Thursday, October 31, 2013

خبر وتعليق: من ثمار التوافق

خبر وتعليق: من ثمار التوافق

الخبر: على إثر دوران عجلة الحوار الوطني في تونس؛ قامت لجنة التوافقات في المجلس الوطني التأسيسي يوم السابع والعشرين من أكتوبر بتعديل توطئة مشروع الدستور التي كانت موضع خلاف بين الشركاء المتشاكسين في السابق واتُفق على تعويض عبارات "تأسيسا على تعاليم الإسلام ومقاصده" بعبارات "تعبيرا عن تمسك شعبنا بتعاليم الإسلام".

التعليق: لقد بان بالكاشف اليوم خبث المسار الذي قاموا بتحويل وجهة البلد إليه؛ مسار لا يبحث سالكوه أين الصواب من الخطأ؛ بل لا يبحث سالكوه أين الحق فيه من الباطل؛ مسار يقتضي سقفا واطيا يستظل بظله الجميع؛ سقف العلمانية المقيتة المعرضة عن خير الإسلام العميم.
إنّ الصفقة التي حدثت بين الأطراف الفاعلة في الوسط السياسي التونسي لتدل دلالة واضحة على إرادة متنفذة تقود الجميع في سياق إجهاض الثورة والالتفاف عليها وإفراغها من مضمونها الحقيقي وهو التغيير الجذري. توافق عجيب بين رجالات الأمس ورجالات اليوم؛ بين ضحايا الأمس وجلاّديهم؛ تحت عنوان؛ مصلحة الوطن!! حديث واحد صار يلوكه الطرفان التوافق هو الحل؛ التوافق هو المنقذ!!
وها هي خطوط كان لونها يميل للحمرة تمحى اليوم وصار التنازل ممكنا حتى في أمور خيضت من أجلها المعارك بالأمس كما حدث مع التوطئة.
وإن كنّا نرى أنّ عبارات "تأسيسا على تعاليم الإسلام ومقاصده" لا تسمن ولا تغني من جوع بل الأصل أن تكون "منبثقة انبثاقا من الإسلام" إلا أنّ استبدال "تعبيرا عن تمسك شعبنا بتعاليم الإسلام" بها ليكشف النقاب جليّا عن حجم المؤامرة التي تحاك والتي يقصد منها هدم الإسلام وجعله مجرد تعاليم؛ كهنوتية فردية حبيسة المنازل والمساجد؛ لا يؤسس بها ولا يبنى عليها ولا ينبثق منها.
إنهم يدركون ومن ورائهم الغرب أن الناس متعطشون لأحكام الإسلام أكثر من قبل وأنهم إن لم يضللوهم ويغلقوا دونهم الأبواب فستعلو حناجرهم "إن الحكم إلاّ لله" وستكون أنفاسهم الثائرة الأخيرة منتصرة لـ"الشعب يريد إسقاط النظام" ولإسلامهم. لذا كان لزاما عليهم أن يواصلوا في درب خيانة الأمانة والإذعان للأسياد ولكن الله غالب على أمره.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس - تونس
 26 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/31م

خبر وتعليق: أمريكا ومسألة التجسس

خبر وتعليق: أمريكا ومسألة التجسس

الخبر: خرج متظاهرون أمريكيون السبت في مسيرة إلى مبنى الكونجرس بواشنطن احتجاجاً على برامج التجسس للحكومة الأمريكية عبر الإنترنت والتي كشف عنها المتعاقد السابق لوكالة الأمن القومي إدوارد سنودن العام الماضي وهو ما جلب لواشنطن انتقادات لتجسسها على قادة 35 دولة منها ألمانيا والبرازيل اللتان تسعيان لاستصدار قرار أممي بالحد من تلك البرامج الأمريكية.[ الجزيرة 27/10/2013 ]

التعليق: إن مسألة التجسس الأمريكية على العالم ليست جديدة على الإطلاق حتى على حلفائها، حيث تعتبر واشنطن مسألة التجسس ضرورية للأمن القومي الأمريكي، فقد قالت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة أمام مركز التقدم الأمريكي وهو مركز أبحاث في واشنطن "ليست مفاجأة لأحد أن تتجسس الدول على بعضها"، واتهمت فرنسا بالتجسس عليها يوم كانت مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة.
تمتلك الولايات المتحدة جهاز (إن أس إيه) - وكالة الأمن القومي - وهي واحدة من 16 وكالة تجسس أمريكية والتي تعمل على الصعيد العالمي، وهي أكبر وكالة تجسس وتمتلك من التكنولوجيا ما يجعلها لا نظير لها عالمياً.
إن مسألة تجسس أمريكا على الحلفاء (حلفاء واشنطن) تدل بشكل كبير على انعدام الثقة بين أطراف الحلف، ولذا صرحت ميركل قائلة "في حال تأكدت هذه المعلومات سيكون الأمر غير مقبول على الإطلاق وسيوجه ضربة قوية للثقة بين ألمانيا والولايات المتحدة".
وقد ذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية أن جهاز (إن أس إيه) يستخدم برنامجاً داخليا للتجسس يطلق عليه سبيشال كولكشن سيرفيس (special collection service) في أكثر من 80 سفارة وقنصلية على مستوى العالم، وتجسس على المنظمة الدولية للأمم المتحدة في نيويورك، بل إن الأخبار تواترت في تجسس أمريكا على رعاياها، بل تجسس الرئيس الأمريكي على الحزب المعارض، وما فضيحة ووترجيت (Watergate scandal) عنا ببعيدة سنة 1972م والتي انتهت باستقالة نيكسون عام 1974م.
إن تتالي الأزمات على الولايات المتحدة الأمريكية يدل على مستوى الانحدار الكبير للولايات المتحدة فنحن في أزمة مبدئية، حيث يعني التجسس وأداً للحريات، إلى التأميم وتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، إلى الأزمات المالية والاقتصادية وأزمات أركان الحكم في واشنطن )سقف الدين) لغايات انتخابية مصلحية لتدل على بداية أفول الإمبراطورية الأمريكية، وتحتاج إلى كيان سياسي آخر يركلها بقدمه إلى وادٍ سحيقٍ، وأقدامنا نحن جاهزة لتلك المرحلة.
إن وظيفة السفارات الغربية في العالم أجمع ومنها العالم الإسلامي هي التجسس، فهي أوكار فساد وإفساد وشراء للذمم وجمع الأخبار والتجسس على المسلمين وزرع الفتنة والتدخل في شئون المسلمين، وهو ما يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، وهذا كله حرام.
قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ سَبِيلاً﴾[ سورة النساء: 141].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان
 26 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/31م

مع الحديث الشريف باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

مع الحديث الشريف باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله".
قوله: ( من أطاعني ) يريد أنه مبلغ عن الله فمن أطاعه فيما بلغ فقد أطاع الآمر الحقيقي ومثله المعصية وهذا مضمون قوله تعالى "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا"، لكن سوق الآية في نسق المعصية لإفادة أنه ليس على الرسول وبال معصيته؛ إذ ليس عليه إلا البلاغ لا الحفظ فوبال المعصية على ذلك العاصي.
الطاعة الطاعة، الطاعة لله ولرسوله الكريم- عليه أفضل الصلاة والتسليم-، هذا المفهوم الغائب عن سلوك الكثير من أبناء هذه الأمة في هذا الزمان، كم هو جميل أن نتحلى بما كان يتحلى به الصحابة رضوان الله عليهم؟ كانوا يتلقفون أمر الله ورسوله بكل لهفة ومحبة ورضا، فمجرد كلامه -عليه الصلاة والسلام- معهم، كانوا يلتزمون بما يقول، لا يفرقون بين طلب واجب أو مندوب عند قيامهم بالعمل، لأن محبتهم لله ولرسوله تدفعهم للقيام بالفرض والمندوب والنوافل ما دام هذا الفعل فيه مرضاة الله.
أيها المسلمون:
كيف نُفَعِّلَ مفهوم الطاعة في حياتنا اليوم بعدما أصبحت مفاهيم المعصية والتفلت والانفلات من كل قيد؟ لا شك أن الكثير من أبناء هذه الأمة الكريمة لم يعد يقيم وزنا للكلام وللغة الخطاب فضلا عن كون هذا الكلام كلام خالق الإنسان والكون والحياة، لم تعد أحكام رب العالمين تؤثر في النفوس والعقول كما كانت بالأمس، ذلك لبعدنا عن مفاهيم الإسلام الصريحة عن الدنيا والآخرة، فلم يعد للمسلمين تصور لليوم الآخر وما يلاقيه الإنسان من أهوال ساعة دنو الشمس من رؤوس الخلائق، وساعة تطاير الكتب وساعة ضرب الصراط وساعة نصب الميزان، ولم يعد للمسلمين تصور لمفهوم الجنة ولمفهوم النار حتى بات الرجل يسمع قوله تعالى: "والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إنَّ عذابها كان غراما" فلا يخشع ولا يتأثر؛ بل يصيح مُتنغما: "الله الله"، وكأنه يستمع لألحان حب وغرام. هكذا نفهم ما الذي حدث لأمة خير الناس، وبهذا ندرك أين هي من مفهوم الطاعة ولماذا لم تعد أوامر الله ونواهيه تؤثر فيها بعدما كانت هذه الأحكام تخلع القلوب عند المسلمين الأوائل ممن فقه لغة الخطاب، وكلام رب العباد.
أيها المسلمون:
ما كان لمفهوم الطاعة أن يغيض من حياة المسلمين لولا وجود حكام عليهم زرعوا فيهم من خلال أبواقهم وإعلامهم الفاسد المفسد مفاهيم رأسمالية عفنة تهتم بأمر الدنيا وتُنكر وتُهمل أمر الآخرة، ما جعلهم يبتعدون عن قرآنهم وسنة نبيهم-صلى الله عليه وسلم-، لذلك وجب على أبناء هذه الأمة العمل بكل جد وبأقصى طاقة للتخلص منهم ومن مفاهيمهم القذرة، ونقيم دولة الحق والعدل، دولة المفاهيم الصحيحة عن الطاعة وغيرها.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
 26 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/31م

نفائس الثمرات: دَوَاءُ قَلْبِكَ خَمْسٌ عِنْدَ قَسْوَتِهِ

نفائس الثمرات: دَوَاءُ قَلْبِكَ خَمْسٌ عِنْدَ قَسْوَتِهِ
دَوَاءُ قَلْبِكَ خَمْسٌ عِنْدَ قَسْوَتِهِ فَدُمْ عَلَيهَا تَفُزْ بِالخَيْرِ وَالظَّفَرِ
خَلَاءُ بَطْنٍ وَقُرْآنٌ تَدَبَّرُهُ    كَذَا تَضَرُّعُ بَاكٍ سَاعَةَ السَّحَرِ
كَذَا قِيَامُكَ جُنْحَ اللَّيلِ أَوْسَطَهُ وَأَن تُجَالِسَ أَهْلَ الخَيْرِ وَالخَبَرِ
 وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 26 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/31م