Thursday, February 17, 2022

جريدة الراية: الذكرى 101 لهدم الخلافة مقدمة لإعادة بنائها

 

جريدة الراية: الذكرى 101 لهدم الخلافة مقدمة لإعادة بنائها

 

15 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 16 شباط/فبراير 2022مـ

بحلول العام الهجري 1443 يكون قد مضى على هدم الخلافة 101 من السنوات العجاف التي ذاق المسلمون خلالها أقسى أنواع الألم والمعاناة في تاريخهم، ولنا في هذا الرقم 101 بشرى أكاديمية وفق ما هو معتمد في الدراسات الجامعية بأن هذا الرقم يرمز إلى بداية الدراسة في المادة المعينة، وأن ما بعدها يعني التقدم خطوة تعليمية تتبعها خطوة أخرى حتى ختام الدراسة بنيل الدرجة الجامعية الأولى (البكالوريوس). ونحن اليوم نقرن هذا الرقم 101 بالعمل الجاد لبناء دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بالتزامن مع جملة من المؤشرات العالمية بقرب انهيار الرأسمالية كمبدأ يحكم العالم اليوم، وظهور مؤشرات قوية في أوساط المسلمين على ضرورة إقامة الخلافة وقرب ظهورها، فمنذ أن هدمت الخلافة وطبقت أنظمة الكفر السياسية في البلاد الإسلامية، انتهى الإسلام من كونه سياسياً، وحلَّ محله الفكر السياسي الغربي المنبثق عن عقيدة المبدأ الرأسمالي، عقيدة فصل الدين عن الحياة، ومما يجب أن تدركه الأمة الإسلامية، أن رعاية شؤونها بالإسلام لا تكون إلاّ بدولة الخلافة الراشدة، وأن فصل الإسلام السياسي عن الحياة وعن الدين، هو وأد للإسلام وأنظمته وأحكامه، وسحق للأمة وقيمها وحضارتها ورسالتها.

أما مؤشرات انهيار الرأسمالية فهي:

1. شقاء العالم الظاهر تحت ظلها في كل مناحي الحياة، وظهور فساد تدبيرها الاقتصادي والاجتماعي وذلك بسبب فساد تدبيرها السياسي.

2. اشتداد العداء للإسلام السياسي، أي للعاملين لإقامة الدين ودولة الخلافة، ما يشي باعترافهم بقرب قيامها.

3. عجز الرأسمالية الفاضح عن إدارة الأزمات ورعاية شؤون شعوب العالم فضلاً عن شعوبها.

4. اعترافات بعض أساطين الفكر فيها بعدم صلاحيتها وأنهم يفضلون العيش في ظل الدولة الإسلامية.

5. بروز التنافسات الحادة بين كبريات الدول الرأسمالية، كما حصل بين فرنسا وكل من أمريكا وبريطانيا وأستراليا، وما يحصل الآن بين أمريكا وأوروبا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى.

6. لجوء الغرب إلى سياسة المواجهة مع الإسلام والمسلمين فهذا يدل دلالة واضحة على فشل الغرب في كل سياساته التي اتبعها ضد الإسلام والمسلمين من سياسة الاحتواء إلى سياسة التمييع والتجميد.

وأما مؤشرات قرب ظهور الخلافة:

1. وجود الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبشر بعودتها، وتعد المسلمين المؤمنين العاملين لإقامتها بالاستخلاف والنصر والتمكين والأمن.

2. وجود حزب التحرير الذي يعمل بجدية وبالطريقة الشرعية لإقامتها، فالحزب فهم الإسلام فهماً راقياً وعظيماً، فبلور الإسلام عقيدة وأحكاماً في كتبه ونشراته، وبلور الأفكار التي تؤدي إلى النهضة وإبراز الإسلام كفكر عالمي، والتزم بطريقة الرسول ﷺ في بناء الدولة وبلور هذه الطريقة في كتبه ونشراته، ورسم الخطط والأساليب واتبع الوسائل المنتجة لكل مرحلة من مراحل عمله في بناء الدولة فهو جدير بالعمل معه واحتضانه.

3. شوق المسلمين لتطبيق شرع الله عليهم بعد طول غياب، واكتوائهم بنار البعد عنه.

4. تراكم المؤيدين من أهل القوة والمنعة لفكرة الخلافة واستعدادهم لنصرة الداعين لها في الوقت المناسب.

5. بروز علامات تدل على بدء تشكل الفسطاطين، فسطاط المؤمنين وفسطاط (الكافرين والمنافقين).

وبهذه المناسبة، فإننا نشد على أيدي العاملين من شباب المسلمين وشاباتهم من الذين حملوا على أكتافهم عبء أعمال الدعوة العظيمة المفضية إلى إقامة الخلافة، ونقول لهم: أنتم أمل هذه الأمة بعد الله عز وجل، فاستمروا في عملكم، واعلموا أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا. ونقول للمسلمين عموما ولأهل القوة والمنعة فيهم خصوصا: لقد آن الأوان لكم أن تنخرطوا في هذا العمل العظيم الذي فيه مرضاة الله ونصرة أمة لا إله إلا الله، ولعلها تكون آخر ذكرى نحيي فيها ما انهدم، لنبدأ الاحتفاء ثم الاحتفال بما سيُبنى، وليكن شعار (الخلافة 101) في هذه المناسبة، يعمل كل مسلم لتحقيقه، إما استنساخا للداعي مصعب بن عمير، أو للناصر سعد بن معاذ.

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾

بقلم: الأستاذة رولا إبراهيم

No comments:

Post a Comment