Monday, December 29, 2014

خبر وتعليق: اعتناق الإسلام وقوة الإيمان



خبر وتعليق: اعتناق الإسلام وقوة الإيمان
(مترجم)

لقد حضرتُ صلاة الجنازة في الأشهر القليلة الماضية أكثر مما حضرت في أي وقت مضى. وهو تذكير بأن الحياة قصيرة وأن كل نفس ذائقة الموت. لقد كانت جنازات آباء بعضٍ من أصدقائي ومعارفي وبعض الذين قد اعتنقوا الإسلام. وممن قد اعتنقوا الإسلام أخت صينية تدعى عائشة وأخ آخر وقد كانت صلاة جنازتيهما في مسجد قريب. لقد تحدث أصدقاؤهم وعائلاتهم حول رحلتهم إلى الإسلام، وحول التغيرات المذهلة في شخصياتهم بعد دخولهم في الإسلام، وحول التزامهم وثباتهم على عبادة الله سبحانه وتعالى، عندها تجد في نفسك دهشة من قوة الإسلام وقدرته على صقل شخصيات هؤلاء الذين اعتنقوه بطريقة عميقة.
قد يجد الكثير من الذين ولدوا في عائلات مسلمة في بعض الأحيان صعوبة في تصور اعتناق الإسلام والدخول فيه. وينبغي أن يكون هذا الاعتناق ثابتًا في حياة المسلم، ويجب عليه العمل بشكل مستمر من أجل تهذيب دينه ليكون بحق عبدًا لله سبحانه وتعالى. ولا بد من العمل بوسائل مختلفة على اكتساب الوعي على الثقافة والأحكام الإسلامية، ولا بد أن نلاحظ ذلك بشكل دائم يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام ورمضان بعد رمضان. فنحن نسعى لتطوير جوانب شتى من حياتنا كوظائفنا وأعمالنا التجارية. فلماذا لا نسعى إلى أن نحيا حياة ترضي الله سبحانه وتعالى ونحن نعلم أن أفعالنا هي ما سترافقنا في الحياة الآخرة؟
ومثل هؤلاء الذين اعتنقوا الإسلام في هذا الزمان كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد اعتنق الإسلام رضي الله عنه وكان في حياته دليلًا على أن قوة الإيمان قادرة على تغيير الأفراد. وقبل الإسلام فقد وأد ابنته وأكل صنمه. ولكنه بعد الإسلام كان على النقيض من ذلك، فأصبح يمقت هذه الأفعال وكان من خيرة المؤمنين بالله سبحانه وتعالى. وتروى الروايات الكثيرة حول رحمته وعطفه وخوفه من الله. فكان رضي الله رفيقًا بالمسلمين وغير المسلمين، وبالإنسان والحيوان. حتى إنه كان يخشى أن يحاسبه الله إذا لم يسوِّ الطريق للدواب. سبحان الله الذي يغير القلوب وظروف الرجال
لقد شهدنا بعد الصحابة الكثير من الأفراد على مر العصور وحتى مؤخرًا قد تغيروا بفعل قوة الإيمان. وبعدة قليلة، ولكن مدفوعًا بقوة الإيمان قاتل عمر المختار الجيش الإيطالي في ليبيا. ونحن نشهد الكثير من الناس قد تغيروا بفعل قوة الإيمان والإسلام وقد أصبحوا شخصيات متميزة وحملة دعوة لخدمة الأمة.
ما هو قوام هذا التغيير في أي منا؟ ما الذي يجعلنا نشهد قوة الإيمان في حياتنا؟ ثلاثة أشياء تخطر على الذهن: التعلم والتفكير والعمل.
1. التعلم: التعلم باستمرار وتوسيع المعارف في مختلف مجالات الثقافة الإسلامية كالتفسير والسيرة وحياة الصحابة وجميع المجالات الأخرى. فإن هذه تشكل إلهامًا وتحفيزًا وتوجد فينا فهمًا أفضل وشوقًا لنوال رضوان الله وكيفية عبادته سبحانه وتعالى.
2. التفكير فيما نتعلمه: مقارنة وملاحظة مدى قرب فهمنا أو بعده، وشخصياتنا وأفعالنا عن شخصية المسلم المتميزة التي نتعلم أو نسمع عنها.
3. العمل: فبعد التفكير والنظر نتوصل إلى سلبياتنا، وعندها سنتمكن من إدراك كيف نصبح أزواجًا وآباء وأبناء وحملة دعوة أفضل... الخ. وبعد ذلك لا بد من القيام بأفعال محددة لتغيير أفعالنا وشخصياتنا.
وبهذا الشكل، إن شاء الله، سنتمكن جميعًا من أن نكون شخصيات تتجسد فيها قوة تغيير الإيمان والحفاظ على أن يقودنا هذا التغيير إلى أن نكون من خيرة عباد الله سبحانه وتعالى حتى اليوم الذي نلقاه فيه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
 07 من ربيع الاول 1436
الموافق 2014/12/29م

No comments:

Post a Comment