Saturday, March 28, 2015

ظلم المرأة بين الرأسمالية وغياب الإسلام

ظلم المرأة بين الرأسمالية وغياب الإسلام

لقد كان الفكر الرأسمالي، وما زال، يمارس تضليله للمرأة كما مارسها على جميع أفراد المجتمع للوصول بهم للخضوع لرغبات صاحب المال. فاتخذ الرجل في الفكر الرأسمالي من أكذوبة حرية المرأة حبلًا وقيدًا يفرضه على المرأة لكي يخضعها لشهواته الشخصية، فضلًا عن تحويلها لسلعة تدر عليه المال من خلال جميع ما نراه في المجتمعات الرأسمالية من مظاهر الجشع والفجور الحيواني، فعندما يريد الرجل أن يُسوِّق ﻷية سلعة ﻻ بد من امرأة عارية تم تجريدها من إنسانيتها قبل أن ينجح بتجريدها من ملابسها، وكذلك كانت الدعوة لحرية المرأة هي البوابة الرئيسية لجني المال من خلال ما يسمى بالرقيق اﻷبيض (الدعارة المرخصة بقانون). ولذلك كانت حرية المرأة في المجتمعات الغربية من أحط اﻷفكار التي شهدتها البشرية منذ بدايتها وإلى يومنا هذا؛ وذلك ﻷن فساد المرأة عمومًا هو فساد لطبيعة المجتمع وخصائصه، ولذلك نرى الانحلال الخلقي بارزًا، ﻻ بل وقد فاق حدود الشذوذ الفردي وانتقل ليصل لدرجة الشذوذ المجتمعي، وتجاوز تلك المرحلة إلى أن وصل اليوم إلى مرحلة الشذوذ الدولي، فأصبح الانحلال اﻷسري اليوم معضلة يعاني منها المجتمع الرأسمالي عمومًا. ولقد عمل الغرب الكافر على نشر أمراضه الفكرية والجسدية في أمة طاهرة ونقية، فكما نشر الطاعون والجدري في قرى الهنود الحمر للقضاء عليهم جسديًا، نقل المخدرات للصين لكي يستعمرها سياسيًا واقتصاديًا. وهو يعمل منذ هدم دولة الخلافة اﻹسلامية في عام 1924م على إدخال أمراضه الفكرية كفصل الدين عن الحياة التي ما فتئت اﻷنظمة العميلة على ترسيخه من خلال القوانين المستوردة من أسيادهم، لكي تشكل نقطة تحول في طبيعة العلاقة بين اﻷسرة المسلمة من علاقة طبيعية تقوم على حفظ النفس والمال والولد والعرض، وتكون اللبنة اﻷولى في بناء الشخصية والنفسية للفرد، وبالتالي المجتمع المتميز الناهض. لقد عملت أنظمة التبعية للكافر على صبغ المسلمين بصبغة الكفار من خلال القوانين والأنظمة التي تمكن للرذيلة والفاحشة، ومن خلال البرامج السياسية والفكرية التي تزين للمسلمين الحضارة الغربية، تقدمها عنوانًا للتقدم والنهضة!
قال تعالى عن الكفار وعن محاولتهم ﻹضلال المسلمين: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 109]. وكانت مشاركة (اﻷنظمة العربية والمسماة زورًا وبهتانًا باﻹسلامية) في المؤتمرات العالمية الداعية لتقنين الفحش والرذيلة خطوةً بالغةٌ الخطورة باتجاه هذه الجريمة التي سيعاقبهم الله سبحانه وتعالى عليها، وستحاسبهم اﻷمة قريبا بإذن الله، فكان مؤتمر المرأة في بكين والقاهرة مؤذنيْن بموافقة جميع الدول المشاركة على ما جاء في مقررات هذين المؤتمرين، ومن ضمن ما تم الاتفاق عليه تحديد اﻷسرة، واتفق على أنها تقوم بوجود الجنس البشري تحت مسمى الـ(Gender) وكذلك كانت محاولة اﻷنظمة في البلاد اﻹسلامية محاولةً جادةً للوصول بالمرأة المؤمنة المسلمة لدرجة من التفسخ والانحلال، ومحاولة لربطها بالفكر الغربي، ليسهل على اﻷنظمة القضاء على حصن المجتمع وقلعته، فعملت الحكومات على تمكين وسائل الإعلام المحلية من إنتاج البرامج الترفيهية والتربوية لضرب أفكار اﻹسلام وعقيدته، وتمكين أفكار الكفر وأنظمته، وكذلك مكنت اﻹعلام العالمي من دخول كل بيت وعبر النسخ المقلدة لتلك البرامج لتقريب الكفر ﻷذهان المسلمين ليسهل عليهم تقليد الفاسق العربي فضلًا عن الفاسق الغربي.
واليوم يأتي هذا المؤتمر النسائي العالمي "المرأة والشريعة" الذي سيعقده القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير من دول عدة كخطوة رائدة للسير باتجاه الوعي اﻹسلامي نحو نهضة شاملة لجميع مناحي الحياة عبر نظام الخلافة اﻹسلامية الراشدة على منهاج النبوة تكون بديلا عن جميع أنظمة الظلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ إبراهيم حجات
06 من جمادى الثانية 1436
الموافق 2015/03/26م

No comments:

Post a Comment