Monday, October 29, 2018

محاربة الزنا المبكر أولى من محاربة الزواج المبكر يا ألمانيا

محاربة الزنا المبكر أولى من محاربة الزواج المبكر يا ألمانيا

الخبر: أصدرت المحكمة الإدارية في العاصمة الألمانية قراراً يقضي بمنع لم شمل زوجات اللاجئين الذين تزوجوا من قاصرات.
وصدر القرار، رداً على طعن لاجئ سوري، رفضت القنصلية الألمانية في مدينة إسطنبول التركية لم شمل زوجته، لأن عمر الزوجة كان 15 عاماً عندما عقد القران.
واستندت المحكمة في حكمها على قرار البرلمان الألماني، الصادر في حزيران 2017، والقاضي بإبطال زواج من تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، وذلك بفسخ عقد الزواج قضائياً.
ويُطبّق القانون أيضاً على اللاجئين في ألمانيا، ومن المقرر إبطال جميع عقود الزواج الأجنبية في حال كان أحد الشريكين دون 18 عاماً عندما عقد القران.
التعليق:
بالرغم أنّ نسبة أطفال الزنا في ألمانيا قد تجاوزت ثلث عدد المولودين سنويا حسب ما جاء في تقرير eurostat لعام 2016 والذي أبرز تنامي الظاهرة وأخذها النسق التصاعدي من عام لآخر؛ لم نلمس إجراءات جادة من الحكومة الألمانية لحلّ تلك المشكلة العويصة ولا صدور قرارات قضائية بوقف الظلم المسلط على المواليد الجدد الذين لا يجدون حضن أسرة سليمة يستقبلهم ويقوم على رعايتهم!!
ومع أنّ الظاهرة منتشرة في صفوف القصّر والشباب لم نجدها تتعامل بالصرامة ذاتها كما تتعامل مع ظاهرة الزواج المبكر فتقوم بإبطال العقود المبرمة قبل السنّ التي سمحت بها!!
فأيهما أحق بالمحاربة؛ أسرة تؤسس في النور ويكون فيها الزوجان والأولاد معلومين ومضموني الحقوق، أم علاقات ينتج عنها اختلاط الأنساب وضياع الحقوق؟!
إنّ وجود العلاقات الجنسية وانتشارها بين الفئة العمرية من 15 إلى 18 في ألمانيا لهو دليل على وجود حاجات غرائزية لدى تلك الفئة وجب لزاما تنظيمها التنظيم الصحيح والكفيل بإشباع الحاجات بما يكفل ضمان الحقوق وعدم إشاعة الفاحشة في المجتمع. وتجاهل أنّ الزواج هو الإطار الوحيد السليم والصحي لمثل تلك الاحتياجات بدعوى أنهم لا زالوا أطفالا وغير مهيئين لتحمل المسؤولية ليس بالتصرف السليم.
فمنع الزواج لتلك الفئة لن يمنع وجود تلك العلاقات، والقائمون بتلك العلاقات طبعا سيجدون أنفسهم أمام تبعات أعمالهم من مثل الاضطرار لتحمل مسؤولية طفل أو الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا وغير ذلك.
إنّ التفكير الغربي السقيم الذي يقدس الحريات والرغبات عموما ثم لا يفتأ يمنع أمورا على هواه وحسب مصالحه وأهوائه قد بات حقا يتسم بالعبثية واللامنطق، وهو يسير بمجتمعاته من منحدر إلى آخر؛ فالتضارب بين فكرهم وحلولهم ومشاكلهم خاصة فيما يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة قد بات ينبئ بمستقبل أسود في ظل مزيد من ارتفاع نسب أولاد الزنا وتفكك الأسر وضياع الحقوق... إنّ بنيان العلاقة الاجتماعية في الغرب عموما قد بات مهترئا ولن يصمد طويلا، فحريّ بالمضبوعين بتلك الحضارة أن يراجعوا حساباتهم ويصلوا للنظام الصحيح المقنع للعقل والموافق للفطرة فيعضّوا عليه بالنواجذ.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي
  21 من صـفر الخير 1440هـ   الموافق   الثلاثاء, 30 تشرين الأول/أكتوبر 2018مـ

No comments:

Post a Comment