Monday, December 23, 2013

خبر وتعليق: قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر

خبر وتعليق: قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر

الخبر: نقلت وسائل الإعلام الهولندية المرئية والمقروءة والمسموعة يوم الخميس الماضي تصريحات للنائب خيرت فيلدرز المعروف بعداوته وحقده على الإسلام والمسلمين، تصريحات استفزازية للأمة الإسلامية بأكملها، أساء فيها إلى عقيدة الأمة، حيث قام بعرض علم السعودية الأخضر وحذف الشهادتين وكتب عليه "الإسلام كذب، محمد مجرم والقرآن سم".

التعليق: لم تكن هذه المرة الأولى التي يتهجم فيها هذا العتل الزنيم على عقيدة أمة المليار مسلم المنتشرين في كل زاوية من زوايا الكرة الأرضية دون أن يحسب لهم حسابا أو يلقي لهم بالا، ففي سنة 2008 قام هذا العتل بإنتاج فيلم "فتنة" الذي يحتوي على إساءة كبيرة لخير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفه بالإرهابي، وكانت ردة فعل المسلمين إزاء ذلك باهتة ضعيفة إلى درجة أنها فاجأت هذا العلج ومن يشد على يديه، فقد كانوا يتوقعون ردة فعل مزلزلة من قبل المسلمين وممن يسمون بحكام المسلمين، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث.
واليوم يعود هذا الأفاك الأثيم بإساءة أخرى بل هجوم واعتداء صارخ على عقيدة المسلمين يتطاول فيها على ديننا وإسلامنا ويصف نبينا بالمجرم مع أنه الرحمة المهداة للبشرية جمعاء، ويصف قرآننا كتاب ربنا بأنه سم مع أنه الحق المبين والهدى والنور يهدي الله به من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه إلى طريق مستقيم، ولا يظنن أحد أن تكون إساءته هذه هي الأخيرة طالما أن الرد لن يتعدى الشجب والاستنكار ومقاطعة الحليب والجبن والبقر الهولندي، سيستمر هذا المسلسل حتى يتخذ إزاء الإساءات ومن وراءها الإجراء الصحيح الذي يخرس الألسنة التي تتطاول على ديننا ومقام نبينا، وقد قيل وصدق من قال "من أمن العقوبة أساء الأدب" وهؤلاء القوم ما أساؤوا الأدب إلا لما علموا أن لا معتصم في الأمة ولا هارون يقرع آذانهم بقوله: الرد ما سترونه لا ما ستسمعونه.
نقل الإمام عياض في كتاب الشفاء أن هارون الرشيد سأل الإمام مالكا في رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر له أن فقهاء العراق أفتوه بجلده، فغضب الإمام مالك وقال: يا أمير المؤمنين، ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها! من شتم الأنبياء قتل ومن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلد".
هذا هو الإجراء الصحيح الذي يرضي الله ورسوله حيال كل من يسول له شيطانه في أن يقلل أدبه مع الله ورسوله، وهذا ما طبق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما سار عليه خلفاء الأمة من بعد، ولذلك كانت حالات الإساءة إلى دين الله وكتابه ورسوله قليلة بل نادرة، وأما في غياب الإمام الجُنّة فقد تجرأت الكلاب والذئاب واستأسدت الفئران، ولا يكاد يمر يوم دون أن يتعرض فيه أحد الحاقدين إلى ديننا، مما يزيد يقيننا في أن الإسلام والسلطان أخوان توأمان، لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه، فالإسلام أس والسلطان حارس، وما لا أس له فمنهدم وما لا حارس له فضائع. وفي هذا دعوة للمسلمين جميعا لأن يعملوا معنا لإقامة دولة الخلافة التي ستنتصر لنبيها ودينها.
وأخيرا نبشر هؤلاء الحاقدين ببشرى ستسوؤهم، ألا وهي قول المولى عز وجل:
﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
 21 من صـفر 1435
الموافق 2013/12/24م

No comments:

Post a Comment