Friday, December 25, 2015

التحالف الإسلامي السعودي مؤشر جديد على زيادة العجز الأمريكي في الملف السوري

التحالف الإسلامي السعودي مؤشر جديد على زيادة العجز الأمريكي في الملف السوري
إن جميع الأحداث التي مرت فيها ‫#‏الثورة_السورية منذ بدايتها وحتى الآن تؤكد على حقيقة واحدة ثابتة لم تتغير ألا وهي أن العائق الوحيد أمام أي محاولة التفاف حول الثورة هو الشعب الذي تسلح بمطالب الدولة الإسلامية، خلافة راشدة على منهاج النبوة، وهو الأمر الذي يهون أمامه أي مجهود عسكري أو تحالف دولي أو إقليمي أو حتى صناعة الكيانات البديلة على شكل شخصيات أو ائتلافات ومجالس. ذلك أنه ومهما كان حجم هذا المجلس أو تلك الشخصية أو حتى ذلك العمل العسكري فإنها جميعا لن تفلح في كسر إرادة أفراد الشعب الذين أوجد فيهم ومن خلالهم صوت ما زال ينادي بمطلب الخلافة وذلك عن طريق استعادة سلطانه على طريقة الرسول ليطبق على نفسه ما أراد وطالب به. وعليه فإن جميع هذه المحاولات ومهما تعددت أشكالها وزاد مكرها فإنها سوف تفشل ما دام هناك صوت في الأمة ينادي بتطبيق شرع الله وإقامة الخلافة وهو الأمر الذي تكفل فيه رب العالمين ووعد به عباده المؤمنين إضافة لذلك تكفله عز وجل بالشام وأهلها.
إن لهذا التحالف ناحيتين اثنتين؛ الأولى منها داخلية في بلاد الحرمين وهي زيادة المكاسب السياسية لصالح محمد بن سلمان ولي ولي العهد والذي أصبح ينافس محمد بن نايف ولي العهد "جنرال الإرهاب" وكأنها صفقة أو مشروع سياسي ينفذها محمد بن سلمان لسيدته أمريكا فترضى عنه وتزيد من دعمه في المستقبل، والناحية الثانية هي ناحية عسكرية سياسية إقليمية في ملف مكافحة الإرهاب، وهاتان الناحيتان متصلتان فيما بينهما.
والناحية الثانية مهمة لأمريكا في مستقبل سوريا وذلك إذا ما ربطنا بين بنود اجتماعات الرياض وبين التحالف الإسلامي. إن هذا التحالف جاء في وقت أتمت فيه المعارضة المصطنعة اتفاقها على بنود الحل السياسي في اجتماعات الرياض والذي كان أحد بنوده المهمة هو محاربة من لا يسلم السلاح وينطوي تحت ما سوف يعتبرها المجتمع الدولي في وقتها الحكومة الشرعية وذلك بعد إتمام المرحلة الانتقالية عن طريق الحل السياسي.
عند ذلك الوقت فإن أمريكا تكون بحاجة ماسة لأدوات إقليمية ومحلية لكي تضمن سلامة المخطط من الناحية الأمنية والسياسية وهو الأمر الذي يمكن أن تقوم به هذه الأداة الجديدة التي سموها التحالف الإسلامي. يذكر بأن أمريكا حاولت استعمال نفس الأسلوب في العراق في أوقات سابقة عن طريق الجامعة العربية مع اختلاف المعطيات والظروف.
من المهم جدا في هذه الأوقات ملاحظة بأن الإعلانات والبيانات جاءت جميعها بصيغ عمومية وغير محددة مما يشير إلى أن هذه الأدوات والمخططات ما هي إلا خطوط عريضة يجري العمل على تنفيذها خلف الستار لكي تكون جاهزة وقت الحاجة لها، ولكن الإعلان لها في هذه الأوقات جاء بمثابة فتح محاضر المحاكمات الفارغة التي سوف تبحث عن المتهم في وقت لاحق وتسجل في خانة الأسماء كل من لا يسير في ركب هذه المخططات.
إن الملف السوري ما زال منذ بدايته وحتى هذا الوقت ملفاً معضلاً لأمريكا؛ فلقد بدأ الملف كقضية داخل سوريا ثم انتقل نحو الجامعة العربية (الدابي) وتعطيل ما سواها (حق الفيتو) ثم صعد إلى ما بين الجامعة العربية والأمم المتحدة (الأخضر الإبراهيمي) ثم أصبح بإشراف أمريكا مباشرة عن طريق الأمم المتحدة (دي ميستورا) ثم رقته أمريكا مؤخرا لكي يصبح ملف فاعل في الأمم المتحدة ومجلس الأمن (قرار مجلس الأمن بالإجماع) والآن هذا الملف صار شأنا عالميا دوليا تقوم أمريكا بإشراك جميع دول العالم فيه كجنود لها تتحكم بهم كيفما شاءت. وكل هذا نابع من إيمان أمريكا الحقيقي بأن نجاح الثورة السورية في تحقيق مطالبها لن يقف إلا عند خلع أمريكا عن كرسي الدولة الأولى في العالم وخلع النظام الرأسمالي من ورائها والذي سيكون من أهم أسباب تغيير ميزان القوى في العالم وتغيير قوانين اللعبة التي لا تستطيع أمريكا اللعب من خلالها.
وبناء على ما ذكر وبالنظر إلى ظروف المرحلة الحالية فإن الأكثر وجوبا على حملة الدعوة في الوقت الحالي هما أمران اثنان؛ أولهما مضاعفة الجهد في حمل الدعوة، وثانيهما التركيز على فضح المخططات والمؤامرات التي تحاك لهذه الأمة.
كل هذه الأحداث تكشف لنا كيف أن هذه الثورة المباركة ما زالت تكشف وتفضح الكثير من العملاء وكأني أراها ما إن تنتهي حتى تفضح كل عميل على رؤوس الأشهاد في الدنيا. إن اشتداد الأزمة إلى هذه المستوى لهو بشارة خير للمسلمين أجمعين بإذن الله وتأكيد على أن الأزمة قد تجاوزت الكثير جدا من المراحل الخطرة، ورغم ذلك ما زالت صامدة، وهنا يجب أن نتذكر بأن أكثر ساعات الولادة صعوبة وخطرا هي عند المخاض وخصوصا عند اللحظات الأخيرة منه، قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة: 214].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القحطاني - ‫#‏بلاد_الحرمين_الشريفين

No comments:

Post a Comment