Saturday, March 28, 2015

بيان صحفي: الحاكم الذي لا يستطيع أن يتحمل مخاطرة فرض عقوبة تجارية صغيرة على روسيا؛

بيان صحفي: الحاكم الذي لا يستطيع أن يتحمل مخاطرة فرض عقوبة تجارية صغيرة على روسيا؛
ما الذي يمكنه أن يفعله من أجل مسلمي القرم؟
(
مترجم)
 توجه رئيس الجمهورية أردوغان يوم الجمعة 2015/03/20م إلى العاصمة الأوكرانية كييف للانضمام إلى الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الأوكراني الأعلى. وقبل ذلك أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي بوتين في 17 آذار/مارس 2015. وذكرت تصريحات رئاسة الجمهورية أن الرئيسين أردوغان وبوتين عبرا في هذا الاتصال الهاتفي عن إرادتيهما في تطوير العلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى. علاوة على أنهما تبادلا وجهات النظر حول حل الأزمة الأوكرانية، ووضع حد للاقتتال، والمشكلات المتعلقة بتتار القرم، وسبل حلها. وفي البيان الصحفي المشترك بين الرئيس أردوغان والزعيم الأوكراني بوروشينكو، قال أردوغان: "إننا في تركيا نتابع أوضاع تتار القرم الأتراك الذين تربطنا بهم روابط تاريخية وثقافية، والذين لم يقدموا أية تنازلات في موقفهم رغم جميع الصعوبات والضغوطات".
قبل عام من هذا التاريخ، وتحديدا في 21 آذار/مارس 2014 قامت روسيا بين عشية وضحاها بضم القرم إلى روسيا على أثر الصراع السياسي بين الدول الرأسمالية على بلاد المسلمين. وروسيا التي أخذت على عاتقها دورا فعالاً في حماية النظام السوري ضد الثورة الإسلامية، وحمته من السقوط؛ وجدت في هذا الدور فرصة لسياسة الانتشار السريع. ولقد أبدت تركيا والدول الأوربية الغربية على حد سواء اهتماماً بالقرم أقل بكثير مما أبدته لدونباس (شرق أوكرانيا). ولا يمكن لأحد أن يزعم أن تركيا غافلة عن سياسات القمع التي تتبعها روسيا ضد مسلمي القرم. والظلم والقمع والنفي والتهجير الذي يعاني منه مسلمو القرم التتار اليوم ليس هو الأول، ولن يكون الأخير ما دام أصدقاؤه مثل رئيس الجمهورية أردوغان. لقد بقي خان القرم مرتبطاً بالدولة العثمانية 300 عام حتى 1783. وسقطت تحت الاحتلال الروسي خلال الثورة البلشفية عام 1917. ويقال أن فلاديمير لينين تحدث عن تتار القرم في عام 1920، فقال: "سنأخذهم ونقسمهم ونخضعهم لنا ونذيبهم فينا [ونمتثلهم]". في عهد الستار الحديدي الذي فرضه ستالين شارف تتار القرم على الفناء. ففي عام 1944 تم تهجير 180.000 مسلم قرمي من بلادهم، ونفيهم إلى الشرق. وقتل خلال هذا التهجير عشرات الألوف من هؤلاء المسلمين. وتشتتت العائلات والأسر، وكانت مجزرة للشعب القرمي بكل ما تعنيه كلمة مجزرة.
وروسيا اليوم تتصرف مع مسلمي القرم كما تصرفوا بالأمس، من سياسات التهجير والاستيعاب والتذويب، وتقول لهم بوضوح: "إما أن تعيشوا مثلنا، أو ترحلوا عن أراضي القرم". فماذا عمل حكام تركيا بشكل عام، ورئيس الجمهورية أردوغان بشكل خاص من أجل القرم منذ ضمها إلى روسيا؟ وما هي الخطوة الملموسة التي قاموا بها سوى الكلمات الجوفاء التي لا وزن لها؟ ما هي العقوبات التي فرضتموها - أنتم الذين تعلنون دائماً أنكم ضد الاحتلال الروسي للقرم، وأنكم دائما إلى جانبهم - باعتباركم الحكومة التركية والرئيس التركي؛ على روسيا التي ارتكبت المجازر بحق عشرات الألوف في الشيشان، حتى نصبت فيها عميلها قديروف بلاءً على المسلمين، ووقفت بوضوح إلى جانب نظام البعث السفاح بدعمها السياسي والمادي؟ هل اتفاقيات التجارة والطاقة الرخيصة التي قمتم بها مع روسيا أعظم عندكم من حرية مسلمي القرم، ومن أراضي القرم التي تركتها الخلافة العثمانية ميراثاً لنا وأمانة؟ ألا تتقون الله يا حكام تركيا؟
أيها الإخوة المسلمون في بلاد القرم! إن الأراضي التي تعيشون عليها تحولت إلى سبب للصراع عليها بين الدول. فروسيا ترى بأن أوكرانيا ولاية من ولاياتها، وأمريكا تريد ضمها إلى حلف الناتو، وأوروبا تريد ضمها إلى اتحادها، وكل ما تفعله تركيا ورئيس جمهوريتها هو الزيارات المكوكية للوساطة بين هذه الثلاث. والصراع بين الدول الاستعمارية تدور رحاه منذ زمن طويل. وهذه الحسابات القذرة للكفار على أراضي القرم لن تعرف نهايتها إلا بحكم إسلامي. وإن القرم لن تنعم بالطمأنينة والاستقرار إلا في ظل دولة الخلافة. كان ذلك في الماضي وسيكون ذلك في مستقبل قريب بإذن الله.
أيها الشعب التركي المسلم! مسلمو القرم هم إخوانكم، وأرضهم ذكرى الدولة العثمانية التي تركتها ميراثاً وأمانةً بأيدينا. فإذا كان الأمر كذلك فلنبنِ الجسور بيننا، ولنعمل معاً على إعادة بناء الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تعيد تأسيس روابط العقيدة والأخوة الإسلامية فيما بيننا. ولنعمل على محاسبة الحكام الذين يتركون إخواننا المسلمين في القرم بلا نصير، ولنعمل على محاسبتهم بقارص القول. ولنطالبهم بخطوات عملية تحمل الروس على رحيلهم من بلاد القرم.
 المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تركيا
التاريخ الهجري        02 من جمادى الثانية 1436
التاريخ الميلادي       2015/03/22م

No comments:

Post a Comment