Tuesday, February 25, 2014

المعلم الرابع: إثبات وجود الخالق (ح10)

المعلم الرابع: إثبات وجود الخالق (ح10)

أيها المسلمون:
الاخوة الكرام متابعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في نهاية بحثنا لموضوع إثبات وجود الخالق: نتعرض لفكرة في غاية الأهمية وهي:"عدم رؤية الشـيء لا يسوغ إنكار وجوده" نقول وبالله التوفيق:
أيها المؤمنون:
الهواء موجود في الجو لكننا لا نراه, والزبدة موجودة في الحليب ولكننا لا نراها, والجراثيم تملأ المكان ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة, والكهرباء موجودة في الأسلاك ولا يمكننا رؤيتها كذلك, وغير ذلك كثير من الأشياء الموجودة, والتي لا نراها, أو بعبارة أدق: لا يمكننا أن نراها, ولكن عدم رؤيتنا لها لا يسوغ إنكار وجودها بحال من الأحوال.
ويمكننا الاستدلال على وجودها من خلال الآثار التي تحدثها وتدل عليها. وإليكم قصة المعلم المنكر لوجود الله بسبب عدم رؤيته له, والأطفال الذين هم على الفطرة.
يحكى أن معلما كان يتكلم مع الأطفال في غرفة الصف حول موضوع إنكار وجود الله تعالى, يريد أن يقنعهم بعدم وجوده سبحانه, فسألهم:
المعلم: أيها الأطفال: هل ترونني؟
الأطفال: نعم.
المعلم: إذن أنا موجود! هل ترون هذه الطاولة؟
الأطفال: نعم.
المعلم: الطاولة موجودة! هل ترون هذه السبورة؟
الأطفال: نعم.
المعلم: السبورة موجودة! هل ترون الله؟
الأطفال: لا! لا! لا! - فانتهز المعلم الفرصة - وقال:
المعلم: إذن فالله ليس موجودا، ولو كان موجودا لتمكنا من رؤيته مثل الطاولة والسبورة ... تحير الأطفال بماذا يجيبون، فوقف أحدهم, ورفع يده طالبا الإذن للكلام.
الطفل: هل تسمح لي أن أسأل أسئلة تشبه أسئلتك يا أستاذ؟
المعلم: لا مانع لدي. تفضل.
الطفل: أيها الأطفال: هل ترون الأستاذ؟
الأطفال: نعم.
الطفل: الأستاذ موجود! هل ترون عقل الأستاذ؟
الأطفال: لا! لا! لا!
الطفل: بناء على كلام الأستاذ, لا ينبغي لهذا الأستاذ أن يكون له عقل؛ لأنه قال: إن الموجود هو ما نراه, وما لا نراه فليس موجودا! ونحن نرى الأستاذ ولا نرى عقله، إذن فعقل الأستاذ ليس موجودا, وكلام الأستاذ غير صحيح؛ لأنه لا عقل له! فضحك الأطفال! وأحرج الأستاذ, فلم يستطع أن يتفوه بكلمة واحدة!
الاخوة الكرام: مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
26 من ربيع الثاني 1435
الموافق 2014/02/26م

No comments:

Post a Comment