Tuesday, October 6, 2020

جريدة الراية: تهافتُ العملاء أرَقُ السياسة وأوهامُ المال

 جريدة الراية: تهافتُ العملاء أرَقُ السياسة وأوهامُ المال

 

  20 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2020مـ

لم يكن غريبا أن يتهافت حكام أبو ظبي والبحرين لتوقيع اتفاقيات مع كيان يهود تحت مظلة ترامب، ولن يكون مستغربا تهافت حكام عُمان والسعودية والسودان وتشاد وغيرهم ليسقطوا في القاع السحيق. ومنذ أن تمكنت بريطانيا وفرنسا وحلفاؤهما من بلاد المسلمين قبل وبعد انهيار دولة الخلافة العثمانية فقد ولدت ظاهرة العملاء من العرب والأتراك والفرس، والذين رهنوا إرادتهم ومقدراتهم لخدمة المستعمر وتنفيذ ما يخططه ويدبره لبلاد المسلمين.

ومن أجل كسب العملاء ورهن إرادتهم عمدت بريطانيا وفرنسا ومن بعدهما أمريكا إلى أداتين براقتين لجلب العملاء كي يتهافتوا في موقد المستعمر: الأولى هي أرقُ السياسة، وأما الثانية فهي وهمُ المال.

أما السياسة فقد كانت من أوائل ما استخدمته بريطانيا للتغلب على دولة الخلافة وهدمها. فقد أوقدت للشريف حسين وابنه فيصل ولعبد العزيز نارا تهافتوا فيها، حيث صور الإنجليز للشريف حسين إمكانية تنصيبه خليفة على بلاد المشرق العربي بدلا من السلطان العثماني، وتكون لأبنائه الإمارة في هذه البلاد. وفي الوقت نفسه هيأوا لعبد العزيز بن سعود ما يلزم من مال وسلاح لبسط نفوذه على نجد ومن ثم الحجاز. أما الشريف حسين وأبناؤه من بعده فقد أرّقتهم وعود بريطانيا، وجعلتهم مطية إلى يومنا هذا. فالشريف حسين لم يظفر بشيء من وعود بريطانيا السياسية، وابنه فيصل أخرجته فرنسا بالاتفاق مع بريطانيا من سوريا، وفرّ إلى العراق إلى أن قُضي على ملكهم في العراق سنة 1958. وأما عبد الله بن الحسين فقد أقامت له بريطانيا إمارة مؤقتة سمتها (انتقالية) في شرق الأردن، وسلبتها كل مقومات الدولة ليبقى هو ومن يأتي بعده في شرَك سياسي كثير الأشواك، لا يتحرك حركة إلا وخزته هذه الأشواك، إلى أن اغتالته بريطانيا حين ظن أن أمريكا قد تنقله من شرك الإنجليز إلى شركها الجديد. أما ابن سعود فقد بقي هو وعائلته أسرى بيد الإنجليز على اعتبار أن بريطانيا هي ولية نعمتهم السياسية وهي التي مكنتهم من بسط نفوذهم على نجد والحجاز.

وفي تركيا تمكنت بريطانيا من رهن إرادة مصطفى كمال حين عملت على إيصاله إلى أعلى مراتب السلطة ليكون أسيرا للشرك السياسي الذي نصبته له بريطانيا، وبقي مصطفى كمال في أرَقٍ دائم بين الشعور بالعظمة المتولدة عن حكم تركيا وبين الشعور بالذل جراء رهن إرادته بالإنجليز؛ فهو لم يختلف في هذا عن فيصل والشريف وابن سعود.

وهكذا فقد أصبح العملاء يتهافتون بالعشرات بل بالمئات على البعثات الإنجليزية والأمريكية ليصبحوا عملاء سياسيين من الفئة الأولى ليكونوا حكاما. وأصبحت لبريطانيا وأمريكا أوكارٌ معروفة لتجنيد العملاء بعد إغرائهم بمناصب سياسية على أعلى المستويات. وقد أورد عميل الاستخبارات الأمريكية مايلز كوبلاند في كتابه "لعبة الأمم" وكتابه "اللاعب واللعبة" أمثلة كثيرة عن الأوكار التي كانت تستخدمها بريطانيا وأمريكا لاصطياد العملاء والإيقاع بهم. ولعل أغربها طرافة هي مراقص الدراويش حيث كانت تقام حضرات رقص الدراويش في مصر، ومثلها الصالونات في بيروت ودمشق.

وقد بلغ الأمر في تهافت عملاء السياسة أن تلاحقت الانقلابات التي يقودها عميل جديد على عميل سابق حتى غدت في سوريا على سبيل المثال الانقلابات العسكرية على أيدي العملاء لا تستمر أكثر من أسبوع. وهكذا انتهت الحالة في بلاد المسلمين عامة إلى رهن القيادات السياسية على أعلى مستوياتها لبريطانيا أو أمريكا وأحيانا فرنسا، وأصبح الوسط السياسي في بلاد المسلمين موبوءا بالأرق السياسي الذي بات يؤرق أفراد هذا الوسط ويجعلهم في لحظة انتظار دائم لتوصلهم عمالتهم لسدة الحكم! وحين يصل أحدهم ليكون رئيس دولة أو ملكاً يقضي على والده أو أخيه، يزداد الأرق عنده للمحافظة على ما اكتسبه من خطيئة العمالة والتبعية.

ولما ألقت أمريكا بثقلها في بلاد المسلمين، وعملت لتحل بنفوذها مكان النفوذ البريطاني والفرنسي، أضافت إلى أرق السياسة وَهْمَ المال ليبقى العميل في الشرك إلى أن يتم رميه والتخلص منه. ومن ذلك أن أمريكا استغلت نفوذها وسيطرتها على البنك وصندوق النقد الدوليين ومؤسسات المال العالمية لإغراق الدول بالديون، ومن ثم السماح لهذه الديون أن تنتهي بحسابات شخصية للعملاء. فمن جهة جعلت الدولة التي يترأسها عميل مدينةً بشكل كاسح لا تقوى على الخروج من دَيْنها والتمتع بثرواتها، بل تصبح جميع ثرواتها مرهونة لمؤسسات المال الأمريكية. وفي حال تباطأ العميل عن خدمة سيده، فالعلاج جاهز؛ مطالبة بالدين لا يقوى عليها العميل ولا دولته. وفي حال الاستغناء عن خدمات العميل فتتم مصادرة كل دولار كان يتوهم أنه ملكه وتحت سيطرته. فعلى سبيل المثال حين طُرد الشاه من إيران، لم يتمكن من الحصول على جزء ولو بسيط من الأموال التي تكدست في بنوك أمريكا إبان حكمه، وأصبح يتسول مكانا يلجأ إليه بعد عزله! وحين أطاحت الثورة بحسني مبارك سنة 2011 لم يجد شيئا من المليارات التي توهم يوما ما أنها ملكه وتحت تصرفه، فكان المال الذي وقع مبارك في شركه وهماً من الأوهام التي جعلته يتهافت في دوامة العمالة والتبعية... ومثل مبارك كان زين العابدين بن علي والذي وجد كل ما ظنه مالاً ليس إلا وهماً تلاشى لحظة الخلاص منه في ثورة 2011...

أما الشكل الثاني للوهم المالي فهو ذلك المتعلق بأموال النفط؛ فقد جعلت أمريكا منها شركا ضخما أسقطت فيه حكام الخليج والسعودية والدول المنتجة للنفط التي باتت تظن أنها تملك ثروة طائلة تعمل بها ما تشاء. والحقيقة أن أمريكا حين عمدت إلى رفع سعر برميل النفط سنة 1973 فإنها جعلت هذا الارتفاع موازيا لارتفاع سعر الذهب وهو المال الحقيقي. فتوهم أمراء النفط أن أموالهم زادت على وجه الحقيقة، وهي في الواقع قد ارتفعت أرقامها ولم ترتفع قيمتها أبدا! ثم إن أمريكا ربطت سعر النفط وتسويقه بالدولار فجعلت قيمة النفط المالية مرتبطة ارتباطا جذريا بشراء النفط مقابل الدولار، ففي الوقت الذي تقرر أمريكا التخلي عن ربط الدولار بالنفط فإن مليارات الدولارات من مال النفط تتبخر إلى ما دون الصفر، كما حصل يوم 20/4/2020 في ظل أزمة كورونا. ولا شك أن حكام وأمراء النفط يعلمون بكل تأكيد أن ما لديهم من أموال نفطية قد تتبخر بمجرد قرار سياسي يتعلق بالعلاقة بين الدولار والنفط، أو بسعر الذهب. ولعل هذا الوهم المالي المتعلق بوجود مليارات من الدولارات النفطية هو ما يجعل أصحابها في غاية الأرق ودوام الارتكاس في حمأة العمالة.

وهكذا كانت أوهام المال سببا لتهافت العملاء في شرك العمالة، سواء أكان العميل فقيرا ابتداء وتم إغداق المال عليه من قروض ومساعدات وغيرها، فظن أنها ملكه على وجه الحقيقة وهي ليست إلا وهماً، أم كان العميل من أمراء النفط الغزير فأصبح لنفطه سعر مالي عال وهو يعلم أن هذا السعر مرهون بإرادة سيده المستعمر، فكان سببا لتهافته وارتكاسه.

وكذلك أرق السياسة والبحث عن منصب وسيادة أو قيادة من خلال دوائر الاستخبارات الأمريكية والبريطانية وأوكارها، ما يجعل العملاء يتهافتون ويرتكسون في حمأة العمالة ويصبحون وقودا لحرق البلاد والعباد والتفريط في قضاياها المصيرية. فكان حال هؤلاء العملاء كمن وصف الله تعالى حالهم وهم يعيشون ظلمات دامسة: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾.

بقلم: د. محمد جيلاني

جريدة الراية: أحداث أمريكا وتأثيرها في الموقف الدولي ح4

جريدة الراية: أحداث أمريكا وتأثيرها في الموقف الدولي ح4

 

  20 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2020مـ

وتفجرت مسألة التمييز العنصري المتجذرة في الشعب الأمريكي، فقد سيرت احتجاجات بعد مقتل أحد الأمريكيين السود على يد رجل شرطة أبيض خنقاً يوم 25/5/2020 لتظهر مدى بشاعة التمييز العنصري في أمريكا وفشلها في صهر أبناء شعبها المتنوعة أعراقهم وقومياتهم ومذاهبهم في بوتقة واحدة. وقد تأسست تنظيمات جديدة للتغيير مثل "أنتيفا" عقب احتجاجات عام 2011 ضد سيطرة أصحاب رؤوس الأموال تحت عنوان "احتلوا وول ستريت". إذ ظهر أن الناس في أمريكا بدأوا يدركون أن الذي يحكمهم ويتحكم فيهم وينهب ثرواتهم هم أصحاب رؤوس الأموال الضخمة المتركزون في بورصة وول ستريت بنيويورك، إذ يشكل الأغنياء في أمريكا 1% من الشعب ويحوزون على 99% من ثروات البلد كما ذكر المحتجون وعبروا عن ذلك في شعارهم "احتلوا وول ستريت". وبدأ المحتجون يسقطون رموز العنصرية كما أسقط حشد من المحتجين تمثالا للمكتشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس في سانت بول بولاية مينيسوتا الأمريكية يوم 11/6/2020 في غمرة احتجاجاتهم ضد العنصرية. 

فمقتل رجل أسود خنقا على يد ضابط شرطة أمريكي متعجرف أثار أمريكا والعالم ضد العنصرية مما يشجع الناس على التحرك ضد الظلم الممارس عليهم في كافة الميادين بسبب النظام الرأسمالي الذي يقر التمييز في كافة الفروقات في المجتمع، فكما يقر التمييز العنصري في اللون يقر التمييز الطبقي بين الأغنياء والفقراء، فالأغنياء يعاملون معاملة أخرى محترمة ويتحكمون في كل شيء والفقراء يهانون ولا يعتبرون، ويقر التمييز بين القوميات فلا يسوي بينهم في نظامه؛ فأصحاب القومية الأكثر في البلد يتحكمون في القوميات الأخرى ويعملون على فرض عاداتهم وثقافتهم وآرائهم عليها، ويقر التمييز بين أصحاب الأديان والمذاهب المختلفة، فأصحاب الدين أو المذهب السائد في البلد يسيئون معاملة أصحاب الأديان أو المذاهب الأخرى وخاصة ضد المسلمين.

وقد شكى حاكم نيويورك أندرو كومو من استمرار "العنصرية في أمريكا" وذكر "أنها مزمنة ومتأصلة فينا" وقال "إن أغلبية الناس لديهم نقطة جوهرية وهي إنهاء هذا التمييز، ومقتل الأشخاص بناء على لونهم قضية حقيقية، هل هذا ما يجعل أمريكا عظيمة؟ لا أعتقد ذلك". علما أن أمريكا بنيت على أساس التمييز العرقي والعنصري منذ حقبة الاستعمار البريطاني للبلاد ومنذ اليوم الأول لتأسيسها، فقد منح البيض الأوروبيون وخاصة البروتستانت الأنجلو ساكسونيين البيض الأغنياء امتيازات حصرية في كافة المجالات، وقد عانى المهاجرون الأوروبيون غير البروتستنات تمييزا عنصريا حتى أوائل القرن العشرين. كما واجه المهاجرون من بلاد الشرق الأوسط وآسيا التمييز العنصري ضدهم. كما تعرض المسلمون للتمييز وما زالوا يتعرضون لذلك التمييز. وأما السود فكانوا عبيدا ليست لهم أية حقوق، وقد صدر في بداية عام 1863 إعلان تحرير العبيد وإلغاء العبودية ولكن بقي السود يعاملون كأنهم ما زالوا عبيدا، فيحتقرون ويعاملون معاملة سيئة وتمييز عنصري حتى يومنا هذا. والجدير بالذكر أن أمريكا قامت على جماجم السكان الأصليين إذ تمت إبادتهم عن بكرة أبيهم بدون رأفة وبلغت أعداد الضحايا عشرات الملايين، وقد افتخروا بفعلتهم تلك وزينوها بأفلام هوليوود رعاة البقر وكأنهم على حق يواجهون أناسا متوحشين يجب قتلهم!

وقد طالب الرئيس الأمريكي ترامب الذي يمثل وجه النظام الأمريكي الحقيقي المتميز بالعنصرية والعنجهية والغطرسة، طالب بإنزال الجيش لسحق الاحتجاجات على التمييز العنصري وذلك بتطبيق قانون التمرد باعتبار هذه الاحتجاجات تمردا على الدولة. ولكن وزير دفاعه مارك إسبر رد عليه يوم 3/6/2020 بأنه "لا يؤيد استخدام قانون التمرد" ووصف الوزير مقتل الرجل الأسود فلويد بأنه "جريمة مروعة" وشدد على أن "العنصرية حقيقة في أمريكا".

لن يتمكن الأمريكيون من إنقاذ أنفسهم من هذا التمييز العنصري بالفكر الرأسمالي الذي يحملونه، ولا خلاص لهم إلا بقبول الإسلام الذي لا يميز بين الناس ويحرم ذلك تحريما قاطعا، وقد بنيت دولة الإسلام على أساس تقوى الله بأن الناس كلهم سواسية لا فرق بين أبيض وأسود، فكانت القيادة الفكرية في الإسلام هي الوحيدة الناجحة بأن صهرت كل الشعوب بأعراقهم وألوانهم وأقوامهم في بوتقة واحدة، وعندما تقام من جديد بخلافة راشدة ستحقق نجاحا كما حققته في الماضي وأكثر بإذن الله.

وقد أدلى المفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي بتصريحات حول وضع بلاده إذ قال: "إن الولايات المتحدة تتجه نحو الكارثة نتيجة افتقادها استراتيجية اتحادية في مواجهة فيروس كورونا، وعدم وجود ضمان صحي للجميع فيها، فضلا عن عدم إقرارها بخطورة التغير المناخي". وأرجع ما يجري في بلاده أمريكا البلد الأكثر تضررا من فيروس كورونا المستجد إلى عدم وجود إدارة متماسكة. وقال: "يقود البيت الأبيض شخص معتل اجتماعيا، مصاب بجنون العظمة، لا يكترث إلا لسلطته والاستحقاقات الانتخابية. عليه بالتأكيد أن يحافظ على دعم قاعدته التي تضم الثروات الكبرى وأبرز أرباب العمل"، وقال "سنخرج من الوباء مقابل ثمن عال جدا. لكننا لن نتعافى أبدا من ذوبان الغطاء الجليدي في القطبين وارتفاع منسوب البحار والآثار الأخرى السلبية للتغير المناخي. ماذا نفعل حيال ذلك؟ كل بلد يقوم بأمر ما، لكن ليس بما يكفي. الولايات المتحدة من جهتها تقوم بالكثير، تتوجه مسرعة نحو الهاوية عبر إلغاء البرامج والتشريعات التي من شأنها التخفيف من وطأة الكارثة". وأضاف "هذا هو الوضع الحالي، لكن يمكن لذلك أن يتغير. لا تزال هناك قوى عالمية تواصل الكفاح. السؤال هو معرفة كيف ستخرج هذه القوى (من الأزمة) في المستقبل. وهذا ما سيحدد مصير العالم". (فرانس برس يوم 25/5/2020).

بقلم: الأستاذ أسعد منصور

جريدة الراية : حكومة الكاظمي بين الدعم الأمريكي وهيمنة المليشيات المسلحة

 جريدة الراية : حكومة الكاظمي بين الدعم الأمريكي وهيمنة المليشيات المسلحة

 

  20 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2020مـ

منذ أن وطأ المحتل الأمريكي العراق وهو في أزمات وصراعات مستمرة، فما إن يخرج من أزمة، حتى يدخل في أزمة أكبر منها، وفي خضم هذه الأحداث والصراعات برز نجم رئيس المخابرات السابق والرئيس الحالي للحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الذي ورث أزمات كبيرة من الحكومة السابقة كان أهمها تورطها بسفك دماء المتظاهرين العراقيين الطامحين لتغيير النظام، مع إرث كبير من الفساد المالي والإداري وفشل أمني سمح للمليشيات بالهيمنة على مفاصل الدولة مع تدنٍ في إيراداتها إلى النصف تقريبا بسبب الهبوط الحاد في أسعار النفط. ففي 7/5/2020 منح البرلمان العراقي الثقة لحكومة الكاظمي مع أنه متهم بتقديم المساعدة لأمريكا في عملية اغتيال سليماني والمهندس، حيث هاجمه رجل الدين المتشدد علي الكوراني، المقرب من حزب إيران اللبناني، واتهمه بتنفيذ أجندات أمريكية.

وهكذا تم تنصيب الكاظمي بعد أن فرضته أمريكا على أحزاب السلطة ووافقت إيران على مضض بترشيحه واستطاع تشكيل حكومة عراقية استطاع من خلالها تجاوز عتبة المحاصصة شكلاً لا مضموناً، بظهور وجوه وشخصيات تكنوقراط غير تابعين للأحزاب في الظاهر ولكنهم جزء من نتاجها ومباركتها. بعدها قرر الكاظمي في أولى جلسات حكومته إطلاق سراح جميع المتظاهرين المعتقلين، وتشكيل لجنة لمحاكمة المتورطين في قتل المحتجين، والسعي لتحديد موعد للانتخابات المبكرة. كما بدأ في إجراءات للحد من فوضى السلاح وهيمنة المليشيات المسلحة الموالية لإيران، وهو الأمر الذي يشكك في نجاحه الكثير من العراقيين، حيث إن السلاح السائب ينتشر على نطاق واسع في العراق، خصوصاً أن بعض فصائل الحشد منضوية تحت لواء الجيش العراقي بقرار من البرلمان ومدعومون من أحزاب السلطة.

ومن الخطوات الإصلاحية التّي اتخذها الكاظمي والتي لاقت ترحيبا من الشارع العراقي هي إعادة الفريق عبد الوهاب الساعدي على رأس جهاز مكافحة الإرهاب العراقية وإقالة العشرات من المسؤولين البارزين في وزارات وهيئات مختلفة معظمهم مدعومون من قوى وأحزاب سياسية متنفذة وإخضاع المنافذ البرّية لسُلطة الدولة وإنهاء نفوذ الجماعات المسلحة والأحزاب فيها، والسيطرة على جميع المنافذ الحدودية التي تعتبر الشريان الذي يُغذي الفصائل المسلحة والمليشيات بأموال طائلة، وغيرها من القرارات التي تعمل على تعزيز أمن الدولة ومواردها.

ولكن الملامح الأولى للقرارات التّي تعهّد بها الكاظمي للمجتمع الدولي وللشعب العراقي متشابهة مع تلك الوعود التي قطعها رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي والتّي لم يتمكّن من إنجازها بسبب رفض أحزاب السلطة وقادة المليشيات لها، إذ إنّ أي عملية إصلاح ستكون عمليا مُوجّهة ضد حزب أو شخصية ما، بعدما باتت كلّ وزارة أو مُؤسسة عامة مجيرة سياسياً، وكأنها دُكّان لهذا الحزب أو المليشيا. خصوصاً في وقت تدر فيه تلك القطاعات التّي تنوي الحكومة إصلاحها مبالغ ضخمة سنوياً على من يمتلك النفوذ فيها، لذلك عجلت ورقة الإصلاح بفتح باب المواجهة بين الكاظمي وبعض القوى السياسية والفصائل المسلحة، تلك التّي تعتقد أنّ أي إصلاح ستكون هي المستهدفة به. ولذلك أثارت هذه القرارات مخاوف حقيقية لدى قادة الأحزاب والمليشيات من احتمال أن تجرَّه، طوعا أو جبرا إلى الاصطفاف مع المتظاهرين، وهذا بالتالي لن يقضي فقط على هيبتهم القيادية وسلطاتهم، بل قد يغري الجماهير الغاضبة بمهاجمة مكاتب أحزابهم ومستودعات سلاحهم وهو ما حصل فعلاً لمقار بعض الأحزاب ومكاتب المليشيات في جنوب العراق، فقادة النظام الإيراني ووكلاؤهم العراقيون لا يريدون أن يواصل الكاظمي سياسة ملاطفة الشارع الشعبي المنتفض، سواء أكان جادا أو فقط راغبا في تهدئة خواطر الجماهير وإنهاء حالة التظاهر والاحتجاج، ولتفادي التصعيد، ومن أجل الالتفاف حول الكاظمي ومنعه من اكتساب شخصية القائد الشعبي المحبوب جماهيريا، ولإبعاده عن المتظاهرين، فقد وجدوا أن إشغاله بالجري وراء مطالب الجماهير التي من الصعوبة تحقيقها بفعل الواقع السياسي والاقتصادي والأمني العراقي المعقد، وبذلك يستطيعون أن يُظهروه للشارع العراقي عاجزا وضعيفا، أو غير صادق في وعوده التي قطعها على نفسه، وأولُها تجريد المليشيات من سلاحها وحصر السلاح بيد الدولة وإحالة كبار الفاسدين إلى القضاء.

الكاظمي الذي شغل منصب رئيس المخابرات يُدرك جيّدا الأوضاع التّي يمرّ بها العراق ويعرف مكمن الأزمة فيه والتّي عصفت بكلّ الوزراء الذّين سبقوه. وقد كشف عن نيته منذ نيله ثقة البرلمان من خلال تصريحاته المُتكرّرة بضرورة فرض السيادة وهيبة الدولة وحصر السلاح بيدها ووقف التدخلات الخارجية التّي تُهدّد استقرار البلد مستندا في ذلك إلى دعم كبير من المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى حاضنة شعبية، خصوصا تلك التي تقوم على شريحة الشباب الرافض للمُحاصصة الطائفية والسياسية والمنزعجة من ممارسات المليشيات المسلحة.

أمام هذا الواقع المرير لتنمّر الفصائل والمليشيات ضد الدولة والقانون والشعب واستفحال خطرها، يبدو أن المستقبل القريب سيشهد حراكا شعبيا جديدا كان مؤجلا بسبب وباء كورونا بعد انتظار ورقة إصلاح الكاظمي والوعود التي قطعها على نفسه لتصحيح مسار العملية السياسية واستعادة هيبة الدولة، فإذا ما ثبت فشل عملية الإصلاح وتحقيق مطالب المنتفضين وعدم جدية الكاظمي وأحزاب السلطة في إجراء إصلاحات حقيقية وانتخابات مبكرة نزيهة، فإن صفحة جديدة من التحرك الجماهيري، من المتوقع أن نشهدها قريبا حسب تأكيد قادة التنسيقيات.

وبالتالي حين يكون نظام الدولة مفروضا من المستعمر، كما هو الحال في العراق وسائر البلاد الإسلامية، ومخالفا في قوانينه وتشريعاته لعقيدة الأمة وحضارتها، وحين يصبح الحكم وثروات البلد غنيمة بيد وكلاء المستعمر من الحكام ورجال الأعمال والمليشيات، وحين لا يجد الناس من يرعى شؤونهم، عندها يكثر الفقر والظلم والفساد ولن تفلح القوانين الردعية ولا الحملات العسكرية والتحسيسية لنشر ثقافة مكافحة الفساد التي يدعو إليها عامة الشعب في القضاء عليه أو استرجاع ثقة الناس، ما دام فساد النظام قائما. فالناس لا يصلحهم السّيف بل يصلحهم العدل، والعدل لا يتأتى من القوانين الوضعية التي يضعها البشر حسب أهوائهم بل من القوانين الشرعية التي تضمنها الوحي وتسهر على تطبيقها دولة الخلافة...

بقلم: الأستاذ علي البدري

جريدة الراية : مُنظمة التحرير الفلسطينية نتاج طبيعي للنظام الرسمي العربي

 جريدة الراية : مُنظمة التحرير الفلسطينية نتاج طبيعي للنظام الرسمي العربي

 

  20 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2020مـ

تضج وسائل الإعلام في هذه الأيام بالحديث عن رفض منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة المنبثقة عنها لاتفاقيات التطبيع التي وُقعت بين الإمارات والبحرين وبين كيان يهود، وتُشيع أبواق إعلام المنظمة والسلطة زوبعةً من الأخبار الكاذبة الرافضة للتطبيع، وتُثير الرأي العام بصخب وتضليل ضد عملية التطبيع وكأنّها بريئة من هذه الجريمة المنكرة، مع أنّها هي نفسها قد طبّعت واعترفت بكيان يهود رسمياً منذ العام 1993.

ولو أنعمنا النظر في أعمال منظمة التحرير منذ نشأتها وحتى اليوم لوجدناها لا تختلف عن الإمارات والبحرين، بل لا تختلف عن أي دولة عربية عميلة قامت بجريمة الصلح والتطبيع مع كيان يهود، فهي وليدة هذا النظام العربي الرسمي الفاشل الذي صنعته الدول المستعمرة منذ أربعينات القرن الماضي، فالجامعة العربية التي أسسها وزير الخارجية البريطاني بُعيد الحرب العالمية الثانية، ومنذ مؤتمر أنشاص في مصر، هي التي فرخت هذه الكيانات العربية الهزيلة التابعة، وهي التي حافظت على انفصالها عن بعضها، وهي التي منعت وحدتها، وهي نفسها التي أنشأت منظمة التحرير لتكون الأداة الرئيسية في تصفية القضية الفلسطينية.

لقد تبنّت أمريكا قرار التقسيم الصادر عن مجلس الأمن في العام 1947 والذي قسم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، وهي بذلك قد تبنت فكرة إخراج كيان فلسطيني منفصل يمثل الفلسطينيين، ويعترف بدولة يهود بما أسموه بــ(أصحاب الأرض) ليكون كيان يهود الرديف قانونياً ومعترفاً به من (أصحاب القضية) أنفسهم.

وفي العام 1957 دعمت أمريكا فكرة فصل الضفة الغربية وقطاع غزة عن مصر والأردن في مؤتمر اشتورة في لبنان، وفي العام 1962 اتصل الرئيس الأمريكي جون كنيدي بالرئيس المصري جمال عبد الناصر مطالباً إيّاه العمل من خلال الجامعة العربية على إخراج جسم سياسي خاص للفلسطينيين يُمثّلهم ويكون المتحدث القانوني باسمهم أمام المجتمع الدولي، ذكر هذا الكلام رئيس مجلس النواب الأردني الأسبق عبد اللطيف عربيات.

وفي العام 1964 انعقد أول مؤتمر فلسطيني في جبل الزيتون بالقدس وخرج بنتائج سياسية خطيرة قُطع فيها البعد الإسلامي عن القضية الفلسطينية، فأصبحت القضية قضية عربية خالصة لا علاقة للمسلمين بها، ولا دخل لغير العرب بها.

ونشأت المنظمة في البداية تحت اسم هيئة التحرير الفلسطينية في العام 1965 وباركتها الجامعة العربية، فكانت وليدة طبيعية لتلك الجامعة، وفي العام 1974 وفي مؤتمر قمة الرباط جاءت مرحلة جديدة فتمّ فيها فصل البعد العربي عن المنظمة وأصبحت هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبذلك فصلت القضية الفلسطينية تماماً عن بعديها الإسلامي والعربي لتكون فلسطين بعد ذلك لقمة سائغة ليهود بعد إبعاد الثقل العربي والإسلامي عنها، فأصبح العرب والمسلمون غرباء عنها وليسوا طرفاً فيها، وهو ما أدّى إلى جعل الفلسطينيين الضعفاء هم فقط من يتحمل عبء المواجهة ضدّ دولة يهود لتستفرد بهم وهي المدعومة بالقوى الكبرى، ولتسهل تصفية القضية.

وهكذا تمكن النظام الرسمي العربي من اختزال هذه القضية الإسلامية المصيرية الكبرى إلى قضية صغيرة تخص أهل فلسطين وحدهم، وتتعلق بمسائل إنسانية أكثر من كونها سياسية مثل حق عودة الفلسطينيين أو إعطائهم تعويضات، أو إقامة دويلة مسخ بدون سيادة لهم تحت حراب الاحتلال.

فمنظمة التحرير إذاً هي جزء لا يتجزأ من الجامعة العربية ومن النظام العربي الرسمي الفاشل الذي تولّدت عنه اثنتان وعشرون دولة فاشلة، وهي أيضاً جزء لا يتجزأ من نظامه العاجز الذي فرّط في فلسطين وسلّمها ليهود بمسرحيات قتالية محبوكة، وبتحميل مسؤولية المواجهة على عاتق الفلسطينيين وحدهم، ومن خلال اتفاقيات سلام وتطبيع خيانية مفضوحة.

وعندما تقوم السلطة الفلسطينية وباسم الفلسطينيين بتضييع فلسطين من خلال المفاوضات العبثية لعقود فإنّما تقوم بذلك بتخطيطٍ مسبق ومعروف، وكذلك عندما تحافظ على أمن كيان يهود من خلال التنسيق الأمني، وعندما تقوم بملاحقة المطلوبين الفلسطينيين وتُسلّمهم لكيان يهود، وعندما تقوم قوات أمن السلطة بقمع الحراك الجماهيري الرافض لسياسات الفجور التي تتبعها السلطة التزاماً منها باتفاقية سيداو لنشر الرذيلة في المجتمع الملتزم بأحكام النظام الاجتماعي الإسلامي، وعندما تتسلط على القضاء وتتلاعب بالهيئة القضائية، وعندما تنهب الأموال وتحتكر المشاريع المالية الضخمة لمصلحة الطغمة المتسلّطة على رقاب الناس، وعندما تفعل كل هذه المنكرات وغيرها، فإنّما تقوم بها بوصفها مُنتجاً من منتجات النظام الرسمي العربي، وهي لا تختلف في هيكليتها وبنيتها السياسية عن بنية أي دولة عربية أخرى عميلة وفاسدة.

لذلك كانت هذه المنظمة والمنبثقة عنها حقيقةً هي نتاج طبيعي فاسد لهذا النظام الرسمي العربي الفاسد التابع للغرب الكافر المستعمر سياسياً وثقافياً وعسكرياً واقتصادياً، وكانت بذلك لا تختلف عن الإمارات أو البحرين أو أي نظام حكم عربي فاسد آخر.

 ومن هنا كان يجب إدراك أنّ أية محاولة لإصلاحها ستمنى بالفشل الذريع كونها مرتبطة ومنبثقة عن نظام عربي صنيعة أعداء الأمّة.

وما كان ينبغي لحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين بذل الجهود للدخول في إطار هذه المنظمة بحجة إصلاحها وإعادة بنائها، لأن إصلاحها مستحيل كونها من متولدات نظام عربي فاسد وتابع، والواجب تجاهها هو فقط هدمها والتخلص من شرورها وفسادها وآثامها.

بقلم: الأستاذ أحمد الخطواني

جريدة الراية: ثورات سبتمبر وأكتوبر في اليمن

 جريدة الراية: ثورات سبتمبر وأكتوبر في اليمن

اتفاق في تنفيذ مشاريع الكفار المستعمرين واختلاف في العمالة له!

  

  20 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2020مـ

يتغنى الحكام ووسطهم السياسي وأتباعهم كل عام بذكرى ثوراتهم المتنوعة، مثل 21 سبتمبر أو 26 سبتمبر أو 14 أكتوبر، ويكيلون المديح لمنجزاتها المختلفة، ويقومون بالعروض العسكرية والشبابية والاحتفالات الخطابية والخطب المنبرية التي تعدد منجزات الثورة المختلفة في شتى الميادين، ويسلط الإعلام قنواته المتنوعة للحديث عن تلك المنجزات والنهضة التي وصل إليها اليمن...

فثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر يتحدث مؤيدوهما الذين يسمَّون بالشرعية وغيرهم عن منجزاتها الكبيرة كالإطاحة بالنظام الإمامي الكهنوتي المستبد ومحاربة الحوثي الذي يسعى من خلال انقلابه لفرض النظام الإمامي من جديد ليعود عصر الظلم والظلام والاستبداد وتقبيل يدي وقدمي الإمام، وأنها بنت مؤسسات الدولة وأوجدت العلم الذي كان في عصر الإمام محصوراً في فئة أتباع الإمام والموالين له، وأنها قضت على الجهل والمرض والفقر؛ الثلاثية التي تميز بها عهد الإمام المظلم ذو السواد القاتم، وأنها أوجدت نهضة علمية كبيرة؛ فقد أوجدت آلاف المدارس وعشرات الجامعات وعبّدت الطرقات وشيدت صرح القضاء واستخرجت النفط والغاز وبنت مؤسسة عسكرية لحماية البلد من الغزو الخارجي والانقلاب الداخلي... والقائمة طويلة في تعداد تلك المنجزات التي يصعب حصرها كما يزعمون!! حقيقة الأمر هي أن كل ما يتغنون به منجزات كما يزعمون هم فيها أكذب من مسيلمة والواقع ينطق بدجلهم.

أما الحوثيون الذين أطاحوا بما تسمى زورا بالشرعية عبر ثورتهم في 21/9/2014م فإنهم يتغنون بمنجزاتها المتميزة حسب زعمهم وأبرزها إنقاذ اليمن من الوصاية والتبعية لأمريكا وكيان يهود! مع أن تدخلات أمريكا زادت سفوراً وتحدياً في عهدهم، ويقولون إنهم يخوضون حربا مقدسة من أجل ذلك لا زالت رحاها دائرة منذ أكثر من خمس سنين وقد أكلت الأخضر واليابس، ومكنتهم هذه الحرب من السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال اليمن، وهي كل يوم تسحق خصومها من أعوان النظام السابق، فهم يقولون إنهم سوف يغيرون المناهج التعليمية التي صيغت حسب وجهة نظر بني أمية!! مع أن الذي صاغ هذه المناهج وأشرف عليها هو الغرب الكافر، وهم يستبدلون بهذه المناهج مناهج تذكي نار الطائفية وثارات الحسين!

والحقيقة هي غير ذلك؛ فالثورات كلها تتفق في الغاية وتختلف في الولاء؛ فكل الثورات المذكورة آنفا تتفق في الحكم بالعلمانية وإبعاد الإسلام عن الحكم وخدمة الكفار وتنفيذ مشاريعهم ونشر ثقافتهم ومخططاتهم، وتختلف فقط في الولاء للكافر المستعمر؛ فثورة 26 سبتمر 1962م وكذلك ثورة 14 أكتوبر 1963م، أفرزت النظام السابق ورموزه؛ فهي تخدم بريطانيا وتسعى لأن تكون كلمتها هي العليا، بينما ثورة 21 سبتمبر 2014م فتسعى لطرد نفوذ الإنجليز لتكون كلمة أمريكا هي العليا فهي تدعي إنقاذ اليمن من الوصاية الأجنبية في حين إنها تسعى لفرض التبعية لأمريكا وتنفيذ مخططاتها والقبول بحلها السياسي عبر المبعوث الأممي غريفيث أو غيره خارج إطار مسيرتهم القرآنية التي يتغنون بها بين أتباعهم.

إن المخرج لهذا البلد المنكوب بهؤلاء العملاء وعلمانيتهم المستوردة من أسيادهم الكفار المستعمرين هو الإطاحة بعروشهم وهدم أنظمتهم، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاض حكمهم، فإلى العمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ندعوكم يا أهل اليمن؛ فبها وحدها نهضتكم ونهضة الأمة الإسلامية كلها.

بقلم: الأستاذ شايف الشرادي – اليمن

جريدة الراية: (كلبة بوش) تكشف قبح التعتيم الإعلامي على نشاطات حزب التحرير!

 جريدة الراية: (كلبة بوش) تكشف قبح التعتيم الإعلامي على نشاطات حزب التحرير!

 

  20 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2020مـ

لقد دأب الإعلام السوداني على التعتيم على النشاطات السياسية الغزيرة والراقية التي يقوم بها حزب التحرير/ ولاية السودان، حيث يقيم الحزب منتدىً سياسياً أسبوعياً يحضره عدد مقدر من السياسيين، والإعلاميين، والمهتمين بالشأن العام، يتناول المنتدى تقريباً كل ما يدور في الساحة السياسية والاقتصادية، والإعلامية والاجتماعية، ويضع الحزب في هذا المنتدى معالجات وحلولاً جذرية. إلا أن هذا المنتدى المهم تتعامل معه وسائل الإعلام على اختلافها ببرود ولا مبالاة.

فقبل فترة وجيزة نفذ الحزب وقفات احتجاجية مهمة، واحدة منها كانت في شارع القصر في 25/8/2020م، ضد خيانة التطبيع مع كيان يهود وزيارة وزير الخارجية الأمريكي عرَّاب هذه الخيانة، وأخرى كانت في 9/9/2020م أمام مجلس الوزراء ضد جريمة فصل الدين عن الدولة، وخيانة الاتفاق الذي تم بين حمدوك والحلو. فمرت على الإعلام المحلي مرور الأصم الأعمى على زفة العُرس وطبولها!

في عهد النظام المخلوع وقف الحزب ضد انفصال الجنوب بقوة، فنفذ أول اعتصام في ميدان المولد بالخرطوم، وأقام حملة توقيعات ضخمة تَدافع عليها أهل البلاد، وأقام مسيرات جابت كل مدن الخرطوم الثلاث.

وفي يوم افتتاح السفارة الأمريكية في ضاحية سوبا أقام وقفة احتجاجية أمام السفارة، في وقت كان كثير من السياسيين لا يعلمون بهذا الافتتاح ولا بالموقع الجديد لسفارة أمريكا، حتى قال أحد السياسيين إن حزب التحرير دوما يفاجئنا، فهو حزب متقدم علينا بكثير. فلم يهتم الإعلام بتغطية تلك الأعمال اللافتة للنظر!

هذا غير المؤتمر الاقتصادي العالمي أيام الأزمة الاقتصادية 2009م الذي حضره الآلاف والنشرات والبيانات اليومية، والتعليقات السياسية، والردود والتعقيبات الصحفية، والفيديوهات وخطب المساجد التي تنقلها الوسائط...

لقد دأب الحزب في نشاطاته ومنتدياته على استضافة متحدثين من غير شبابه، وهناك من يطرح رؤى مخالفة للحزب في هذه المنصة، ولكن برغم ذلك لا تجد هذه النشاطات حظها من النشر والاهتمام إلا من بعض الشرفاء المخلصين كأفراد.

في العهد البائد كان الصحفيون يتعذرون بالقبضة الأمنية، والمراقب القبلي، ويشكون عدم حرية الإعلام، حتى تبلغ الجرأة برئيس تحرير كان مسؤولاً في نقابة الصحفيين، أن يقول لصحفي: (إما نحن أو حزب التحرير؟!). لقد صُدم الصحفي من هذا الأسلوب التسلطي العجيب، لأنه لم يكن يتوقع أن تغطية الفعاليات السياسية جريمة، وأن نقل الحقيقة جناية، وصُدم لأنه ليس عضوا في حزب التحرير، وإنما هو صحفي ينقل الحقيقة. ولكن ساعتها أدرك (أن الصحافة ليست مهنية ولا حيادية كما يدعون، وإنما توجهها دوائر تحقق بها أجندة خاصة؛ لإرضاء الدول الاستعمارية، وسفاراتها الأجنبية)، (وأن الإعلام مأجور يتحكم فيه من يدفع).

حاولنا مراراً لقاء كريماً مع رئيس التحرير، والحوار معه، وأن يسمع منا، بدل أن يسمع عنَّا فرفض لقاءنا، دون إبداء أي سبب! ثم ناقشنا عدداً من الإعلاميين في مختلف الأجهزة الإعلامية، فيقول مسؤول في إحدى القنوات: (إنتوا كلامكم حار؟!) فسألناه: ما معنى حار؟! هل هو حق أم باطل؟ صواب أم خطأ؟ فيقول مبتسماً: هو حق وصواب، ولكن بالراحة شوية.. ويقول آخر: (هناك جهات تقول إنكم: متطرفون) فسألناه ما معنى متطرفين؟! هل تعني أن الإسلام الذي ندعو لتطبيقه هو متطرف؟ قال منفعلاً لا.. هل رأيتنا يوما نحمل عصا أو سلاحاً لتهديد أحد أو ترويعه قال: (لا، لم أعلم منكم إلا كل خير؛ أدب، وثقافة وفهم وصبر في النقاش).. فقلنا له إذن راجع الجهة التي تصدر مثل هذه الاتهامات، فإذا عرفتها سيتضح لك لماذا تريد تشويه صورة الحزب الذي يعمل لإقامة الإسلام واقعاً معاشاً بتطبيق أحكامه.

إن الذي يتعجب له المرء هو أن هذا الإعلام يُعتِّم على حزب التحرير، ويمتنع عن نشر أخبار نشاطاته، وتفاعلاته، ورؤاه السياسية، وهو نفسه الذي يتناول لقاءات وحوارات لأحزاب معارضة في العهد السابق، وعندما نناقشهم عن قبح ازدواجية المعايير هذه، والكيل بمكيالين التي يتعاملون بها مع الحزب، يقولون إن أولئك يتحدثون عن مشاكل الناس. فنقول وهل نتحدث عن غير هذه المشاكل؟! الإجابة: (صمت)! ثم يقول آخرون: إن هذه الأحزاب لها رؤية لعلاج المشاكل، فنقول: هل وجدتم يوما منشوراً أو بياناً أصدرناه في أي قضية لم يقدم رؤية وعلاجاً للمشاكل التي تمر بها البلاد؟ الإجابة: (صمت)!... ثم يصرِّح أحدهم ليقول: (والله مشكلتنا مع كلمة الخلافة دي) سألناه: (أليس الذي أوجب إقامة الخلافة هو الله تعالى في دينه وشرعه؟.. أليس من أمر بإقامة الخلافة هو النبي ؟) وعندما نبين الأدلة يتفاجأ الرجل فلم يكن يعلم كل هذه الأحكام الواجبة فيغير تعامله، ولكن تظل قضية النشر عقبة باقية.. لكنهم يقولون (نحن معجبون بنضالكم وبثباتكم ومبدئيتكم ولكن الواقع ضاغط علينا..)!

في النظام الحالي تغيرت كثير من الوجوه، فمنهم من رفض مقابلتنا، بعد أن كان يقابلنا، ومنهم من بات يهدد الصحفيين مثل قول أحدهم لآخر: (ما تجيب لي أخبار حزب التحرير) فيقول الصحفي: (إن حزب التحرير له تاريخه النضالي ضد النظام البائد وموقفه الثابت) فيجيب المسؤول: (هذا عهد تجاوزناه).

لا نتعجب، إذ إن حزب التحرير الرائد في قيادة أول مسيرة في العهد البائد للقيادة العامة للجيش، يحذرهم من فصل الجنوب، وتطلب منهم صيانة العهد والقسم الذي أدوه للحفاظ على البلاد، وإعلان الحرب على من يقسمها.. لقد مرَّت هذه المسيرة التي كانت في وضح النهار أمام مقر صحيفة، فصمّت آذانها، ولم تجُد عليهم بصيرتُهم بأن ينشروا عن المسيرة، وفي الصباح كتبت هذه الصحيفة عن (كلبة بوش) التي قيل إنها كانت مريضة!!! فنشروا هذا الخبر في مكان مهم في وقت مهم.

إن التعتيم الإعلامي على حزب التحرير، يشير بوضوح إلى أن الأمر مرتبٌ له، واتفقت فيه الأنظمة وعملاؤها تشرف عليها الدول الاستعمارية، عبر سفاراتها، التي تحارب الإسلام وتتآمر على أهله، وهو تواطؤ يكتب شهادة الوفاة لما يُسمى بحرية الإعلام، و(صاحبة الجلالة!)، ليجعلوها عاهرة ساقطة تعرّي جسدها لمن يدفع، وتنقل أخبار من كان دينه الدرهم والدينار واليورو والدولار، أما أن تتناول قضية أمة تريد أن تنعتق من ربقة الاستعمار وذيوله فهذا ممنوع ممنوع!!

ولكن يبقى العزاء أن كل ذلك سيكون نقطة سوداء في تاريخ من يقف ضد المشروع الذي يعمل لتعبيد العباد لله لرب العالمين، ويبقى العار في جبين كل من حال دون نشر الحقيقة التي تقول: إن الأمة لن ينصلح حالها إلا بتطبيق الإسلام كما نزل، في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإن فجر الحق سينبلج نوره قريباً ليكشف فحمة الدُجى، ويملأ الأرض نوراً بعد ظلمة، فساعتها سيعض هؤلاء المعتّمون لهذا المشروع على أيديهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

بقلم: الأستاذ محمد جامع أبو أيمن

 مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية:الجولة الإخبارية: 7-10-2020

 جريدة الراية:الجولة الإخبارية: 7-10-2020

 

إنها بحق لإحدى الكُبر أن يحدث هذا الذي حدث حيث يسير فيه التطبيع بتسارع على مرأى ومسمع من الأمة وجيشها! ودون أن تتحرك جيوش المسلمين فتقلب الدنيا عليهم وتزيلهم! ثم إن الذين لم يوقعوا اتفاقيات معلنة بعدُ ليسوا دون الموقعين درجة، فعُمان تستضيف وتضاف مع دولة يهود، وقطر وسيط (نزيه) بين يهود وغزة! والنظام السعودي في بلاد الحرمين أجواؤه مفتوحة لطائرات الدولة المسخ المحتلة لقدس أقداس المسلمين!! ثم النظام التركي لا زال يعترف بدولة يهود المحتلة لفلسطين! حقاً إنها لإحدى الكبر أن يحدث هذا الذي حدث وكأنه أمر عادي بين الأشقاء وأنه لا يتجاوز اختلافاً في وجهات النظر حول ترسيم الحدود!!

===

أربعة أمور قطعية الدلالة تؤكد زوال كيان يهود

أيها المسلمون: إن فلسطين الأرض المباركة، أرض القدس، أرض المسرى والمعراج هي في قلوب المسلمين حتى وإن ابتُلوا بحكام رويبضات يطيعون الكفار المستعمرين فوق طاعة رب العالمين، فإن فلسطين وقدسها هي فلسطين المسلمين، وليست فلسطين أولئك الحكام الخونة ولا هي قدسهم، وإن تطبيع علاقاتهم مع دولة يهود المغتصبة لفلسطين سيكللهم بالعار والشنار حتى يومهم الذي يوعدون، فإن فلسطين ستعود إلى أهلها بعد قتال يهود المحتلين للأرض المباركة في يوم مشهود تعلوه صيحات الله أكبر من جيوش المسلمين، وهو وعد غير مكذوب قاله الصادق المصدوق : «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ» رواه مسلم

أيها المسلمون: إن الجيوش في بلاد المسلمين هم أبناؤكم وإخوانكم وبنو جلدتكم، وفيهم المخلصون فأنيروا بصيرتهم بالحق وادفعوهم إليه لإنقاذ فلسطين من كيان يهود المسخ الذي احتلها وعاث فيها فساداً وإفساداً بدعم من الحكام في بلاد المسلمين الذين بدل قتال ذلك الكيان حفظوا أمنه! ولولا ذلك لما بقيت لهذا الكيان باقية حتى اليوم، فيهود لا يُنصرون في قتال جاد مع المسلمين ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ﴾ هذا واقعهم وهذا شأنهم، ولكن بدل قتالهم تعامل الحكام معهم بصلحهم، وبدل إخراجهم من ديارنا كما قال العزيز الحكيم ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ وإذ بهؤلاء الطواغيت يثبتونهم فيها! ﴿قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.

أيها المسلمون: إنه لا يصلح هذا الأمر إلا بما صلح به أوله: حكم بما أنزل الله وجيوش تزلزل أعداء الله، ولن يكون هذا إلا بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة من جديد، فتجتث كيان يهود الذي دنس فلسطين الطاهرة أكثر من سبعين عاما، ومن ثم تعود فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام، بلداً عزيزاً في دولة عزيزة، خلافة على منهاج النبوة... وإن هذا لكائن بإذن الله، تؤكده أمور أربعة قطعية الدلالة:

الأول: أن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ وأمة هذا حالها لن تصبر على ضيم فلا تنسى قدسها مهما صنع الطغاة بل تدوسهم بأقدامها فتؤزّهم أزّاً...

والثاني: وعد من الله بالاستخلاف في الأرض ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ﴾ وبشرى من رسوله بعودة الخلافة على منهاج النبوة «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» أخرجه أحمد.

والثالث: حديث الصادق المصدوق عن قتال اليهود وقتلهم: «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ» رواه مسلم.

والرابع: حزب صادق مخلص بإذن الله يعمل لتحقيق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ، وهو الرائد الذي لا يكذب أهله، صاحب بصر وبصيرة، يقود الأمة إلى الخير الذي يحييها بعزة ونصر، وفوز في الدارين وبشر المؤمنين.

وأمة فيها ركائز النصر هذه، فبإذن الله ستقيم خلافتها وتحرر قدسها، وتقطع دابر الظلمة وأسيادهم وأعوانهم ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

===

كتلة الوعي في جامعة البوليتكنك تنظم مجموعة من النشاطات ضد التطبيع مع كيان يهود

نظمت كتلة الوعي في جامعة البوليتكنك في الخليل مجموعة من النشاطات تحت عنوان "جاؤونا مطبعين تحت حراب المحتلين، والأقصى وأهله ينتظرون المحررين".

ركزت هذه النشاطات على حقيقة التطبيع مع كيان يهود وانعكاساته على قضية فلسطين، وذلك من خلال التواصل مع الطلاب ومناقشتهم والوقوف معهم على أهم المفاهيم التي يجب أن تكون حاضرة في أذهانهم، وأن العلاقة الطبيعية التي يجب أن تكون مع المحتلين هي حالة الحرب من خلال دولة تُسيّر الجيوش لإنهاء كيان يهود، والتأكيد على أن أية علاقة تقام مع كيان يهود المغتصب لأرض فلسطين تعتبر خيانة لقضية فلسطين.

وبينت كتلة الوعي للطلبة أن ما يقوم به السفهاء من الحكام من مسارعة علنية للتطبيع مع كيان يهود لن يمر مرور الكرام، بل ستنتفض الشعوب في وجه حكامها العملاء وتحرق الأرض من تحت أقدامهم وستقلب عروشهم على رؤوسهم عاجلا أو آجلا.

كما وأكدت الكتلة على أن الحل الجذري لقضية فلسطين وسائر قضايا المسلمين لا يكون بالانبطاح تحت "بساطير" المحتلين بل بالعمل لإقامة تاج الفروض الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. هذا وقامت الكتلة بتعليق يافطات وبوسترات في أرجاء الجامعة.

ومن الجدير ذكره أن هذه النشاطات لاقت قبولا وتفاعلاً ملحوظاً من الطلاب.

===

النظام في تونس يمعن في سياسة التحجير ضد أنشطة حزب التحرير

استنكر حزب التحرير/ ولاية تونس، مواصلة النظام وأزلامه انتهاج سياسة الرئيس السابق السبسي للتضييق على أنشطة حزب التحرير باتباع أساليب منحطة تذكر بالمخلوع بن علي، فقبيل انعقاد المنتدى الحواري الذي نظمته جريدة التحرير عصر الخميس الماضي في مقر حزب التحرير في ولاية تونس تحت عنوان: "الجريمة في تونس، أمر طارئ أم أزمة نظام؟"، تفاجأ ضيوف المنتدى بنقطة أمنية تغلق الممر الوحيد المؤدي لمقر الحزب. وأكد بيان صحفي أصدره الجمعة، المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس: أن مثل هذه الأساليب الرخيصة لن تثني حزب التحرير عن مواصلة نشاطه لتحقيق غايته بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تتحقق فيها مطامح المسلمين في تونس بتطبيق نظام الإسلام على المسلمين في بلادهم الإسلامية، ما يمكنهم من استعادة سيادتهم وأمنهم وثرواتهم بعد قلع الاستعمار الغاشم الذي أهلك الحرث والنسل واستولى على ثروات البلاد وعلى أقوات الناس.

===

روسيا تظهر مرةً أخرى ضعفها الفكري في صراعها ضد الإسلام

أصدرت المحكمة العسكرية في روستوف أحكاماً ضد 7 من المسلمين من شبه جزيرة القرم فيما يُعرف بـ"قضية حزب التحرير". فقد حكم عليهم لمدد تتراوح بين 13 و19 سنة، واستمرت المحاكمة والإجراءات القضائية لمدة ثلاث سنوات. من جانبه أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا: أنّ سخافة هذا الحكم الصادر تكمن حقيقةً في أن أساس الاتهام في "قضية الإرهاب" هذه ليس هو التخطيط لأعمال إرهابية أو التحضير لها أو تنفيذها، بل اجتماع عام كـ(صُحبة) في مسجد حضره العشرات من الناس. كما أن المسلمين المدانين متهمون بقراءة كتب إسلامية وإجراء أحاديث عن الإسلام. وأضاف البيان: إنّ هذا الحكم السياسي وليس القضائي الذي أصدره القضاء الروسي الأعوج يكشف أيضاً عن إفلاسه، من خلال حقيقة اعتبار الهواتف والأقراص المدمجة والكمبيوتر المحمول، اعتبارها أدوات جريمة في حكم المحكمة هذا! وختم البيان مشددا: أن الأكاذيب والمكائد التي تنسجها السلطات الروسية اليوم ضد الإسلام وأتباعه محكوم عليها بالرفض التام من جانب مسلمي روسيا والقرم.

===

حزب التحرير/ ولاية سوريا الحل السياسي مرفوض عمله، مذموم مروّجه، ملعون منبعه

في إطار الحملة المتواصلة "لا لجريمة الحل السياسي! نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة" وتحت هذا العنوان، نظم شباب حزب التحرير، الجمعة، وقفة في مخيم عطشان من تجمع مخيمات أطمة الغربية، بريف إدلب الشمالي، وطالبت الشعارات واللافتات المرفوعة بإفشال الفخّ الأمريكي، باعتبار أن الحل السياسي مرفوض عمله، مذموم مروّجه، ملعون منبعه.

===

أنتم وحضارتكم المأزومون وليس الإسلام يا ماكرون

نشر موقع (فرنسا 24، الجمعة، 15 صفر 1442هـ، 02/10/2020م) خبرا جاء فيه: "أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في خطاب ألقاه في ليه موروه بضواحي باريس، أن على فرنسا "التصدي للنزعة الإسلامية الراديكالية" الساعية إلى "إقامة نظام مواز" و"إنكار الجمهورية". وقال ماكرون خلال عرضه لخطة عمل حول "النزعات الانفصالية" وبالخصوص النزعة الإسلاموية المتطرفة، إن الإسلام "ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم" بسبب تجاذب تيارات داخلها. ومن المزمع تقديم مشروع قانون حول "النزعات الانفصالية" لمجلس الوزراء بداية كانون الأول/ديسمبر ثم مناقشته في البرلمان في النصف الأول من عام 2021، أي قبل الانتخابات الرئاسية عام 2022".

الراية: ليس الدين الإسلامي هو الذي يمر بأزمة أيها المريض ماكرون، بل أنتم وحضارتكم المأزومون من الإسلام؛ ذلك أن الإسلام عرّاكم وكشف زيف حضارتكم وبطلان مبدئكم وفساد قيمكم ومثلكم العليا، أزمتكم مع الإسلام أنكم استعمرتم بلاده وفتكتم بأهله ونهبتم ثرواته ودنستم مقدساته، وأزمتكم أنه كلما ظهر من نور إسلامنا قبس انكشفت ظلمات رأسماليتكم حتى ضاق بها أهل الأرض ذرعا، ومنها شعبكم واسأل أصحاب "السترات الصفراء".

باختصار إن أزمتكم مع الإسلام الذي أخذ نوره ينبعث من جديد ودولته صارت تتهيأ للقيام وأمته باتت ترفض كل ما سواه ثم تريدون أنتم أن تطمسوا كل ذلك! ولكن هيهات هيهات ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

===

حكام لبنان يواكبون ركب الخيانة والتطبيع العلنيين

نشر على موقع (الجزيرة نت، الخميس، 14 صفر 1442هـ، 01/10/2020م) خبر ورد فيه: "أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري اليوم الخميس التوصل إلى اتفاق إطار لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان و(إسرائيل)، واعتبر أن الخطوة من شأنها أن تفضي إلى سداد ديون لبنان.

وقال بري إن بلاده ستجري مفاوضات مع (إسرائيل) لترسيم الحدود البرية والبحرية برعاية أممية ووساطة أمريكية.

وأضاف أنه "طُلب من الولايات المتحدة من قبل الطرفين (إسرائيل ولبنان) أن تعمل وسيطا ومسهّلا لترسيم الحدود البحرية، وهي جاهزة لذلك".

ورداً على سؤال عن ربط هذه الخطوة بموجة التطبيع بين (إسرائيل) وبعض الدول العربية، أشار بري إلى أنه "عمل على هذا الاتفاق منذ عقد من الزمن، قبل ‏توجهات العرب نحو التطبيع"."

الراية: لم يطق النظام اللبناني المصطنع أن ينتظر طويلا بعد أن سبقه إلى التطبيع العلني كل من النظامين الإماراتي والبحريني، فجاء هذا الإعلان ليشكل حلقة جديدة من حلقات الخيانة تضاف إلى سلسلة التطبيع العلني مع كيان يهود بحجج ومبررات وأعذار لا تقل جرما عن خيانة التطبيع نفسها؛ حيث برر رئيس البرلمان اللبناني هذه الخطوة بقوله "إنه عمل على هذا الاتفاق منذ عقد من الزمن وذلك قبل ‏توجهات العرب نحو التطبيع"!! وأن من شأن هذه الخطوة أن تساهم في سداد ديون لبنان، بالمقابل النظام السوداني يساوم على المبلغ الذي سوف يحصل عليه مقابل التطبيع!

إن هذه الحجج الواهية التي يأتي بها حكام المسلمين لتبرير تطبيعهم مع كيان يهود الغاصب لم تعد تنطلي على أحد، فالجميع بات يعلم أن الهدف من التطبيع هو سياسي، وأنه بأوامر من أمريكا بما يخدم سياستها الحالية القائمة على تصفية قضية فلسطين إقليميا من خلال اتفاقيات التطبيع، وذلك بالتوازي مع العمل على تصفيتها محليا، وذلك طبعا لصالح كيان يهود، وواضح أن التوقيت جاء بأمر من ترامب ليحقق مكاسب سياسية تدعم حملته الانتخابية، وهذا ظاهر في نسب بومبيو هذا الإنجاز لإدارة ترامب وأنه ثمرة لجهود دبلوماسية استمرت لثلاث سنوات.

===

نصيحة صادقة خالصة لأهل الكنانة في هبتهم الجديدة

أيها الأهل في كنانة الله في أرضه: إياكم أن تكرروا أخطاء الماضي، ففي الماضي رفعتم شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" ولكنكم اكتفيتم بإسقاط رأس النظام ولم تسقطوا النظام، فاجعلوا مظاهراتكم خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى واطلبوا النصر منه وحده، واسألوه العون على فرعون مصر السيسي ونظامه، واجعلوا حراككم من أجل ما يرضي الله عنكم في الدنيا والآخرة ألا وهو إزالة الطاغية والطاغوت الذي تُحكم به مصر وإقامة حكم الله في الأرض من خلال دولة الخلافة على منهاج النبوة، وإياكم والقبول بالحلول الوسط، فهذا سيكون بمثابة نهاية حراككم الذي ما زال غضا طريا، واحذروا الغرب الماكر وخاصة أمريكا، واقطعوا حبال التواصل معها ومع غيرها، ولا تنسوا أن السيسي هو عميل أمريكا، وكل ما يفعله بكم إنما هو بضوء أخضر منها، وإياكم أن تثقوا بها وبمساعدتها وبوعودها لكم، وقد وثق بها البعض سنة 2011 وحجوا إلى بيتها الأسود فانقلبت عليهم وأسقطت حكمهم، وكان مصيرهم السجون للأسف، فاجعلوها لله وفي سبيل الله. وإن الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها تنظر إلى حراككم وكلها أمل في التخلص من هذا الفرعون المجرم ونظامه وإقامة نظام الخلافة مكانه، فلا تخيبوا ظنها بكم.

===

فلسطين بحاجة لتحرك عسكري ينقذها وليس جعجعات تُضيّعها!

شدد رئيس النظام الجزائري عبد المجيد تبون على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بعاصمتها القدس، وأضاف في كلمته أمام أعمال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف أو المساومة بدولته المستقلة، مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط. وفي السياق ذاته جاء موقف الرئيس التركي والتونسي وملك الأردن. وتعقيبا على ذلك قال المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في تعليق صحفي نشره على موقعه: إن الناظر إلى مواقف الأنظمة التي تدّعي التمسك بقضية فلسطين، وأنها ترفض تطبيع الإمارات والبحرين مع كيان يهود، يُهيّأ له أن تلك الدول فيها بقية من شرف وعزة! ولكن بالتدقيق يجد أن هذه الدول ترفض التطبيع ليس لأنه تفريط وخيانة بل لأنه جاء قبل تصفية القضية لصالح كيان يهود مقابل دويلة هزيلة على أقل من ربع فلسطين! ويجد أن بعض تلك الدول مثل تركيا والأردن قد طبعت منذ عقود وعلم كيان يهود يرفرف على أراضيها، وأن هذه الدول تجعجع على تطبيع غيرها كونها مطبعة منذ زمن ولا يترتب على موقفها الحالي موقف مستقبلي يجعل تطبيعها محرجا أمام شعبها! وإن هذه الجعجعات هي إمعان في الخيانة وإعمال للمبضع الأمريكي في جسد القضية، وعلى الأمة، التي لم تعد تنطلي عليها هذه الخطابات، أن تتحرك من فورها لإسقاط حكامها الخونة وتحريك الجيوش لتحرير الأرض المباركة كما حررها صلاح الدين.

===

المصدر: جريدة الراية