نص الكتاب
الذي سلمه وفد من أهالي البلد ووجهائها اليوم إلى رئاسة الوزراء برام الله، حول ما
تقوم به وزارة التربية والتعليم بحق الطلاب ومناهج التعليم
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس؛ نأمر بالمعروف وننهى عن
المنكر، شهداء الله على الناس، نقول الحق ولا نخشى في الله لومة لائم، والصلاة
والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان
إلى يوم الدين، وبعد،
حضرة
وزير التربية والتعليم الدكتور مروان عورتاني
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
نبدأ
بقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ
وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، ثم بقول رسول
الله ﷺ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ
وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» رواه
مسلم، فتدبر أمر نفسك جيداً فإن مردَّك إلى الله القوي العزيز.
يا حضرة
الوزير
نحن من
أمة محمد ﷺ خير أمة أخرجت للناس، والإسلام هو قضيتنا، فالإسلام هو ما نريد تنشئة
أبنائنا عليه، نريد تنشئتهم على هدي النبوة ليكونوا مشاعل هداية للناس، نريدهم أن
ينهجوا نهج الصحابة الكرام في حمل الإسلام لتكون أمتنا في صدارة الأمم قوة وعلماً
وصناعة، تنشر الخير والعدل ويأوي إليها كل مظلوم لتنصره، وإن تحرير المسجد الأقصى
والأرض المباركة من الغاصبين المحتلين لا يكون إلا بتنشئة أبنائنا على الإسلام،
ولكن أعداءنا يدركون خطر الإسلام عليهم وعلى مصالحهم، فوضعوا المشاريع والبرامج
لهدم أسرنا وتمييع أبنائنا وسلخهم عن أمتهم ودينهم ليعيشوا بلا قضية ولا هدف،
تسيطر عليهم الشهوات والملذات، لتبقى بلادنا مستباحة لكيان يهود والدول الغربية.
وإنَّ
النَّهج الذي تسير عليه السلطة الفلسطينية ومنها وزارة التربية والتعليم هو تنفيذ
لسياسة أعدائنا تجاه أبنائنا، وهذا واضح في التعديلات التي أدخلتها على المنهاج،
وعلى النشاطات والبرامج التي تعمل الوزارة على تنفيذها في المدارس، ونُجمل بعضها
فيما يلي:
1- أكَّد
الدليل من صفحة 33-36: على الأخذ بمفهوم النوع الاجتماعي والهوية الجندرية، وأن
الأدوار والسلوكيات والقيم التي تترتب على مفهوم النوع الاجتماعي، متغيرة وغير
ثابتة، واعتبار الجنس (ذكراً أو أنثى) نوعاً من الحظ لكل فرد لأنه لم يكن
باختياره، وبالتالي لا يجب أن يرضى بهذا التوزيع مدى الحياة بل عليه البحث عن طرق
توزيع أكثر عدالة تُعطي من يستحق ما يستحق. فتحت عنوان (عرض الجلسة - التمرين
الأول) عرضوا تمريناً مُضلِّلاً يُراد منه التحريض على الإسلام والتمرد على فطرة
الله، إذ يقترح التمرين توزيع أوراق ملونة بلونين على الطلبة بشكل عشوائي، ثم
إعلان أن من حصل على لون معين فاز في المشاركة في رحلة إلى مصر مجاناً، وأن الذين
حصلوا على اللون الآخر لن يُشاركوا في الرحلة، ومن ثم سؤال الطلاب عن عدالة
التوزيع، وأننا أحياناً نتلقى حظوظاً في الحياة لسنا مسئولين عنها، ويتساءلون (فمن
منا اختار جنسه ومن منا اختار اسمه أو جنسيته، ولكنها فُرضت علينا، وبعد ذلك أُعطينا
حظوظاً أو حُرمنا منها، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سنرضى بهذا التوزيع مدى الحياة
أم علينا أن نبحث عن طرق توزيع أكثر عدالة). ويضيفون (حُرمنا من الرحلة مرة ولكن
علينا أن نفكر بأمور كثيرة تُحرّمْ علينا طوال حياتنا، لمجرد خُلقنا بنات أو
أولاد. وليس هناك ما يُبرر هذه الفروقات سوى بعض المعتقدات، التي آن الأوان أن
نُعيد تقييمها، لكي نكون أكثر عدالة مع أنفسنا ومع الآخرين)..
واضح من
خلال هذا التمرين، وجود دعوة للكفر والتمرُّد على قضاء الله، واعتبار أن ما خلقنا
الله عليه من كوننا ذكوراً أو إناثاً هو حظ لا يجب أن نستسلم له، وأن أحكام الله
التي أعطت ومنعت، إنما هي حرمان من حقوق لنا، وأن الإنسان هو من يحدد حقوقه وميوله
وعليه أن يتمسك بها ولا يتخلى عنها بسبب بعض المعتقدات، ثم يدْعون إلى إعادة تقييم
المعتقدات للوصول إلى العدالة! فهل لنا عقيدة غير عقيدة الإسلام، وأي عدالة تلك
التي يريدونها؟!
2- ص57-60
موضوع احتياجات النوع الاجتماعي العملية والاستراتيجية (هكذا يسمون الاحتياجات)،
تضمن تدريباً ص 60 للتفريق بين الاحتياجات العملية والاستراتيجية، وفي التدريب
وضعوا مطالب عدة واعتبروها احتياجات ويطلب من الطالب أن يميز المطلب الذي لا يقبله
المجتمع، ومن المطالب التي يذكرونها: إنشاء ملعب كرة قدم لكل من البنين والبنات.
إقامة مخيمات صيفية مع المبيت للبنات، تشكيل فرقة دبكة مختلطة (البنين والبنات
معا).
والجواب
المتوقع عند حل التدريب أن هذه من الاحتياجات الاستراتيجية. وهنا نسألك يا حضرة
الوزير، هل حقا هذه من احتياجات أبنائنا وبناتنا الاستراتيجية؟! ثم تتم مناقشة سبب
عدم قبول المجتمع لهذه الاحتياجات، وكيف يمكن طرحها بحيث تكون مقبولة، ثم اختتمت
الفقرة بالقول "تلبية الحاجات الاستراتيجية تحتاج إلى وقت لإقناع المجتمع
بها" وفي هذا إيحاء بوجوب المداومة على المطالبة بها والتحايل على المجتمع
لتلبيتها.
3- ص
51-52: قصة خراف خليل والصورة الملحقة بها مع التساؤلات التي أثيرت ومناقشتها
تتكون منها عند الطلاب حالة ذهنية خبيثة يجري تسريبها إلى عقول أبنائنا، حيث
المطلوب - في كل الأحوال - كسر الحواجز والقيود الأسرية والاجتماعية والدينية وإن
اختلف الأسلوب. المهم عدم القبول بوجود هذه الحواجز والقيود والتفلت منها بكل
الطرق الممكنة.
4- وللتَّرويج
لثقافة النوع الاجتماعي (الجندر)، يتعمَّد الدليل الخلط بخُبث، بين دور الرجل في
الحياة خارج المنزل (العمل والنفقة على البيت والأسرة)، وهو ما يُطلقون عليه
"بالدور الإنتاجي"، وبين دور المرأة في الحياة داخل المنزل (رعاية شؤون
البيت والأسرة)، وهو ما يُطلقون عليه "بالدور الإنجابي"، ويركز على
إبراز الدور الإنتاجي للمرأة ويجعل له الأهمية والتقليل من أهمية دورها كأم وربة
بيت، فما هو الهدف من جعل دور المرأة الإنتاجي أكثر أهمية من دورها كأم وربة بيت؟.
5- ص
74-78 موضوع (الصعوبات التي تعيق القرارات)، فيه دعوة "للطالب" أن يتخذ
قرارات جريئة وممارسة الحرية في التصرف حتى لو كان فيها مخالفة للشرع أو رغبة
الوالدين، مثل: ص 74-75 دعوة للطالب الذي تشكلت هويته بتأثير من والديه وبيئته أن
يفكر في تغيير هويته الجنسية والدينية خلال فترة المراهقة حيث تتبلور هويته الخاصة
مع نضجه. وهي دعوة صريحة للردة وتغيير الدين والشذوذ والتحول الجنسي واعتبار ذلك
أمراً طبيعياً فلا يجد الشاب أو الفتاة في نفسه حرجاً منه لأنه يملك الحق في اتخاذ
القرار حسب رغباته وميوله.
6- حثّ
الدليل في مناقشة (حالة حنان) صفحة 79، على اتخاذ قرارات تخالف رغبة الأب ما يعني
التمرد عليه، وملخصها: أن حنان بنت من أسرة فقيرة تدرس في الصف الثامن وتُحب الرسم
ولا خيار لها سوى الالتحاق بالنادي الوحيد في الحي، حيث يمكنها تعلم الفنون فيه
على يد معلم متخصص يعطي دورات الرسم. أُمّها لا تُمانع من مشاركة ابنتها في الدورة
ولكن أباها اعترض على ذلك لأن الدورة تبدأ في ساعة متأخرة.
أبرز
الكتاب "الدليل" أن الأم في موقف متساهل يسمح لابنتها القيام بهذا العمل
المخالف لقيمنا، بينما يُظهر الأب في موقف المتشدِّد. ويُثيرون بعض الأسئلة: (ما
الصعوبات التي تواجهها حنان في اتخاذ قرارها للتسجيل بالدورة؟ وماذا كنتم ستفعلون
لو كنتم مكانها؟) انتهى
فإلى
ماذا يهدف هذا التمرين؟! وما هي الرسالة التي تريدون تقديمها لأبنائنا عن آبائهم
وأمهاتهم؟
هذه بعض
النماذج مما جاء في "الدليل"، الذي اتخذ من موضوع زواج من هم أقل من 18
سنة غطاء لبث هذه السموم، أليس ما جاء في هذا الدليل هو تنفيذ لسياسات أعداء
الإسلام وتقويض للأسرة ونشر للقيم الفاسدة بين أبنائنا؟
وفي موضع
آخر من الكتيب صفحة 48 تحت عنوان (الأخلاقيات المهنية والمسؤوليات الاجتماعية في
الإسلام) النص التالي:
(في
البداية: تحليل قول مأثور
اختر
الأقوال المأثورة وأبد رأيك به في الفراغ المخصص للكتابة. يمكنك أن تسند تحليلك
إلى معنى القول أو سبب موافقتك أو اعتراضك عليه أو تبدي تعليق آخر.
1- ولا
تزر وازرة وزر أخرى - القرآن الكريم (53: 38-9)
2- واتقوا
الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم. – القرآن الكريم 2: 282
3- واستعينوا
بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين. سورة البقرة 2:45
4- ...الخ ) انتهى،
هكذا هو النص في الكتيب!!
فهل أصبح
كلام الله قولاً مأثوراً يا حضرة الوزير! وإمعاناً في الضلال مطلوب من الطالب أن
يبدي رأيه وسبب موافقته واعتراضه على كلام الله عز وجل، فأي كفر هذا الذي تعلمونه
لأبنائنا؟ وهل هكذا تعلمون أبناءنا الأخلاقيات المهنية والمسؤوليات الاجتماعية في
الإسلام؟! أخبرنا يا حضرة الوزير كيف تدخل هذه المؤسسة إلى مدارسنا وجامعاتنا؟ أم
هي أعمال مقصودة تهدف إلى هدم العقيدة الإسلامية وجعل كلام الله عز وجل وحديث رسول
الله ﷺ محل نقد واعتراض خلافاً لقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ
مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا
مُبِينًا﴾.
وهذا غيض
من فيض الإجرام الذي تقوم به هذه المؤسسات في بلادنا.
وقد
صرَّح الوكيل المساعد في وزارة التربية والتعليم ثروت زيد أمام لجنة حقوق الطفل
بتاريخ 28/1/2020 بالقول: (اللجنة الفنية التي راجعت المناهج
هي مؤسسات NGOs الفلسطينية ومؤسسات المانحين GFA وممثل
عن USAID وممثل
عن British council وجميع الدول المانحة التي تعمل في فلسطين شاركت في
هذا ومدعوم من المانحين وبالذات الإيرلنديين)، وهذه الجهات المشرفة والممولة للمناهج كلها
جهات غربية معادية للإسلام والمسلمين!
ومن
توصيات اتفاقية حقوق الطفل إدماج مواضيع الصحة الجنسية والإنجابية وحرية المعتقد
في التعليم. وتركز الاتفاقية على حرية الطفل من أجل إبعاده عن الإسلام وسلخه عن
أمته وليس حمايته، وهي لا تُعنى بتربيته على مكارم الأخلاق ولا تقيم وزناً لتربيته
تربية صالحة.
والمقصود
بالصحة الجنسية والإنجابية هو إدخال الثقافة الجنسية إلى المدارس، وتعني بالمختصر
تنبيه الطلاب إلى الممارسات الجنسية التي يسمونها آمنة، أي دون مرض أو حمل.
وأمام
لجنة حقوق الطفل الأجنبية وأثناء مساءلة وفد السلطة الفلسطينية الذي ترأسه مجدلاني
وكان فريق وزارة التربية الحاضر الرئيسي، سأل عضو اللجنة الأجنبية عن مدى استخدام
موانع الحمل وعن التربية الجنسية وأبعادها، فرد ثروت زيد مدير عام المناهج: (هناك
مصفوفة مفاهيم من الأول حتى الـ12 تتوافق مع المرحلة العمرية من خلال الحوار
والمناقشة، بالإضافة إلى الأنشطة مع مؤسسات المجتمع المحلي مثل مؤسسة جذور) انتهى،
وأضاف مجدلاني على السؤال نفسه: (الصحة الإنجابية دمجت مع التربية الجنسية، ليكون
مفهوم الجنس عند الأطفال حسب العمر، وأريد أن أوضح العلاقات ما بين المراهقين في
فلسطين كما هو الحال في كل بلاد العالم تبدأ كما هو بين كل الشباب والشابات ولكن
بفعل العلاقات القيمية والأخلاقية نادراً ما يكون هناك اتصال جنسي وربما قد يحدث،
لكن لا توزع في المدارس لا واقيات ولا حبوب منع حمل ولا تشجع هذه الظاهرة،... ولكن
بصفة عامة عندنا نهج الآن في أن تكون المدارس مختلطة وقد بدأ بالفعل التعليم
المختلط في الصفوف الابتدائية الأولى وهو يعمم الآن في كل المدن والقرى
الفلسطينية) انتهى، واضح أن مجدلاني يقول لا نحتاج الآن إلى موانع حمل ولكن لدينا
نهج لجعل التعليم مختلطا!! لفتح الباب على مصراعيه للعلاقات الجنسية بين الطلاب،
وتوفير الحماية لهم.
أخبرنا
يا حضرة الوزير، هل مواءمة المناهج وتعديلها بما يخدم مشاريع الدول الغربية وكيان
يهود أصبح هدفاً من أهداف وزارة التربية والتعليم؟ لماذا حُذفت آيات الجهاد وسِيَر
الصحابة من المنهاج؟ لماذا طمست مفاهيم الإسلام وأبرزت المفاهيم التي تؤسِّس للشُّذوذ
واتفاقية سيداو والنوع الاجتماعي؟ وهل هذه الأفكار العفنة تتفق مع الأسس التربوية
الصحيحة لأبنائنا وبناتنا في المدارس؟ ولماذا تفتح أبواب المدارس والجامعات لأفكار
اللِّجان الأجنبية والجمعيات المموَّلة من الغرب؟ فهل تستطيع الإجابة على هذا؟!
وفي
الختام: إن ما تقوم به السلطة الفلسطينية يهدف إلى إغراق أهل فلسطين في مستنقع
الرذيلة والشذوذ والمخدرات على غرار المجتمعات الغربية التي تتفشى فيها الجريمة
والأبناء غير الشرعيين، وتحويل المرأة إلى أداة للدعاية وسلعة سهلة المنال،
والمؤسف أن أعداءنا ينفذون جرائمهم في بلادنا بأدوات محلية قَبِلت أن تبيع نفسها
لأعداء الإسلام بثمن بخس، فأصبحت الأموال التي تتلقاها السلطة الفلسطينية
والمؤسسات الإفسادية مرهونة بتنفيذ تلك البرامج الافسادية، ومطلوب منها تقديم
تقارير دورية عن سيرها ومدى تقدمها في تنفيذ تلك البرامج، وأملنا بالله عظيم أن
تكون أموالهم عليهم حسرة، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ
تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى
جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.
لقد أضحى
واضحاً أن وزارة التربية والتعليم منحازة إلى الغرب وأعداء الإسلام، وتعمل لصالحهم
في إفساد الأجيال الناشئة، وهدم قيم الإسلام في نفوسهم، وإن المستفيد الوحيد من
إفساد أبنائنا وهدم أسرنا هو كيان يهود وأعداء الإسلام، فإلى أين أنتم ذاهبون؟
وإلى أي وادٍ سحيق تدفعون بأبنائنا وأسرنا؟
إن
أبناءنا ليسوا بحاجة إلى ثقافة الجندر الشاذة، أبناؤنا بحاجة إلى مفاهيم الإسلام
وقيمه التي تعلمهم الطهارة والنقاء، وحُسن الخلق، أبناؤنا بحاجة إلى تعليمهم
مفاهيم الجهاد في سبيل الله ليكونوا مجاهدين حاملين لرسالة الإسلام، أبناؤنا بحاجة
إلى مفاهيم الإسلام التي تعزز ارتباطهم بأمتهم ومقدساتهم وتغرس فيهم الثبات والقوة
في مواجهة أعدائهم.
بناتنا
لسن بحاجة لتعليمهن أن الفتاة عندما تبلغ ثمانية عشر عاماً لا تحتاج إلى إذن أبيها
للخروج من المنزل، وليس له أن يلزمها بالجلباب فلها أن تلبس ما تشاء، وليس له أن
يمنعها من إقامة العلاقات مع زملائها في الدراسة أو العمل...الخ، وأن هويتها
الجندرية هي من تحددها بغض النظر عن الأهل أو الإسلام، فهذه ليست حقوقاً يا حضرة
الوزير، وإنما هي دعوة لهدم الأسر وإفساد الأبناء، وإن بناتنا أعراضنا نذود عنهن
بدمائنا صيانةً لهن وحمايةً لهن، بناتنا هن أمهات المستقبل نريد تنشئتهن على
التقوى والعفة والحياء ليكنَّ أمهات صالحات ينجبن الأبطال الذين يصنعون البطولات
والانتصارات لتكون أمتهم أمة عزيزة.
لكل ما
سبق نحن أهل الأرض المباركة فلسطين، وجهاء وفعاليات وأولياء أمور نؤكد على ما يلي:
1. نحذر
السلطة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم من التعدي على أحكام الإسلام أشد
التحذير، واعلموا أن أهل فلسطين سيدافعون عن دينهم وأبنائهم وبناتهم ولن يتركوهم
لقمةً سائغةً لعملاء الغرب وشذَّاذ الآفاق، ولا لثقافتهم المنحرفة المناقضة للفطرة
التي تهدف إلى تدمير قيمنا الرفيعة وتؤسس لشيوع الفاحشة وفوضوية الأخلاق.
2.
كفُّوا
المؤسسات العميلة المموَّلة من الغرب "أعداء الإسلام" عن أبنائنا، مثل
مؤسسة إنجاز أو جذور أو مؤسسة تامر أو الجمعيات النسوية التي تعمل على إفساد
بناتنا وأبنائنا أو تلك التي تروج للشذوذ أو التمرد على أحكام الإسلام، فإنا لا
نريد أن نرى لها أثراً في مدارسنا، لا نريد لقذارات الغرب أن تروج بين أبنائنا.
3. إن
أهل فلسطين أعزاء بدينهم، ولا يقبلون بالإملاءات الغربية في صياغة المناهج لتكون
وفق المفاهيم الغربية العلمانية.
4. إن
أهل فلسطين لا يقبلون بالتحايل أو التجميد المؤقت، أو التعديلات الشكلية للبرامج
الإفسادية، بل يجب إيقافها كاملة، وإزالة آثارها المدمرة لأبنائنا، ونخص بالذكر
مفهوم الجندر الذي يؤسس للشذوذ.
نصرة
لدين الله تعالى، وحماية لأسرنا وأبنائنا من الهجمة الغربية المعادية لديننا
وأمتنا نقدم هذا الكتاب إلى وزارة التربية والتعليم ممهوراً بتوقيعنا، فاتقوا الله
في أبنائنا، اتقوا غضب الله تعالى واحذروا نكاله وعذابه، اتقوا غضب أمة محمد ﷺ
الذي سيكون بإذن الله تعالى طوفاناً جارفاً يقتلع العملاء وأعداء الإسلام، ولعل
ذلك يكون قريباً، وعندها نتلوا قول الله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ
الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.
حرر في
13 جمادى الأولى 1444ه الموافق 7/12/2022 م
------------------------
الموقعون
على هذا الخطاب نخبة من أهل الأرض المباركة فلسطين من العلماء والقضاة وأئمة
المساجد ووجهاء العائلات والعشائر، ورؤساء بلديات ومجالس قروية وأعضاء مجالس بلدية
وقروية، وأساتذة الجامعات، ومحامون، ورجال أعمال وتجار وحشد من أعضاء مجالس أولياء
الأمور في المدارس
No comments:
Post a Comment