الاستجابة السريعة للجيش نحو العدو وفي حالة الأرض المباركة - فلسطين، كيان يهود هو العدو المحارب ولا يوجد خيار آخر لقلعه إلا من خلال الحرب... ليس من خلال المفاوضات ولا وكالات حقوق الإنسان، ولا التغطية الإعلامية الوضيعة، ولا الإدانة الباردة من رئيس السلطة الفلسطينية. ضعوا حدا للاحتلال الذي دام لعقود... الذي غمر الأرض المباركة بدماء الأبرياء... الأرض تصرخ من أجل الماء ليس من أجل الدم الثمين الذي سفكه يهود المحتلون. لا يمكن للفاكهة والخضرة أن تنمو من الدم، لكن الأجيال يمكن أن ترتفع وتحيا من خلال تعبئة جيوش المسلمين لتحرير أرض فلسطين المباركة، مما يرسل إشارة قوية بأن بقية الأراضي المحتلة ستكون التالية.
إلى الأمهات والآباء الذين يدفنون أطفالهم، ابقوا أقوياء واعلموا أن جرائم قتل أحبائكم لن تذهب دون رد. أرواحهم سوف تنعم بإذن الله في سلام جنات النعيم، ونسأل الشفاء لأهلهم وأحبائهم. إن شاء الله سيكونون مصدر إلهام للشباب لاتخاذ موقف مشرف ورفض حالة الاضطهاد والاحتلال الحالية، والانضمام إلى الذين يعملون بجد من أجل إقامة العدالة إلى جانب صفوف حزب التحرير.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر
  25 من جمادى الأولى 1440هـ   الموافق   الخميس, 31 كانون الثاني/يناير 2019مـ 

السيسي يمكر وماكرون ينظر!

السيسي يمكر وماكرون ينظر!

الخبر: قال ماكرون في تغريدة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "تعرّضت مصر وفرنسا (للإرهاب الإسلامي). وذكّرتُ الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن السعي الدؤوب إلى تحقيق الأمن هو جزء لا يتجزأ من مسألة احترام حقوق الإنسان. فالمجتمع المتماسك هو الحصن الواقي من (الإرهاب الإسلامي").
وكان قد انتقد الرئيس الفرنسي تعامل السلطات المصرية مع المدونين والمعارضين، وأطلق تصريحات أثارت جدلا كبيرا، صباح الاثنين، قال فيها إن وضع حقوق الإنسان في عهد السيسي أكثر سوءا مما كان عليه في عهد الرئيس حسني مبارك. [سي إن إن - عربي]
التعليق:
هكذا وبكل جرأة ووقاحة يقوم الرئيس ماكرون بزيارة مصر واللقاء مع الرئيس السفاح السيسي وكأنه لا يعرف عن الجرائم التي تمت في عهده على أيدي جلاوزته وبمباركته شخصيا. وكان قبل أشهر قليلة قد التقاه أيضا في فرنسا ولم يعترض على سياسته القمعية ولا على الاعتقالات التعسفية التي تتم في مصر لأقل من شبهة. بل إن يديه الملطخة بالدماء منذ عهد ميدان رابعة لم تجف بعد، وما يصنعه في سيناء من قتل وتدمير وتهجير لا يخفى على أحد، ومع ذلك يكتفي رئيس جمهورية الحريات بالتعريض لمسألة حقوق الإنسان ويعيب تعامل السلطة مع المدونين والمعارضين، فهل يظن أن السلطة في مصر تتعامل بخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين؟
إن ابتداء التغريدة التي أطلقها ماكرون بذكره (الإرهاب الإسلامي) كأنه يقول له: لا بأس بقتل هؤلاء (الإرهابيين) كما يفعل هو وتفعله بقية الدول الغربية والشرقية منذ إطلاق قانون مكافحة (الإرهاب) وهم يقصدون به عمليا مكافحة الإسلام ومحاربة حاملي الدعوة للتغيير على أساس الإسلام. فهو يشد على يديه ويبارك له عمله كما يفعل ذلك بقية الحكام من مدعي الحريات وتجار المصالح. وما كان رد السيسي إلا تأكيدا على مكافحته الإسلاميين ومحاربته لهم، بل إنه يعمل كل ذلك حفاظا على مصالح الغرب وحفظا لأمنهم واستقرارهم، ولا يهمه استقرار مصر أو راحة شعبه وأمنهم.
زيارة تدل على مدى صلافة هؤلاء المنافقين وأدعياء الحريات وتواطئهم مع المجرمين حكام المسلمين في مواجهة الإسلام، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على مدى خوفهم من الإسلام السياسي وتربصهم بالدعوة الإسلامية خشية وصولها للحكم، الأمر الذي يعني بالنسبة لهم انتهاء عهد السُّكَّر وسنوات العسل التي سلبوا فيها خيرات المسلمين وولغوا فيها في دمائهم وانتهكوا أعراضهم، فهم يدركون تماما ماذا يعني بالنسبة لهم أن يعود الإسلام إلى سدة الحكم، ذلك أنه سيقضي في اليوم الأول على وجودهم في بلادنا وسيهدد كياناتهم في عقر دارهم وينهي نفوذهم ويلغي سيطرتهم.
نقول للرئيس ماكرون: إن مكره سيحيق به، ولن ينفعه السيسي ولا السبسي ولا غيرهما من عملاء الغرب من الحكام، فإن الأمة الإسلامية خلعت عنها ثوب الهوان والاستكانة وأصبحت تتطلع لسيادتها واستعادة سلطانها واسترداد مكانتها في العالم.
فامكروا وانظروا.. إنا بالغون..
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا
  25 من جمادى الأولى 1440هـ   الموافق   الخميس, 31 كانون الثاني/يناير 2019مـ