Tuesday, February 25, 2014

خبر وتعليق: الجزائر إلى أين

خبر وتعليق: الجزائر إلى أين

الخبر: أوردت صحيفة الشروق الجزائرية في عددها ليوم 2014/2/19 خبرا بعنوان: بوتفليقة يحذر من مؤامرة لكسر ساعد الجزائر التي نجحت بفضل التوافق بين المؤسسات وما يثار من نزاعات وهمية بين هياكل الجيش عملية مبيَتة لضرب الأمن والاستقرار.

التعليق: إنه أصبح من الواضح لعيون القاصي والداني، من العامة والسياسيين والإعلاميين، الصراع الدولي وإمكانية التدخل الأجنبي في الجزائر لمزيد من بسط النفوذ وتحقيق المصالح ولتجديد العقود والاتفاقيات المبرمة سابقا من جهة، ولمحاربة الإسلام وأبناء الصحوة الإسلامية في ربوع البلاد تحت مسمى محاربة الإرهاب من جهة أخرى.
وتحول مسرح الصراع إلى شمال أفريقيا وتحديدا الجزائر؛ حيث تصعَّد صراع الأجنحة السياسية على السلطة والذي أفرز أعمالا دموية أدَّت إلى قتل عرفاء بالجيش وزهق أرواح أبرياء في مدينة غرداية، وآخرها ضحايا الطائرة في مدينة أم البواقي لإرباك المِؤسسة العسكرية. هذه الأحداث أحدثت رجة سياسية في صفوف السلطة؛ حيث عبر النقيب أحمد شوشان عن أسفه لما يحدث، داعيا كل الأطراف لعدم إدراج الشعب في تصفية حسابات شخصية، كما توعَد حينها بوتفليقة المساس بالمؤسسة العسكرية وباقي مؤسسات الدولة، وندد بتصريحات سعداني واعتبرها سببا في إشعال نار الفتنة وتصعيد وتيرة الأحداث، وها هو يخرج بوتفليقة عن صمته وهو الأصم الأبكم الأعمى، حيث قال في يوم العيد الوطني للشهيد: "ما يثار من نزاعات وهمية بين هياكل الجيش الوطني الشعبي ناجم عن عملية مدروسة ومبيتة غايتها ضرب الاستقرار من قبل أولئك الذين يغيظهم وزن الجزائر ودورها في المنطقة"، في إشارة ضمنية إلى أيادٍ خارجية، إضافة إلى مناداة بعض الأحزاب للتدخل الأجنبي لفض النزاعات.
إن الصراع الداخلي يعكس صراعا خارجيا إنجليزيا أمريكيا؛ حيث تعتبر أمريكا شمال أفريقيا سلة الاحتياطي للثروات، وتحاول التسلل من خلال النفوذ الفرنسي هناك؛ حيث وقع باراك أوباما وفرانسوا هولاند في واشنطن اتفاقية عسكرية لمحاربة الإرهاب في شمال أفريقيا. كما صرحت لويزا حنون الأمينة العامة لحزب العمال أن ما تعيشه الجزائر من صراعات واتهامات هو من أخطر الأزمات التي تعيشها البلاد منذ سنة 1962 وقد تمهد بتدخل أجنبي في البلاد. كل هذه الصراعات يراد لها أن تكون بوصفها مبررا للتدخل الأجنبي وتكريس الاستعمار الممنهج، ولا يهم أن يكون ضحاياها شعبًا مسلمًا ما فتئ ولا يزال يتجرع مرارة العشرية السوداء وظلم وبطش واستبداد الزعماء.
إن الله حبا الجزائر بخيرات كثيرة من مواد خام وثروات زراعية وحيوانية تحقق الكفاية والرعاية والعيش الكريم والرفاه للشعوب الإسلامية.. الشيء الذي جعل الغرب يتكالب عليها كما تتكالب الأكلة على قصعتها لأنهم إن فرَطوا فيها أصبحوا كما يسمى بدول العالم الثالث لأنها العمود الفقري وشرايين حياتهم.
أيها الشعب الجزائري الأبي، إنه لا خلاص لكم إلا بالخروج إلى الشارع للمناداة بإسقاط النظام والمطالبة بتحكيم شرع الله في ظل دولة الرعاية والكفاية والأمن والأمان... أيها المخلصون من قادة الجيش، لا يضركم من خذلكم من رجال المخابرات ورموز السلطة، فكونوا كالأنصار وأعلنوا الجزائر خلافة إسلامية فتفوزوا في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس
25 من ربيع الثاني 1435
الموافق 2014/02/25م

No comments:

Post a Comment