Tuesday, May 18, 2021

جريدة الراية: حول تطورات الأحداث على الحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان جـ2 

 جريدة الراية: حول تطورات الأحداث على الحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان جـ2 

 

7 من شوال 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 19 أيار/مايو 2021مـ

جانب النزاع الذي يتعلق بالسياسة المحلية:

في وقت سابق، بعد زيارة صادير جباروف لروسيا قامت قرغيزستان بعدد من الأعمال في إطار جهود روسيا لإجبار طاجيكستان على الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وقد تسبب ذلك في صعوبات كبيرة لشعب طاجيكستان الذي يعاني من المصاعب بالفعل. وهذا بدوره أدّى إلى اهتزاز كرسي إمام رحمون. ويغتنم إمام الفرصة لإعادة بناء سمعته والتغلب على التحديات الجديدة.

بحلول هذا الوقت، تمكنت جماعات المعارضة لروسيا والموالية للغرب في قرغيزستان من تقويض سمعة الحكومة في القضايا الأوزبيكية القرغيزية. وكذلك أعلن أيضاً صادير جباروف تحت ضغط البنك الدولي أن أسعار الكهرباء سترتفع، وهذا مما يشوه سمعة الحكومة. وأفعال الحكومة المعادية للإسلام حرمتها من دعم المسلمين. كما أدت قضية الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان إلى إضعاف الحكومة المنهكة، مما أجبر قرغيزستان على الامتثال لمطالب طاجيكستان. ولذلك بدأت طاجيكستان الصراع أوّلا من "عين المياه". وبدأ العمل من هنا ليكون ضربة قوية لسمعة الحكومة. ونتيجة لذلك فإن التدريبات العسكرية الحكومية في باتكين وتصريحات تاشييف الاستفزازية ذهبت سدى. بعد كل ذلك من الواضح أن حكومة قرغيزستان قبلت بكل مطلب من مطالب روسيا وطاجيكستان.

أما بالنسبة للمعارضة، فإن السياسيين الموالين لروسيا الذين يريدون استبدال الحكومة الحالية مشغولون بجمع النقاط، والمؤيدون للغرب مصروفون إلى مناشدة المجتمع الدولي وفقاً للإرشادات الغربية.

نشطاء المجتمع المدني والمنظمات يرسلون رسائل إلى المنظمات الدولية. قالت الرئيسة السابقة روزا أوتونباييفا: "سأبذل قصارى جهدي للمساعدة، بناءً على خبرتي. قدمت معلومات صحيحة إلى المجتمع الدولي الذي تقوده الأمم المتحدة، ويجري إطلاعُ الجمهور بالوضع الذي حصل".

إن نائبي رئيس لجنة العلاقات الدولية والدفاع والأمن عبد الوهاب نورباييف وكانيبك إيمانالييف أجريا مؤتمراً بالفيديو مع فولفيو مارتوشيلو رئيس مجموعة الصداقة بالبرلمان الأوروبي مع آسيا الوسطى. وقال عبد الوهاب نورباييف "إن ممثل البرلمان الأوروبي أكّد أن المجتمع الدولي يجب أن ينتبه لهذا الوضع". وقال أيضاً "إن اللجنة حضّرت في 3 أيار/مايو نداءً إلى المجتمع الدولي ولكن هذا أدى إلى مناقشات ساخنة في جلسة مغلقة للبرلمان. (إن معظم مؤسسي هذه المبادرة هم أعضاء "الحكومة المؤقتة" وتابعهم الذين عارضوا مؤخراً إعادة التحقيق في أحداث حزيران/يونيو).

المعارضة قد تأمل أن تدفع المنظمة الكبرى باسم المجتمع الدولي والدول الكبيرة طاجيكستان إلى التعويض وتعاقبها. ولكنهم لن يفعلوا ذلك أبداً، بل سيثيرون هذه القضية لإيجاد نزاع جديد بين الأمم مرة تلو الأخرى. الهدف هو جلب عملائهم إلى السلطة من خلال عدم الاستقرار المحلي أو الحروب.

الحكومة الحالية تعارض تدخل المجتمع الدولي، لأنه يفضح الكثير من مكائد روسيا. وهي تصبّ غضبها على قرغيزستان. لذلك قال كامشيبك تاشييف: "نحن لا نأخذ بالحجزة من طاجيكستان ولا نسأل ثمن أي هذه البيوت التي دُمّرت في الصراع. وسوف نبني منازل لشعبنا بوسائلنا الخاصة. إذا ندم الجانب الطاجيكي بعد ذلك على أفعاله وعرض علي دفع ثمن الضرر فسننظر في الأمر. ولا نسأل الآن منهم المساعدة".

والرئيس صادير جباروف يحاول في غضون ذلك صرف الانتباه عن روسيا إلى المعارضة المحلية بقوله "إن المحرضين أسوأ من القوى الثالثة".

جانب النزاعات الحدودية التي تتعلق بالشعب:

إن ممثلي الشعبين الذين يعيشون جنباً إلى جنب يجب عليهما أن يفكروا بعمق. والآن يقود الشعبَ حكام عملاء للكفار على أساس الأفكار والمشاعر "القومية" و"الوطنية". ولكن بعد التفحص الدقيق يتبين أن هذا النزاع ليس إلا من أجل سيطرة الكفار على المسلمين. على سبيل المثال، الحرب الأهلية التي أشعلها الكفار في طاجيكستان قاتل فيها أهل طاجيكستان بعضهم بعضا. وفي قرغيزستان أيضاً في كل انقلاب يصطدم ممثلو الأمة الواحدة بعضهم ببعض. كما تتصادم الأمم في البلد الواحد مع بعضها البعض بسبب الألعاب التي نظمها الكفار الاستعماريون. إن كل شخص واعٍ يمكن أن يفهم هذا. فلو فَهِمَ المسلمون هويتهم لما استطاع الكفار وعملاؤهم لعب هذه الألعاب؛ لأن الحكام العملاء لا قيمة لهم بدون شعوبهم، ولو اعتمدوا على أسيادهم.

والآن تقول الحكومتان إن المشكلة قد حلت، في حين إنه لم يتم حل أي مشكلة، والمستعمرون كذلك يحتفظون بقضايا الحدود "كقنبلة متفجرة" لمصلحتهم الخاصة. ولم يتغير الحكام العملاء أيضاً، هم لا يأبَون أي مؤامرة للاحتفاظ بكراسيهم. والشعب أيضاً بقي في الوضع نفسه ولم يتغير فهو يتبع الأفكار المنحرفة التي يدعو إليها الكفار وعملاؤهم مثل "القومية". قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

أيها المسلمون: فكروا لماذا اتبعتم مؤامرة الحكام العملاء لخدمة الكفار في شهر رمضان المبارك؟ أيها المسلمون في طاجيكستان: أي خير انتظرتموه من رئيسكم الذي يستخدمكم في الحقول ويمنعكم من الصيام؟ أيها المسلمون في قرغيزستان هل تعتقدون أن حاكمكم الذي نهى عن الصلاة وأذن بالقِمار في رمضان يقودكم إلى الخير؟ يا شعب قرغيزستان! هل تعتقدون أن حكومة طاجيكستان قد اعتدت على الشعب القرغيزي فقط، بل إنها في الحقيقة كانت تقتل مئات الآلاف من الطاجيك أنفسهم. أيها المسلمون! لا تتوقعوا الرحمة من الكفار بالتوجه إلى روسيا أو الغرب لأنهم لن يرضوا عنكم حتى تتخلوا عن دينكم وتصبحوا عبيداً لهم.

أيها المسلمون! هل نسيتم أن سعادة العالمَين في الإسلام؟ ارجعوا إلى إسلامكم، الذي سيوحد قلوب الشعبين القرغيزي والطاجيكي كما وحد بين الأوس والخزرج.

بقلم: الأستاذ عبد الحكيم كاراهاني

No comments:

Post a Comment