Tuesday, August 17, 2021

جرية الراية: حكام آل سعود ما زالوا يحاربون الإسلام إرضاءً للغرب الكافر

 جرية الراية: حكام آل سعود ما زالوا يحاربون الإسلام إرضاءً للغرب الكافر

 

10 من محرم 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 18 آب/أغسطس 2021مـ

لقد كانت نشأة دولة آل سعود نشأة مشبوهة استغل فيها محمد بن سعود دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتوسيع أطماعه ونفوذه، فقد بدت دعوة محمد بن عبد الوهاب دعوةً للإصلاح ومحاربة البدع، وما إن التجأ إلى محمد بن سعود حتى ناصره الأخير واستغل دعوته ليخرج بذلك عن سلطان الخلافة العثمانية، حاملاً السلاح في وجه ولاتها في المناطق المجاورة. والمتابع للتاريخ يجد أن هذه الدولة في مراحلها المختلفة قد كفّرت دولة الخلافة العثمانية ووصفتها بدولة الشرك بينما ادعت أنها هي دولة التوحيد مستحلةً بذلك قتل خصومها وسبي نسائهم، ولا تزال كتب بعض أنصارها ومعاصريها طافحة بتلك الجرائم التي سطروها على أساس أنها تاريخ للانتصارات كحرب بين المسلمين والمشركين الكفار وحسبنا الله ونعم الوكيل!

لا أحد ينكر تلك البدع التي كانت منتشرة في بلاد المسلمين التي حكمتها الدولة العثمانية وذلك نتيجة إساءة فهمها للإسلام بعد أن فصلت الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية فانتشرت الدروشة والتبرك بالقبور وكثير من الخرافات آنذاك، لكن ذلك كله ليس سبباً موجباً لوصمها بدولة الشرك والخروج عليها بالسلاح وتكفير حكامها ومن يقاتل في صفها.

وها هو نظام آل سعود يكشف حقيقة دولته التي ادعى أنها دولة التوحيد حيث هو اليوم يتبرأ من الدعوة الوهابية إرضاءً للغرب ليثبت أنه لم يكن همه الإسلام وإنما الحفاظ على دولته التي يتوارثها حكام آل سعود كتوارث المتاع.

فقد قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست عام 2018م إن بلاده نشرت الوهابية بطلب من حلفائها لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتي، ولا شك أن لبريطانيا دوراً كبيراً في دعم دولة آل سعود منذ نشأتها بغرض تفتيت المسلمين والقضاء على خلافتهم سواء أكان شيوخ الدعوة الوهابية يعلمون ذلك أم يجهلونه.

إن محمد بن سلمان الحاكم الفعلي الذي يمارس صلاحيات أبيه يسارع في إرضاء الغرب كل المسارعة وذلك لتسمح له أمريكا بالصعود على العرش بعد موت أبيه، فهو يتفانى في خدمة أمريكا بمحاربة الإسلام وتبني مفاهيم الغرب وقيمه العلمانية، ومن ذلك:

1- قام عام 2017م بتعديل المناهج الدراسية مستبعداً منها بزعمه ما يحض على الكراهية والتشدد ومعاداة السامية، فحذف آيات الجهاد والقتال والأحاديث التي وردت بشأنهما في المناهج الدراسية.

2- قام في العام نفسه بإنشاء هيئة لتصحيح الأحاديث النبوية، فقد قررت السعودية إنشاء هيئة للتدقيق في استخدامات الأحاديث النبوية بهدف القضاء على النصوص الكاذبة والمتطرفة وأية نصوص تتعارض مع أحكام الإسلام وتبرر ارتكاب الجرائم والقتل وأعمال الإرهاب.

3- قام بإنشاء هيئة الترفيه واستجلاب المغنين والمغنيات من مشاهير الغرب ومختلف دول العالم كما قام بفتح البلاد للسياح، كل ذلك لإفساد المسلمين في بلاد الحرمين الشريفين.

4- منع الحجاج من مختلف دول العالم من دخول المملكة للحج بحجة الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا وذلك لعامين متتاليين، وفي الوقت نفسه يقيم الحفلات المختلطة للأغاني كما يقيم مباريات كرة القدم في بلاد الحرمين الشريفين وكلاهما يحضرها عشرات الآلاف من الناس.

5- أعلنت وزارة السياحة السعودية، عن فتح المملكة أبوابها للسياح، ورفع تعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية ابتداء من 1 آب/أغسطس 2021.

ويمكن للسياح المحصنين بالكامل دخول السعودية دون حاجة إلى فترة حجر مؤسسي، على أن يتم تقديم شهادة تطعيم رسمية عند الوصول، وإحضار ما يثبت إجراء اختبار PCR وظهور نتيجته السلبية خلال 72 ساعة من وقت المغادرة. يأتي هذا بعد أيام قليلة من انتهاء موسم الحج الذي منع منه القادمين من دول العالم، فلماذا لم يقم نظام آل سعود بالإجراءات نفسها بالسماح للحجاج من دول العالم الذين أخذوا اللقاح إذا كان منعه للحج بحسب زعمه هو الخوف من انتشار فيروس كورونا؟! ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

6- لقد صرح محمد بن سلمان قبل شهور أنه لن يقيم العقوبات التي نص عليها حديث الآحاد من السنة النبوية!

هذه بعض المواقف لنظام آل سعود في عهد محمد بن سلمان، وهي مواقف محاربة للإسلام مشرعنة لثقافة الغرب وحضارته وإفساده في بلاد الحرمين الشريفين.

إن ما يقوم به نظام آل سعود في هذا الأمر ليس لخدمة الإسلام كما يصوره ليخدع به بعض المسلمين، فالإسلام مكتمل محفوظ بحفظ الله الذي قيض له رجالاً حفظوه ودونوه وصححوا السنة وقمعوا البدعة، إلا أن حكام آل سعود يريدون بذلك أن يضعوا الإسلام في قفص الاتهام زاعمين أن فيه ما يحض على العنف والكراهية والإرهاب حسب ادعاءات الغرب الحاقد على الإسلام والمسلمين، وغرضهم الخبيث هو تدجين الأمة وجعلها أمة ذليلة متشككة في دينها تقابل صفعات الكفار المجرمين وحروبهم الخبيثة بالتقبيل والخنوع!

إن مكر حكام آل سعود ليس مقتصراً على رد أحاديث في المواضيع التي يزعمون، بل إن مكرهم يتعداه إلى الإسلام ككل، إذ جل الأحكام الشرعية تفصيلها ورد غالباً من طريق أحاديث الآحاد.

إن ما يفعله نظام آل سعود تحت ضغوط غربية خبيثة إنما هو خشية انبعاث الجيل الإسلامي من جديد مؤسساً خلافة المسلمين الراشدة على منهاج النبوة حيث باتت الأمة اليوم أكثر من أي وقت مضى تنشد دولة الإسلام وتسعى لها للتحرر من قيودها وحكامها المجرمين وأنظمتهم الوضعية.

إن هذا النظام قد فضحه الله مرةً بعد مرةً ولعل في ذلك خيراً، فبعد أن كان كثير من الناس المخدوعين به يظنون أنه يحكم بالإسلام وأنه مهتم به، ها هي الحقيقة تتجلى لهم مرةً بعد أخرى وكرةً بعد كرة، فقد بات هذا النظام عارياً من كل لبوس إسلامي تلبّس به، وذهب عنه بريق وجهه الذي كان يزينه مع انتهاء مفعول مساحيق التجميل التي كان يتجمل بها، خاصةً بذهاب بعض العلماء الذين شاركوا في تزيينه للناس حيث رماهم في السجون أو وضعهم تحت إقامة جبرية لمّا لم يعجبه ما بدر منهم أو من بعضهم من نصح وإرشاد.

اللهم نسألك خلافة راشدة على منهاج النبوة وفرجاً لأمة الإسلام ولكل دعاة الإسلام المظلومين في سجون الحكام الظالمين... اللهم آمين.

بقلم: الأستاذ عبد المؤمن الزيلعي

No comments:

Post a Comment